أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر يونيو 2022م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلِّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي.
في الشأن الداخلي، تناول التقرير أربعة محاور، خُصِّصَ الملف الآيديولوجي لمناقشة محاولات رجال الدِّين للظهور بمظهر المُدافع عن الشعب في ظل الانتقادات التي يتعرض لها النظام، وإرسال رسائل طمأنة إلى حواضنهم الشعبية. كما ناقش مساعي هيئة الأمر بالمعروف للنفوذ والهيمنة واستعادة مكانتها في عهد الرئيس إبراهيم رئيسي.
وفي الملف السياسي، جرى تناول دور الاحتجاجات وكثرة الانتقادات في الإطاحة بأول وزير في حكومة رئيسي، ثم تعديل قانون حمل الأسلحة الذي يُتوقع أن يضفي الشرعية على النظام الإيراني لقمع المحتجّين.
أمّا الملف الاقتصادي فقد ناقش محورين أساسيين، هما: أبرز تطوّرات الأداء الاقتصادي للحكومة الإيرانية، واتفاقيات التعاون الموقعة مؤخرًا بين إيران وعدد من الدول، فيما ناقش الملف العسكري موضوعين رئيسيين، هما: اشتعال الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل، والتغييرات الواسعة التي طالت قيادات باستخبارات الحرس الثوري.
أما الملف العربي فقد ناقش، أربعة محاور رئيسية، خُصِّص الأول منها للحديث عن التفاعلات الخليجية-الإيرانية، وذلك عبر تناول الانعطافة الأمريكية في عَلاقاتها مع دول الخليج، ثم زيارة رئيس الوزراء العراقي لكل من جدة وطهران. وتطرَّق المحور الثاني للتفاعلات الإيرانية اليمنية عبر مناقشة دلالات جولة مجلس القيادة الرئاسي اليمني لبعض الدول العربية، وعودة «الحوثيين» لاستقطاب الأطفال عبر المراكز الصيفية.
وتحدث المحور الثالث عن عَلاقات إيران والعراق في 4 قضايا رئيسية، هي: الانسداد السياسي وانسحاب الصدر من العملية السياسية، الأهداف الخفية لانسحاب الصدر من العملية السياسية، تأثير انسحاب الصدر على خريطة التحالفات الشيعية، وأخيرًا مستقبل التيار الصدري في الحياة السياسية العراقية، فيما خُصِّص المحور الرابع للحديث عن التفاعلات الإيرانية-السورية، وذلك تحت ثلاثة عناوين، هي: دلالات تغيُّر الموقف الإيراني من العملية التركية بسوريا، وقصف إسرائيل لمطار دمشق الدولي والرسائل الموجهة إلى إيران، والدور الإيراني في إعادة التقارب بين حركة حماس ودمشق.
واستعرض الملف الدولي، التفاعلات الإيرانية مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا. في ما يتعلق بالعَلاقات الأمريكية الإيرانية، جرى الحديث عن ثلاثة محاور، هي: الخلافات النووية وفشل مفاوضات الدوحة، تكثيف العقوبات الأمريكية، والمواجهة الإقليمية والدولية المتصاعدة ضد إيران. وحول العَلاقات الإيرانية-الأوروبية، جرى رصد أهمّ التفاعلات بين الجانبين خلال شهر يونيو، المتمثلة في استمرار الخلاف اليوناني-الإيراني على سفن الشحن، والاتفاق بين طهران وبروكسل، الذي قد يفضي إلى إطلاق سراح دبلوماسي إيراني، والحكم على فرنسي بالسجن 8 سنوات بتهمة التجسس، وأخيرًا الوساطة الأوروبية لاستئناف المفاوضات النووية.