أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر يوليو 2022م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي.
في الشأن الداخلي، تناول التقرير أربعة محاور، خُصِّصَ الملف الآيديولوجي لمناقشة إستراتيجية مواجهة الإرهاب في خطاب القادة المشاركين في «قمة جدة» المنعقدة بيوليو 2022م، فضلًا عن استمرار مشكلة الحجاب في إيران وتفاقمها، وموقف السلطة منها.
وفي الملف السياسي، جرى تناول ردود الفعل الداخلية الإيرانية من «قمة جدة» ومخرجاتها، وكذلك «قمة طهران» ودلالات توقيتها.
أمّا الملف الاقتصادي فقد ناقش محورين أساسيْن، هُما: البُعد الاقتصادي لإيران ما بين قمتَي «جدة» و«طهران»، وحدود المكاسب والخسائر الاقتصادية الإيرانية من القمتين، فيما ناقش الملف العسكري موضوعين رئيسيْن، هما: الإعلان الأمريكي-الإسرائيلي لكبح طموحات إيران النووية، ثُم أجاب عن سؤال حول ما يمكنُ أن تحققه صفقة الطائرات المسيرة الإيرانية إلى روسيا؟.
أما الملف العربي فقد ناقش، أربعة محاور رئيسية، خُصِّص الأول منها للحديث عن التفاعلات الخليجية-الإيرانية، وذلك عبر تناول «قمة جدة» وتحديات المرحلة، ثُم نتائج وردود الأفعال الإيرانية حول القمة. وتطرَّق المحور الثاني للتفاعلات الإيرانية-اليمنية عبر مناقشة ملامح حضور الملف اليمني في «قمة جدة»، وموقف مجلس القيادة الرئاسي اليمني من هذه القمة.
وتحدث المحور الثالث عن عَلاقات إيران والعراق في 6 قضايا رئيسية، وهي: مشاركة الكاظمي في «قمة جدة» وأزمات الداخل العراقي، ومضمون التسريبات وموقف الصدر، وخلفيات الصراع بين الصدر والمالكي، وتوقيت ودلالات أزمة التسريبات، وتداعيات التسريبات على أزمات الداخل، وأخيرًا الأطراف المحتمَل وقوفها وراء التسريبات، فيما خُصِّص المحور الرابع للحديث عن التفاعلات الإيرانية-السورية، تحت عنوانين: الأجندة السورية في القمة الرئاسية للدول الضامنة لمسار «أستانة» في طهران، ومناقشة الوضع الأمني على الحدود السورية-الأردنية في «قمة جدة للأمن والتنمية».
واستعرض الملف الدولي، التفاعلات الإيرانية مع كُل من الولايات المتحدة وأوروبا. في ما يتعلق بالعَلاقات الأمريكية-الإيرانية، جرى الحديث عن ثلاثة محاور، هي إعلان القدس والتنسيق الأمريكي-الإسرائيلي بشأن إيران، و«قمة جدة» وطمأنة الحلفاء، وكذلك «قمة طهران» وموازنة التحركات الأمريكية. وفيما يتعلق بالعلاقات الأوروبية-الإيرانية، جرى رصد أهمّ التفاعلات بين الجانبين خلال شهر يوليو، المتمثلة في مصادقة بلجيكا على تشريع مُثير للجدل حول تبادُل السجناء مع إيران، والقلق الأوروبي من مصير المفاوضات النووية، والتحذيرات الفرنسية لإيران من نفاد الوقت.