أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهرَي أكتوبر ونوفمبر 2022م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام رئيسية، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي.
في الشأن الداخلي، تناول التقرير خمسة ملفات، خُصِّصَ الملف الأيديولوجي لمناقشة تبرير خطباء الجمعة للعُنف الذي تمارسه السلطات الإيرانية ضد المحتجين، وانتقاد أهل السنّة لهذا العُنف.
في الملف السياسي جرى تناول استمرار الاحتجاجات لنحو ثلاثة أشهُر رغم القمع، وتعامل النظام الإيراني مع المحتجين، وانعكاسات الاحتجاجات على الأمن الداخلي والرموز الدينية، وأخيرًا انتقادات «الإصلاحيين» في الداخل وتعاظم دور المعارضة الخارجية. أما الملف الاقتصادي فقد جرى تخصيصه لمناقشة الأسباب الحديثة والقديمة لتراجع العملة الإيرانية أمام الدولار، والتداعيات المستقبلية لهذه الآثار، فيما ناقش الملف العسكري ثلاثة عناوين رئيسية، هي: استعراض القوة العسكرية بين إيران وأذربيجان، والرهان الإيراني على الصواريخ والأقمار الصناعية، والقصف بالمسيرات والصواريخ على شمال العراق. أما الملف الاجتماعي فقد جرى تخصيصه لمناقشة دور شرطة الأخلاق وتدبير الفضاء العام في إيران والجيل الجديد في إيران ودوره في الاحتجاجات.
أما الشأن العربي فقد ناقش، ثلاثة ملفات رئيسية، جرى تخصيص الأول منها للحديث عن التفاعلات الخليجية-الإيرانية، وذلك تحت عنوانين رئيسين، هما: التهديدات الإيرانية للمملكة، وعودة الاهتمام الدولي بتأمين إمدادات الطاقة ضد التهديدات الإيرانية، فيما تطرَّق الملف الثاني إلى التفاعلات الإيرانية-اليمنية عبر تناول أبعاد التصعيد الحوثي واستهداف المنشآت النفطية في اليمن، ودلالات تصنيف جماعة الحوثي منظمة إرهابية من قِبل مجلس القيادة الرئاسي، والموقف الدولي والأممي من التصعيد الحوثي الإرهابي. وخُصص الملف الثالث للحديث عن التفاعلات الإيرانية-السورية، وذلك تحت ثلاثة مواضيع، هي: عودة حركة «حماس» إلى دمشق والمساعي الإيرانية وراء هذه العودة، والاستهداف الإيراني والتركي للأكراد شمالي سوريا والعراق، وعودة عمليات الاغتيالات الإسرائيلية لقادة إيران في سوريا.
واستعرض الشأن الدولي، الشأن الدولي التفاعلات الإيرانية مع كل من الولايات المتحدة وأوروبا. في ما يتعلق بالعَلاقات الأمريكية-الإيرانية، جرى الحديث عن التفاعلات بين البلدين في ثلاثة مواضيع، هي: المفاوضات المتعثرة والتخفيض الإيراني للالتزامات النووية، وكذلك التوجُّه الأمريكي لتكثيف العقوبات ودعم الاحتجاجات، وأخيرًا تعزيز الولايات المتحدة لقوة الردع الإقليمية والمحاولات الإيرانية لموازنة الضغوط. وحول العَلاقات الإيرانية-الأوروبية جرى رصد أهم التفاعلات بين الجانبين خلال شهرَي أكتوبر ونوفمبر 2022م، المتمثلة في ردود الفعل الأوروبية تجاه الاحتجاجات في إيران، فضلًا عن تنامي القلق من البرنامج النووي والأسلحة الإيرانية.
