أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر يناير 2023م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على قسمين رئيسَيْن، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن الخارجي الإقليمي والدولي.
في الشأن الداخلي ناقش تقرير الحالة الإيرانية لشهر يناير 2023م خمسة ملفات أساسية، في الملف السياسي جرى تناول دور تنامي السخط الشعبي ودوره في تعميق أزمة الشرعية التي يواجهها النظام الإيراني، والتي أخذت طابعًا جديدًا في الفترة الأخيرة بعدما دعا مسؤولون سابقون وإصلاحيون لتغيير النظام. في الملف الاقتصادي جرى الحديث عن مشروع الموازنة للعام الإيراني الجديد، الذي يبدأ في 21 مارس 2023م، وسوف تجري الإجابة في هذا التقرير عن عدد من الأسئلة من قَبيل أولويات النظام في ظل أوضاع الداخلية التي يمر بها، وكيف ستدبر الحكومة إيرادات الموازنة الجديدة. في الملف العسكري جرى التطرق إلى دور الشراكة الدفاعية الإيرانية مع روسيا، وتداعياتها المحتملة على الأمن الإقليمي والعالمي، فضلًا عن المكاسب إلى سوف تجنيها إيران من هذه الشراكة، لا سيما في ما يتعلق بحصولها على بعض الطائرات المقاتلة الروسية. الملف الأيديولوجي ناقش الانتقادات التي يوجهها رجل الدين السنّي مولوي عبد الحميد إلى السياسات الأمنية للنظام الإيراني، فضلًا عن الحملات التي تشنّها الصحف المقربة للنظام ضد مولوي لتشويهه أمام الرأي العام الإيراني. الملف الخامس في الشأن الداخلي هو الملف الاجتماعي، وفيه جرى تناول دور الأوضاع المعيشية الصعبة في بروز بعض الظواهر الخطيرة على المجتمع الإيراني كالهجرة والانتحار.
الشأن الخارجي يتضمن العلاقات والتفاعلات الإيرانية مع المحيطين العربي والدولي، فعلى المستوى العربي شكلت الدول الخليجية ممثلة في كل من قطر وسلطنة عمان بابَ أمل بالنسبة إلى إيران لكونهما تبذلان جهودًا كبيرة لتقريب وجهات النظر بين إيران والدول الغربية، سواء في ما يتعلق بالمفاوضات النووية أو مناقشة التوتر الذي طرأ على العلاقة بين الطرفين جراء الاتهامات الغربية لإيران بدعمها لروسيا في حربها مع أوكرانيا. حول العراق، نوقشت الملامح الداخلية والخارجية لسياسة رئيس الوزراء العراقي الجديد تجاه إيران، ودوافعه الداخلية والخارجية لاتباع سياسة التوازن، فضلًا عن التحديات التي تواجه طريقه في المضيّ قدمًا في سياسة التوازن. وحول سوريا، تناولنا جولة وزير الخارجية الإيراني إلى كل من لبنان وسوريا وتركيا والرسائل الإيرانية من هذه الجولة. أما اليمن فقد جرى التطرق إلى الجولة الجديدة من مباحثات السلام التي ترمي إلى إنهاء الأزمة اليمنية، والموقف الحوثي من الجهود الدولية لإحلال السلام في اليمن.
أمّا على مستوى الدولي، فقد نوقش تراجع الجهود الدبلوماسية الخاصة بإحياء الاتفاق النووي وعودة الولايات المتحدة لاتباع سياسة الضغوط والردع والعقوبات، وذلك عبر 3 مسارات، هي: دعم الاحتجاجات الداخلية، واستهداف مصانع الطائرات المسيرة، واستهداف صناعة النفط الإيرانية. أما في ما يتعلق بالعلاقات الأوروبية-الإيرانية، فقد نوقش التدهور الكبير الذي شهدته العلاقة بين الجانبين، واتجاه الدول الأوروبية لفرض عقوبات على الحرس الثوري، نتيجة للقمع العنيف الذي مارسه النظام الإيراني ضد المحتجين واستمراره في تقديم الدعم لروسيا في حربها ضد أوكرانيا.
