أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهري فبراير ومارس 2023م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على قسمين رئيسَيْن، يهتم القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن الخارجي الإقليمي والدولي.
في الشأن الداخلي ناقش تقرير الحالة الإيرانية لشهري فبراير ومارس 2023م، 5 ملفات أساسية، ففي الملف السياسي تمَّ تناول ظاهرة تسمم طالبات المدارس والروايات حول الأطراف المتورطة، فضلًا عن تضارب المواقف الرسمية حول اعتقال الجهات المنفّذة. كما سيتمُ تناول ردود الفعل الإيرانية حول اتفاق عودة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران. في الملف الاقتصادي، تمَّ مناقشة التغيرات غير المسبوقة في قيمة العملة الإيرانية، وأسباب التراجع المستمر في قيمتها ما بين المؤثرات الداخلية والخارجية، وكذلك تطور سعر صرف الدولار أمام التومان الإيراني في 44 عامًا منذ ثورة 1979م، كما تمَّ تناول التداعيات الاقتصادية لتذبذبات أسعار الصرف وتأثير الاتفاق الإيراني-السعودي على ذلك. في الملف العسكري سيتمُ التطرق لسياسة التصعيد المتبادل التي تنتهجُها كُلٌ من إيران والولايات المتحدة في سوريا، وإدراج الولايات المتحدة المزيد من الكيانات الإيرانية في قوائمها السوداء، وأخيرًا سيتمُ مناقشة التعاون العسكري بين إيران وروسيا. الملف الأيديولوجي سيناقشُ حياد الحوزة وترهيب علماء أهل السنّة، إضافةً لموقف رجال الدين من الاتفاق الإيراني-السعودي. الملف الاجتماعي، وفيه سيتمُ مناقشة موقف المجتمع الإيراني من الاتفاق بين السعودية وإيران، وعيد النوروز والصراع حول الفضاء العام في إيران.
الشأن الخارجي يتضمَّن العلاقات والتفاعلات الإيرانية مع المحيطين العربي والدولي، فعلى المستوى العربي، كانت الدول الخليجية وإيران محط أنظار العالم خلال الفترة الأخيرة بعدما دخلت الصين على خط الوساطة بين طهران والرياض، ومن ناحيةٍ أخرى طرأت بعضُ المستجدات حول الوساطة الخليجية في الملف النووي الإيراني. حول العراق، تمَّت مناقشة تداعيات الاتفاق السعودي-الإيراني على الملف العراقي ودلالات زيارتَي وزيري الخارجية السعودي والإيراني للعراق. وحول سوريا تناولنا الزخم الدبلوماسي العربي حول سوريا، وتداعيات الاتفاق السعودي-الإيراني على الملف السوري. أما اليمن، فقد تمَّ التطرق لموقف النظام الإيراني من الأزمة اليمنية بعد الاتفاق مع السعودية، وكذلك موقف الحكومة اليمنية والميليشيات الحوثية من الاتفاق.أما على مستوى الدولي، فقد تمَّت مناقشة الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران لتبادل الأسرى بين البلدين وكذلك عودة الولايات المتحدة الأمريكية لممارسة سياسة الضغوط ضد إيران. كذلك تمَّ تخصيص مساحة للحديث عن الموقف الأمريكي من الوساطة التي قامت بها الصين بين السعودية وإيران. أما فيما يتعلق بالعلاقات الأوروبية-الإيرانية، يناقش التقرير تراجُع العلاقات بين الطرفين بسبب انتهاكات إيران لحقوق الإنسان ودعمها العسكري لروسيا في حربها ضد أوكرانيا، وتنامي الخلافات مع دول الترويكا الأوروبية مع إيران جول برنامجها النووي.
