أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهري نوفمبر وديسمبر 2023م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام، الأول: تطورات الشأن الداخلي الإيراني، والثاني: التفاعلات الإيرانية-العربية، والثالث: علاقات إيران بالقوى الإقليمية والدولية.
فيما يخص تطورات الشأن الداخلي الإيراني، شهدت إيران داخليًّا عديدًا من التطورات على المستويات السياسية والاقتصادية والأيديولوجية، ويمكن رصد أبرز التطورات هذه على مستويات خلال شهري نوفمبر وديسمبر 2023م، من خلال تناول القضايا التالية: صفقات شاي مشبوهة تكشف عن فساد مالي بمليارات الدولارات، تداعيات الأداء الاقتصادي في 2023م.. أزمات اقتصادية وتحديات معيشية، سخط شعبي إيراني من تزايد أعداد المهاجرين الأفغان، الحوزة والمسألة الفلسطينية: شرعية الداخل وبراغماتية الخارج.
وحول التفاعلات الإيرانية مع بعض دول العالم العربي مثل دول الخليج العربي والعراق وسوريا، شهدت تطورات مهمة، خصوصًا بعد التأكيدات الروسية ضرورة إحالة قضية الجُزُر الإماراتية الثلاث إلى محكمة العدل الدولية لحلها وفقًا للشرعية الدولية، واستمرار المليشيات الموالية لإيران في استهدافها الأهداف الأمريكية بالعراق، فضلًا عن مقتل قيادي بالحرس الثوري في سوريا وعودة التوتر على الحدود السورية-الأردنية، وهو ما سوف يجري تناوله على النحو التالي: الإدراك الإيراني للعلاقات الخليجية والقوى الكبرى، عودة التوتر من جديد بفعل الهجمات الميليشياوية للأهداف الأمريكية بالعراق، ارتدادات استمرار حرب غزة على المشهد السوري.
وحول علاقات إيران بالقوى الإقليمية والدولية، شهدت العلاقات الأمريكية الإيرانية تصاعدًا ملحوظًا في التوتر بعد اندلاع الحرب في غزة، لا سيما بعدما أعادت واشنطن من جديد وضع منطقة الشرق الأوسط ضمن أولوياتها، وما صاحب ذلك من إجرائها تغييرات إستراتيجية في ما يتعلق بانتشار قواتها في المنطقة. هذا الوضع أثار قلق إيران التي تنظر إلى هذه العودة الأمريكية على أنها تهديد لمكتسباتها وإمكانية الحد من نفوذها مستقبلًا.
في هذه الفقرة سنناقش الملف التالي: اتجاهات العلاقات الأمريكية-الإيرانية بعد حرب إسرائيل على غزة.