أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر فبراير 2024م، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا للفترة الزمنية محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسام، الأول: تطورات الشأن الداخلي الإيراني، والثاني: التفاعلات الإيرانية-العربية، والثالث: علاقات إيران بالقوى الإقليمية والدولية.
فيما يخص تطورات الشأن الداخلي الإيراني، شهد الداخل الإيراني خلال شهر فبراير 2024م عديدًا من التطورات على المستويات السياسية والعسكرية والاجتماعية والأيديولوجية، ويمكن رصد أبرز هذه التطورات من خلال تناول القضايا التالية: انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء: انحسار غير مسبوق في نسبة المشاركة، إيران تزوّد روسيا بمئات الصواريخ الباليستية، الهجرة قضية متنامية في إيران، الحوزةُ والانتخابات.
بينما شهدت التفاعلات الإيرانية مع بعض دول العالم العربي تطورات مهمة، فالاتفاق السعودي- الإيراني أكمل عامه الأول، وبدا واضحًا أن الطرفين يرجّحان التعاون وإدارة الأزمات بالأدوات الدبلوماسية. وفي الساحة العراقية انخفضت هجمات المليشيات الموالية لإيران ضد الأهداف الأمريكية. وفي سوريا تتجه إيران إلى مد نفوذها الاقتصادي في هذا البلد عبر تنفيذ سلسلة من الاستثمارات الإستراتيجية.
وسوف نتناول التفاعلات الإيرانية مع هذه الدول العربية من خلال المحاور التالية: العلاقات الخليجية-الإيرانية بعد عام على اتفاق بكين، انخفاض الهجمات المليشياوية ضد الأهداف الأمريكية في الساحة العراقية، إيران واستمرار جدلية الاستحواذ الاقتصادي في سوريا.
وحول علاقات إيران بالقوى الإقليمية والدولية، على مستوى العلاقات الإيرانية مع القوى الدولية، فإن تداعيات حرب غزة واستمرار أزمة البرنامج النووي لا تزال تُلقي بظلالها على العلاقة بين طهران وواشنطن، لكن على الرغم من الخطاب العدائي والهجمات والاتهامات المتبادلة والعقوبات، ما يزال الجانبان حريصين على عدم الوصول إلى مواجهة واسعة النطاق، وعلى مستوى التفاعلات الإيرانية مع الولايات المتحدة من خلال المحور التالي، رغم التوترات لا ترغب الولايات المتحدة وإيران في مزيد من التصعيد.
