أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر أكتوبر 2019، مقدِّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا خلال الفترة الزمنية محلّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على 3 أقسام رئيسية، يهتمّ القسم الأول بالشأن الداخلي الإيراني، في حين يتناول القسم الثاني تفاعلات إيران مع العالم العربي، أمّا القسم الثالث فيرصد الحراك الإيراني على الصعيد الدولي، في إطار العلاقات الإيرانيَّة مع الدول الكبرى. على الصعيد الداخلي، وعلى المستوى الآيديولوجي، عمدت القيادات الدينية إلى الاستناد إلى آراء فقهية ترفض الخروج على الحاكم والتظاهر ضدّه، وتتّهم المحتجّين بالعمالة وتلقِّي الدعم الخارجي. وعلى المستوى السياسي، تصاعدت الترتيبات السياسية مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وتعالت المخاوف من مبالغة مجلس صيانة الدستور في قراراته الإقصائية باستبعاد أعداد كبيرة من المتقِّدمين للترشُّح تحت دعاوى عدم كفاية الولاء.
وعلى المستوى الاقتصادي، كانت لتصريحات الرئيس حسن روحاني عن تحسُّن مؤشِّرات الاقتصاد في 2019 أصداء واسعة داخليًّا وخارجيًّا، كونها تغاير ما يشعر به المواطن الإيراني، وما هو متوقَّع عالميًّا، بسبب العقوبات الأمريكية. وعلى المستوى العسكري، تسعى إيران لعقد اتفاقات لاستيراد كمِّيات ضخمة من الأسلحة ترقُّبًا لمرور السنة الخامسة على توقيع الاتفاق النووي في أكتوبر المقبل، وبالتالي رفع الحظر عن تصدير السلاح. وعلى صعيد تفاعلات إيران مع العالم العربي، بات المشروع الإيراني محاصَرًا بعدما انتفض الشعبان العراقي واللبناني طيلة أكتوبر، ضد ما وُصِف بالسيطرة الإيرانية على المعادلة العراقية واللبنانية. وجاءت الضربة لإيران قاسية وموجعة من أبناء «الظهير الشيعي للمشروع الإيراني التوسُّعي»، جعلت المرشد علي خامنئي يصف الاحتجاجات بالفوضى. وعلى الصعيد الدولي، نفَّذت الولايات المتحدة في الفترة محل الرصد سلسلة جديدة من العقوبات، تتّسم بالدقَّة وتتبُّع مصادر غسل الأموال وتهريب النفط وقطاع الإنشاءات. في المقابل، نشطت الوساطات الدولية لنزع فتيل حرب الشرق الأوسط بعد الهجوم على منشآت أرامكو، وكانت زيارة رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لكل من إيران والسعودية في ذلك الإطار.
