صدر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، كتاب «الاحتجاجات الفئوية والتعبئة الاجتماعية في إيران»، الذي تناول المجتمع والدولة في إيران معرِّجًا على أسبابها، إذ يشهد الداخل الإيراني عملية تعبئة اجتماعية واسعة ومتواصلة تعكس بدورها حالة الإحباط العامّ والتوتُّر المجتمعي العميق. ويشير الكتاب إلى خلوّ المجال العام الإيراني حتى عقدين بعد الثورة من الفاعلين الاجتماعيين والسياسيين بخلاف النخبة الحاكمة من المحافظين والإصلاحيين الذين يتبادلون الأدوار داخل النظام السياسي.
ويعتقد المؤلف أن هذا الغياب للقوى الفاعلة خلال العقدين اللذين أعقبا الثورة مرتبط بعديد من الظواهر التي تشارك فيها إيران عديدًا من الأنظمة السلطوية، من قبيل الطبيعة الاستبدادية ووجهها الديني الراهن في إيران، والطائفية، والصراع العرقي، الذي تتشبع به الثقافة السياسية الإيرانية، والصراعات المفتوحة بالداخل ومع دول الجوار والعالم.
ويستشرف الكاتب مستقبل التعبئة الاجتماعية في إيران من خلال عدة سيناريوهات، في ظلّ تحوُّلات العملية الاحتجاجية، أهمُّها اتساع نطاقها من جانب، وتطوُّرها النوعي بالتحول من طابعها الفئوي إلى طابع أكثر عمومية وتضامنية وتشبيكًا، نتيجة كثرة عدد الفئات المتضررة، في مقابل عجز النظام عن تقديم حزمة إجراءات واضحة لمعالجة الأزمة.