أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقريرَ الحالة الإيرانية لشهر يوليو 2021م، مقدّمًا للقارئ عمومًا، والباحث خصوصًا، وصفًا دقيقًا خلالَ الفترة الزمنيَّة محلَّ الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعُلاتها المختلفة. ويشتمل التقرير على ثلاثة أقسامٍ رئيسية، يهتمُّ القسم الأول بالشّأن الداخلي الإيراني، والثاني بالشأن العربي، والثالث بالشأن الدولي. وفي الشأن الداخلي، مثَّلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية الحدث الأبرز خلال الشهر محل الرصد، إذ فتحت النقاش حول جوانب الأزمة كافةً التي تمر بها إيران على جميع الأصعدة الداخلية والخارجية.
وفي الشأن الداخلي وعلى الصعيد الأيديولوجي، تطرق التقرير إلى احتماليَّة تخطيط النظام الإيراني لتأسيس حشد شيعي في أفغانستان، على غرار الحشد الشعبي في العراق والجماعات الشيعية المُسلَّحة في سوريا ولبنان. وفي الملف السياسي أشار التقرير إلى ما شكَّله فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسيَّة من فُرصةٍ جديدة للمرشد علي خامنئي لتصعيد أحد المقرَّبين منه لرئاسة السُّلطة القضائية، وهو غلام حسين محسني إجئي. وعلى الصعيد الاقتصادي، تناول التقرير الأهمِّية الاقتصادية لإقليم الأحواز الذي يُعَدّ الرافد الرئيسيَّ للاقتصاد الإيراني، إذ يشهد الإقليم احتجاجات متصاعدة على خلفية نقص المياه، تعامل معها النظام الإيراني بعُنف أدَّى إلى خروج احتجاجات مؤيِّدة في عددٍ من المحافظات الإيرانية. وعلى المستوى العسكري، لفت التقرير إلى محاولات القوّات البحرية رفع قُدراتها الدفاعيَّة والقتاليَّة، إلا أنه يبدو أنَّ الصعوبات الاقتصادية شكَّلت عائقًا أمام تحقيق خططها المستقبلية.
وفي الشأن العربي وعلى صعيد التفاعلات الإيرانية-الخليجية، تناول التقرير إعلان موسكو نيَّتها عرض نسخةٍ محدَّثة حول مفهومها للأمن الجماعي في منطقة الخليج العربي تمكّن من مناقشة مباعث القلق الغربيَّة والإقليميَّة إزاء إيران، بما في ذلك برنامجها الصاروخي والمشكلات الإقليميَّة.
وعلى مسرح التفاعُلات الإيرانية-اليمنية، استعرض التقرير محاولات الحوثيين إفشال جميع الجهود الأُمَمية والدولية لإحلال السَّلام في اليمن. وفي ما يتعلَّق بالتفاعلات الإيرانية-العراقية، استعرض التقرير أيضًا التصعيد الإيراني الميليشياوي ضدّ أهداف أمريكية. وعلى مستوى الوجود الإيراني في سوريا، أشار التقرير إلى الضربات الإسرائيلية لمواقع تابعة للميليشيات، التي اعترضتها هذه المرَّة الدفاعات السورية-الروسية. وفي الشأن الدولي، بحث التقرير طلب إيران من الوُسطاء الأوروبيين تأجيل المفاوضات غير المباشرة في فيينا مع الولايات المتحدة إلى حين تشكيل الحكومة الإيرانية الجديدة.