أكَّدت تقارير أنَّه لم يتِم بعد إيداع رواتب الموظَّفين والمتقاعدين في بعض المؤسَّسات الحكومية عن الشهر الماضي، وهو أوَّل شهر عمل لحكومة إبراهيم رئيسي. وفي شأن داخلي آخر، أرسلت مجموعة القرصنة الإلكترونية «عدالت علي» لموقع «إيران انترناشونال»، مقاطع فيديو جديدة تحتوي على ضرب وسبّ السُجناء على يد ضُبّاط سجن إيفين، بالإضافة إلى صور عن محاولة انتحار عدد من السُجناء. وعلى صعيد الافتتاحيات، استغربت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، من دعم بعض المسؤولين الإيرانيين لحركة طالبان، وطالبت بالتالي بدعم الشعب الأفغاني وليس «طالبان». وطرحت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، ثلاثة سيناريوهات أمام الاقتصاد الإيراني، خلال الأداء المُرتقب لحكومة إبراهيم رئيسي.
«آرمان ملي»: دعم الشعب الأفغاني بدلًا من «طالبان»
يستغرب الأستاذ الجامعي صادق زيبا كلام، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، من دعم بعض المسؤولين الإيرانيين لحركة طالبان، ويطالب بالتالي بدعم الشعب الأفغاني وليس «طالبان».
تذكر الافتتاحية: «يبدو أنَّ بعض المسؤولين في إيران قد تجاوزوا الخجل، ويدعمون طالبان بقوَّة. بعبارة أُخرى، إنَّ دعمهم لـ طالبان يتعلَّق في الغالب بمهاجمة الغربيين، لا سيّما الأمريكيين. كأنَّ الأمريكيين والغربيين هم المسؤولون عن حصول كُلّ المصائب، التي حلَّت منذ الآن على الشعب الأفغاني مع وصول طالبان إلى كابول. وبدلًا من أن يتطرَّقوا إلى الحقائق ويقولون إنَّ كارثة الشعب الأفغاني ستكون من الآن فصاعدًا مع حُكم طالبان، فقد أمسكوا بتلابيب الآخرين أنَّكم أنتم وحلف الناتو والبريطانيين تسبَّبتم في بؤس الشعب الأفغاني. بينما يمكن إجراء استطلاع رأي بسيط، وسؤال الشعب الأفغاني عمَّا إذا كان يريد أن تحكُم طالبان بلده؟ يجب أن تكون نتيجة الاستفتاء سواءً بنعم أو لا درسًا لأولئك الذين يدعمون طالبان؛ لأنَّ كثيرًا من الشرائح والطبقات التي تسكُن المدن والمتعلِّمة في أفغانستان على الأقلّ لا تدعم طالبان. لا شكَّ أنَّ أداء الأمريكيين في قرار تسليم كابول بالكامل لـ طالبان تعرَّض لاعتراضات وانتقادات واسعة. وفي الولايات المتحدة نفسها، لم يؤيِّد أيّ تيّار حكومة بايدن وقراره. هناك انتقادات كثيرة للغاية من جانب الجمهوريين والديمقراطيين، والكثير من الصُحُف والكونجرس ضدّ قرار بايدن. لا أحد يقول إنَّ الأمريكيين قاموا بعمل مُحبَّذ جدًّا في تسليم كابول لـ طالبان. لكن القضية الأساسية، هي هيمنة وسيطرة أيديولوجية طالبان على أفغانستان. حتى لو نجحت طالبان، وحطَّمت كُلّ المقاومة العسكرية. حتّى لو أجبرت طالبان كُلَّ أفغانستان على الاستسلام عمليًا، فإنَّنا نعلم أنَّ عمليات قتل واسعة ستحدُث. لكن الحقيقة هي أنَّه إذا أرادت طالبان مواصلة سياساتها خلال العشرين عامًا الماضية، فإنَّ أيّامًا مريرة في انتظار الشعب الأفغاني. من الأفضل أن يدعم المتطرِّفون الشعبَ الأفغاني، بدلًا من أن يدعموا المتطرِّفين الآخرين الذين يُطلَق عليهم اسم طالبان؛ لأنَّه من حقّ الشعب الأفغاني أن يختار نوع الحُكم الذي يريده، والأشخاص الذين يحكمونه. ستكون طالبان بالتأكيد جزءًا من مستقبل أفغانستان، لكن لا ينبغي من خلال دعم هذه الجماعة، وضعُ مصير أفغانستان بأيديهم. بل يجب تهيئة الظروف كي يختار الشعب الأفغان حُكمه بحرِّية كاملة، وأن يتمتَّع بالحرِّيات الاجتماعية، كما في السابق».
«ستاره صبح»: ثلاثة سيناريوهات أمام الاقتصاد الإيراني
تطرح افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها الخبير الاقتصادي محمد طبيبيان، ثلاثة سيناريوهات أمام الاقتصاد الإيراني، خلال الأداء المُرتقب لحكومة إبراهيم رئيسي.
ورد في الافتتاحية: «لم تتشكَّل بعَد حكومة رئيسي، حتّى بدأ البعض في توقُّع أنَّ أداء الحكومة الجديدة، من خلال الفريق الاقتصادي المُقترَح، سيكون أضعف من أداء حكومة روحاني. يطرح هذه التوقعات تارةً بعض الأشخاص اليائسين، الذين كانوا يتوقون إلى منصب، أي أولئك الذي شاع أنَّهم مارسوا نفوذهم لتولِّي منصب وفشلوا. بناءً على هذا، من الممكن التحفُّظ على تعليقاتهم. نظرًا لعدم توفُّر معلومات دقيقة حول أولويات صُنع السياسات، وموقف الحكومة من الأُطُر الأساسية والحاسمة، إذا أردنا الحكم على أساس موضوعي، يجب علينا طرح سيناريوهات وبحث النتائج الحاصلة في سياق كُلّ سيناريو.
السيناريو الأوَّل:
إنّ نتيجة استمرار الوضع المتوتِّر القائم مع دول الغرب، وتوقُّف مفاوضات الاتفاق النووي (أو المفاوضات للمماطلة) وعدم الانضمام إلى لوائح FATF، واستمرار الأنشطة النووية المثيرة للجدل، واعتماد أساليب استبدادية وعقابية في الاقتصاد، أنَّ التغييرات المستقلَّة الأُخرى ستكون مشابهةً لاستمرار الوضع الراهن. سيؤدِّي هذا السيناريو إلى استمرار العقوبات، وبدء ضغوط جديدة على إيران من الخارج، وتحرُّكات كارثية في تخصيص الموارد في الداخل. وسيؤدِّي أيضًا إلى تفاقُم الأزمات الاقتصادية القائمة، بما في ذلك ارتفاع معدَّل التضخُّم، وارتفاع أسعار العُملة الأجنبية، وجمود الإنتاج والاستثمار، واستمرار خروج رأس المال والقُوى البشرية، وزيادة نسبة السُكَّان الذين يعيشون تحت خطّ الفقر، وبالطبع زيادة التوتُّرات الاجتماعية. لا يُوجَد أيُّ مخرج في هذا السيناريو، حتى لو انضمّ أفضل الخُبراء الاقتصاديين في العالم إلى فريق رئيسي.
السيناريو الثاني:
السيناريو الأوَّل ذاته، بالإضافة إلى افتراض وضع الموارد الطبيعية والمعدنية في البلاد تحت تصرُّف الصين، ووضع موارد النفط أحيانًا تحت تصرُّف روسيا؛ على أمل الحصول على مبالغ مُسبَقة الدفع من النقد الأجنبي أوَّلًا، وتقليل المشاكل الحرِجة من خلال ضخّ العُملة الأجنبية، وعلى أمل معالجة المشاكل الحقيقية على المدى الطويل عن طريق استثمارات هذه القُوى. من الممكن أن يكون هذا السيناريو مفيدًا على المدى القصير، لكنه سيكون كارثيًا على المدى الطويل، وستُواجه إيران عواقبَ بعيدة المدى، أسوأ من عواقبِ السيناريو الأوَّل. يمكن إدراك ذلك من خلال إلقاء نظرة دقيقة على أداء الصين في إفريقيا وشرق آسيا، وعلى الصفقة التي عقدتها روسيا مع صناعة النفط الفنزويلية.
السيناريو الثالث:
على افتراض أنَّ الحكومة الجديدة والنظام سيُحسِّنان ظروف العلاقات الدولية، ويحدّان من العقوبات والتوتُّرات، ويوفِّران إمكانية تنفيذ الخدمات التجارية والمالية الدولية بالنمط المعتاد؛ في هذه الحالة:
أ/ ستكون الصين وروسيا على استعداد أيضًا لخلق علاقات اقتصادية دائمة تقوم على المصالح المتبادلة، ولن يقيِّموا إيران على أنها دولة محصورة في ثلاث زوايا، ويمكن استغلالها.
ب/ لا يُوجَد نظام لإدارة البلاد، وتنظيمات إدارية، والقطاع الخاص والبنية التحتية المتعلِّقة بالجوانب القانونية لإقامة علاقات اقتصادية مع الدول، ولم يتِم منذ سنوات عديدة تدريب الخُبراء المطلوبين لهذه الخدمات. في هذه الحالة، ستكون هناك على المدى القصير مشاكل عديدة ستُعيق تأثير العلاقات الاقتصادية، وستستمِرّ الأزمات القائمة إلى حدٍّ ما، لكن مع تعزيز القُوى البشرية، وإعادة بناء البنك المركزي بشكل تخصُّصي، وإعادة بناء الميزانية العمومية للجهاز المصرفي، وتعزيز الخبرة، وإعادة بناء منظَّمة التخطيط ونظام الموازنة، والمؤسَّسات التجارية والرسوم والجمارك، ستُحَلّ هذه المشاكل بمرور الوقت. بموجب هذا السيناريو، سيكون لنوع اختيار الفريق الاقتصادي بالحكومة أهمِّية خاصَّة؛ بسبب ضرورة إدارة ظروف المرحلة الانتقالية على المدى القصير، والتخطيط طويل الأمد. لن يكون هناك فارق في السيناريوهين السابقين بشأن من سيكون في السُلطة، فالتاريخ سيمضي في طريقه الخاصَّ».
رواتب بعض المتقاعدين والموظَّفين لم تُودَع في أوَّل شهر لحكومة رئيسي
أكَّدت تقارير أنَّه لم يتِم بعد إيداع رواتب الموظَّفين والمتقاعدين في بعض المؤسَّسات الحكومية عن الشهر الماضي، وهو أوَّل شهر عمل لحكومة إبراهيم رئيسي.
وذكرت وكالة «المراسلين الشباب»، أمس الاثنين (23 أغسطس)، أنَّ الأخبار الواردة من بعض المؤسَّسات الحكومية تُظهِر عدم إيداع رواتب الموظفين والمتقاعدين فيها حتّى الآن. وقال مسؤولون بمنظَّمة التخطيط والموازنة للوكالة المراسلين الشباب: إنَّ «هذا الأمر يحدُث في بعض الأحيان، لكن بشكل عام لا تُوجَد مشكلة في الميزانية بخصوص ضخّ الرواتب، ولا يُوجَد ما يدعو للقلق»، ومع ذلك، أحال مسؤولو «التخطيط والموازنة» الأمر إلى الخزانة العامَّة، وطالبوا بالقيام بمتابعة أدقّ.
في غضون ذلك، يقول مسؤولو صندوق المعاشات إنَّهم يتلقُّون 70% من رواتبهم من منظَّمة التخطيط والموازنة، إلّا أنَّ العُطلة لمدَّة ستَّة أيام بسبب كورونا تسبَّبت في تأخير دفع الرواتب.
وذكرت وكالة «إيلنا»، أنَّ صندوق التقاعد الحكومي أعلن أنَّ عُطلة كورونا خلقت مشاكل في دفع معاشات المتقاعدين. كما كتب بعض مستخدمي وسائل التواصُل الاجتماعي تغريدات حول أنَّ راتب الشهر الماضي لم يتِم إيداعه بعد. وكان المتحدِّث باسم حكومة محمد خاتمي، عبد الله رمضان زاده، من بين هؤلاء المستخدمين، حيث كتب: «لماذا لا تقومون بإيداع معاشات المتقاعدين؟».
موقع «راديو فردا»
ضرب سُجناء «إيفين» في مقاطع فيديو من اختراق لكاميرات السجن
أرسلت مجموعة القرصنة الإلكترونية «عدالت علي» لموقع «إيران انترناشونال»، مقاطع فيديو جديدة تحتوي على ضرب وسبّ السُجناء على يد ضُبّاط سجن إيفين، بالإضافة إلى صور عن محاولة انتحار عدد من السُجناء.
وكانت المجموعة قد نشرت أمس الأوَّل (الأحد 22 أغسطس)، صورًا لكاميرات سجن إيفين، ووصفت السجن بأنَّه «وصمة عار لإبراهيم رئيسي»، وأنَّها اخترقت الكاميرات الأمنية دعمًا للاحتجاجات، وللمطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين.
وفي أحد مقاطع الفيديو المُرسَلة، قام مسؤولو السجن بضرب وسبّ سجين مقيَّد اليدين، ويعود تاريخ الفيديو بحسب ما يظهر في الصورة إلى 20 مايو 2020م، حيث قام أحد الضُبّاط بسبّ وضرب سجين حتّى فقد الوعي. وعلى الرغم من تعرُّض السجين للضرب أمام ضُبّاط آخرين، لم يتِم حتّى اتّخاذ أيّ إجراء، بل قام نفس الضابط بجرّ السجين على الأرض إلى جزء آخر من السجن.
وفي مقطع فيديو آخر ويعود تاريخه إلى 31 مارس 2021م، يوجِّه ضُبّاطٌ ضرباتٍ عنيفة لسجين على وجهه، ولم يقُم الضابط الآخر الموجود في مكان الحادث بأيّ إجراء لإيقاف أو منع الضربات.
كما أرسلت «عدالت علي» عدَّة مقاطع فيديو من كاميرات المراقبة داخل عنابر السجن، يُظهر أحدها سجينًا يحاول الانتحار، كما يبيِّن وضع سجن إيفين السيِّء. ولا ُيوجَد تاريخ في هذا الفيديو، ويُظهِر المقطع عددًا من السُجناء وهم ينقلون السجين الذي حاول الانتحار.
كما أنَّ هناك مقطع فيديو بتاريخ 23 يوليو 2016م، تُشاهَد فيه محاولة سجين الانتحار، ويحاول سُجناء آخرون منع زميلهم من الانتحار، ولا أثر للضُبّاط وللحُرّاس أو لقيامهم بمنع الانتحار.
بالإضافة إلى ذلك، هناك صورٌ لبعض الزنازين الانفرادية، وهي تشبه زنازين الحبس الانفرادي في العنبر 240 بسجن إيفين. حيث أُعيد تنظيم بعض زنزانات الحبس الانفرادي في هذا العنبر، أثناء تولِّي هاشمي شهرودي رئاسة السلطة القضائية، من خلال دمج زنزانتين انفراديتين، وكانت هذه الزنازين في الظروف العادية مكان احتجاز المعتقلين في القضايا الاقتصادية الكُبرى.
كما أظهرت إحدى الصور الغرفةَ الخاصة بحسين فريدون، شقيق الرئيس السابق حسن روحاني.
موقع «إيران انترناشونال»