في ظلّ الهبوط المتسارع الذي شهدته العملة الإيرانيَّة مساء أمس، أتت صحيفة “آرمان أمروز” من خلال افتتاحيتها اليوم محاولةً فهم أسباب هذا الانهيار الذي وصفته بالمفاجئ. وفي سياق الافتتاحيات ذاته أتت “اعتماد” مناقشةً ما يتداوَل حاليًّا في المشهد السياسي الأصولي من ضرورة أن يكون الرئيس القادم ذا خلفية عسكرية، وهو ما يتعارض صراحةً مع الفعل الديمقراطي الحقيقي الذي يجب أن يكون فيه الشعب هو المقرر النهائي. أما “صداي إصلاحات” فدعت مجلسَ مدينة طهران إلى الاعتذار للشعب بسبب اختيارهم الخاطئ لرئيس بلدية طهران، محمد علي نجفي، الذي قدم استقالته في وقتٍ سابق، زاعمةً أن إدارته هي ما تَسبَّب في صناعة أزمات متعددة.
وفي الاتجاهات الخبرية وتفاعلاتها اليوم كان أبرز ما ورد: مهاجمة المتحدث الرسميّ باسم وزارة الخارجية الإيرانيَّة صحيفةً لبنانيةً بسبب مقال نشرته، فإيران ووَفْقًا للخارجية الإيرانيَّة لا تتدخل إطلاقًا في المشهد السياسي اللبناني، ومطالبة المرشد علي خامنئي بضرورة أن تستغلّ القوات المسلَّحة جميع الإمكانات المتاحة لتصل إلى غاياتها المنشودة، بجانب تأكيد مستشار المرشد في العلاقات الدولية علي أكبر ولايتي بأن طهران وروسيا طوَّرتا علاقاتهما في المجالات المختلفة، وسوف تستمر هذه العملية بعزم وإرادة راسخَين خصوصًا في ظلّ الظروف المتغيرة والمستقبل المجهول، إضافةً إلى تصريح حسن روحاني بأن أي منسحب من الاتفاق النووي سيرى تداعيات ذلك في أقلّ من أسبوع، كما سيعاني الندم.
“آرمان أمروز”: التحذير من تحوّل إيران إلى فنزويلا ثانية
تتطرق صحيفة “آرمان أمروز” من خلال افتتاحيتها لهذا اليوم إلى الانهيار المفاجئ في قيمة التومان الإيرانيّ، وترى أن ارتفاع سعر الدولار مقابل التومان والتغييرات السريعة التي طرأت عليه تشير إلى تحوّل الاقتصاد الإيرانيّ إلى اقتصاد فنزويلي آخر، وأن بعض المسؤولين الإيرانيّين يساهمون في انخفاض العملة الإيرانيَّة من خلال تصريحاتهم وتأجيج الأوضاع السياسية، ويلقون بتبعات ذلك على عاتق قضايا أخرى مثل قرارات رئيس الجمهورية، وهي بالطبع تعني الأصوليين وقادة الحرس الثوري. الافتتاحيَّة أشارت كذلك إلى أن ما يحدث الآن من انهيار للعملة سيؤدي إلى اضطرابات في جميع المجالات.
تقول الافتتاحيَّة: “ما دام يتدخّل في الاقتصاد من ليس لهم علاقة به فالمشكلة لن تُحلّ، لكنّ الحكومة تتصرف إزاء هذه الجماعات بما يوحي أنها تتهاون معهم، في حين هي جماعات تحول دون النزاهة في النشاطات الاقتصادية، والآن هناك اضطراب غير مسبوق في المجتمع، مردُّه إلى ارتفاع قيمة الدولار، ومن الطبيعي أن يضطرب الناس الذين فقدوا نصف قدرتهم الشرائية بين ليلة وضحاها، وسيمتدّ هذا الاضطراب بلا شك ليشمل المجالات الاجتماعية والسياسية، مسببًا مزيدًا من الاضطرابات الاقتصادية”.
الافتتاحيَّة تؤكّد أن هذه الأوضاع أثّرت على جانب مهمّ جدًّا، وهو الأمن، إذ قالت: “إنّ الإحساس بانعدام الأمن الذي ظهر عقب الارتفاع الهائل في الأسعار تسبّب في هروب رؤوس الأموال أكثر من أي وقت مضى، بحيث قام البعض حتى ببيع ممتلكاتهم، وأقبلوا على شراء المنازل في بعض الدول المجاورة، وجميع ذلك يساهم في تنامي الفوضى الأمنية وظهور جماعات المافيا على الساحة”.
وتشير الافتتاحيَّة إلى أن هذه الجماعات تسببت بفقدان الناس ثقتهم، وتضيف: “ومن جهة أخرى هناك من يحمون مصالح بعض الجماعات الخاصَّة، وفي حين أنهم لا يملكون أدنى صلاحية لإبداء الرأي بخصوص القضايا الاقتصادية، إلا أنهم يبررون الفساد الموجود من خلال إلقاء اللوم على الآخرين”.
الافتتاحيَّة تذكر كذلك أن جميع الجهات في النِّظام مستفيدة من انخفاض سعر العملة، فالحكومة تؤمّن من خلال ذلك عجز الميزانية، والجماعات الخاصَّة تحقق مصالحها من ذلك من جوانب متعددة. وتختتم قائلةً: “في مثل هذا الحال من الطبيعي ألا يقوم أي شخص بخطوة للسيطرة على التضخّم. كان يجب علينا اعتبار احتجاجات ديسمبر الماضي بمثابة أعراض المرض والألم الناتج عنه وأن نقوم بمعالجته، لكنّ بعض المنتفعين ربطوا هذه الاحتجاجات بأمور أخرى، ويبدو أن هذا كان متعمّدًا”.
“اعتماد”: المخاوف المحتملة
تناقش صحيفة “اعتماد” في افتتاحيتها اليوم ما يجري الحديث عنه على الساحة السياسية من الحاجة إلى رئيس جمهورية بأسبقية عسكرية، وترى أن الأصوليين يقترحون هذه الفكرة لانتخابات 2021 الرئاسية، متجاهلين بذلك السياسات العامَّة للانتخابات التي أعلن عنها المرشد علي خامنئي وأكّد عليها الخميني من قبله، والتي تدعو إلى عدم مشاركة العسكريين في الانتخابات، وتشير إلى أن الشعب هو من يجب أن يقرر في النهاية.
تقول الافتتاحيَّة: “في حين أن بعض التحليلات تشير إلى تخلي المجتمع عن التيَّارين السياسيين الأساسيين في إيران، الأصوليين والإصلاحيين، واحتمالية طرح مرشّح عسكري لرئاسة الجمهورية، لكن الحقيقة هي أن هذه القضايا محض توقعات سياسية واجتماعية، ويبدو أن أسباب طرح مثل هذه الفكرة غير واضحة. لا شكّ أن الناس يرزحون تحت ضغط كبير، وتعترض فئات كثيرة من المجتمع، سواء من الداعمة للإصلاحيين أو حتى من بين أنصار التيَّار الأصولي، على الأوضاع الجارية، لذا يجب على التيَّارات السياسية أن تتعرف على نقاط ضعفها وأن تعمل على تقويتها، وأن تهيئ نفسها أكثر من قبل لتلبية مطالب الناس”.
وتستبعد الافتتاحيَّة الفكرة السابقة، إلا في حال عزوف الناس عن المشاركة السياسية، هذا العزوف الذي غالبًا ما كان يتحول إلى النقيض قبل أيام من الانتخابات. وتردف في ختامها: “لقد شاهدنا في السابق ترشّح بعض الشخصيات ذات الخلفية العسكرية، لكنهم لم يلقوا ترحيبًا من الناس، والأهم من الزيّ العسكري هو التفكير العسكري، فمحض تغيير اللباس لا يعني بالضرورة تغييرًا في التفكير”.
“صداي إصلاحات”: لماذا لا يعتذر مجلس مدينة طهران؟
تدعو صحيفة “صداي إصلاحات” من خلال افتتاحيتها مجلسَ مدينة طهران إلى الاعتذار من الناس بسبب اختيارهم الخاطئ لرئيس بلدية طهران، محمد علي نجفي، الذي تسببت إدارته، والأزمة الأخيرة بخصوص تقديمه الاستقالة، بتوقّف أعمال البلدية في العاصمة وعدم الرقابة وضعف الإدارة، وترى أنه لا يبدو أن المجلس سيقدّم اعتذاره. تقول الافتتاحيَّة: “حضر الجميع، وأدلوا بأصواتهم لقائمة يجهلونها، لكنهم صوتوا للإصلاحات، صوّتوا لمحسن هاشمي كي يصبح رئيسًا للبلدية، لكنّ مجلس مدينة طهران تصرّف بطريقة سياسية فقط من أجل الحيلولة دون عدم دخول أي أصوليّ إلى مجلس المدينة [جميع الأعضاء من الإصلاحيين، وفي حال أصبح محسن هاشمي رئيسًا للبلدية فسيخرج من المجلس، وبذلك تسنح الفرصة لدخول مصطفى شمران الأصولي المتشدد]، ومن بين الخيارات المطروحة قاموا باختيار شخص لا خبرة له في إدارة المُدُن، فلم يقدّم نجفي طيلة الأشهر الستة الماضية أي أداء يُذكر، وبعدها فوجئ سكان طهران بتقديمه استقالته”.
وتعرض الافتتاحيَّة الأسباب وراء استقالة نجفي، سواء الجسدية أو السياسية، وتكمل: “بالأمس أعلن نجفي بصراحة أنه مريض، وصرخ بذلك عاليًا، لكنّ مجلس المدينة رفض استقالته، وهذا لا يعني شيئًا سوى أنّ سكان طهران، وإدارة المدينة، وحقوق المواطنة، وأصوات الناس، كلّها أمورٌ لا تساوي شيئًا، وبهذا فإذا أخطأ نجفي أو تساهل في أمرٍ ما فسيبرّر ذلك بأنه قدّم استقالته، وقال بأنه مريض”.
وترى الافتتاحيَّة أن ما يجب فعله الآن هو الجلوس ومشاهدة ماذا سيحلّ بطهران، وتمضي مختتمةً: “للأسف فإن الأوضاع متأزّمة لدرجة أن مدّعي عام طهران وجّه، للمرة الأولى، تنبيهًا لرئيس البلدية ومجلس المدينة كي لا يتقاعسوا عن أداء عملهم، وبلا شك ستخلد ذكريات مجلس مدينة طهران الحالي والأوضاع الموجودة في أذهان سكان طهران وإيران”.
قاسمي: إيران لا تتدخل في لبنان
هاجم بهرام قاسمي المتحدث الرسميّ باسم وزارة الخارجية الإيرانيَّة مقالًا منشورًا في إحدى الصحف اللبنانية أدان التدخلات الإيرانيَّة في الحياة السياسية اللبنانية، وزعم قاسمي أن “طهران تتضامن مع لبنان طيلة العقود الأربعة من عمر الثورة”. وأكمل: “إيران تدعم دومًا التضامن والاستقرار والأمن المستدام في لبنان، ولن تتوانى عن بذل أي جهد في سبيل الحفاظ على وحدة وتعزيز الطوائف والجماعات السياسية اللبنانية”. وتدين كُتل سياسية لبنانية منذ سنوات التدخل الإيرانيّ في حياتها البرلمانية ودعمها المتكرر لحزب الله بالسلاح ومليارات الدولارات، وهو اعتبرته سابقًا دول عظمى كفرنسا مهدِّدًا رئيسيًّا لاستقلال لبنان خصوصًا والمنطقة عمومًا، كما سبق أن صرَّح ولايتي كبير مستشاري المرشد الإيرانيّ، وَفْقًا لـوكالة أنباء “فـــارس”، بأن “طهران لن تتخلى عن حزب الله إضافة إلى الحوثيين في اليمن، لأنها لا ترغب في تقليص نفوذها في الشرق الأوسط”.
(وكالة “إيرنا”)
المرشد: على قواتنا المسلَّحة الوصول إلى غاياتها المنشودة
قال المرشد علي خامنئي إن “إعداد الكفاءات والكوادر اللازمة للقوات المسلَّحة من الأهداف الضروري تحقيقها”، جاء ذلك مساء أمس أثناء لقائه مجموعة من كبار قادة القوات المسلَّحة. المرشد أكَّد أيضًا “أهمِّيَّة استخدام الوسائل الممكنة للوصول إلى الغايات المنشودة”، ومضى زاعمًا “ إن المرحلة الحالية هي مرحلة العزة الإيرانيَّة” حسب تعبيره. يُذكر أن رئيس الأركان العامَّة للقوات المسلَّحة محمد حسين باقري، قدّم قبل تصريحات المرشد، تقريرًا عن إنجازات القوات المسلَّحة خلال العام الإيرانيّ الفائت، متعهدًا في العام الجديد بزيادة الجهود والتحركات.
(موقع “عصر إيران”)
روحاني: المنسحب من الاتِّفاق النووي سيندم
صرَّح الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني بأن “أي طرف ينسحب من الاتِّفاق النووي سيرى تداعيات خطيرة في أقل من أسبوع، وسيندم”، وأضاف خلال كلمته في مراسم اليوم الوطني للتقنية النووية، أن بلاده “حققت إنجازًا جديدًا في الصناعات النووية”، وأردف: “شعب إيران مستمرّ في طريقه بنهج أكثر صبرًا، وطهران لن تكون البادئة بنقض الاتِّفاق النووي”، وتابع: “ إن سلاح وصواريخ إيران بهدف الدفاع، وستصنع طهران أي سلاح للدفاع عن أراضيها، لتحافظ على أمنها جيدًا، كما أنه ليس موجَّهًا ضدّ أي من جيرانها”. وتدعم إيران مليشيات مسلَّحة في كلٍّ من سوريا ولبنان واليمن، وتُمِدُّها بصواريخ بالستية وأموال، كما تجنِّد أفرادًا من باكستان وأفغانستان والعراق، إذ اعترف نائب قائد الحرس الثوري العميد حسين سلامي، بأن إيران استقطبت مقاتلين من باكستان وأفغانستان والهند ولبنان والعراق، إضافةً إلى الإيرانيّين، ونظَّمَتهم في ميليشيات للقتال في سوريا ودول أخرى”.
(وكالة “تسنيم”)
ولايتي: علاقتنا مع روسيا ضرورية في ظلّ عالَم متغير
أشار علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد في العلاقات الدولية، أن “إيران وروسيا طوَّرَتا علاقاتهما في المجالات المختلفة، وسوف تستمر هذه العملية بعزم وإرادة راسخة من كبار مسؤولي البلدين” وَفْقًا لتعبيره. ولايتي خلال اجتماعه ظهر أمس مع وفد روسيّ ذكر أن “للبلدين تاريخًا طويلًا من الصداقة من قبل الاتِّحاد السوفييتي”. وفي نهاية حديثه لفت ولايتي إلى أن “الثقة والإدراك بين البلدين ضرورية جدًّا لتنمية العلاقات، لاسيما في العالَم المتغير، إذ إن المستقبل ليس واضحًا ودقيقًا”.
وكان الخبير في العلاقات الدولية وأستاذ العلوم السياسية في جامعة جلاسكو في بريطانيا رضا تقي زاده، أشار في وقتٍ سابق إلى أن طهران مجرَّد أداة في يد موسكو، إذ قال إن “روسيا تستفيد من إيران على الدوام لكونها أداة، والاستفادة الحالية من تلك الأداة لأجل تثبيت حضور روسيا في منطقة البحر المتوسط، وبعد تثبيت هذا الحضور ستنتهي فترة الاستفادة من تلك الأداة”، لافتًا إلى أن المصالح المشتركة بين موسكو وطهران لن تبقى خالدة.
(وكالة “أنباء مهر”)
الخارجية: الصحفية زاغري تُحاكَم وَفْق القوانين الإيرانيَّة
ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، أن “الصحفية نازنين زاغري باعتبارها مواطنة بريطانية أدانها الجهاز القضائيّ والأمني الإيرانيّ لأسباب مختلفة، وحوكمت طِبقًا للقوانين الإيرانيَّة، وهي الآن تقضي فترة حكمها”. وتابع: “ما يُثار حول نوع اتهامات زاغري وربطها ببعض القضايا الخاصَّة بالعلاقات الثنائية بين إيران وبريطانيا مجرَّد تخمينات لا أساس لها من الصحة”، مضيفًا: “لا علاقة بين إدانتها وعلاقات طهران ولندن الثنائية، كما أن هذا الموضوع ليس له أي علاقة بالقضايا والخلافات المالية الموجودة في بعض القطاعات بين البلدين”.
واتهم ريتشارد راتكليف، زوج الصحفية نازنين زاغري، قبل عدة أيام المسؤولين القضائيّين في إيران بعدم ممارستهم بديهيات القانون والعدالة، مشيرًا إلى أن أولئك المسؤولين القضائيّين أخبروه أيضًا بأن “الخلافات المالية بين البلدية هي السبب الرئيسي وراء سجن زوجته”.
جديرٌ بالذكر أن الحرس الثوري الإيرانيّ اعتقل زاغري قبل عام، بتهمة مُعاداة النِّظام الحاكم بطهران والتواصل مع جماعات إصلاحية في الداخل.
(وكالة “أنباء فارس”)