في أبرز افتتاحيات الصحف الإيرانيَّة لهذا اليوم، ناقشت “جهان صنعت” الضربة الجوية فجر أمس لمخازن الأسلحة على الأراضي السورية، مؤمنة أن الغاية من وراء هذه الضربة هو أن تنفِّذ إيران تغييرًا فعليًّا وجادًّا في موقفها، معتبرةً روسيا مجرَّد حليف هش وسيستغني عن طهران لكسب امتيازات ذاتية. أما “اعتماد” فتناولت عدم جدية النِّظام في مواجهة مدَّعي عامّ طهران في عهد أحمدي نجاد، المتّهم بالمساعدة على ارتكاب جريمة قتل أحد المتظاهرين في أحداث 2009 في سجن كهريزك، من جانب آخر تَطرَّقَت “آرمان أمروز” ومن خلال افتتاحيتها أيضًا إلى محاولات الأصوليين إيجاد قطبية ثنائية في الدولة، وهي نفس الخطوة التي سعى أحمدي نجاد في السابق لتحقيقها.
أما خبريًّا فقد أكَّد الرئيس حسن روحاني أن إيران ستقف بجانب الحكومة السورية، بجانب إصدار الحرس الثوري بيانًا تَضمَّن أن الهجمات الصاروخية تُسهِم في عودة الإرهابيين وتعزيز نفوذهم في المنطقة، إضافة إلى إعلان السفير الإيرانيّ لدى بريطانيا أن جهودًا تُبذل حاليًّا لإطلاق الصحفية نازين زاغري، وتصريح رئيس مجلس مدينة طهران بأنه خلال شهر سيُختار رئيس البلدية الجديد بعد استقالة رئيسها السابق والتي أثارت جدلًا واسعًا بين التيَّارات السياسية والثقافية هناك.
“جهان صنعت”: تكلفة مواجهة أمريكا الباهظة
تناقش صحيفة “جهان صنعت” من خلال افتتاحيتها لهذا اليوم الأهداف التي ترمي إليها أمريكا وبريطانيا وفرنسا من عمليتها العسكرية في سوريا، وتذكر أن الهدف هو التأثير على إيران لجعلها تغير مواقفها، وتشير إلى أن جميع الدول الأطراف في النزاع السوري لديها القدرة على التفاوض باستثناء إيران، لذا فروسيا ستسعى لكسب الامتيازات من خلال التفاوض، وابتعادها عن إيران يعني إضعاف دور طهران في سوريا.
الافتتاحية تقول: “ما يهمّ بخصوص العلاقة بين روسيا وأمريكا هو أنها لم تصل إلى طريق مسدود منذ الحرب الباردة، كما أن تكاليف مواجهة أمريكا مكلفة للغاية، وروسيا ليست مستعدّة للمخاطرة بمصالحها القومية والداخلية في هذا المسير، لذا يبدو أن الهدف الأساسي من هذه الهجمة العسكرية استعراض القوة أمام إيران كي تغيّر الأخيرة من مواقفها في سوريا، وإظهار أن إيران هي الوحيدة التي ليس لها أي تأثير بالنظر إلى أن الرياض وحلفاءها لديهم أيضًا علاقات مع روسيا، ولا يجب أن ننسى أن القضايا الدولية يمكن حلّها فقط من خلال القدرة، وعدم الوجود في المفاوضات يضعف قدرة الدول، وفي النهاية سيتسبب لها بمشكلات داخلية ودولية”.
الافتتاحية تعتقد أن المرحلة الحالية من العلاقات الأمريكية الروسية تشير إلى أن زمن إقناع روسيا لإيران لتغيير أسلوب اللعب قد حان، وتردف: “لا شك أن روسيا ستشارك في المفاوضات التي دعا إليها ترامب في البيت الأبيض، وستسعى للحصول على أفضل امتياز في القضية السورية، وفي مثل هذه الظروف لا يمكن لإيران إجبار روسيا على عدم الحضور في المفاوضات، وفي حال لم يكن لديها، أي لإيران، أي دور مناسب فسيلحق بها الضرر”.
أما بخصوص تركيا فتؤمن الافتتاحية بأن أنقرة تمضي وفق مصالحها، لذا فهي تلعب في ملعبين، إذ تقول في ختامها: “بالنظر إلى هذه الظروف، يبدو أن إيران هي الوحيدة التي تلعب لصالح بشار الأسد، ومن المستبعد أن تكون الظروف مهيأة للبقاء خارج دائرة المفاوضات في هذه المسابقة الدولية، لذا فالتوصية هي أن تتصرف إيران بوعي وأن تحصل على نتيجة مناسبة قبل أن تفقد جميع امتيازاتها، كما أن المشكلة التي عانت منها إيران على الدوام هي قلة تواصلها الدولي، وأن الدول الأخرى هي من تتخذ القرار نيابة عنها، لذا فمن المتوقع أن تختار إيران الخيار الأفضل في الظروف الحالية”.
“اعتماد”: عدم التصرف مع مرتضوي
تتناول صحيفة “اعتماد” في افتتاحيتها اليوم عدم جدية النظام في مواجهة سعيد مرتضوي، مدعي عام طهران في عهد أحمدي نجاد، والمتّهم بالمساعدة على ارتكاب جريمة قتل أحد المتظاهرين في أحداث 2009 في سجن كهريزك، وتذكر أن ما حدث ما كان ليحدث لو أمعنت السلطة القضائية النظر في أمثال مرتضوي قبل تعيينهم في مناصب مهمة، مشيرةً أيضًا إلى أن هناك من يدعم مرتضوي ويقف خلفه.
الافتتاحية تقول: “الحقيقة هي أن مرتضوي منذ بداية حضوره كقاضٍ للصحافة قام بإجراءات ضد الصحف والنشطاء السياسيين والمدنيين، وكان من الواضح أنه ليس وحيدًا، ولا شكّ أن داعميه على الرغم من أنهم لا يعلنون هذا الدّعم بسبب ثبوت إدانته وحرمانه من العمل في القضاء مدى الحياة، فإنهم يدعمونه بالسرّ، والعجيب أننا في إيران بإمكاننا التعرف على معارضي النظام أينما كانوا واعتقالهم مباشرة، لكن دعم مرتضوي وصل إلى درجة أن أحدًا ليس بمقدوره اعتقاله، ولا يمكن تصديق قضية اختفائه بعد ثلاثة أشهر من صدور الحكم بحقه”.
الافتتاحية تعتقد أن مرتضوي بحدّ ذاته ليس مهمًّا، فهو قد تحوّل إلى ورقة محروقة، لكنّ إجراءات مرتضوي هي المهمة، وتضيف: “على الرغم من أن أحد مسؤولي السلطة القضائية رفيعي الدرجة أعلن أن مرتضوي قد اختبأ، لكن لا يبدو أن من الصعوبة بمكان اعتقال شخص كان يتنقل هنا وهناك مع حراسه الشخصيين، وكان يزاول أعماله التجارية وغير التجارية، فمرتضوي لديه بيته وأسرته، وكان له نشاطات في مسقط رأسه”.
الافتتاحية في نهايتها حذرت السلطة القضائية بقولها: “إنّ أمثال مرتضوي لا يزالون موجودين داخل السلطة القضائية، ومثل هؤلاء الأشخاص، الذين تسببوا بمشكلات للجهاز القضائي وسيادة الدولة، ليسوا قلّة، وهم يتسببون بخسائر للنظام بأكمله، وهي خسائر أكبر بكثير من التي تسبب بها الآخرون واعتقلوا بسببها على الفور، لذا ومن أجل أن لا يتكرر هذا الموضوع، يجب التعرف على أمثال هؤلاء الأشخاص والسيطرة على أفعالهم وإنهاؤها، لأن ما قام به مرتضوي ليس مقتصرًا على سجن كهريزك، فهناك حالات كثيرة في إيران كالتي حصلت في كهريزك”.
“آرمان أمروز”: القطبية الثنائية بين العسكريين ورجال الدين
تتطرق صحيفة “آرمان أمروز” من خلال افتتاحيتها لهذا اليوم إلى محاولات الأصوليين لإيجاد قطبية ثنائية في الدولة، وهي خطوة سعى أحمدي نجاد في السابق لتحقيقها، لكن هذه المرة بين المؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية، كما ترى أيضًا أن هاشمي رفسنجاني كان يسعى طيلة حياته للحيلولة دون ترشّح العسكريين لرئاسة الجمهورية، لأن ذلك يعطلهم عن القيام بواجباتهم تجاه حماية الدولة.
الافتتاحية تقول: “كان هاشمي رفسنجاني يعدّ إيجاد قطبية ثنائية بين الشعب والنظام أهمّ الأخطار التي تواجه النظام في إيران، لذا فقد تمكّن من التعرّف على أخطر أفراد هذا التفكير، وهو أحمدي نجاد، لذا سعى جاهدًا إلى مواجهة التفرقة التي كان يبثها الأخير، وترميم الصدوع التي كان يحدثها، لكن للأسف منذ بضعة أيامٍ بدأ تيار معيّن بالترويج لفكرة عجيبة وغريبة، وهي رئيس عسكري لإيران”.
وتعتقد الافتتاحية أن ترويج هذه الفكرة يعني أن رجال الدين فشلوا في إدارة الدولة، وأن الحلّ الوحيد هو تسلُّم العسكريين للسلطة. وتُكمل: “هذا الأمر لا يعني سوى الترويج لقطبية ثنائية، ويجب على التيار المروّج لهذه الفكرة أن يعلم أنه يسير على خطى التيار المنحرف [أي تيار أحمدي نجاد] من حيث معاداته للمؤسسة الدينية”.
الافتتاحية أشارت إلى أن الاستمرار في تقديم هذه الفكرة سيوجِد ظروفًا لإيران تشبه ظروف ظهور أحمدي نجاد الذي لم يتسبب لإيران سوى بالخسارة، وتمضي مختتمةً:” إذا ولج العسكريون مجال السياسة فهذا يعني أن نصف الناس سيكون ضدّهم، وسيصبحون أحد المنافسين، وعندها لن يتمكنوا من القيام بواجبهم”.
روحاني: الحكومة السورية ستقاوم
زعم رئيس جمهورية إيران حسن روحاني أن “العالَم في الوقت الحالي والمنطقة يعانيان عدم وجود الأخلاق”، لافتًا إلى أن “جميع الأزمات السياسية والعسكرية نتجت بسبب ذلك”. روحاني أشار أيضًا إلى هجمة أمريكا وفرنسا وبريطانيا الصاروخية واصفًا إياها بـ”القائمة على أسبابٍ واهية”. موضحًا أن “شعب سوريا وحكومته صمدوا لسنوات، وسيظلون يقاومون”، ومؤكّدًا أن “إيران كانت ولا تزال داعمةً لسوريا حكومةً وشعبًا”.
وفي سياق متصل أشاد اللواء محمد باقري، رئيس هيئة الأركان العامَّة للقوات المسلَّحة الإيرانيَّة، في اتصال هاتفي مساء أمس مع وزير الدفاع السوري، بـ”صمود ومقاومة الشعب والجيش السوريين”، وأضاف: “السُّلطات السورية استطاعت هزيمة الإرهابيين بشكل حاسم، لهذا فإن القوى العظمى غاضبة”.
يأتي ذلك بعد أعلنت الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة فجر السبت “شنّ هجوم على سوريا بالتعاون مع فرنسا وبريطانيا”، وقال الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، إن “عملية عسكرية تجري حاليًّا في سوريا، بمشاركة فرنسا وبريطانيا، لمعاقبة نظام الرئيس بشار الأسد المتهم بشنّ هجوم كيميائي ضدّ مدنيين”، ووعد ترامب بأن “تأخذ العملية الوقت الذي يلزم”، مندِّدًا بـ”الهجمات الكيميائية الوحشية التي شنَّها النِّظام السوري”، كما ووجَّه ترامب تحذيرًا إلى إيران وروسيا على خلفية صلاتهما بالنِّظام السوري.
وجديرٌ بالإشارة أن يحيى رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد، أكَّد في وقتٍ سابق أن على بشار الأسد والنِّظام السوري تسديد فاتورة حماية طهران له من السقوط ودفع ثمن بقائه في السُّلْطة، وذلك من خلال الثروات الطبيعية الموجودة في سوريا والعقود التجارية طويلة الأجل.
(وكالات “نادي المراسلين الشباب”، و”إيسنا” و”مهر”)
بعد الهجوم الصاروخي.. الحرس الثوري يصدر بيانًا
أصدر الحرس الثوري الإيرانيّ مساء أمس بيانًا أدان فيه الهجوم الصاروخي من قبل أمريكا وبريطانيا وفرنسا على سوريا، وزعم البيان أن “هذا الهجوم بمثابة فرصة لإنقاذ الإرهابيين ولعودتهم بعد القضاء عليهم”.
وتزوِّد إيران منذ سنوات طويلة عدة مليشيات مسلَّحة في سوريا ولبنان والعراق واليمن، حسب منظَّمات دولية، إذ أدان القرار رقم 2216 الصادر من مجلس الأمن سلوك إيران التخريبي في المنطقة.
(موقع “برس توداي”)
السفير الإيرانيّ بإنجلترا: نبذل جهودًا لإطلاق الصحفية زاغري
أعلن حميد بعيدي نجاد، السفير الإيرانيّ لدى بريطانيا، أن جهودًا تُبذل حاليًّا “لإطلاق سراح الصحفية نازين زاغري”. وحول موعد الإفراج عنها قال بعيدي: “لا موعد محدد حتى الآن، فالإجراءات القضائيَّة معقَّدة وتخضع لأنظمة وتفاصيل دقيقة، وكل ما علينا هو الانتظار”.
يُذكر أن نازنين زاغري كانت تَوجَّهَت إلى إيران منذ عامين برفقة طفلها لزيارة أسرتها وقضاء عطلة بداية العام الإيرانيّ، وفي يوم 3 أبريل 2016م وأثناء خروجها من إيران اعتقلتها في مطار الخميني بطهران قوات المخابرات التابعة للحرس الثوري الإيرانيّ. وتقضي الآن عقوبة مدتها خمس سنوات بتهمة محاولة قلب النِّظام. وألقى اعتقال وحبس نازنين زاغري بظلاله على العلاقات بين إيران وبريطانيا، إذ كان موضوع إطلاق سراحها أحد أهمّ أهداف توجُّه وزير الخارجية البريطاني إلى طهران نهاية العام الفائت، إلا أن المفاوضات بشأنها لم تصل إلى أي نتيجة حتى الآن.
(موقع “إيران إنترناشيونال”)
انتخاب رئيس لبلدية طهران خلال شهر
صرّح رئيس مجلس مدينة طهران محسن هاشمي رفسنجاني، بأن “مجلس المدينة سيختار خلال شهر رئيس بلدية طهران الجديد بعد استقالة نجفي”. يأتي ذلك بعد أن رفض أعضاء مجلس مدينة طهران الاستقالة التي تَقدَّم بها رئيس بلدية طهران محمد علي نجفي بأغلبية 16 صوتًا، مطالبين ببقائه لرئاسة البلدية. وكان نجفي قدَّم استقالته من منصبه منتصف الشهر الماضي بسبب ظروفه الصحية، وهو ما أثار جدلًا كبيرًا في الشارع الإيرانيّ، لا سيما وسط أنصار التيَّار الإصلاحي الذين لم يتوقعوا هذه الاستقالة.
(وكالة “فارس”)
سبهر خلفًا لرئيس البسيج
أصدر القائد العامّ للحرس الثوري قرارًا عيّن فيه العميد محمد حسين سبهر رئيسًا لهيئة البسيج بدلًا من علي فضلي. وكان سبهر مساعدًا لممثل الولي الفقيه في الحرس الثوري لشؤون التنسيق.
(وكالة “فارس”)