أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الاثنين لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في مكالمة هاتفية، اهتمام طهران بتنمية العلاقات مع قطر.
وعلى جانب آخر عيّن محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي مديري عموم لعمليات والتزامات “العملة الأجنبية”، و”شؤون البرلمان”، و”الشؤون الدولية” و”التدريب والموارد البشرية”. وفي افتتاحيات الصحف الإيرانية اليوم، شدّدَت صحيفة «جهان صنعت» للمسؤولين وواضعي السياسات، على السعي نحو توسيع المصالح والأوجه المشتركة بين إيران والدول الأخرى، بدلًا من زيادة الخلافات، في حين أكّدَت صحيفة «تجارت» أن إحدى طرق حل المشكلات هي التنسيق داخل الحكومة في ظلّ تضاعف التضخُّم والعقوبات الأمريكية خلال هذا العام.
«جهان صنعت»: على إيران العودة إلى طاولة المفاوضات
تشدّد صحيفة «جهان صنعت» في افتتاحيتها اليوم للمسؤولين وواضعي السياسات، على السعي نحو توسيع المصالح والأوجه المشتركة بين إيران والدول الأخرى، بدلًا من زيادة الخلافات.
تقول الافتتاحية:
القدرة العالية لحكومة أمريكا كونها القوة العظمى الأول في العالم منحتها إمكانية الإقدام على فرض أبعاد أوسع من العقوبات ضدّ إيران في ظلّ امتلاكها حجمًا ضخمًا من المعلومات المتعلقة بالبنية الاقتصادية لإيران، وأخذها في الاعتبار ما يدور في ذهنها، ومن الممكن لرقعة هذا الموضوع أن تشمل تقييد بيع المنتجات البتروكيماوية، وحظر الدبلوماسيين الإيرانيين، وقطع العلاقات السياسية مع الدول الأخرى.
إن اتّخاذ سياسات المعاملة بالمثل مع الحكومة الأمريكية في مثل هذه الأوضاع لن يزيد فقط تكاليف المفاوضات في المستويات التالية، بل يمكنه زيادة الضغوط الاقتصادية على الشعب. وتنشأ أهمية العودة إلى طاولة المفاوضات من حيث إنها تشير من جهة إلى استعداد الاقتصاد لهجوم القوات الأجنبية تحت أي ظروف، ومن جهة أخرى من الممكن أن يقلّص التكاليف المحتملة للمفاوضات في المستقبل.
لكن هذا جانب واحد فقط من القضية، فالمفاوضات مع الطرف الآخر في الأوضاع الراهنة لا تؤيّد فكرة العلاقات مع أمريكا، بل وتشير كذلك إلى تحسن علاقات إيران مع الدول الأخرى على مختلف مستويات المجتمع الدولي، وعلى هذا الأساس فقرار التفاوض يعني توفير المصالح المشتركة التي يستطيع الطرفان التمتُّع بها. في هذه الأوضاع على المسؤولين وواضعي السياسات السعي نحو توسيع رقعة المصالح والأوجه المشتركة بين إيران والدول الأخرى، ومن بينها أمريكا، بدلًا من توسيع رقعة الخلافات.
ما يلاحَظ في السوق الاقتصادية للبلاد هو نتاج التفكير الانفصالي لإيران، الذي وضع مصالح الدولة في ظلّ سياسات الحكومة تحت ضغوط العقوبات. إنّ تدمير الإنتاج المحلي، والتراجع الشديد في القوة الشرائية، وزيادة معدَّل التضخُّم، وزيادة معدَّلات البطالة، وانخفاض الأمل في المستقبل، هي نتيجة سياسات الحكومة، التي لن تكون قادرة مرّة أخرى على تحسين المستويات الاقتصادية، وزيادة الاطمئنان بين أفراد المجتمع من خلال الوعود.
وعلى هذا الأساس، فمحاولات أمريكا لتوسعة نطاق العقوبات بجانب انخفاض ثقة الشعب بسياسات الحكومة، توضّح زيادة الضغوط على المستويات الداخلية وكذلك الدولية، في حين أنَّ على السياسي المبادرة باتخاذ سياسات تحول من جانب دون تَشَكُّل توترات، وتؤدِّي من جانب آخر إلى تخفيف الحمل الثقيل للعقوبات من على كاهل الشعب.
بناءً على هذا، ففي الأوضاع التي تستخدم فيها حكومة أمريكا قدراتها السياسية والاقتصادية لزيادة الضغوط على السوق الاقتصادية الإيرانية، تستطيع المفاوضات أن تكون الخيار الأكثر ملاءمة من الإشارات الخاطئة للاتحاد الأوربي والديمقراطيين الأمريكيين.
«تجارت»: الحكومة ليست حساسة تجاه التضخُّم
تؤكّد صحيفة «تجارت» في افتتاحيتها اليوم أن إحدى طرق حل المشكلات هي التنسيق داخل الحكومة في ظلّ تضاعف التضخُّم والعقوبات الأمريكية خلال هذا العام.
تقول الافتتاحية:
من الواضح تمامًا أن برامج الأجهزة الاقتصادية الرئيسية لا تغطي بشكل صحيح المشكلات التي تواجه إيران، وفي هذا الصدد ينبغي أن تتمكن وزارة الاقتصاد والبنك المركزي من حل المشكلات عن طريق التنسيق، ولكن لا يحدث مثل هذا التنسيق بين الأجهزة الرئيسية. للأسف، تَحوَّل عدم وجود حساسية للتضخُّم إلى عادة بين الأجهزة التنفيذية، ومن السهل عليهم ارتفاع معدَّل التضخُّم، في حين أنه كلما ارتفع هذا المعدَّل أصبح المجتمع أكثر هشاشة.
يجب نقل هذه الحساسية إلى الحكومة من خلال البرلمان، لأن النواب البرلمانيين لديهم معلومات أكثر من داخل المجتمع والشعب، ويعرفون أن الناس يتعرضون للضغط، وفي هذا الصدد، فإن البرلمان مستعد للعمل مع الحكومة من أجل تشريع ما يلزم. العام الجاري عام صعب، ولدينا عديد من المشكلات، بما في ذلك التضخُّم والعقوبات والضغوط الأخرى، التي سوف تتضاعف خلال العام الجاري، ولكن التنسيق داخل الحكومة هو إحدى الطرق الأساسية لحل المشكلات، ومن ناحية أخرى نأمل أن يخضع برنامج وزارة الصناعة والتعدين والتجارة بخصوص ازدهار الإنتاج للنقاش في الاجتماع القادم للجنة التخطيط والموازنة.
روحاني لتميم: مهتمون بتنمية العلاقات مع قطر
أكّد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الاثنين خلال مكالمة هاتفية مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، اهتمام طهران بتنمية العلاقات مع قطر، وقال: “لا عقبة في طريق تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية”. وهنأ الرئيس الإيراني خلال المكالمة الهاتفية أمير قطر والحكومة والشعب القطري بحلول شهر رمضان المبارك، وقال: “لقد أثبتنا عمليًّا أننا سنقف إلى جانب أشقائنا القطريين في الأيام الصعبة، ونحن على استعداد لمواصلة تعاوننا”، بحسب قوله. وترتبط إيران وقطر بعلاقة استثنائية، إذ التقى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني الشهر الماضي، نظيره القطري أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود. وبحث معه عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأكّد لاريجاني أن مواقف إيران وقطر متقاربة، مما أدَّى إلى تعزيز مستوى العلاقات الاقتصادية والسياسية بين البلدين، فيما أشاد رئيس البرلمان القطري بحضور رئيس البرلمان الإيراني والوفد البرلماني المرافق له في الدوحة للمشاركة في القمة الأربعين بعد المئة للاتحاد البرلماني الدولي (IPU)، مبينًا أن المواقف الإيرانية القطرية متقاربة بالفعل. وقبلها التقى لاريجاني رئيس الوزراء القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني، وقال لاريجاني: «قطر وإيران ترتبطان بعلاقات استراتيجية يجب تعزيزها على جميع المستويات»، وأضاف: «الأمن والتنمية في قطر هما الأمن والتنمية في إيران، ونحن ندعم قطر». وفي فبراير الماضي، هنَّأ أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الإيراني حسن روحاني بمناسبة الذكرى الأربعين للثورة في إيران، كما بعث نائب أمير قطر عبد الله بن حمد آل ثاني، ووزير الداخلية عبد الله بن ناصر بن خليفه آل ثاني، برسائل تهنئة إلى الرئيس روحاني بهذه المناسبة. وقبل ذلك انتقد وزير الخارجية القطري العقوبات الأمريكيَّة المفروضة على إيران، معتبرًا أنها بلا جدوى، حسب قوله. وحاولت الدوحة دعم طهران والوقوف معها في مواجهة العقوبات الأمريكيَّة التي دخلت حيز التنفيذ في 5 نوفمبر 2018، إذ أعلنت الخطوط الجوية القطرية أنها ستزيد رحلاتها إلى إيران. وهدّد الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب بمنع الشركات التي تواصل التعامل مع إيران من العمل بسوق الولايات المتَّحدة، وقال أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، في بيان أوردته وكالة «رويترز»: «هذه التدشينات الأخيرة دليل جديد على مدى التزام الخطوط القطرية تجاه إيران، إضافة إلى توسعة شبكتنا في تلك السوق المتعطشة».
وكالة “مهر”
تغيير أربعة مديرين بالبنك المركزي
عيّن محافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي في قرارات منفصلة أمس الاثنين، مديري عموم لعمليات والتزامات “العملة الأجنبية”، و”شؤون البرلمان”، و”الشؤون الدولية” و”التدريب والموارد البشرية”، إذ عيّن عبد الناصر همتي شيوا راوشي مديرًا عامًّا لعمليات والتزامات العملة الصعبة، ومهرزاد زكيري مديرًا عامًّا لشؤون البرلمان، كما عيّن حميد قنبري مديرًا عامًّا لشؤون البنك المركزي الدولية، ومحمد حسين فلاحت كار مديرًا عامًّا للتدريب والموارد البشرية.
وفي قرار آخر عين عبد الناصر همتي مهدي إسلامي بناه مستشارًا لمحافظ البنك المركزي.
موقع “55 أونلاين”