عرض الرئيس الإيرانيّ حسن روحاني أداء الحكومة الثانية عشرة خلال الأيام الـ100 الأولى من فترة رئاسته الثانية، متطرقًا في حوارٍ تليفزيوني أجراه مع القناة “الأولى التابعة للتلفزيون الإيراني” إلى كثير من القضايا الداخلية والخارجية.
إلغاء الدعم الماليّ للشعب
روحاني خلال الحوار أشار إلى أن أساس خطة حكومته في دورتها الثانية ليس “زيادة الدعم النقدي، بل استبدال الدعم العيني به، الذي سيُدفع للشعب شهريًّا”، مؤكّدًا أن أهمّ سياسية تتخذها حكومته حاليًّا هي “السيطرة على التضخُّم، ورفع معدَّل النمو الاقتصادي أعلى من 5%، وتغيير كيفية التعامل مع الميزانية لتحقيق هذا الهدف”، مؤكّدًا ضرورة توفير الدعم الشامل للاستثمارات، وتشجيع الإيرانيّين في الخارج على الحضور اقتصاديًّا على الأرض الإيرانيَّة.
المشكلات البنكية على رأس القائمة
لفت روحاني في حواره الذي نشرته وكالة “فارس”، إلى أن مشكلة البنوك حاليًّا لا تتعلق فقط بالاتِّفاق النووي، وإلى وجود عديد من المشكلات الأخرى، وأن حلّها يكمن في التصديق على عديد من القوانين الهامَّة، معتبرًا أن شفافية البنوك أحد أهداف حكومته الثانية عشرة، مؤكّدًا معالجة ما نسبته 98% من مشكلات المودعين خلال الأسابيع والأشهر الأخيرة، وأنه جارٍ معالجة مشكلات الـ2% المتبقين في الوقت الحالي، الذين تصل ودائعهم إلى نحو 200 مليون تومان، كما قال روحاني بشأن تَقلُّبات سعر الصرف إن “الحكومة الثانية عشرة لا تستهدف زيادة الدخل من خلال زيادة سعر الصرف، فعملات العالَم لديها معدَّلات قد ترتفع وقد تنخفض على مدار السنة”، مشيدًا بالخطوات الإيرانيَّة الجيدة في مجال التقنيات الحديثة ومجال صناعة السيارات من خلال التعاون مع روسيا وفرنسا، وأيضًا في مجال السكك الحديدية، بجانب تصدير الفولاذ إلى السوق الأوروبيَّة.
الاستمرار في التفاوض وتعاون ثلاثي لمواجهة استقلال كردستان
حول ماهية الاختلاف بين أداء فترته الرئاسية الأولى وفترة رئاسته الثانية في مجال السياسة الخارجية، بخاصَّة الإقليمية، قال روحاني: “إن أساس السياسة الخارجية لا يختلف كثيرًا عما فعلته الحكومة الحادية عشرة، وهو التعامل الفعَّال مع كل العالَم، فأساس سياستنا هو حل المشكلات في المنطقة من خلال التفاوض لا المواجهة”. وفي ما يتعلق بإقليم كردستان أضاف: “التعاون التركي-العراقي-الإيرانيّ سيستمر للوقوف أمام تحقيق ما يُسَمَّى الاستقلال، وسيظَلّ هذا الموضوع على جدول أعمالنا دائمًا”.
الاعتماد على الدبلوماسية دون التنازل عسكريًّا
وقال الرئيس الإيرانيّ في ما يتعلق بعلاقة إيران مع الاتِّحاد الأوروبيّ: “لقد بدأنا الآن علاقة جيدة للغاية مع الاتِّحاد الأوروبيّ، ولدينا علاقات سياسية وتجارية ودولية معها، وأصبحت علاقتنا بروسيا أفضل من الماضي، كما أن لنا علاقات أفضل مع دول المنطقة كتركيا والعراق، فضلًا عن علاقاتنا مع أفغانستان وباكستان وقطر”. وفي ما يتعلق بالاتِّفاق النووي قال: “لقد أجرينا مفاوضات نووية جيدة في إحدى المراحل، وكان البعض يظنّ أننا تقدمنا في المفاوضات بشكل متسرع”، مؤكّدًا ضرورة “مراعاة مصالح إيران الوطنية في كل المراحل، وعدم التعصب من الناحية السياسية ومعرفة ظروفنا الحالية المتأزمة”.
وذكر روحاني أن إيران تحتاج إلى جناحين لمواجهة التهديدات المحتملة، هما جناحا الدبلوماسية والقدرة العسكرية، ودون أي من الجناحين لا يمكنها التحليق، وأوضح: “إذا زادت قدراتنا العسكرية وضعفت قدراتنا الدبلوماسية فإننا لن نتمكن من انتقاد هذه التهديدات، وفي المقابل إذا أصبحت قدراتنا الدبلوماسية أقوى ولم يكُن لدينا أي قدرة عسكرية فلن نستطيع تحقيق أهدافنا في الساحة السياسية، وبناء على ذلك فإن هذين الجناحين ضروريان”، مستطردًا: “لقد كانت الحكومة الحادية عشرة تسعى لتقوية هذين الجناحين، والحكومة الثانية عشرة تتطلع إلى تحقيق نفس الهدف، فلقد أحدثت الحكومة الحادية عشرة تطورًا كبيرًا من ناحية الدفاع الجوي من خلال دخول منظومة S300 الدفاعية في الدولة، كما أن إيران حدث فيها إنجازات داخلية في فترة الحكومة الحادية عشرة، وفي الحكومة الثانية عشرة، سنواصل هذا التطور”.
مستقبل الاتِّفاق.. وخطط بديلة حال إلغائه
روحاني زعم أيضًا خلال في حواره المتلفز أن إيران “حققت نجاحات في الاتِّفاق النووي، ولا يمكن القضاء عليها مطلقًا، أو محوه من التاريخ الإيرانيّ، وكانت لنا تحركات هامة على الجانب الاقتصادي بعد الاتِّفاق النووي هي وجود استثمارات أجنبية، وإبرام اتِّفاقيات مصرفية وتقنية في إيران، ودون الاتِّفاق النووي لم نكُن لنستطيع تحقيق ذلك”.
وبشأن مستقبل الاتِّفاق أشار الرئيس الإيرانيّ إلى أن الإدارة الأمريكيَّة تحاول في الوقت الحالي القضاء على الاتِّفاق النووي بعد مرور عام واحد من بدء العمل به، إلا أن الاتِّحاد الأوروبيّ وروسيا والصين وعديدًا من الدول الأخرى قد دعمت استمراره، وأضاف: “لقد حققنا نجاحًا ضخمًا في السياسة الخارجية، وعلينا وضع كل جهودنا في الخطوات التالية، فإن الأعداء الذين يريدون القضاء على الاتِّفاق النووي لم ينجحوا في ذلك حتى الآن، ولكنهم إذا نجحوا فلدينا الخطط اللازمة والخطط البديلة”.