أكَّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمسٍ الأربعاء، افتتاحَ المعبر الحدودي بين إيران وباكستان الأسبوعَ المقبل، بعد سفره إلى هناك واجتماعه مع رئيس الوزراء عمران خان والمسؤولين الباكستانيين.
وفي شأنٍ داخلي، أكَّد رئيسُ المحكمة العُليا في إيران، أنَّ حُكمًا نهائيًا قد صدرَ بإعدامِ مدير قناة «آمد نيوز» على التليغرام، روح الله زم، وأنَّ متحدِّث السُلطة القضائية سيُعلن قريبًا عن تفاصيل الحُكم.
وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «تجارت»، أسبابَ ارتفاع أسعار العقارات في إيران، من خلال ارتفاع أسعار مواد البناء، بسبب «مافيا» من السماسرة والمُضاربين.
فيما اهتمَّت صحيفة «آفتاب يزد»، بتناولِ رغبةِ التيّار الأُصولي في إيران خوضَ تجربة التفاوض مع حكومة جو بايدن المنتظرة.
«تجارت»: مواد البناء في أيدي المافيا
يرصد عضو اللجنة العمرانية بالبرلمان علي رضا باك فطرت، من خلال افتتاحية صحيفة «تجارت»، أسباب ارتفاع أسعار العقارات في إيران، من خلال ارتفاع أسعار مواد البناء بسبب «مافيا» من السماسرة والمُضاربين.
ورد في الافتتاحية: «كان أحد أسباب ارتفاع أسعار العقارات، هو ارتفاع أسعار مواد البناء خلال العام الأخير، والذي يحتاج لعمل خبير؛ وكان السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار مواد البناء في الآونة الأخيرة، هو غیاب الرقابة وعدم التصدِّي للسّماسرة، فالمُضاربون يرفعون أسعار مواد البناء كما يريدون، وفي ظلّ الظروف الراهنة، يقوم بعض النُشطاء في مجال مواد البناء، بالإعلان عن أنَّ تشديد العقوبات هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار، لكن إذا تمَّ رفع العقوبات، فإنَّهم سيُصابون بجلطة، لتهاوي حُجَجِهم من أجل إرباك السوق.
وبحسب تقرير مركز الإحصاء، فقد ارتفعت أسعار حديد التسليح رقم 30 نحو 198% من العام الماضي وحتّى هذه اللحظة. على الرغم من أنَّ مُنتَج حديد التسليح يُنتَج بالداخل بنسبة 100%، إذن لماذا يسمح مسؤولو الحكومة بتشديد الغلاء في سوق مواد البناء بحُجَّة ارتفاع سعر الصرف أو فرض العقوبات، لقد تخلَّت وزارة الصناعة والمعادن والتجارة ووزارة الطُرُق بكُلّ أسف عن سوق مواد البناء، وشنَّ بعض السماسرة هجماتهم على السوق والمستهلكين؛ ليحصدوا الأرباح.
يُعتبَر الحديد جزءًا من المواد الرئيسية لكُلّ الصناعات؛ ومن هذا المنطلق، فإنَّ ارتفاع أسعار هذا المُنتَج، يؤثِّر على كافَّة القطاعات الإنتاجية، وتتمثَّل المشكلة الحقيقة في هذا المجال، في وجود مافيا قويَّة وواسعة النطاق في مجال مواد البناء؛ ونأمل الآن أن يتمكَّن وزير الصناعة الجديد من التصدِّي لهذه المجموعات من السماسرة والمافيا، والتعامُل معهم حتّى تصل مواد البناء إلى أيدي المستهلكين بأسعارٍ واقعية. لا شكَّ أنَّ تنظيم سوق مواد البناء، سيؤدِّي إلى ازدهار سوق العقارات، وتعديل أسعار مواد البناء، وزيادة العمل في مجال البناء، وانخفاض التكلُفة النهائية للعقارات بالتبعية».
«آفتاب يزد»: الأُصوليون.. والرغبة في التفاوُض
تهتمّ صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبها الصحافي محمد صادق جوادي حصار، بتناول رغبة التيّار الأُصولي في إيران خوضَ تجربة التفاوض مع حكومة جو بايدن المنتظرة.
تقول الافتتاحية: «في الآونة الأخيرة ومع فوز جو بايدن في أمريكا، ازدادت التكهُّنات في المحافل السياسية حول بعض المباحثات المستقبلية؛ وفي هذا الصدد، شُوهِدت رغبةٌ ما داخلَ التيّار الأُصولي الذي يحاول أن يُقدِّم نفسه كجهةٍ فاعلةٍ رئيسية في المفاوضات المقبلة؛ وفي هذا السياق، ينتقدُ التيّارَ الاعتدالي والإصلاحي بشأن الوصول إلى الاتفاق النووي.
الأمر المثير للاهتمام هُنا، هو أنّه ينبغي إدراك أنّ الأُصوليين كانوا يتولُّون التفاوض قبل ذلك أيضًا، لكنّهم لم يتمكَّنوا من إنهائه. لقد أجرى السيِّد سعيد جليلي العديدَ من المباحثات مع الطرف الغربي خلال فترتي رئاسة أحمدي نجاد، كما كتب الرئيس آنذاك رسالةً إلى أوباما وتطرَّق إلى موضوع التفاوُض، لكن الطرف الأمريكي عبر تقييم الجناح اليميني في إيران، قد خَلُصَ إلى أنَّ المحافظين في إيران ليس لديهم نظرةٌ واقعية للتفاوُض؛ ولهذا السبب، لم يتمّ أخذ أيَّ مفاوضاتٍ في فترة حكومة أحمدي نجاد وإدارة سعيد جليلي على محمل الجد. للتفاوُض قواعد ومبادئ خاصَّة، ولا يمكن دخول هذا المجال تحت مُسمَّى المفاوض فحسب، وحصد الامتيازات.
بشكلٍ عام، لطالما حاول التيّار اليميني في إيران، الموافقةَ على أيِّ إجراءٍ إيجابيٍ ومناسب، طالما يقوم به بنفسه ويحقِّق مصالح لهذا التيّار. لكن إذا اتّخذ منتقدوه مثل هذه الإجراءات، فإنّهم يحاولون دحضَ نتائجه النهائية عبر معارضتها.
في الوقت الراهن وفي ظلّ التغييرات القائمة في الساحة الدولية، هناك رغبةٌ ما لدى هذا التيّار، في أن يتولَّى المفاوضات المقبلة. جميعنا يعرف أنَّ المحافل العليا في مجال تحديد السياسة الخارجية والتفاوُض، هُم أصحاب القرار؛ وإذا ارتأوا أن يتولَّى الأُصوليون المفاوضات المقبلة، في هذه الحالة، يجدر القول إنَّنا نأمل أن يتمكَّنوا من تحقيق النتائج المرجُوَّة.
يتمثَّل الأمر الأكثر أهمِّية في هذا الصدد، بضرورة إجراء المباحثات في إطار الاتفاق النووي، وإذا سعى الأُصوليون وراء اتفاقٍ جديد من منطلق معارضتهم للاتفاق النووي، فإنّهم لن يحصلوا على أيِّ امتيازات، وليس هذا فحسب، فسيجلبون العار لأنفسهم، وسيُلحِقون الخسائر بالشعب الإيراني. إنَّ تجاوز الاتفاق النووي وبدء مفاوضات جديدة هو نفس الهدف الذي كان يسعى دونالد ترامب وراء تحقيقه خلال السنوات الأربع الماضية. الآن، إذا نفَّذ بايدن وعودهُ، وأعاد الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي، سيتمّ حلُّ 50% من المشكلات، وسيكون بالإمكان حلُّ ما تبقَّى من مشكلات عبر التفاوُض في إطار الاتفاق النووي، وتحت رقابة الأمم المتحدة وكافَّة أطراف الاتفاق النووي على يد القُوى المحلِّية الخبيرة».
افتتاح المعبر الحدودي بين إيران وباكستان الأسبوع المقبل.. وظريف يجتمع مع خان
أكَّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأربعاء (11 نوفمبر)، افتتاح المعبر الحدودي بين إيران وباكستان الأسبوع المقبل، بعد سفره إلى هناك واجتماعه مع رئيس الوزراء عمران خان والمسؤولين الباكستانيين.
وقال ظريف: «أجرينا اليوم (أمس) مع المسؤولين الباكستانيين مناقشات طويلة وجيِّدة للغاية حول العلاقات الثنائية والتعاون الحدودي، وافتتاح المعبر الحدودي بين إيران وباكستان الأسبوع المقبل، والتعاون التجاري عبر الحدود ومقايضة البضائع بين البلدين»؛ وتابع: «كما كانت المحادثات حول الأوضاع في المنطقة وأفغانستان والتطوُّرات في كاراباخ، والاتفاق النووي، من بين المحاور الأخرى للمباحثات». من جانبٍ آخر، اجتمع ظريف، أمس، في لقائه الرسمي الثالث في إسلام أباد، برئيس وزراء باكستان عمران خان؛ تبادل الجانبان وجهات النظر حول العلاقات الإيرانية – الباكستانية، وتوسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية، خاصّةً تعزيز العلاقات الحدودية، وعرض ظريف مشاوراته مع وزير الخارجية وقائد الجيش الباكستاني مع رئيس وزراء باكستان.وشدَّد ظريف وخان على أهمِّية التعاون الثنائي بين طهران وإسلام أباد.
وكالة «إيسنا» + وكالة «إيرنا»
صدور حُكم نهائي بإعدام مدير «آمد نيوز» روح الله زم
أكَّد رئيس المحكمة العُليا في إيران، أنَّ حُكمًا نهائيًا قد صدرَ بإعدام مدير قناة «آمد نيوز» على التليغرام، روح الله زم، وأنَّ متحدِّث السُلطة القضائية سيُعلن قريبًا عن تفاصيل الحُكم.
وكانت القوّات الأمنية قد قبضت على زم في أكتوبر 2019م خارج البلاد، وعقب محاكمته في محكمة الثورة، صدر في حقه حُكمٌ بالإعدام. وبحسب تقارير وسائل الإعلام المحلِّية في إيران، أعلن أحمد مرتضوي مقدم، مساء أمسٍ الأربعاء (11 نوفمبر)، أنَّ المحكمة العُليا قد أصدرت الحكم النهائي في قضية روح الله زم. ويأتي هذا الخبر، بينما كان رئيس المحكمة العُليا قد أعلن في نهاية سبتمبر الماضي عن انتهاء التحقيقات في قضية زم، مصرِّحًا بأنّه سيتم الإعلان عن الحُكم عمَّا قريب؛ وفي 30 يونيو المنصرم، أصدرت الشعبة 15 بمحكمة الثورة، برئاسة القاضي أبو القاسم صلواتي، حُكمًا بإعدام مدير «آمد نيوز»، مع اعتبار «الاتّهامات الثلاثة عشر الموجَّهة إليه هي مصداقٌ للفساد في الأرض».
يُذكر أن اعتقال زم الذي كان يقيم في فرنسا، تمّ أثناء زيارته للعراق في أكتوبر 2019م، ثمَّ جرى تسليمه إلى إيران؛ وانعقدت الجلسة الأولى من محاكمة زم 10 فبراير الماضي في الشعبة 15 بمحكمة الثورة بطهران، وانعقدت الجلسة السادسة والأخيرة بعد 4 أشهر في 10 يونيو.
وأفاد تقرير وكالة «هرانا» المعنية بحقوق الإنسان في إيران يوم 12 أكتوبر الماضي، أنّه رغم مرور أكثر من 3 أشهر على صدور الحُكم في حقّ روح الله زم، إلّا أنّه لا يزال في حبسٍ انفرادي في مكانٍ غير معروف، يخضع لرقابة استخبارات الحرس الثوري.
وعلى مدى الأشهر الماضية، أعربت مؤسَّساتٌ حقوقيةٌ دولية عن مخاوفها إزاء احتمالية تعذيب زم داخل السجن، محتجِّين على بثّ التلفزيون لاعترافاته القسرية؛ وفي الآونة الأخيرة، تمّ اعتقال عددٍ من معارضي الحكومة الإيرانية بالإضافة إلى زم، في الدول المجاورة، وجرى نقلُهم إلى داخل إيران.
موقع «راديو فردا»