أكَّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في حوار مع صحيفة «اطلاعات»، أنَّ فُرص عمله في مجال السياسة الخارجية تتجاوز إمكانية الترشُّح للرئاسة، مُبديًا عدمَ استعداده لتلك التجربة. وفي شأن محلِّي، هاجم الدبلوماسي الأسبق وأمين عام حزب «نداي إيرانيان» صادق خرازي، رئيسَ تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة والمقرَّب من المرشد الإيراني، حسين شريعتمداري، من خلال مناظرة تلفزيونية، مساء السبت الماضي.
وفي شأن دولي، أجرى وفد يمثِّل الهيئة السياسية لحركة طالبان، زيارة إلى طهران مساء أمس الاثنين، برئاسة مساعد رئيس الحركة للشؤون السياسية الملا عبد الغني بردار، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين. وعلى صعيد الافتتاحيات، حلَّلت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، وفق رؤيتها، أسباب عدم الاهتمام بالمشاركة في الانتخابات بإيران.
ورصدت افتتاحية صحيفة «تجارت»، إمكانية حلّ مشاكل الإنتاج في ميزانية العام المقبل، من خلال دفع إعانات للمنتجين.
«آرمان ملي»: أسباب عدم الاكتراث بالمشاركة في الانتخابات
يحلِّل الأمين العام لجمعية المحقِّقين والأساتذة بحوزة قُم حسين موسوي تبريزي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، وفق رؤيته، أسباب عدم الاهتمام بالمشاركة في الانتخابات بإيران.
ورد في الافتتاحية: «أن يُعرب وزير الداخلية عن قلقه من برود أجواء الانتخابات، لهو أمرٌ صحيح. تمّ الحديث عن أصل الموضوع بشكل صحيح بناءً على المعلومات، ورُبّما قال القليل. تُشير الإحصاءات غير الرسمية في بعض الأحيان إلى عدم اكتراث 30 إلى 40% من الشعب بالانتخابات؛ الأمر الذي يمكن أن يكون له أسباب مختلفة؛ أولًّا: سوق الانتخابات ليست مزدهرة بعد، ولم تتشكَّل المنافسات كما ينبغي، ثانيًا: أُصيب البعض بالإحباط من الانتخابات السابقة؛ خاصّةً في الانتخابات الأخيرة، حيث لم يترشَّح بعض الأشخاص في المقاطعات وفي طهران، إمَّا لأنَّهم كانوا يعلمون أنَّه سيتمّ رفض صلاحيتهم، أو ترشَّح البعض بالفعل وتمّ رفض صلاحيتهم، ولم يتمكَّن الناس من العثور على مرشَّح ذي مصداقية والتصويت له، وقد صاحب كُلّ هذا تفشِّي فيروس كورونا والمشاكل الاقتصادية، ولأنَّني في الشارع وفي السوق منذ سنوات عديدة، وعلى دراية بقضايا الناس المعيشة، فإنَّ أصحاب الرواتب الثابتة الذين كانوا يحصلون على مبلغ محدَّد يصارعون الآن ارتفاع الأسعار المُتزايد، وقد واجه البعض كسادًا في عملهم، أو تمّ إغلاقه تمامًا، هذا من بين العوامل الأُخرى الدخيلة في هذا الأمر، وهو يدفع عامَّة الناس إلى التفكير في الخُبز، والانتخابات ليست مهمَّة للبقية، ولو بمقدار جناح بعوضة؛ لأنَّ مهمَّتهم هي البقاء على قيد الحياة، حتّى مع أقلَّ راتب.
لهذا، أنا متأكِّد من أنَّ حوالي 50% من الشعب يعيشون مع مشاكل كثيرة، وفي الحدِّ الأدنى من الظروف المعيشية. في هذه الأثناء، كان الله في عون المستأجرين الذين يعانون مشكلة مضاعفة. لكن هناك مخاوف بين السياسيين، الذين غالبًا ما كانوا يشاركون في الانتخابات، وكانوا يستعدُّون لها قبل عدَّة أشهر. المتديِّنون المهتمُّون بالثورة وبالنظام ليسوا مرتبطين بجهة، ويريدون الاشتراك بحرِّية في الانتخابات والترشُّح. إنَّ ضميرهم مرتاح؛ لأنَّه لن يتمّ رفض أهليّتهم بلا سبب، بينما الناخبون الذين يريدون التصويت لمن يحلو لهم، مستاؤون؛ لأنَّ الانتخابات البرلمانية الأخيرة أزعجت البعض وأغضبتهم، وقد فقدوا الأمل في أن يسمح النظام الإيراني للأشخاص المتعلِّمين، الأكفَّاء، المتديِّنين، الحريصين، الأقوياء الذين يستطيعون العمل، بالدخول بمجال المنافسة، ويجب على مسؤولي الدولة، وعلى رأسهم المرشد الإيراني، اتّخاذ قرار حول ذلك الأمر.
موضوع الانتخابات مهمّ من وجهة نظر العالم، كما أنَّه يرتبط باحتياجاتنا المادِّية والروحية. لقد يئِس الشعب، بل وحتَّى الثوار، من مشاهدة الألاعيب الفئوية، وألاعيب المنافسات والاهتمام بالقضايا الجانبية، بينما يتمّ نسيان أصل المشكلة. القضايا السياسية والاتفاقيات بيد الدول والقضايا الأمنية في إيران، لا يعلم الناس عنها سوى ما ينتُج عنها من مشكلات، أمّا ما يجري خلف الكواليس؛ فهم جاهلون به تمامًا».
«تجارت»: حلّ عُقدة الإنتاج عبر دفع الإعانات
ترصد افتتاحية صحيفة «تجارت»، عبر كاتبها عضو لجنة الطاقة بالبرلمان قاسم ساعدي، إمكانية حلّ مشاكل الإنتاج في ميزانية العام المقبل، من خلال دفع إعانات للمنتجين.
تقول الافتتاحية: «بعد مرور 11 عامًا على تطبيق قانون استهداف الدعم وعدم المُبالاة بحصَّة الإنتاج في هذا القانون، فإنَّنا نشهد قرار اللجنة المشتركة لميزانية العام الإيراني المقبل (1400 ه.ش)، بشأن دفع إعانات الإنتاج للمنتجين. لا شكَّ أنَّ تسهيل ظروف الإنتاج سيتحقَّق للمنتجين والمستثمرين المحلِّيين، من خلال العديد من القرارات مثل دفع الإعانات؛ لأنَّها قد تحلّ العديد من مشاكل المنتجين، وتمهِّد الطريق أمامهم. ومن منطلق أنَّنا في عام قفزة الإنتاج، فمن المُرجَّح أن يحظى هذا القرار بموافقة النوّاب في الساحة العلنية؛ لأنَّ التوزيع الدقيق وتخصيص الدعم يكون ممكنًا فقط، في ظلّ إدارة سليمة من قبل الحكومة؛ لأنَّ قرار البرلمان سيكون فعّالًا في هذه الحالة فقط، وفي الواقع إذا فشلت الحكومة بتنفيذه، ستَضيع كُلّ جهود البرلمان لتسهيل ظروف المنتجين.
على الرغم من أنَّ البرلمان بصفته الهيئة التشريعية يوفِّر الأدوات اللازمة للسُلطة التنفيذية، إلّا أنَّه لا يمكن تغيير الظروف، مهما تمّ تمرير العديد من القوانين المُفيدة للمجتمع، إذا لم تتمّ إدارتها وتنفيذها بشكل جيِّد، ونظرًا لأنَّ الإعانات المُستهدَفة كانت تفرض تكاليف غير مُتوقَّعة على المنتجين، فإنَّ دفع إعانات الإنتاج للمنتجين سيؤدِّي إلى ازدهار الإنتاج وتحقيق شعار الاقتصاد المُقاوِم.
دعونا لا ننسى أنَّ المنتجين يعملون في أجواء متقلِّبة وغير مستقرَّة، وجزء من مشكلة الإنتاج في الاقتصاد الإيراني ناتج عن عدم الاستقرار، بينما يتعلَّق الجزء الآخر بإحباط المستثمرين؛ بسبب عدم دعمهم.
لا شكَّ أنَّه لطالما تمثَّلت مخاوف المشرِّع في عدم تنفيذ القانون بشكل صحيح، وعدم وجود رقابة على كيفية دفع الإعانات؛ ومن هذا المنطلق، وفيما يتعلَّق بتوزيع الموارد المدعومة على قطاع الإنتاج، وعلى الرغم من أنَّ النموذج العام للمدفوعات في هذا القطاع هو لمساعدة الإنتاج والتوظيف، إلَّا أنَّ منطق توزيعها على عدَّة وحدات إنتاجية محدَّدة لم يكُن واضحًا، ولم يتمّ تقييم تأثيره على الوضع الاقتصادي والمجتمع والإنتاج».
ظريف: فُرص عملي في السياسة الخارجية أهمّ من الترشُّح للرئاسة
أكَّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في حوار مع صحيفة «اطلاعات»، أنَّ فُرص عمله في مجال السياسة الخارجية تتجاوز إمكانية الترشُّح للرئاسة، مبديًا عدم استعداده لتلك التجربة.
وقال ظريف: «ذكرت مرارًا أنَّني لست مستعدًّا؛ من أجل أن يسمحوا لي بالقيام بعملي. الفُرص في العلاقات الدولية ليست مثل بعض الأطعمة تضعها جانبًا، ثمّ تستخدمها لاحقًا. الفُرص تمُرّ مَرّ السحاب؛ هذا هو الوضع الدولي. يجب علينا الآن اغتنام الفرص في العلاقات الخارجية. إنَّ الوضع في أمريكا الآن في حالة غضب من العنصريين، وهذا وضع خاصّ. إيران دولة ملتزمة بالقانون، وأمريكا تنتهك القانون. وقد هزمنا أمريكا مؤخَّرًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ 110 أصوات، لذا لا ينبغي أن نضحِّي بهذا الوضع لصالح النزاعات السياسية الداخلية»، بحسب قوله.
وأردف: «أشعر أن انتخابات 2021م مهمَّة جدًّا لبعض الأصدقاء، وقد أربكت الانتخابات الأمريكية معادلاتهم، لدرجة أنَّهم يريدون عرقلة الأمور. أنا حقًّا لا أُريد إحداث فُرقة في البلاد؛ لأنَّني أشعر أنَّ البلد بحاجة لتوافُق أكثر من أيّ وقت مضى. نحن الآن نقوم بتسييس ميزانية الدولة، وهذا سمّ قاتل لإيران. يجب أن تتّحد كُلّ قوُى البلاد. أنا لا أعتبر هذه الظروف مفيدة للبلد على الإطلاق، لهذا السبب قُلت دائمًا إنني لا أسعى للانتخابات، واهتمامي بالتعليم، والعمل الذي أعرفه وهو السياسة الخارجية».
وعن تحليله لمطالب إدارة بايدن بشأن مفاوضات الملف النووي، قال: «هناك وجهة نظر واضحة للغاية، وهي أنَّنا بحثنا كُلّ الموضوعات مرَّة واحدة، وليس الأمر أنَّنا لم نبحثها، واتّخذنا القرار بشأن بعض الموضوعات التي لم نصل لاتفاق بشأنها، وحينما لم نتّفق، كان لهذا الأمر تأثيره على المفاوضات والنتائج. على سبيل المثال، تباحثنا نحو عامين بشأن الجدول الزمني، وتمّ الاتفاق على تلك المواعيد التي توصَّلنا إليها في الاتفاق النووي، وليس الأمر أنَّ أمريكا كانت توافق منذ اليوم الأوّل على 8 و10 سنوات من القيود المفروضة على موضوعات بالاتفاق النووي، فقد كانت تحاول إضافة 20 عامًا آخرين، لكنّها لم تستطِع الحصول على نتيجة. في المقابل، كان علينا نحن أيضًا أن نستعدّ لتقديم تنازُلات من أجل تقصير الفترة؛ لأن التفاوُض أخذ وعطاء».
وحول معارضة وزارة الخارجية لخُطَّة البرلمان حول «الإجراء الإستراتيجي لرفع العقوبات»، أوضح ظريف: «حاليًا، بات هذا الأمر غير مُجديًا؛ لأنَّه أصبح قانونًا ونقوم بتنفيذه؛ وبغضّ النظر عن موافقتنا أو عدم موافقتنا، فإنَّنا نعتقد أنَّ السياسة التي انتهجتها إيران بموجب المادة 36 من الاتفاق النووي كانت كافية، وكان بإمكاننا متابعة الإجراءات التي يتّخذها البرلمان، وفقًا لتلك السياسة».
صحيفة «اطلاعات»
خرازي لشريعتمداري: لقد سُقتم إيران نحو الدمار بطريقة تفكيركم
هاجم الدبلوماسي الأسبق وأمين عام حزب «نداي إيرانيان» صادق خرازي، رئيسَ تحرير صحيفة «كيهان» المحافظة والمقرَّب من المرشد الإيراني، حسين شريعتمداري، من خلال مناظرة تلفزيونية، مساء السبت الماضي (23 يناير). وقال خرازي من خلال برنامج «نكاه يك» بالقناة الأولى في التلفزيون الحكومي الإيراني لشريعتمداري: «لقد سُقتم البلد نحو الدمار بطريقة تفكيركم، وبحديثكم عن أنّ أمريكا ستضرب والصهاينة سيضربون».
وتطرَّق إلى موضوع إهانة صحيفة «كيهان» على لسان شريعتمداري للمرجع العراقي آية الله علي السيستاني، وقال له: «لقد أهنت آية الله السيستاني، وأثرت الفوضى في كُلّ أرجاء العراق والمنطقة».
صحيفة «ستاره صبح»
وفد سياسي من «طالبان» برئاسة الملا بردار يزور طهران
أجرى وفد يمثِّل الهيئة السياسية لحركة طالبان، زيارة إلى طهران مساء أمس الاثنين (25 يناير)، برئاسة مساعد رئيس الحركة للشؤون السياسية الملا عبد الغني بردار، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.
وجاءت زيارة الوفد السياسي لـ «طالبان» إلى طهران، بدعوة من وزارة الخارجية الإيرانية، لمناقشة القضايا المتعلَّقة بالسّلام في أفغانستان، مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف.
وتأتي هذه الزيارة، في أعقاب ما أفادت به بعض المصادر الإخبارية عن توقُّف المحادثات الأفغانية – الأفغانية في الدوحة لعدَّة أيام.
وكالة «تسنيم»