أكَّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلةٍ مع موقع «انتخاب»، أمسٍ الأحد، أنّه لا نيةَ لديه لخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية 2021م، لكنّه قال في إجابةٍ على سؤالٍ عن إمكانية مساعدة مرشَّحٍ معين للرئاسة: «لا أنفي بشكلٍ حازم أنَّني لن أترشَّح للانتخابات، لكن علينا الانتظار».
وفي شأنٍ آخر، حصلت وكالة «فارس» على تفاصيل جديدة عن طريقة مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، صباحَ الجمعة الماضي. وفي نفس السياق، أعربَ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» إسماعيل هنية، في اتصالٍ هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني، عن تعازيه للشعب الإيراني والمسؤولين باسم الشعب الفلسطيني وقيادات الحركة في مقتل العالم النووي محسن فخري زاده. وعلى صعيد الافتتاحيات، طرحت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، تساؤلًا بشأن استمرار عدم إخضاع المؤسَّسات المعنية بتأمين عُلماء إيران، الذين تعرَّضوا للقتل، للمساءلة، بعد واقعة فخري زاده.
«آرمان ملي»: لماذا لا تخضع المؤسَّسات ذات الصلة للمساءلة؟
يطرح المحامي نعمت أحمدي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، تساؤلًا بشأن استمرار عدم إخضاع المؤسَّسات المعنية بتأمين عُلماء إيران، الذين تعرَّضوا للقتل، للمساءلة، بعد واقعة فخري زاده.
تذكر الافتتاحية: «لم يكُن محسن فخري زاده شخصًا عاديًا. فقد خضع لعقوبات من جانب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كل هذا يدُّل على المعرفة الكاملة به. كان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو قد تحدَّث عن عدم نسيان وتذكُّر اسم محسن فخري زاده؛ ما يدُلّ على أنَّ فخري زاده كان مُراقَبًا. من ناحية أخرى، لدينا تاريخ من الاغتيالات لأربعة عُلماء نوويين؛ هُم الدكتور علي محمدي وشهرياري وأحمدي روشن ورضايي نجاد في السنوات الماضية؛ ما يدُلّ على أنَّ فخري زاده كان مُستهدَفًا أيضًا.
لكن منذ الحادث الذي وقع مساء الجمعة، يُطرَح سؤال حول أنه ألا ينبغي معالجة الحادث قبل وقوعه؟ ترديد شعارات الأمن لا يعالج الألم. ألا ينبغي لشخص في مكانة الدكتور فخري زاده أن يتنقَّل بسيارة مضادَّة للرصاص ويتمّ تطهير مسار تحرُّكه؟ من الأسئلة الأخرى المطروحة أين هي الثغرات؟ إلى أين وصلت قضية تهراني مقدم وهل تمكَّنا من الوصول إلى دليل؟ إسرائيل متورِّطة في الأمر، فلماذا وكيف نفقد فخري زاده الذي قدَّمته مجلة «فورين بوليسي» كأحد الشخصيات الإيرانية الخمس في قائمة أقوى 500 شخص في العالم، ونعلم أنَّه كان مرصودًا من قِبل أجهزة الاستخبارات والمعارضين؟
للأسف، وقع هذا الحدث المأساوي في ذكرى مقتل شهرياري، بينما لم نصل بعد إلى ذكرى مقتل قاسم سليماني. لا نستطيع أنَّ نقول للعدو ما سبب معادته لنا، لكنّنا نتوقَّع مساءلة المنظَّمات والمؤسَّسات الداخلية. حتّى لو قضينا على كُلّ الأعداء في الخارج، فمن يتحمَّل مسؤولية التقصير الحاصل في الداخل؟ إلى أين وصلت قضية قاسم سليماني؟ لقد فقدنا حسن تهراني مقدم أب الصواريخ الإيرانية. ألا يجب أن يُحاسَب أحد في الداخل؟ هل الأشخاص الذين تمّ اعتقالهم هُم من وضعوا الخطَّة فعلاً؟
اعتبرت بعض وسائل الإعلام أنَّ فريق الاغتيال 12 شخصًا، وهذا العدد في حدّ ذاته يتطلَّب دعمًا من 50 شخصًا على الأقلّ. يجب أن نبحث عن المصدر؛ حتى نتمكَّن من توفير الأمن لعُلماء بلدنا. هذا الشخص كان له من المكانة بحيث قال نتنياهو علنًا «تذكروا هذا الاسم». هل نريد صراحة أكثر من هذه؟! من المسؤول عن أمن هؤلاء الأشخاص بالداخل؟ من سيُحاسَب على الحزن الذي أصاب قلب الأُمَّة؟ هل أعدَّ الإسرائيليون شاحنات نيسان والدرَّاجات النارية مكتوب عليها اللغة العبرية؟ أليس لهم أيّ آثار؟ تُطرَح هنا قضيتان؛ أوّلًا عندما علمنا أنَّ فخري زاده كان مُستهدَفًا من الإسرائيليين بهذا الشكل، ألم يكُن ينبغي له أن يحظى بشبكة حماية آمنة تمامًا؟ وثانيًا إلى أين وصل دليل اغتيال العُلماء السابقين؟ لماذا لم نتمكَّن من إغلاق الثغرات التي توصَّلنا إليها أثناء التحقيق في القضايا، حتى لا تتّسع شبكة المقامرة بالعُلماء مرَّةً أُخرى؟ كما كشف نتنياهو أنَّه قام بإجراءات خلال الأسبوع الماضي لا يستطيع الحديث عنها، والسؤال الآن هو ما كانت تلك الإجراءات وما الذي يجب فعله لمنع تكرارها؟
كان أملنا هو أن يكون أمن العُلماء داخل إيران كاملًا في ظلّ منطقة الشرق الأوسط المضطربة، لكن رأينا كيف تمّ تنفيذ مثل هذه العملية في وضح النهار بمنطقة مزدحمة مثل طريق داماوند – آبسرد، ونتساءل متحيِّرين: ما الذي حدث بحيث فقدنا فخري زاده بهذا الشكل، بينما كان يمكن أن نستفيد من وجوده لسنوات؟».
ظريف: لا أنوي خوض انتخابات الرئاسة ولا أنفي بشكلٍ حازم عدم ترشُّحي
أكَّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مقابلة مع موقع «انتخاب»، أمس الأحد، أنّه لا نية لديه لخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية 2021م، لكنّه قال في إجابة على سؤال عن إمكانية مساعدة مرشَّح معين للرئاسة: «لا أنفي بشكل حازم أنَّني لن أترشَّح للانتخابات، لكن علينا الانتظار».
وعن رأيه الشخصي في الترشُّح، قال ظريف حرفيًا: «قُلت مرَّات عديدة إنَّه ليس لدي مثل هذه النية»، وأضاف: «يقول القرآن [لا يكلِّف الله نفسًا إلا وُسعها]، وأنا أعلم مدى قوّتي، لكن لا يمكنني الدخول في مجال لست متخصِّصًا فيه»، كما أكَّد ذلك في إجابة على سؤال بشأن موقفه حال «ورود إذن من أحد الكبار بترشُّحه»، حينما قال: «قُلت هذا الأمر بعبارات مختلفة، أنا لا أرى وضعي بشكل يجعلني أقوم بمثل هذا الأمر».
وأبدى ظريف استعداده للاستمرار في منصب وزير الخارجية خلال الحكومة التالية إذا ما دُعي لذلك، وقال: «مستعدٌّ لذلك رغم الصعوبات الموجودة. أعتقد أنَّ وزير الخارجية يجب أن يعمل في ظلّ إجماع وطني». ونفى وجود علاقة شخصية مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن عندما كان عضوًا بمجلس الشيوخ، وقال: «إنّها علاقة عمل. هذه العلاقات لا يمكن تسميتها بالشخصية والجيِّدة، لكن يمكن تقييمها على أنّها علاقات عمل قائمة على الاحترام المتبادل. لقد عقدت عدَّة اجتماعات مع بايدن على المستوى المهني، عندما مثَّلت إيران في الأمم المتحدة. من المؤكَّد أنّه يختلف كثيراً عن ترامب في نظرته للسياسة الخارجية، ولعب دورًا مهمًّا في السياسة الخارجية الأمريكية منذ السبعينات».
وعن احتمالية عودة إدارة بايدن إلى الاتفاق النووي مع عمل الحكومة الإيرانية الـ 12، قال ظريف: «لا أنظر إلى السياسة الخارجية على أنَّها حزبية. أيّ أنَّ السياسة الخارجية يجب أن تُصمَّم على أساس أعلى من فصيل سياسي (غير فئوي)، لكن للأسف يتمّ تجاهل هذا الأمر من قِبل بعض الفصائل في بلادنا. يجب أن نسعى لتحقيق المصالح الوطنية؛ الآن سواء في الحكومة الـ12 أو في الحكومة الـ 13؛ وجدير بالملاحظة أنَّ مفاوضات إيران مع أمريكا، بدأت في الحكومة الـ10 بإذن من المرشد».
وعلَّق ظريف على دوافع من يهاجمونه، وقال: «أتمنَّى أنّهم يفعلون ذلك لوجه الله. قالوا إنّ ظريف جاسوس وتربَّى في مدرسة جاسوسية، وأنَّ جدِّي الذي بنى مسجدًا في قُم ومسجدًا في هامبورغ على نفقته الشخصية كان جاسوسًا بهائيًا، ويكتبون هذه الأيّام أيضًا أنّه كان جاسوسًا للعولمة، هذه الأشياء يقولونها عن جدِّي الذي توفى منذ زمن طويل، كما أنَّهم اتّهموا أبي هو الآخر بأنَّه كان من السافاك عبر استخدام اسم خاطئ؛ وخلال الأسبوع الذي قلقوا فيه من ترشُّحي للانتخابات، تمَّت مشاركة صورة جدِّي في تويتر على نطاق واسع».
موقع «انتخاب»
تفاصيل جديدة حول طريقة مقتل زاده
حصلت وكالة «فارس» على تفاصيل جديدة عن طريقة قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، صباح الجمعة الماضي.
وجاءت التفاصيل كما يلي:
«تحرَّكت السيّارة المضادَّة للرصاص التي تقلّ فخري زاده وزوجته، صباح الجمعة، وبرفقتها 3 سيّارات من فريق الحراسة من مدينة رستمكلاي في مازندران باتّجاه أبسرد في دماوند، وكانت السيّارة المتقدِّمة لفريق الحراسة على بُعد بضعة كيلومترات من موقع الحادث، حيث تترك المرافقة لفحص الوجهة وتحييدها.
وفي تلك اللحظة، تسبَّب الصوت الناتج عن إصابة بضع رصاصات السيّارة في جذب انتباه الدكتور فخري زاده وإيقاف السيّارة، وخرج من السيّارة معتقدًا أن الصوت ناتج عن الاصطدام بعائق خارجي أو مشكلة في محرِّك السيّارة.
وتمّ إطلاق عدَّة طلقات على فخري زاده من مدفع رشّاش يعمل بالتحكُّم عن بُعد من سيّارة نيسان كانت متوقِّفة على بعد 150 متراً من سيارة العالم النووي، وأصابته رصاصتان في خاصرته وعيار ناري في ظهره؛ ما أدَّى إلى بتر نخاعه الشوكي.
في غضون ذلك، دافع رئيس فريق الحراسة عن جسد فخري زاده؛ فأصابت عدَّة رصاصات جسده. وبعد لحظات تمّ تفجير سيّارة نيسان المتوقِّفة».
وذكر مراسل وكالة «فارس»، أنّه خلال عملية القتل التي استغرقت قرابة 3 دقائق، «لم يكُن هناك عامل بشري في مكان التنفيذ، ولم يتمّ إطلاق النار إلّا بأسلحة آلية، ولم يُصَب في هذا الحادث سوى الحارس الشخصي المُرافِق لفخري زاده».
وفي هذا الصدد، أظهر التحقيق في هويّة صاحب السيّارة «نيسان»، أنّه غادر إيران في 29 أكتوبر الماضي.
وكالة «فارس»
هنية يقدم تعازيه في مقتل العالم النووي الإيراني
أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» إسماعيل هنية، في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن تعازيه للشعب الإيراني والمسؤولين باسم الشعب الفلسطيني وقيادات الحركة في مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده. وعبَّر هنية، في معرض إدانته لعملية مقتل فخري زاده التي وصفها بـ «الجبانة»، عن تضامنه مع إيران في هذا الحادث.
وكالة «ايلنا»