أجرى وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اتصالًا هاتفيًا، أمس الاثنين، وناقشا آخر التطوُّرات في المنطقة، خاصَّةً التطوُّرات الجارية في فلسطين.
وفي نفس السياق الدبلوماسي المتعلِّق بأزمة حرب غزة، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظَّمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أمس الاثنين، المنظَّمةَ إلى «تحرُّك حاسم» لوقف جرائم إسرائيل.
وفي شأن أمني دولي متعلِّق بنفس الأزمة، أعلنَ عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمود عباس زاده مشكيني، في مقابلة مع وكالة «إيسنا»، أمس الاثنين، في إشارة إلى اجتماع مجلس الأمن أمس الأول، أنَّ المجلسَ الدولي لو أصدر بيانًا ضدّ إيران، «سيكون قد ارتكب فعلًا غير قانوني».
وعلى صعيد الافتتاحيات، تعتقد افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها المحلِّل السياسي بهروز بيغي، أنُّه في حال اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل، فإن روسيا لن تقف إلى جانب الإيرانيين؛ لأنَّ الأمر يتعلَّق بإسرائيل.
ومن منظور افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أنَّ الفقر في المجتمع الإيراني، «لا يُشفى» بالنفي الحكومي والإنكار، كما يحدُث بشأن إنكار حقائق السوق الاقتصادية واضطرابات التضخم.
«ستاره صبح»: إذا اندلعت حرب بين إيران وإسرائيل.. لن تقف روسيا إلى جانب إيران
تعتقد افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها المحلِّل السياسي بهروز بيغي، أنُّه في حال اندلاع حرب بين إيران وإسرائيل، فإن روسيا لن تقف إلى جانب الإيرانيين؛ لأنَّ الأمر يتعلَّق بإسرائيل.
ورد في الافتتاحية: «لا يعني الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل تصعيدَ الصراعات الحالية في الشرق الأوسط فحسب، لا بل يعني في أُفُق أوسع بدء حرب على نطاق عالمي؛ الحرب التي ستكون تهديدًا للسِلْم والأمن الإقليميين والدوليين؛ بسبب الخلافات الأيديولوجية.
كان الهجوم الجوِّي الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في سوريا، خطأً كبيرًا من نتنياهو. وعلى الرغم من أنَّ ردّ إيران على هذا الهجوم تمَّ بالتنسيق مع دول المنطقة، لكن في حال تكرَّرت هجمات إسرائيل، يمكن أن يكون ذلك بداية دورة مرعبة من العُنف والعسكرة في المنطقة.
عندما يكون التهديد بتأزُّم أوضاع الشرق الأوسط وشيكًا للغاية على هذا النحو، تبحث القُوى العُظمى سيناريوهات مختلفة، وعندما تعلن أمريكا أنَّها لن تشترك في الحرب بين إيران وإسرائيل، يجب عندئذٍ إدراك إلى أيّ مدى تمَّ توقُّع أن تكون عواقب مثل هذه الحرب مدمِّرة، حيث تخلَّت أمريكا عن دعْم شريكها الإقليمي. ومع أنَّ بعض القُوى العالمية، بما في ذلك روسيا، تنتفع من الفوضى الموجودة في الشرق الأوسط، إلّا أنَّ هذه الدولة لا ترغب أيضًا في تأزُّم الوضع في الشرق الأوسط.
على الرغم من أنَّ الحرب بين إسرائيل وحماس حوَّلت انتباه العالم وتركيزه من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط، إلّا أنَّه يبدو أنَّ روسيا لا تنتهج سياسة تصعيد التوتُّرات في الصراع بين إسرائيل وإيران. فقد أدانت هذه الدولة أولًا إسرائيل لانتهاكها سيادةَ سوريا، واعتبرت في اجتماع مجلس الأمن تعامُل الغرب مع إيران سلوكًا مزدوجًا.
تمتلك روسيا مصالح مختلفة عن إيران، وهي تراجع ردودَ أفعالها الدولية بخصوص المصالح الإيرانية. لكن كما أظهرت، فهي مهتمَّة بتخفيف التوتُّرات بين إيران وإسرائيل. ولا يمكن بالطبع الجزم بخصوص إلى أيّ جانب ستقف روسيا، في حال نشبت حرب بين الجانبين.
تسعى روسيا إلى منْع إيران من مهاجمة إسرائيل؛ لأنَّها لا تريد أن تدخل إيران في حرب تهدِّد عواقبها مصالحَ روسيا في الشرق الأوسط، وتضعها في موقف الاختيار بين طهران وتل أبيب.
على الرغم من أنَّه يُشار إلى روسيا باعتبارها القوَّة التي تحدَّت النظام الليبرالي القائم، إلّا أنه يجب القول إنَّه لا يُوجَد تعارُضٌ أساسي بين الروس والأمريكيين في حالة إيران، وبالنسبة لإيران فإنَّ روسيا جزءٌ من العالم الغربي. وقد سعت روسيا في فترات تاريخية مختلفة إلى اللعب بورقة إيران؛ للحصول على امتيازات، وتحديد مكانتها وموقعها لدى الغرب.
بناءً على ذلك، من الأفضل أن تتّخِذ إيران قرارًا مع وضعها مصالحها الوطنية بعين الاعتبار، وألّا تعوِّل على دعْم روسيا. خاصَّةً أنَّ روسيا تبحث في ظل الوضع الحالي عمَّن يدعمها بسبب مشاكلها الاقتصادية الكثيرة؛ ولهذا السبب تقترب من الصين، وتحاول الاستفادة من الشراكة مع الصينيين.
على الرغم من أنَّ روسيا ترى أنَّها لا تزال تحتلّ مرتبةً عالية في التصنيف السياسي بالعالم، إلّا أنَّها لا تملك الروح والقَّوة اللازمتين لدعم أصدقائها. وعلى الرغم من أنَّ إيران وروسيا لديهما تجارب جيِّدة في التعاون السياسي والميداني في سوريا، إلّا أنَّ إمكانية تكرار مثل هذا التعاون الثنائي مُستبعَدة، في ظل نشوب حرب مُحتمَلة بين إيران وإسرائيل. فعندما يتعلَّق الأمر بإسرائيل، لن تقف موسكو إلى جانب طهران».
«آرمان أمروز»: لا يُشفى الفقر بالنفي والإنكار
من منظور المتخصِّص في الإدارة الحكومية حميد رضا بوستاني، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أنَّ الفقر في المجتمع الإيراني، «لا يُشفى» بالنفي الحكومي والإنكار، كما يحدُث بشأن إنكار حقائق السوق الاقتصادية واضطرابات التضخم.
تقول الافتتاحية: «على مدار العقد الماضي، وبالإضافة إلى النمو الجامح لأسعار السِلَع، فإنَّ ما زاد من معاناة الناس أكثر، هو إنكار حقائق السوق الاقتصادية من قِبَل بعض المسؤولين، الذين أوُكِلت إليهم مهمَّة معالجة الأوضاع المضطربة. فمن الناحية النفسية، سيكون من السهل على المجتمع تحمُّل المشكلة التي يتِم الاعتراف بوجودها وشدَّتها من قِبَل المسؤولين. وعلى عكس هذه الحقيقة -وبغضّ النظر عن النظرة السياسية- اتّخذ بعض مسؤولينا موقفًا من هذه المشكلات، عبر إنكارها على مدار السنوات السبع الماضية، التي واجهَ فيها الناس تحدِّيات اقتصادية شديدة.
لا شكَّ أنَّ هذه المواقف تخلق عدمَ ثقة لدى المجتمع، تجاهَ قُدرة ورغبة المسؤولين في إدارة الأوضاع المضطربة. فلا ننسى أنَّه عندما كان سعر الدولار أقلّ بقليل من 5000 تومان في فبراير 2018م، كيف كان جواب محافظ البنك المركزي آنذاك حول الطوابير الطويلة للمشترين أمام مكاتب الصرافة، حين قال: «إنَّ الاستثمار في هذه السوق لا مبِّررَ له اقتصاديًا على الإطلاق، ومن يشتري العملة الصعبة سيتضرَّر بالتأكيد». لقد أدَّت مثل هذه المواقف إلى أنَّه حينما يقول المسؤول إنَّ سِلعةً ما لا ينبغي شراؤها، فإنَّ الناس تعتقد -بشكل صحيح أو خاطئ- أنَّ هذا هو الوقت المناسب لشراء ذلك المُنتَج، وتتكوَّن طوابير طويلة من أجله.
لقد ذهبَ وجاءَ مختلف المسؤولين خلال السنوات القليلة الماضية، تحت إدارة حكومتين، لكن نظرتهم للأحداث الاقتصادية لم تكُن متماشيةً مع حقائق السوق. وقد أدَّت هذه النظرة إلى ارتفاع كبير، في أسعار جميع السِلَع والخدمات. وإنَّ إنكار تأثير أسعار سوق الصرف على حياة الناس، من قِبَل بعض المسؤولين، سياسةٌ يتِم اتّباعها عادةً للهروب من المساءلة والمسؤولية. وعلى الرغم من ذلك، لا يخفي على أحد أنَّ الأسعار تتوافق دائمًا وبسرعة مع سعر الصرف في السوق الحُرَّة. هذه حقيقة تؤكِّدها مراجعة الاتّجاهات التاريخية. وعلى أيّ حال، يمكن تحمُّل الأجواء النفسية السائدة في المجتمع نتيجةَ اشتداد الضغوط الاقتصادية، عندما لا يتِم إنكار وجود ضغوط معيشية على حياة الناس، وحينما لا يقول البعض باستمرار إنَّه لا يُوجَد غلاء وتضخم في المجتمع».
وزير خارجية عُمان يناقش مع نظيره الإيراني التطورات الجارية في فلسطين
أجرى وزير خارجية سلطنة عُمان بدر بن حمد البوسعيدي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اتصالًا هاتفيًا، أمس الاثنين (15 أبريل)، وناقشا آخر التطوُّرات في المنطقة، خاصَّةً التطوُّرات الجارية في فلسطين.
وفي الاتصال الهاتفي، أوضح عبد اللهيان آخر مواقف ووجهات نظر إيران، فيما يتعلَّق بمسار التطوُّرات في المنطقة، خاصَّةً بعد العملية، التي قامت بها القوّات المسلَّحة الإيرانية «ضدّ الأهداف العسكرية المعتدية للكيان الصهيوني، وتماشيًا مع الدفاع المشروع ومعاقبة هذا الكيان، فضلًا عن تحركُّات إيران على الساحة السياسية والقانونية والدولية»، على حدِّ قوله.
وأكَّد وزير الخارجية الإيراني، أنَّ إيران تعتبر أمنَ واستقرارَ الدول المجاورة والصديقة لها في المنطقة أمنها، و «لن تسمح للكيان الصهيوني من خلال مغامراته، بتعطيل أجواء السلام والاستقرار في المنطقة».
كما أدان وزير الخارجية العُماني في الاتصال الهاتفي، عدوان وجرائم إسرائيل في المنطقة، خاصَّةً ضدّ الشعب الفلسطيني، وأكَّد على ضرورة التنسيق وإجراء المباحثات بشكل وثيق بين دول المنطقة؛ لتجاوز الوضع الحسّاس الحالي، وضمان استقرار وأمن المنطقة.
كما استعرض وزيرا خارجية إيران وعمان آخر الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، مؤكِّديْن على ضرورة مواصلة وتعزيز جهود البلدين، إلى جانب الدول الإسلامية والعربية الأخرى المؤثِّرة على الساحة الدولية، لإنهاء الجرائم الإسرائيلية، وشدَّدا على الوقف الفوري لإطلاق النار، وإرسال المساعدات الإنسانية لشعب غزة.
وكالة «مهر»
عبداللهيان يدعو منظَّمة التعاون الإسلامي إلى تحرك حاسم لوقف جرائم إسرائيل
دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام لمنظَّمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، أمس الاثنين (15 أبريل)، المنظَّمة إلى «تحرُّك حاسم» لوقف جرائم إسرائيل.
وأشار عبد اللهيان خلال الاتصال الهاتفي، الذي ناقش التطوُّرات الأخيرة في المنطقة، إلى «الوضع المزري الحالي في فلسطين المحتلَّة وقطاع غزة؛ نتيجة الجرائم والاعتداءات المستمِرَّة، التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني المظلوم»، ودعا إلى اتّخاذ إجراءات حاسمة من قِبَل المجتمع الدولي، خاصَّةً منظَّمة التعاون الإسلامي ودولها الأعضاء في مواجهة إسرائيل ووقْف جرائمها.
وخلال الاتصال، أدان الأمين العام لمنظَّمة التعاون الإسلامي بدوره، إجراءَ إسرائيل العسكري ضدّ السفارة الإيرانية في دمشق، وأعربَ عن أمله في أن يتِم توفير الاستقرار والسلام في المنطقة، من خلال وقْف العدوان الإسرائيلي.
كما اعتبرَ طه أنَّه من الضروري المساعدة في تحقيق وقْف دائم لإطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى شعب فلسطين وغزة في الوضع الراهن، وأكَّد على استمرار الجهود وتبادُل وجهات النظر في هذا الصدد.
وكالة «برنا»
مشكيني: سيرتكب مجلس الأمن فعلًا غير قانوني لو أصدر بيانًا ضد إيران
أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني محمود عباس زاده مشكيني، في مقابلة مع وكالة «إيسنا»، أمس الاثنين (15 أبريل)، في إشارة إلى اجتماع مجلس الأمن أمس الأول، أنَّ المجلس الدولي لو أصدر بيانًا ضدّ إيران «سيكون قد ارتكب فعلًا غير قانوني».
وقال مشكيني في تعليقه على جلسة مجلس الأمن بشأن مناقشة الإجراء العقابي الذي اتّخذته إيران ضدّ إسرائيل: «وفقًا للقواعد الدولية، تُعتبَر عملية “الوعد الصادق” دفاعًا مشروعًا عن النفس، ولدينا الحق في الدفاع عن أنفسنا ضدّ أيّ هجوم على سلامة أراضينا؛ السفارة والقنصلية هي جزء من أراضي الدولة وفقًا للقواعد الدولية، لذلك استخدمنا حقّنا القانوني».
وتابع: «ليلة أمس (أمس الأول)، عقد مجلس الأمن اجتماعًا حول الإجراء، الذي اتّخذته إيران، ولم يؤدِّ في النهاية إلى إصدار بيان؛ لأنَّه في الأساس لو أصدر مجلس الأمن بيانًا لاعتُبِر إجراءً غير قانوني».
وقال عضو لجنة الأمن القومي: «بعد العملية الإيرانية، نشَرَ الأمريكيون والكيان الصهيوني أنَّهم سوف ينتقمون ويهاجمون إيران، والآن بعد أن أصبحوا لا يملكون القُدرة على فعل شيء من هذا القبيل، فإنَّهم يعلمون أنَّ إيران وصلت إلى مرحلة مؤكَّدة من الردع؛ والكيان الصهيوني ليس بالكيان الذي يمكنه فعل أيّ شيء ضدّ مصالحنا الوطنية».
وتابع: «وبحسب اعتراف هنري كيسنجر الواضح، فإنَّ الكيان الصهيوني هو السفينة الحربية الأمريكية في المنطقة. لقد توقَّعوا أن تفعل أمريكا شيئًا ما، لكن أمريكا تحسب التكلفة والفائدة. والأمريكيون يعلمون أنَّ جميع قواعدهم في المنطقة تقع في مرمى صواريخنا بعيدة المدى وفائقة الدقة، والتي هي نتاج التكنولوجيا والتقدُّم العلمي لقوّاتنا المسلَّحة، والتي لم نشتريها من أيّ مكان. وبحسب كافَّة الخبراء السياسيين والعسكريين، تُعتبَر إيران القوَّة الأولى في المنطقة، وواحدة من أقوى ثلاث أو أربع قُوى عسكرية في العالم».
وقال أيضًا: «قرارات المؤسَّسات الدولية بشأن أيّ دولة تتأثَّر بدبلوماسية لتلك الدولة، وتعود أيضًا إلى العلاقات التي تحكُم النظام الدولي. وبطبيعة الحال، أثبت النظام الدولي أنَّه يستخدم معايير مزدوجة تجاه إيران، ورُبَّما نشهد عملًا غير قانوني لمجلس الأمن ضدّ إيران».
وكالة «إيسنا»