أكَّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أنَّ «إغلاق الحكومة الألمانية للقنصليات الإيرانية لديهم، بمثابة عقوبة ضدّ الإيرانيين المقيمين في ذلك البلد».
وفي شأن سياسي دولي آخر في سياق أمني وعسكري، أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني روح الله نجابت، أن الهجوم بالطائرات الحربية الإسرائيلية على مواقع عسكرية في إيران، نُفّذ عبر الأراضي العراقية «دون موافقة السُّلطات في بغداد».
وفي شأن اقتصادي وتِقنِيّ، وقَّع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني ستار هاشمي، خلال زيارته فنزويلا أمس الجمعة، وثيقتين للتعاون في مجالات الاتصالات بين طهران وكراكاس، مع وزير الكهرباء ورئيس الشركة الوطنية للاتصالات (Conatel) في فنزويلا، خورخي ماركيز.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استقصت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي» الأسباب والأحداث التي استدعت اتّخاذ ألمانيا موقفًا عدائيًّا تجاه إيران، من خلال إغلاق القنصليات الإيرانية لديهم، بعد إعدام شخص مزدوج الجنسية «إيراني-ألماني». وترى افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، في ما يخُصّ قضية إيران مع العقوبات الغربية، أنَّه ما دام النظام الإيراني يُصِرُّ على الوقوف في وجه أمريكا وأوروبا وأتباعهما، فإنَّ المعاناة ستلازمه، ما يستدعي تقييم معادلة إيران على أنَّها معادلة معقَّدة ذات مجهولات كثيرة، مع إمكانية منخفضة لحلِّها.
«آرمان ملي»: أسباب موقف ألمانيا العدائي تجاه إيران
يستقصي محلِّل القضايا الدولية علي أصغر زرغر، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، الأسباب والأحداث التي استدعت اتّخاذ ألمانيا موقفًا عدائيًّا تجاه إيران، من خلال إغلاق القنصليات الإيرانية لديهم، بعد إعدام شخص مزدوج الجنسية «إيراني-ألماني».
تقول الافتتاحية: إنَّ الإجراء الأخير، الذي بدَرَ من ألمانيا بإغلاق القنصليات الإيرانية بعد إعدام شخص إرهابي مزدوج الجنسية إيراني-ألماني، ليس جديدًا، وقد رأينا مثل هذه القرارات العدائية من الحكومة الألمانية في الماضي. فحتى في أحداث عام 2022م في إيران، تبنَّت وزيرة الخارجية الألمانية نفسها موقفًا عدائيًّا للغاية تجاه إيران، وأصدرت ألمانيا تصريحات عدائية. في المقابل كان للألمان أكبر قدر من تقديم الدعم والمساعدة لإسرائيل بعد عملية «طوفان الأقصى»، وما تلاها من مجازر وحشية وإجرامية ارتكبها «الكيان الصهيوني»، وكانوا بمثابة أول دولة يزور رئيسها إسرائيل وتعلن دعمها لـ«الكيان الصهيوني». وحتى بينما ترى ألمانيا الآن الأبعاد الواسعة للجريمة والمجازر التي يرتكبها «الكيان الصهيوني»، فإنَّها لا تزال ملتزمة دعمها إسرائيل، بل لديها مواقف عدائية أكثر من دول أوربا الأخرى، مثل فرنسا وغيرها. وتوجُّهها إلى حدٍّ ما، نفس التوجُّه والنهج الذي يتبناه الأمريكيون.
لهذه السياسة الخارجية العدائية تجاه إيران تاريخ طويل، وليست قضية جديدة. وفي هذا الصدد أبدى مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي أيضًا ردّ فعل، ويبدو أنَّ موقف ألمانيا جاء بعد التنسيق مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إذ أفضى ذلك إلى اتّخاذ ألمانيا ردّ فعل شديدًا، وأغلقت قنصليات إيران لديها. وبغضِّ النظر عن استدعاء سفيرهم، فقد استدعوا هُم أيضًا القائم بالأعمال الإيراني في ألمانيا. وعمومًا يمكن تحليل هذا التوجُّه من عدَّة طُرُق: أولًا تراجعت علاقات إيران الاقتصادية مع أوروبا عمومًا، ومع ألمانيا خصوصًا، إلى مستوى منخفض. في السابق كانت ألمانيا تتصدَّر قائمة صادرات وواردات إيران، فمن حيث حجم وقيمة الصادرات والواردات، يمكن القول إنَّ ألمانيا كانت على رأس قائمة المصدِّرين إلى إيران والمستوردين منها في أوروبا، وحتى في العالم، وحدث كثير من التعاون الصناعي الثنائي. لكن هذه العلاقات تدهورت الآن. بالتالي، اتّخذت وزارة الخارجية الألمانية مثل هذا الموقف، لأنَّها ترى أنَّ هذا الأمر لن يعود بضرر كبير على اقتصاد بلادها.
والثاني هو أنَّ أوربا عمومًا اتّخذت موقفًا عدائيًّا تجاه إيران منذ مدَّة، بسبب الأحداث المتعلِّقة بقضية أوكرانيا ولبنان وفلسطين، وهي تتّهِم إيران بتزويد روسيا بالطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية. لهذا تبنَّت ألمانيا -باعتبارها رائدة السياسات الأوروبية تجاه روسيا- مثل هذا الموقف ضدّ إيران. وفي الوقت نفسه فإنَّ موقف إيران من جرائم إسرائيل في غزة ولبنان، على النقيض بالكامل مع المواقف التي اتّخذتها ألمانيا والرئيس الألماني تجاه إسرائيل وجرائمها. إذاً لعِبَت قضايا من قبيل التدهور الحادّ في العلاقات الاقتصادية مع ألمانيا، وموقف ألمانيا المعتاد من روسيا، والاتّهامات التي وجَّهتها ألمانيا لإيران، فضلًا عن تضادّ المواقف بشأن إسرائيل ولبنان وغزة، في أن تُبدي ألمانيا بجرأة ردّ فعل حادًّا ضدّ إيران.
«جهان صنعت»: قضية إيران والعقوبات
ترى افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، في ما يخُصّ قضية إيران مع العقوبات الغربية، أنَّه ما دام النظام الإيراني يُصِرُّ على الوقوف في وجه أمريكا وأوروبا وأتباعهما، فإنَّ المعاناة ستلازمه، ما يستدعي تقييم معادلة إيران على أنَّها معادلة معقَّدة ذات مجهولات كثيرة، مع إمكانية منخفضة لحلِّها.
ورَدَ في الافتتاحية: يُصِرُّ النظام الإيراني على الوقوف في وجه أمريكا، وكذلك أوربا، وأتباع هذه الدول في اليابان وكندا وأستراليا، على الرغم من كل الصعوبات التي هيَّأها له الغرب والظروف الاقتصادية المعقَّدة للغاية التي جعله يعاني منها. ويعتقد النظام الإيراني أنَّ بإمكانه الاستمرار في مقاومة العقوبات. وبلَغَ هذا الأمل في عدم خسارة المعركة أمام الغرب، درجة وضَعَ فيه إيران على شفا حربٍ واسعة النطاق مع إسرائيل، التي هي في الواقع جزء من النظام السياسي الأمريكي. وفي هذه الأيام نسمع القادة العسكريين يتوعدون إسرائيل بالانتقام القاسي. وإذا افترضنا أنَّ هذا الخلاف مع الغرب سيستمِرّ، ولم يحدُث انفتاح في العلاقات بين إيران وأمريكا، فيمكن حينها أن نرسم للمستقبل القريب بإيجاز أُطُر الوضع الإيراني، في ما يتعلَّق بأهمِّ القضايا.
إنَّ أهمّ ما سيحدُث في اقتصاد إيران والإيرانيين، هو أنَّ تحقيق الإيرانيين للازدهار الاقتصادي سيواجه مرَّةً أخرى ركودًا، ونموًّا سريعًا لمعدل التضخم، بسبب الغموض في سوق البورصة والعملات الأجنبية والعملات الذهبية والدولار، فضلًا عن عدم ازدهار القطاع الحقيقي للاقتصاد، ويشمل الاستثمار ونمو الناتج المحلِّي الإجمالي، وكذلك التجارة الخارجية بميزان إيجابي، دون احتساب صادرات النفط. وتُثبِت تجربة سنوات عمل حكومة إبراهيم رئيسي والفترة الثانية من حكومة حسن روحاني، أنَّ جميع القُوى السياسية والاقتصادية في النظام الإيراني لم تعمل على تحقيق نمو في الاستثمار، وتحقيق ميزان تجاري إيجابي، والوصول إلى معدلات مرتفعة في هذه المؤشِّرات. بالتالي فإنَّ المشكلة في إيران الآن هي عدم القُدرة على الاستثمار من أجل نمو الناتج المحلِّي الإجمالي، واستمرار هذا الوضع يعني نمو عدم المساواة. فما العمل إذاً؟
الواقع المرير والكارثي، هو أنَّ الموارد المالية والنقد الأجنبي في إيران -بما في ذلك القطاع الخاصّ والقطاع العامّ والمؤسَّسات التابِعة للمؤسَّسات الحاكمة- إمّا لا تملك القُدرة الكافية لتحريك آلة النمو، وإما لا تريد استثمار رؤوس أموالها في الوضع الحالي المحفوف بالمخاطر. ومن ناحية أخرى، تواجه الموارد الطبيعية التصديرية للإيرانيين، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن الأساسية، منافسةً قوية. ولولا وجود عقوبات، فلا يمكن بيع هذه الموارد الطبيعية في السوق والحصول على النقد، كما أنه ليس لديها أيّ رؤية واضحة لتحقيق إيرادات أعلى من الوضع الحالي، وبالتالي لا يُحصَّل ما يكفي من العوائد. ولسوء الحظ، فإنَّ أصدقاء إيران الإستراتيجيين، أي روسيا والصين، غير قادرين وغير راغبين في الاستثمار في إيران أو إقراضها، كما أنَّ الشركات العالمية الكُبرى تقِف في طابور العقوبات على إيران، ولا تريد القدوم إلى إيران، ما لم تحصُل لديها الثقة الكافية بالسوق الإيرانية. بناءً على ذلك، يجب تقييم معادلة إيران على أنَّها معادلة معقَّدة ذات مجهولات كثيرة، مع إمكانية منخفضة لحلِّها.
عراقجي: إغلاق القنصليات الإيرانية في ألمانيا عقوبة ضد الإيرانيين المقيمين لديهم
أكَّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أنَّ «إغلاق الحكومة الألمانية للقنصليات الإيرانية لديهم، بمثابة عقوبة ضدّ الإيرانيين المقيمين في ذلك البلد».
وكتب عراقجي على حسابه على منصَّة «إكس» للتواصل الاجتماعي، أمس الجمعة (1 نوفمبر): «فرضت الحكومة الألمانية عقوبات على عشرات الآلاف من الإيرانيين الذين يحملون جوازات سفر ألمانية، دعمًا للإرهابي الذي قتل 14 شخصًا بريئًا وأصاب أكثر من 200 آخرين. يمكن لأيّ شخص أن يرى الحكمة في هذا القرار!».
وأردف: «أؤكِّد لمواطنينا الإيرانيين في ألمانيا، أنَّه من خلال تعزيز الأقسام القنصلية في سفارتنا في برلين والبعثات الدبلوماسية الأخرى القريبة، سنبذل قصارى جهدنا لتعويضهم عن هذا الوضع غير المريح. في غضون ذلك، انظروا مرَّةً أخرى إلى هذا المجرم الإرهابي، الذي كانت السُّلطات الألمانية تعمل على حمايته».
المصدر: وكالة «إيرنا»
برلماني: هجوم الطائرات الإسرائيلية نُفّذ عبر أراضي العراق دون موافقة بغداد
أعلن عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني روح الله نجابت، أن الهجوم بالطائرات الحربية الإسرائيلية على مواقع عسكرية في إيران، نُفّذ عبر الأراضي العراقية، «دون موافقة السُّلطات في بغداد».
وقال البرلماني: «الحكومة العراقية كانت وعدت إيران، بأنَّها لن تسمح باستخدام مجالها الجوِّي ضدّ المصالح الإيرانية، لكن لم يمكنها ذلك لعدم امتلاكها المعدات والأدوات، ولم يكُن هذا الموضوع بقناعة الحكومة العراقية».
وأضاف نجابت في حديث لوكالة «نادي المراسلين الشباب»: «هاجمونا “الأعداء” دون موافقة الحكومة العراقية، ولم تكُن الحكومة العراقية سمحت لهم بذلك».
كما بيَّن أنَّه «لم يُنفَّذ هجوم “الكيان الصهيوني” على الأراضي الإيرانية عبر إقليم كردستان العراق».
وصرَّح قائلًا: «إيران لا تجامل أحدًا في ما يخُصّ أمنها، ولن تقع أسيرة للأجواء الإعلامية لأعدائها، وستخطِّط حتى لا يسمح “العدو” لنفسه بأن يفعل ما يحلو له».
المصدر: موقع «خبر أونلاين»
التوقيع على وثيقتين للتعاون في مجال الاتصالات بين طهران وكراكاس
وقَّع وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الإيراني ستار هاشمي، خلال زيارته فنزويلا أمس الجمعة (1 نوفمبر)، وثيقتين للتعاون في مجالات الاتصالات بين طهران وكراكاس، مع وزير الكهرباء ورئيس الشركة الوطنية للاتصالات (Conatel) في فنزويلا خورخي ماركيز.
وأعرب هاشمي عن تقديره لدور ماركيز في تطوير التعاون الوثيق مع الشركات الإيرانية، وقال إنَّ «الشركات التي أعلنت استعدادها للتعاون والتفاعل الوثيق مع دولة فنزويلا الصديقة، هي من أفضل الشركات النشِطة في إيران».
وأشار إلى أنَّه على عكس الدول الأخرى، فإيران مستعِدَّة أيضًا لنقل التكنولوجيا إلى فنزويلا، بالإضافة إلى توفير المنتجات، وأضاف: «إيران مستعدة ليكون لديها إنتاج مشترك في الخارج، حتى نتمكَّن من دخول السوق الإقليمية في مجال الاتصالات».
وأكَّد وزير الاتصالات الإيراني أنَّ إنشاء دار الابتكار، التي تستضيفها فنزويلا، يمكن أن يلعب دورًا فعّالًا في المجالات المشتركة وتطوير المنتجات وتدريب الموارد البشرية، وقال إنَّ «تعاون البلدين في هذا المجال يمكن أن يشكِّل طفرةً على الساحة الدولية».
وأشار كذلك إلى دور وزير الكهرباء الفنزويلي في مجال الطاقة، مُعرِبًا عن رغبته في تطوير وتوسيع حجم التعاون بين البلدين في هذا المجال.
وفي إشارة إلى لقاء رئيسَي إيران وفنزويلا على هامش قمَّة مجموعة «بريكس» الأخيرة، أكد هاشمي أنَّ سياسة حكومة بزشكيان تتمثَّل في دعْم القطاع الخاص، وتعزيز التعاون المشترك بين إيران وفنزويلا.
وفي الاجتماع أيضًا أكَّد وزير الكهرباء ورئيس الشركة الوطنية للاتصالات الفنزويلية، من خلال تقديم رسالة ترحيب من الرئيس الفنزويلي لستار هاشمي والوفد المرافق له، سَيْر الاتفاقيات المتوصَّل إليها، كما هو الحال في الماضي.
وذكَرَ ماركيز أنَّ «العلاقات الإيرانية-الفنزويلية تتعزَّز يومًا بعد يوم، وفقًا لتوجيهات رئيسَي البلدين»، وقال: «في مجال الاتصالات والطاقة كثير من الأعمال الممكن أن ننفّذها معًا».
وفي الختام وُقّعَت وثائق واتفاقيات التعاون في مجال الاتصالات بين الجانبين، بما في ذلك توريد قِطَع ومعدّات الاتصالات، وكذلك إنتاج كابلات الألياف الضوئية.
المصدر: وكالة «إيسنا»