أعلن مجلس تنظيم احتجاجات عُمّال النفط المتعاقدين، أنَّ قوات الأمن اعتقلت أمس الأول، عددًا من عمَّال المنشآت البتروكيماوية في عسلوية، الذين كانوا قد أضربوا عن العمل تضامنًا مع الاحتجاجات العامة.
وفي شأن أمني آخر، أعلنَ ناشطون سياسيون في إيران، أمس الثلاثاء، اعتقالَ زميلهم الناشط السياسي مجيد دري. كما اقتحمت مجموعة مؤلَّفة من خمسة عناصر من وزارة الاستخبارات، منزلَ مواطنة بهائية تُدعى آيدا راستي قلاتي في طهران، مساء الأربعاء 28 سبتمبر الفائت، واعتقلوها دون تقديم مذكرة توقيف.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استقرأت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، حالةَ الغضب الحقيقية لدى الشباب الإيراني، ومطلبهم في العيش في «بلد طبيعي»، متسامح مع العالم والجيران. فيما ترى افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أنَّ الاتفاق النووي الإيراني يتم إنعاشه بـِ«التنفُّس الاصطناعي»، ويمكن أن ينتهي عمره في أيّ لحظة، بدلًا من إحيائه.
«جهان صنعت»: بلدٌ طبيعي.. حسرةٌ في القلب
تستقرئ افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، حالة الغضب الحقيقية لدى الشباب الإيراني، ومطلبهم بالعيش في «بلد طبيعي»، متسامح مع العالم والجيران.
تذكر الافتتاحية: «لا يمكن أن نجد شخصًا يمتلك عقلًا، ولا يمتلك في نفس الوقت القدرة على المقارنة. البشر في أي بلد، وفي أي مرحلة تاريخية، وبغضّ النظر عما لديهم من علم ومال، وبعيدًا عن عمرهم، دائمًا ما يقارنون بين كيفية حياتهم الحالية وحياتهم السابقة، ومع حياة زملائهم وأصدقائهم وأقربائهم، ومع سُكّان البلاد الأخرى. الإيرانيون بدورهم ليسوا استثناءً من هذه القاعدة، ودائمًا ما يقارنون حياتهم الحالية مع حياة الدول المساوية لهم، وغيرها من الدول. انتشار الشبكات الاجتماعية، والسرعة الفائقة في الإحصاءات والمعلومات الواردة عن طريق الشبكات الاجتماعية، جعلت هذه المقارنات ملموسةً بشكلٍ أكبر.
الشباب الإيراني الذي يُظهِر غضبهُ من حياته في هذه الأيام، بأشكالٍ مختلفة، يعاني أكثر من أيّ شيء من التناقضات الكلامية والسلوكية لمديريه. مديرو المجتمع الإيراني يتحدَّثون كثيرًا من فوق المنابر الكثيرة، التي يمتلكونها عن تقدُّم إيران، لكن الشباب الإيراني يقرأ أن دخل الفرد الإيراني أدنى من دول مثل تركمانستان وأذربيجان، ناهيك عن دول مثل السعودية والإمارات.
الشباب الإيراني يرى عدم المساواة المتنامي في الداخل، ويسمع كيف أن البعض يحقِّقون دخلًا أسطوريًا، من خلال التقرُّب من دائرة السلطة، والحصول على المعلومات، ثم بعد ذلك، تفكِّر منظمة التخطيط والميزانية في المساواة بين راتب موظف رفيع الدرجة وراتب موظف جديد، وإقامة العدل من خلال هذا الطريق!
هل غضب جميع الشباب اليوم ناجمٌ عن الحجاب الإجباري، والرغبة في إنهائه؟ صحيح أن هذا مطلبٌ كبير، لكنه ليس الحقيقة كاملةً. الشباب الإيراني يشتكي من انعدام المساواة، ويرى أن بلده يصبح أكثر فقرًا، في كل عام مقارنةً بالعام الذي سبقه، ويجرّه معه نحو الأسفل. الشباب الإيراني يريد البقاء في هذه البلاد، وأن يكون لديه حياة طبيعية؛ أن يجتهد ويتعلم المهارات أو العلوم الحديثة، وأن يعيش في بلد هادئ، ومجتمع متسامح مع العالم والجيران، وأن يعيش بكرامة مع دخلٍ مناسب. يريد الشباب الإيراني مثل جميع شباب العالم، أن يكون لديهم بلد يسوده السلام، وأن يكون بلدهم طبيعيًا. يرى الشباب الإيراني أن التسامح مع العالم ضرورة لا يمكن اجتنابها، وهم مستاؤون؛ لأن انعدام هذا التسامح الوطني والإقليمي قد وضعهم في ظروف صعبة».
«آرمان ملي»: الاتفاق النووي.. محاولة إنعاش تحت «التنفُّس الاصطناعي»
يرى الأكاديمي يوسف مولائي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، أنَّ الاتفاق النووي الإيراني يتم إنعاشه بـِ«التنفُّس الاصطناعي»، ويمكن أن ينتهي عمرُه في أيّ لحظة، بدلًا من إحيائه.
وردَ في الافتتاحية: «تقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران تعمل في الوقت الحاضر على تطوير نشاطها النووي في منشآت نطنز وفردو الواقعة تحت الأرض. المشكلة العالقة بين إيران والوكالة الدولية حول عدم السماح بدخول المفتشين إلى الموقع، أو المواقع التي طالبت الوكالة بدخولها (المواقع الثلاثة التي عُثِر فيها على آثار من اليورانيوم)، كانت موجودةً من قبل. الحقيقة هي أن هذا الموضوع يعزِّز الخلاف بين إيران والوكالة، ويقيِّد إمكانية التعاون، ويشجِّع مجلس المحافظين على التفكير في إصدار قرار جديد ضد إيران.
يبدو أن إيران قد أخطأت في حساباتها، وتعنَّتت كثيرًا في مطالبها. كانت إيران تشعر أنه ربما لن يحدث هناك انفراجةٌ كبيرة بالنسبة لها بعد إحياء الاتفاق النووي، وربما لم يكن لديها رغبة كبيرة في إحياء الاتفاق النووي؛ نظرًا لما تواجهُه من مشكلات في موضوع FATF، وإمكانية الوصول إلى الأسواق المالية العالمية. لكن الاتفاق النووي لم يتعلَّق فقط بالأمور الاقتصادية، بل هو قضيةٌ متعلِّقة بالسلام والأمن العالمي، وإن لم يتم إحياؤه؛ فستتزايد احتمالات حدوث إجماع دولي على إيران، من منطلق أن نشاطاتها غير شفافة، وأن لديها نشاطات نووية غير سلمية، ومن الممكن حينها ممارسة ضغوط جديدة عليها. على أيّ حال، سيؤدي هذا كلّه إلى ارتفاع حدَّة التوتُّر في علاقات إيران الدولية.
هذا في حين أن الغرب قال من قبل إنه في حال لم يتم إحياء الاتفاق النووي، فإنه سيلجأ إلى بدائل أخرى، أو إلى الخطة (ب)، ويمكن لنطاق هذا الأمر أن يكون واسعًا. الحقيقة هي أن هذا المسير خطير، وله تبِعات لا يمكن التنبؤ بها من الآن. في الحقيقة، لم يعُد هناك المزيد من الوقت، وكما قال الغرب والأمريكيون، فإنهم لن يصبروا حتى الأبد من أجل إحياء الاتفاق النووي. صحيح أنه لم يجرِ تحديد وقتٍ من قِبَلهم، لكن الزمن بدوره لم يكن غير محدود، وبرأيهم فإن الوقت قد انتهى، حتى أن الوقت الإضافي أيضًا قد انتهى. في الحقيقة، الاتفاق النووي يرقُد الآن تحتَ أجهزة التنفُّس الاصطناعي في محاولة لإنعاشه، ومن الممكن أن ينتهي عمره في أيّ لحظة، ومن ثمَّ ندخل في مرحلة جديدة من التوتُّر الشديد».
عناصر الأمن في إيران تعتقل عددًا من العُمّال المضربين في عسلوية
أعلن مجلس تنظيم احتجاجات عُمّال النفط المتعاقدين، أنَّ قوات الأمن اعتقلت أمس الأول (الإثنين 10 أكتوبر)، عددًا من عمَّال المنشآت البتروكيماوية في عسلوية، الذين كانوا قد أضربوا عن العمل تضامنًا مع الاحتجاجات العامة.
وأُعلِنت أسماء 11 فردًا من المعتقلين، هُم: مهدي جهانبخشي، علي محمودي، هادي مولائي، نور علي بهادري، فرید کوراوند، کامبیز مهمدي، شاهین نجفي، أحمد بور، فرشید مرادي، علي شابوري وأمید کوراوند. وانضم عُمّال شركة البتروكيماويات هنغام، بوشهر (المرحلة الأولى)، عبادان (المرحلة الثانية) وكنغان إلى الاعتصامات العامة، الإثنين، وقام عُمّال النفط المتعاقدين أيضًا باستدعاء جميع زملائهم المتعاقدين والمثبَّتين والرسميين في هذه الصناعة، وحذّروا بشأن الإضراب عن العمل، بأنهم سوف يستمرون في الاحتجاج والإضراب خطوةً بخطوة وبرفقة المواطنين. كما اقترح عُمّال شركة البتروكيماويات كذلك، أن يحتشدوا اليوم (الأربعاء 12 أكتوبر) في منطقة تقاطع عسلوية، وقالوا إنهم سوف يستمرون في الاحتجاج؛ حتى يتم إطلاق سراح الأفراد المعتقلين.
موقع «راديو زمانة»
اعتقال الناشط السياسي «المحروم من التعليم» مجيد دري
أعلن ناشطون سياسيون في إيران، أمس الثلاثاء (11 أكتوبر)، اعتقالَ زميلهم الناشط السياسي مجيد دري؛ الناشط الطلابي و«الطالب المحروم من التعليم» سابقًا.
وسبق أن تم اعتقال دري خلال احتجاجات عام 2009م، وقضى في السجن مدة خمس سنوات. وكان قد حُكِم عليه، عندما كان طالبًا وحُرِم حينذاك من الدراسة في جامعة طبطبائي، بالسجن في المحكمة الابتدائية، بتُهمٍ مثل «المحاربة والعمل ضد الأمن القومي»، و«الإخلال بالنظام العام»، وأمضى دري فترة عقوبته في سجن إيفين بطهران، وسجني بهبهان وكارون بالأحواز.
موقع «راديو فردا»
اعتقال المواطنة البهائية قلاتي في طهران
اقتحمت مجموعةٌ مؤلَّفة من خمسة عناصر من وزارة الاستخبارات، منزلَ مواطنةٍ بهائية تُدعى آيدا راستي قلاتي في طهران، مساء الأربعاء 28 سبتمبر الفائت، واعتقلوها دون تقديم مذكرة توقيف، ونقلوها إلى العنبر 209 في سجن إيفين.
ووفقًا لأنباءٍ حصلَ عليها موقع «إيران واير»، صادَرَ عناصر الاستخبارات خلال تفتيش المنزل، هاتفين محمولين، وجهاز كمبيوتر محمول، دون مذكرة.
وقال أحد أقارب المواطنة البهائية لموقع «إيران واير»: «آيدا في مركز اعتقال إيفين منذ أسبوعين، وهي محرومة من أبسط حقوق السجين، مثل الزيارات العائلية، أو وجود محامٍ، ولم تتصل بأسرتها منذ سبعة أيام، وأثار عدم وجود أخبار عنها مخاوفَ شديدة لدى أُسرتها».
وتوجَّهت عائلة قلاتي عدَّة مرات إلى مكتب المدعي العام في إيفين؛ لمتابعة قضية ابنتهم، فيما رفضَ المسؤولون المعنيون تقديم أيّ إجابة لهم.
موقع «إيران واير»