انتشر خبر الهجوم على مخفر للشرطة في سيستان وبلوشستان، وإغلاق الطرق بين مدينتي إيرانشهر وتشابهار، ولم يُدلِ المسؤولون الإيرانيُّون بتفاصيل عن سبب هذا الهجوم، وكل ما أوضحوه أن “الوضع تحت السيطرة”، وبعد متابعة هذا الموضوع اتضح أن الوضع الحاليّ هو نتاج اضطهاد أهل السُّنَّة الممنهَج في إيران.
وأعلن قائد قوات الشرطة في سيستان وبلوشستان، حسين رحيمي، حسب موقع “جام جم”، خبر فتح محورَي طرق المواصلات بين سرباز وإيرانشهر وسرباز وتشابهار اللذان كانا قد أُغلِقَا أمس عقب هجوم عدد من الأفراد على مخفر الشرطة.
وأوضح رحيمي أنه عقب هذه الحادثة أُغلِقَ هذان المحوران لفترة من الوقت، ولحسن الحظ بعد التشاور والمفاوضات حُلّت المشكلة، مضيفًا أن الوضع الأمني لهذا القطاع في الوقت الحاليّ عاد إلى حالته الطبيعية ولا توجد أي مشكلات.
في الوقت نفسه لم يُدلِ رحيمي بأي توضيحات عن سبب الهجوم على هذا المخفر، لكن مدونة “عدالت نيوز” المقربة من النشطاء الحقوقيين البلوش وأهل السُّنَّة، أعلنت أن سبب هذا الهجوم هو الاعتقال المؤقَّت لمولوي فضل الرحمن كوهي، إمام جمعة أهل السُّنَّة بقرية بشامك.
ووَفْقًا لهذا التقرير قال أحد المعترضين إن طريق تشابهار إلى إيرانشهر سيظلُّ مغلقًا حتى يجيب المسؤولون عن سبب اعتقال إمام جمعة أهل السُّنَّة في بشامك.
كان فضل الرحمن كوهي اعتُقل أول أمس الإثنين، بعد استجوابه في محكمة رجال الدين، الذي لاقى اعتراض عديد من البلوش.
ووَفْقًا لتقرير عدالت نيوز، فإن نحو 200 فرد من أهل السُّنَّة تجمهروا أمام محكمة رجال الدين في مدينة مشهد من أجل الإفراج عن مولوي فضل الرحمن، وفي نفس التوقيت تجمهر عدد كبير من أهل السُّنَّة في مدينة سرباز بسبب استدعاء مولوي إلى محكمة رجال الدين ثم اعتقاله، وذلك ما اعتبرته بسبب عدم تخلِّيه عن مواقفه.
ووفقًا لتقرير المصادر الخبرية المقربة لنشطاء البلوش، احتشد مئات من سكان مدينة سرباز صباح أمس أمام مبنى قيادة هذه المدينة وطالبوا بإطلاق سراح رجل الدين السُّنِّي.
تجدر الإشارة إلى أن المحتشدين أوضحوا أنهم مُضرِبون عن العمل حتى يتم الإفراج عن فضل الرحمن كوهي.
وأفادت مدونة “عدالت نيوز” في خبر آخر، أنه عقب هذا الحدث هَدّد مسؤولون المحكمة الثورية بزاهدان، نائب مولوي فضل الرحمن كوهي وإمام الجمعة المؤقَّت لبشامك، مولوي محمد أمين آسكاني، بالاستدعاء والاستجواب في هذه المحكمة.
واتهم المسؤولون القضائيّون والاستخباراتيون مولوي بـ”تحريض الناس على التظاهر والتجمهر الاحتجاجي وإغلاق الطرق”.
المثير للدهشة أن أكثر المناطق الحدودية ازدحامًا في جنوب بلوشستان أصبحت بلا حرس حدود، وأن رجال الحرس الثوري البلوش رجّحوا حراسة ومناصرة مولوي فضل الرحمن على حراسة مصالح الحرس الثوري.
وتفيد التقارير بأن القوات المحلِّيّة لقاعدة الحرس الثوري في بشامك وهنج سلّموا أسلحتهم اعتراضًا على اعتقال إمام أهل السُّنَّة في بشامك، كما أكَّدت قوات هاتين القاعدتين أنهم “ليسوا في خدمة الحرس الثوري حتى يُطلَق سراح مولوي فضل الرحمن كوهي”.