احتجَّ مهدي كروبي؛ أحد زعماء الحركة الخضراء، على إعدام المحتجّ الشاب محسن شكاري، وقال إنه «لم تعُد نظرية النصر بالرعب مُجدِيةً بالنسبة لهذا الشعب، الذي سئِم الظلم»، مشيرًا إلى أنَّ المرشد علي خامنئي «يعزو أيَّ احتجاج إلى الأعداء؛ تمهيدًا لقمعه».
وفي نفس سياق الاحتجاجات، أفادت وسائل إعلام إيرانية، أمس السبت، أنَّ مكتب الباسيج الطلابي في جامعة شريف بالعاصمة طهران، تعرَّض لحريق في منتصف الليلة الماضية.
وفي شأن محلي مرتبط بالتعيينات الحكومية، جرى تعيين ضياء الدين نور الديني بمنصب رئيس ديوان المحاسبات الإيراني، بالوكالة، استنادًا لقرار رئيس البرلمان.
وعلى صعيد الافتتاحيات، قرأت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، وضعَ السياسة الخارجية الراهن خلال عهد رئيسي، في ظلّ حرصِه على «التوجُّه شرقًا»، وابتعاده عن توازُنات شعار الثورة القديم «لا شرقية ولا غربية». وتناولت افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، رفاهيةَ علاج نوّاب البرلمان الإيراني، التي كشفَ عنها أحدهم في مناظرة مع آخر، وشَكت من اليوم الذي سيتعفَّن فيه الملح، الذي يُرَشُّ به كل شيءٍ يتعفَّن.
«آرمان أمروز»: لا «شرقية» ولا «غربية»
تقرأ افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، عبر كاتبها الصحافي سياوش بور علي، وضع السياسة الخارجية الراهن خلال عهد رئيسي، في ظل حرصه على «التوجُّه شرقًا»، وابتعاده عن توازُنات شعار الثورة القديم «لا شرقية ولا غربية».
وردَ في الافتتاحية: «نظرًا للأخبار المنتشرة، وبالطبع السياسات الفعلية والإعلامية للدول الغربية والشرقية في علاقاتها مع إيران، يبدو أنه يمكننا الآن وبسهولة انتقاد سياسات حكومة إبراهيم رئيسي بخصوص العلاقات الدبلوماسية نقدًا جادًّا؛ لأننا الآن لا يمكننا عقد الأمل على العلاقات مع الشرق، خاصةً الصين، كما لم يبقَ أي شيء باسم الاتفاق النووي والأمل بإحيائه. في مثل هذه الظروف، يجب أن ننظر من جديد في الشعار، الذي رفعناه في بداية الثورة؛ «لا شرقية ولا غربية». إذ يبدو أن حكومة رئيسي لم تتمكَّن من إيجاد توازُن بين القوى العالمية الحالية فحسب، لا بل يجب أن نقول بناءً على ما تحقَّق من إنجازات إن الغرب من جهة أهملَ إيران، ومن جهة أخرى لم يعُد لدينا أي أمل بالشرق. بالطبع، يجب الإشارة إلى أن روسيا فقط هي من بقِيَت إلى جانب إيران؛ والسبب هو أنها وجدت نفسها وحيدةً في حرب أوكرانيا، وأن بإمكانها أن تضُم إيران إلى صفِّها في هذه الظروف.
الجهاز الدبلوماسي الإيراني الذي انتهجَ إعطاءَ الأولوية للشرق وتنمية العلاقات مع دول الجوار، لم يحقِّق أيَّ نجاحٍ في أيٍ من هذين المجالين في الوضع الراهن، وفضلًا عن المشكلات التي نخوضها على صعيد السياسة الخارجية، وصلنا إلى مرحلة جديدة؛ فنحن لم نجرِّب مثل هذه العزلة من قبل، ولا حتى في زمن الحرب العراقية-الإيرانية. صحيحٌ أنّ هذا الوضع مؤشرٌ على نوعٍ من العزلة الدولية الحقيقية، ومدعاة لقلق أيّ إيراني غيور.
على الجبهة الغربية، نجد أن أوروبا وأمريكا اللتان كانتا منقسمتين حول طبيعة التعامل مع إيران في عهد ترامب، وكان الأوروبيون على الأقل في القول والمواقف يقفون إلى جانب إيران، وصلتا اليوم إلى اتفاق في الفعل والقول حيال معاداة إيران، ويتسابقون إلى إصدار القرارات والعقوبات ضد إيران. وعلى الجبهة الشرقية، نجد أن من يسمَّون أصدقاء وحلفاء إيران الإستراتيجيين ينجذبون واحدًا تِلو الآخر ويتِم إغراؤهم من قِبل أعداء إيران، ويرضون بتقليص مستوى العلاقات مع إيران.
خلال الأسابيع الأخيرة، شاهدنا إلغاء العقوبات النفطية عن فنزويلا، حتى تُنهي مصادر طاقة هذا البلد الأمريكي اللاتيني الصديق بذلك قلقَ أسواق الطاقة العالمية، إزاءَ استمرار العقوبات على إيران وروسيا، وتجعلَ الدول الأوروبية غير محتاجة إلى النفط والغاز الإيراني أكثر من ذي قبل. وخلال الأيام الأخيرة، شاهدنا تقارُبًا في علاقات الصين مع دول الخليج العربي، واتفاق ودعم الرئيس الصيني لبيان السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي المناهضة لإيران».
«مردم سالاري»: آهٍ على اليوم الذي سيتعفَّنُ فيه الملح
يتناول الناشط السياسي كرم محمدي، من خلال افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، رفاهية علاج نوّاب البرلمان الإيراني، التي كشف عنها أحدهم في مناظرة مع آخر، وشكا من اليوم الذي سيتعفَّن فيه الملح، الذي يُرَشُّ به كل شيءٍ يتعفَّن.
تقولُ الافتتاحية: «إنْ مرِض النائب في البرلمان، فإنهم يأخذونه إلى أفضل المستشفيات. نوّاب البرلمان لديهم تأمين صحي شامل منفصل، وينفقون أموالًا طائلة على صحتهم. نوّاب البرلمان لا يراجعون إلَّا المستشفيات الخاصة، ويدفعون 60 مليون تومان؛ من أجل إجراء جراحة بسيطة فقط!
هذه الكلمات ليست حول نوّاب الدول غير الإسلامية أو أمريكا وفرنسا وروسيا والهند وغيرها، بل هي جزء من الأمور التي كشف عنها النائب عن مدينة تبريز في البرلمان الدكتور بزشكيان، والتي أدلى بها حين مناظرة أجراها مع النائب عن طهران، خضريان.
لا مشكلة في أن يراجع أي ساكنٍ في إيران أفضل المراكز العلاجية وأكثرها تجهيزًا، عند حاجته للطبيب والعلاج، لا بل إن هذا يبعث على السرور، لأنّه يدُلّ على أن أوضاع الدخل المادي جيِّدة. لكن أن يعيش نوّاب البرلمان في رفاهية، في وضعٍ انكسرت فيه أظهُر شريحة كبيرة من الناس تحت وطأة التضخم والغلاء الجامح في أسعار السلع وأجور المنازل، والبطالة، ونقص الدواء وارتفاع سعره بشكل جنوني، وأصبح فيه جزء من قاطني هذا البلد فقراء بائسين، فهذا أمرٌ مذموم وغير أخلاقي، ويتعارض مع الوعود، التي قطعوها في زمن الانتخابات، وهو دون شأن ومكانة بيت الشعب.
هم نوّاب أي شعبٍ على وجه التحديد؟ الشعب المقرَّح الأيدي والمحروم والمعاني، أم الأثرياء فارغي البال؟ كيف يمكن لهؤلاء أن يسمّوا أنفسهم بالثوريين؟ هل يمكن لمثل هؤلاء النوّاب أن يزعموا أنهم يسيرون على طريق الشهداء؟ بأي وجهٍ سيقابلون الناس في دوائرهم الانتخابية؟ مع أي المعايير الأخلاقية والإسلامية والإنسانية ينسجم هذا التمييز العلني؟ كان من المقرَّر أن يكون البرلمان بيت الشعب ويده القوية في إقرار القوانين المناهضة للتمييز، وفي إقامة العدل، وأن يكون عينهم في الرقابة على تنفيذ القانون، ومكافحة الفساد والتمييز. هل تمتُّعُ النوّاب بأفضل إمكانات الصحة والعلاج والتأمين الصحي الممتاز ينسجمُ مع ما يتوقَّعه الشعب؟ أيها السادة والسيدات النوّاب، ليكُن هنيئًا لكم المستشفيات الخاصة وعشرات الملايين التي تُنفقونها على جراحة بسيطة، لكن لو تفضَّلتم وفِّروا العلاج الضروري للناس ونفقاتهم حين مراجعتهم للمستشفيات الحكومية.
إنَّ هذا التبذير وهذه النظرة الفوقية تجاه الناس تعني كُفر النعمة، وإن هذا الكُفر وعدم الوفاء بالوعود والتخلِّي عن الناس، سيؤدي إلى سقوطكم عن السُلَّم الذي صُنِع بأصوات الناس، فالناس لم يوقِّعوا عَقْد أخوةٍ مع أيِّ واحدٍ منكم. ينطبق على هذا التمييز الظالم المثلُ الذي يقول: «كل شيء يتعفَّن يرشُّون فوقه الملح، آهٍ على اليوم الذي سيتعفَّنُ فيه الملح».
يجب أن نشكر بزشكيان، الذي أشار إلى هذا الموضوع بصدق، ومن الضروري أن يحدِّد سائر النوّاب موقفهم بخصوص هذه المسألة، وأن تتابع أجهزة الرقابة هذا الموضوع، وتعلن نتيجة ذلك للرأي العام».
كروبي يحتج على إعدام شكاري: «نظرية النصر بالرعب» غير مجدية أمام شعبنا
احتجَّ مهدي كروبي؛ أحد زعماء الحركة الخضراء، على إعدام المحتج الشاب محسن شكاري، وقال إنه «لم تعُد نظرية النصر بالرعب مُجدِيةً بالنسبة لهذا الشعب، الذي سئِم الظلم»، مشيرًا إلى أنَّ المرشد علي خامنئي «يعزو أيَّ احتجاج إلى الأعداء؛ تمهيدًا لقمعه».
وأشار كروبي خلال بيان أصدره أمس السبت (10 ديسمبر) بشكل مباشر إلى اسم شكاري، معتبرًا صدورَ وتنفيذَ حُكم الإعدام بحق هذا المحتج ذي الـ 23 عامًا بأنه يأتي «في إطار فرض أجواء الذعر والرعب»، وصرَّح بأن «إعدام شكاري تمّ في حين لم يرتكب فيها المحتج الشاب هذا جريمةَ قتل، ولا ينطبق حُكم الحرابة على فعلته».
وكتبَ كروبي منتقدًا نهجَ خامنئي تجاهَ الاحتجاجات الشعبية: «أخشى أن يكون هذا الحُكم مقدِّمةً لإصدار وتنفيذ أحكام أكثر في إزهاق الأرواح، طِبقًا لرغبات صاحب السلطة؛ لأن خامنئي للأسف لا يركِّز سوى على إلغاء أصل القضية وإنهائها، دون النظر إلى أرضية الاحتجاجات، ويعزو متعمِّدًا أيَّ احتجاج أو مطلب للعدو؛ تمهيدًا لقمعِه».
وأكَّد أنَّ «إصرارَ المرشد على نهج القمع يأتي بينما لم تعُد نظرية النصر بالرعب مُجديةً بالنسبة لهذا الشعب، الذي سئِم الظلم والإذلال والتمييز والفساد».
وأشار في نهاية بيانه إلى ما وصفه «القمع الدموي» خلال الأشهر الماضية، وتحدَّث عن «قتل عددٍ كبير من المواطنين، لاسيّما النساء والأطفال، بالرصاص الحي من قِبَل عناصر الأمن، والعناصر الذين يرتدون الزيَّ المدني»، وأضاف: «لم يحاكم أو يعاقب ولو شخصٌ واحد حتى الآن بسبب تلك الجرائم. لكن يدان شابٌ مسكين في محكمة صورية بالحرابة؛ بسبب جرحٍ تعرَّض له عنصرُ أمن، ويُنفَّذ الحُكم الذي لا يخفى على أحد تعارُضه مع الموازين الشرعية والقانونية بسرعة».
موقع «راديو فردا»
احتراق مكتب «الباسيج الطلابي» بجامعة شريف في طهران
أفادت وسائل إعلام إيرانية، أمس السبت (10 ديسمبر)، أن مكتب الباسيج الطلابي في جامعة شريف بالعاصمة طهران، تعرَّض لحريق في منتصف الليلة الماضية.
وبحسب التقارير، فإن «أشخاصًا مجهولين أضرموا النار في مكتب الباسيج، واحترق كل شيء داخله»، ولم يتم حتى الآن نشر أي معلومات حول تفاصيل هذا الحادث.
إلَّا أنَّ حسابًا على موقع «تويتر» يحمل عنوان «إضراب شريف»، يعمل على تغطية احتجاجات طلاب جامعة شريف العاصمية، أثار الشكوك في أن «الباسيج أنفسهم من قاموا بتنفيذ الحريق».
موقع «راديو فردا»
تعيين نور الديني رئيسًا لديوان المحاسبات بالوكالة
جرى تعيين ضياء الدين نور الديني بمنصب رئيس ديوان المحاسبات الإيراني، بالوكالة، استنادًا لقرار رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف.
وكالة «إيرنا»