مآلات الصراع بين «داعش» وإيران

https://rasanah-iiis.org/?p=33864

على الرغم من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» عسكريًا، في العراق وسوريا، وإعلان النصر النهائي عليه عام 2019م، بسقوط آخر معاقله في دير الزور،  إلّا أنَّ التنظيم لا يزال يملك قُدرات على الحركة في كلتا الدولتين، ولا يزال فرعُه في آسيا (ولاية خراسان)، فاعلًا، باعتبار الجغرافيا المعقَّدة، والانفلات الأمني بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، والتنافس الشديد بين التنظيم من جانب و«القاعدة» و«طالبان» من جانب آخر، وعدم قُدرة «طالبان» على الحسم حتى الآن، وإن استطاعت أن تكبح قُدرات التنظيم، الذي كان يطمع في ملء الفراغ بأكمله بعد الانسحاب الأمريكي.

في تلك البيئة المعقَّدة، أعلنت إيران في الثالث من يناير 2024م، عن تفجيرين متزامنين في مدينة كرمان، بالقرب من مقبرة الشهداء؛ حيث مرقد قاسم سليماني، أدّى إلى مقتل أكثر من مئة شخص، وإصابة العشرات، وأعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن الحادث. وليس هذا الهجوم الأول لتنظيم الدولة في إيران، فقد أعلن مسؤوليته من قبل عن استهداف ضريح الخميني ومقرّ البرلمان في يونيو 2017م بطهران، وفي سبتمبر 2018م وتحديدًا في اليوم الوطني للقوّات المسلَّحة الإيرانية، استهدف التنظيم عرضًا عسكريًا في مدينة الأهواز؛ ما أدّى إلى مقتل نحو 30 شخصًا، وفي فبراير 2019م أثناء الاحتفال بالذكرى الأربعين للثورة، استهدف التنظيم عناصر للحرس الثوري في محافظة بلوشستان، أدّى إلى مقتل 27 شخصًا، وفي أكتوبر 2022م، استهدف التنظيم ضريح «شاه جراغ» في مدينة شيراز بهجومٍ قُتِل فيه 13 شخصًا، وفي أغسطس 2023م، قُتِل شخص وأُصيب ثمانية آخرون في هجوم «إرهابي» -حسب وسائل الإعلام الإيرانية- استهدف المزار الديني ذاته في شيراز. وقالت وكالة «إيرنا» الرسمية حينذاك، إنَّ مسلَّحًا حاول دخول ضريح «شاه جراغ»، وفتَحَ النار على الزوّار، قبل أن يتِم تحييده. وأعلنت الاستخبارات الإيرانية في سبتمبر 2023م، عن اعتقال 28 شخصًا يُشتبَه في انتمائهم لـ«داعش»، وتخطيطهم لتفجيرات في ذكرى مقتل مهسا أميني. ثمّ جاءت تفجيرات كرمان، بعد يومٍ واحدٍ من اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري في بيروت،  وهي عملية أحرجت النظام الإيراني وحزب الله اللبناني؛ ما جعل كثيرين يتّهمون إسرائيل بالوقوف وراء تفجيرات كرمان، كما ألمح بعض المسؤولين الإيرانيين، قبل الإعلان الرسمي من قِبَل من «داعش».

أولًا: سيناريوهات الأحداث.. الدلالات ومآلات النزاع

هناك عدَّة سيناريوهات وراء تلك العمليات، التي تنسبها الحكومة الإيرانية إلى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، يمكن حصرها فيما يلي:

السيناريو الأول: عدم وقوف تنظيم الدولة وراء تلك العمليات، ويفترِض هذا السيناريو زيفَ نسبة تلك العمليات للتنظيم، وأنَّ أجهزةً إيرانية تقِف خلف تلك العمليات وتنسبها إلى تنظيم الدولة، حتى يتسنَّى للإيرانيين شرعنة تواجدهم خارج الحدود في سوريا والعراق وغيرهما، والإنفاق على الفصائل المسلَّحة الموالية لها في الإقليم، ورفْع الحرج والضغط الشعبي الداخلي عن النُّخَبة الحاكمة.

السيناريو الثاني: تسهيل حركة أفراد تنظيم الدولة عن عمد من قِبَل الأجهزة الإيرانية، ويفترِض هذا السيناريو أنَّ النظام الإيراني تعمَّد تسهيل حركة أفراد التنظيم عبر الحدود والأراضي الإيرانية، وغضْ الطرف عن العمليات، التي يخطِّط لها ويقوم بها، حتى يُمرِّر النظام ما يريد من سياسات في الداخل والخارج، وتعزيز قراءته المذهبية، وشرعنة سُلطته وحُكمه، الذي بات يشهد اهتزازات واضطرابات عنيفة، لا سيّما في الآونة الأخيرة، والتي عبَّرت عنها بعض المظاهرات الضخمة، كالتي شهدتها إيران عقب مقتل مهسا أميني.

السيناريو الثالث: أن يكون تنظيم الدولة واقفًا بالفعل خلف تلك العمليات، دون تسهيلات من الأجهزة الإيرانية، وذلك يضع عدَّة أسئلة متعلِّقة بالفشل والإخفاق الإيراني أيضًا، ويضع صورة النظام في مأزق وحرج شديدين في الداخل والخارج. وهذا السيناريو الثالث هو محلّ الدراسة والتفصيل هُنا، باعتبار مناقشة الرواية الإيرانية الرسمية، التي يُريد النظام أن يُمرِّرها، ومن ثمَّ نحاول معرفة نيته وأهدافه الإستراتيجية في تمرير تلك الرواية، وأسبابها ودلالاتها وأبعادها.

فإذا سلَّمنا جدلًا بالرواية الإيرانية الرسمية حول استهداف التنظيم للعُمق الإيراني، فذلك يطرح تساؤلات وإشكالات مهمَّة، متعلِّقة بإستراتيجية النظام وأهدافه المُعلَنة والخفية؛ وذلك كالتالي:

1- احترابٌ بين راديكاليتين: يمثِّل النظام الإيراني اليمين المتطرِّف شيعيًا، وهو وإن كان يريد أن يحتكر القراءة المذهبية ويجعل من نفسه وصيًا على الجماعة الشيعية وبالتالي ينقل موقعه من الهامش إلى اللُبّ باعتباره أصل المذهب، إلّا أنَّ النجف لا تزال تنافسه في المرجعية الدينية، وتعلوه من حيث التاريخ والشرعية والمقلِّدين. وبناءً عليه، تبقى القراءة الإيرانية الولائية حتى اليوم قراءةً راديكالية مقارنةً بالإرث المذهبي الانتظاري، وهي قراءة تمُركِز الحاكمية وتُموقِع «الولي الفقيه»، وبالنظر إلى القراءة «الداعشية»؛ فهي قراءة لا تمثِّل عموم أهل السُنَّة أيضًا، بل تمثِّل الفكرَ الخارجي القديم، وفق أغلب الباحثين والمتكلِّمين والفُقهاء المعاصرين، أي هي فرقة مستقِلَّة بذاتها لا تتّخِذ من المرجعيات السُنِّية ظهيرًا لها ومُرتَكزًا. وحتى إن سُلِّم وافتُرِضت سُنِّيتها باعتبار روايتها عن نفسها، فهي راديكالية سُنِّية تمثِّل اليمين المتطرِّف. فنحن إذن أمام صراع الراديكاليين واليمين المتطرِّف على الجانبين الشيعي والسُنِّي، فلا النظام الإيراني يمثِّل الإرث الشيعي الانتظاري، ولا تنظيم الدولة يمثل المذهب السُنِّي برحابة فِقهه وسِعَة مقاصده ومنظومته الفقهية والكلامية والفلسفية.  

2- في العُمق الإيراني: وإذا صحَّت الرواية الإيرانية -المشكوك فيها- بخصوص عمليات التنظيم في العُمق الإيراني، فيمكن القول إنَّ التنظيم نقل معركته إلى الداخل الإيراني، وليس فقط الاكتفاء باستهداف الموالين لإيران في سوريا والعراق، أو عامَّة الشيعة في أفغانستان. غير أنَّ قُدرة التنظيم على العمل داخل العُمق الإيراني محلَّ شكّ من كثير من المراقبين، وهو إن صحَّت في الواقع، فهي تمثِّل حرجًا للحكومة الإيرانية، وتؤثِّر في شرعيتها. لذا فهي تريد أن تستثمره لصالح مصالحها الإستراتيجية وأطماعها في الإقليم، وتمرِّر من خلاله توسُّعات الخارج وعُنف الداخل. والمُلاحَظ أيضًا أنَّ التنظيم حتى الآن لم يستهدف قادةً في الحرس الثوري أو الحكومة الإيرانية، ولم يقُم بعمليات اغتيال، بل ركَّز عملياته على المراقد والاحتفالات الدينية والشعائرية، مُستهدِفًا عموم الإيرانيين، وهذا يطرح سؤالًا من شِقّين؛ الأول: حول مدى صحة الرواية الإيرانية وأنَّها عُرضة للتكذيب؛ كون التنظيم لم يستهدِف أيًّا من النُّخَب الحاكمة. والثاني: إذا صحَّت الرواية، فإنَّ العمليات تدُلّ على طبيعة فكر التنظيم وطريقة عملياته، مُذ كان فاعلًا في سوريا والعراق، وحاليًا في أفغانستان، من استهدافه المدنيين، سواءً أكانوا شيعةً أم سُنَّة، فالتنظيم وإن جعل من إيران عدوًا إستراتيجيًا، إلّا أنَّه يكفِّر أيضًا جميع الدول والمجتمعات السُنِّية.

ثانيًا: خيارات طهران ومحاولات الحسم 

تصرَّفت إيران بسلوك عدائي تجاه جيرانها شرقًا وغربًا، بُعيد تفجيرات كرمان، فانتهكت السيادة العراقية والسورية والباكستانية، تحت مزاعم الرد على منفِّذي ومخطِّطي هجوم كرمان. فقد اتّخذت إيران من عمليات التنظيم، تكأةً للتمدُّد والنفوذ، والتواجد خارج حدودها، بزعم مقاومة التنظيم وكبحه.

1- في العراق وسوريا: قصفت طهران مقرَّاتٍ في إدلب وأربيل، وزعمت أنَّها أهداف خطَّطت وساهمت في تفجيرات كرمان. وفي بيان للحرس الثوري برَّر هجماته في سوريا، قائلًا إنَّ قصفه هذه المواقع «جاء ردًّا على الفظائع الأخيرة للجماعات الإرهابية، التي أدّت إلى استشهاد مجموعة من مواطنينا الأعزاء في كرمان وراسك». أمّا بخصوص أربيل، فقد زعمَ الحرس الثوري أنَّه استهدف قاعدة لـ«الموساد» الإسرائيلي يُخطَّط من خلالها لضرب إيران، عبر «عُملاء وجماعات تخريبية».

2- التوتُّر مع باكستان: في الحدود الشرقية وتحديدًا في باكستان، قامَ الحرس الثوري بقصف مواقع داخل الأراضي الباكستانية، قال إنَّها تابعة لجماعات مسلَّحة مناهضة لطهران، وأدّى القصف إلى تدمير مقرّين رئيسيين لـ«جيش العدل» في إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان، وفقًا للإعلام الرسمي الإيراني. وقد نُسِب إلى «جيش العدل» تنفيذ هجوم مسلَّح منتصف ديسمبر الماضي، على مقرّ للشرطة الإيرانية بمدينة راسك في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرق إيران، أدّى لمقتل 11 شرطيًا وإصابة آخرين. لكن باكستان سارعت بالرد على القصف الإيراني بقصفٍ مماثل، وقالت الاستخبارات الباكستانية: إنَّ «القصف الباكستاني استهدف مقرّات لمنظَّمة تحرير بلوشستان، وهي حركة مسلَّحة بلوشية انفصالية لها نشاط مسلَّح داخل بلوشستان الباكستانية». ولم تكتفِ باكستان بذلك، بل هدَّدت بأنّ السيناريوهات مفتوحة، واستدعت سفيرها من طهران، ومنعت السفير الإيراني من العودة إلى إسلام آباد، إلّا أنَّ الأمور تمَّ تداركها من خلال تواصل إيراني، أدّى إلى عودة الهدوء، واستئناف العلاقات.

3- اتّهامات ضدّ «طالبان»: تتهم طهران، منذ شهور، حركةَ طالبان بالتساهل مع تنظيم الدولة «داعش»، وقد تبادل الجانبان التُّهَم؛ بسبب صعود «داعش» وزيادة عملياته في أفغانستان وإيران، واستهدافه المستمِرّ لعموم الشيعة في الدولتين، حتى اتّهمت طهران بنقل مقاتلي «داعش» من ليبيا والعراق وسوريا إلى أفغانستان؛ ما أدّى إلى نفي «طالبان» واستنكارها. لكن ذلك لم يمنع الجانبين من التنسيق في مواجهة تنظيم الدولة، حيث أنَّ نقاط الالتقاء في مواجهة التنظيم أكبر من نقاط الخلاف، على الأقلّ في تلك المرحلة. وبالنظر بصورة أوسع إلى ذلك التعقيد الحاصل، فإنَّ «طالبان» استفادت أيضًا من وجود تنظيم الدولة كخصمٍ يُهدِّد حُكمها، ويهدِّد جيرانها، فقد آمن الجيران، خاصَّةً الإيرانيين، أنَّ حركة طالبان أفضل لأفغانستان من الفوضى المُطلَقة وبيئة فراغ يمكن لـ«داعش» أن يمتَدّ فيها ويعمل، بل ويُصدِّر فكره وعناصره لتهديد إيران ودول الجوار. في المقابل، استفادت إيران أيضًا من وجود التنظيم، بل حاول الإعلام الإيراني تضخيمه كمُهدِّدٍ إستراتيجي للثورة الإيرانية ونموذجها الديني، استفادت منه في تمرير رواية تمدُّدها خارج الحدود، وتوسُّع نفوذها في سوريا والعراق، ومحاولة التواجد في أفغانستان. والإيرانيون وإن اشتبكوا بالفعل مع عناصر التنظيم، إلّا أنَّ توسيع عملياتهم في الخارج لم يكُن سببه الرئيسي الاشتباك مع تنظيم الدولة، بل دعْم وكلائهم وأذرعهم وتعزيز جماعات موالية دون الدول الوطنية؛ للضغط على الدول الوطنية من جانب، وتعزيز القوّة الإيرانية خارج الحدود. وذلك كله جزءٌ من إستراتيجية كاملة لإقامة «الحكومة العالمية»، التي يؤمن الإيرانيون أنَّها «تمهيد مهم لظهور المعصوم».

والحاصل أنَّ إيران بفتحها عدَّة جبهاتٍ في وقتٍ واحد، في العراق وسوريا وباكستان، تريد فيما يبدو أن تُرسِل رسالةَ استعراض للقوّة وسط إحساس بكمونها وأفولها في المنطقة، خصوصًا بعد الحرب الإسرائيلية على غزة والتهديدات الأمريكية لها بعدم توسيع دائرة الحرب، والتحالف ضدّ الحوثي في البحر الأحمر، وعدم قُدرة حزب الله اللبناني من التصعيد حتى الآن خوفًا من رد الفعل الإسرائيلي والأمريكي. ومن جانب آخر، فيبدو أنَّ إيران غير متأكِّدة من وقوف تنظيم الدولة خلف تفجيرات كرمان؛ لأنَّ المواقع التي استهدفتها في باكستان والعراق لا علاقة لتنظيم الدولة بها، إلّا إذا كانت طهران اتّخذت من التفجيرات أداةً واستثمارًا لتنفيذ أجندتها وترسيخ تدخُّلاتها في الإقليم ودول الجوار. لكن حساباتها لم تكُن دقيقة، فباكستان وإن كانت تمُرّ ببعض الأزمات الداخلية وموعد انتخابات برلمانية الشهر المقبل، إلّا أنَّها دولة سُنِّية نووية ومركزية، ولا يمكن أن تتجاهل القصف الإيراني وانتهاك سيادتها، وإلا لأضحى ذلك عملًا روتينيًا لطهران، كما تفعل دومًا في العراق وسوريا، إضافةً إلى الحرج الشديد، الذي ستُواجهُه الحكومة الباكستانية داخليًا، إن هي غضَّت الطرف عن الانتهاك الإيراني لسيادتها، لا سيّما وقد أسَّست إيران لواء/ميليشيا «زينبيون» من الباكستانيين الشيعة والمتمرِّسين على القتال في سوريا؛ ما يُقلِق الباكستانيين من السلوك الإيراني تجاه الأمن القومي الباكستاني، لكن في نفس الوقت فهي على الأرجح لا تريد توسيع الحرب مع إيران، وإيران كذلك لا تريد ذلك.     

خاتمة

وخلاصة القول، إنَّ إيران تتّخِذ من تنظيم الدولة أداةً لاستمرار حالة التوتُّر والقلق الإقليمي، وتوسيع نفوذها وحضورها في دول سُنِّية، مثل باكستان وأفغانستان وسوريا، بل وشمال العراق حيث الكُتلة السُنِّية. فإيران تنهَجُ سلوكَ الفصائل الراديكالية، وليس سلوكَ الدول المسؤولة، وهي وإن اتّخذت من تنظيم الدولة أداةً ووسيلةً لتُحقِّق أجندتها، فإنَّ التنظيم أيضًا يتّخِذُ من إيران عدوًا إستراتيجيًا؛ لأسباب أيديولوجية في المقام الأول، ثمّ تليها أسباب سياسية وإستراتيجية، ولا يُتوقَّع أن يتوانى التنظيم أو يتراجع عن استهداف إيران، متى سنحت له الفرصة. لذا، فإنَّ الإيرانيين يسعون إلى إضعاف التنظيم في أفغانستان والعراق وسوريا، أي في حواضره ومُدُنه المركزية. بيْد أنَّ التنظيم وإن ضعُف بالفعل عمّا كان عليه قبل سقوط آخر معاقله في سوريا ببلدة الباغوز سنة 2019م، إلّا أنَّ البيئة الإقليمية لا تزال تساهم في استقطابٍ مذهبي، ومظلوميات يتعرَّض لها كثير من السوريين والعراقيين، والأفغان أنفسهم؛ ما يمنحُ التنظيم قُدرات -ولو محدودة- على الجذب والتجنيد والحركة. في المقابل، فإنَّ الحكومة الإيرانية وظَّفت استهدافَ التنظيم لها، بل ضخَّمت التنظيم وقُدراته لصالح روايتها حول الحرب وحتمية المواجهة خارج الحدود، ومنحت نفسها شرعيةً لتعزيز حضورها العقدي والسياسي والعسكري في العراق وسوريا، وهي الآن تحاول الوجود في أفغانستان وباكستان، عبر مزيد من القلاقل والتوتُّر، وتضخيم خصمها المُمثَّل في تنظيم الدولة، والذي قد يكون ضعيفًا في الواقع، لتمرير إستراتيجيتها، وإنفاذ أهدافها الراديكالية.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير