صدر بيان مشترك للجنة الثلاثية المشتركة بين إيران والسعودية والصين، بشأن الأوضاع في غزة، كما تباحث على هامش اجتماع اللجنة، كل من مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني ونائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.
وفي شأن دولي آخر، أدان المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس الجمعة، العقوبات المفروضة على 6 أفراد ومؤسَّسات إيرانية، من بينهم قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وكذلك ممثِّلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين في طهران، من قِبَل أمريكا وبريطانيا.
وفي شأن اقتصادي دولي، تُشير إحصاءات المؤسَّسات الدولية وشركات تتبُّع الناقلات، إلى انخفاض صادرات النفط وتوقُّف نمو إنتاج النفط الخام الإيراني هذا الخريف، خاصَّةً بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل.
وعلى صعيد الافتتاحيات، تطرَّقت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، إلى بوادر الخلاف بين أمريكا وإسرائيل، في وجهات النظر بشأن «حل الدولتين». ورصدت افتتاحية صحيفة «تجارت»، أسباب عدم توازُن الطاقة في إيران، فيما بعد السنوات الأولى للثروة وما بعد الحرب العراقية.
«آرمان ملي»: الخلاف بين أمريكا وإسرائيل
تتطرَّق افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عبر كاتبها الأكاديمي ومحلل الشؤون الدولية علي بيغدلي، إلى بوادر الخلاف بين أمريكا وإسرائيل، في وجهات النظر بشأن «حل الدولتين».
تذكر الافتتاحية: «أظهرت زيارة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان، والزيارة المرتقبة لوزير الدفاع الأمريكي إلى المنطقة، وكذلك وزير الخارجية البريطاني، أنَّهم يسعون إلى تطبيق نظرية حل الدولتين، بينما الأمر المثير للاهتمام هو أنَّ وزير الخارجية البريطاني قال إنَّ معارضة إسرائيل قد خيَّبت آمالهم!
يسعى الغرب؛ أي بريطانيا وأمريكا، إلى حل مشكلة غزة بشكلٍ ما، عبر نظرية حل الدولتين. لكن مع التصريحات الحادّة للغاية، التي أدلى بها كُلُّ من نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي للسيِّد سوليفان، قيل له إنَّه لا ينبغي أن يتحدَّث عن هذا الأمر على الإطلاق؛ لأنَّهم غير راضين عنه بأيّ شكلٍ من الأشكال.
لذلك، نشأت فجوة بين مطالب أمريكا وتوقُّعات إسرائيل، وأدرك بايدن أنَّ هناك صورة سيِّئة بشأن سُمعة أمريكا تتشكَّل على الصعيدين الدولي والمحلِّي بشكل متصاعد؛ بسبب رفْض أمريكا القرار، الذي قدَّمه الأردن في مجلس الأمن واستخدمت واشنطن حق النقض ضدّه. لذلك، لكي تحرَّر أمريكا نفسها من عبء رفض القرار، فإنَّها تسارع الآن إلى إرسال مسؤوليها البارزين إلى إسرائيل؛ من أجل إقناع إسرائيل، لكن لا يبدو أنَّ إسرائيل سوف تستجيب بشكل إيجابي لتوقُّعات أمريكا وبريطانيا.
لقد وضعت هاتان الدولتان، خاصَّةً بريطانيا، أُسُس الكيان الصهيوني. لذلك يمكن القول إنَّ هناك نوعًا من الإحباط قد ظهر في العلاقات بين بريطانيا وأمريكا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، ولا أتصوَّر أنَّ إسرائيل سترضخ لوقف الحرب، أو ستوافق حتى على قضية الدولتين.
لعلَّ أحد أسباب ذلك الأمر، هو أنَّه بالنظر إلى أنَّ إسرائيل قالت إنَّها ضخَّت المياه في الأنفاق، فمن الطبيعي أن يموت الأسرى الإسرائيليون أيضًا؛ ما يزيد الأمر سوءًا. أعلن نتنياهو ضمنيًا في إحدى المقابلات، أنَّه لو حدث أن مات 150 إسرائيليًا أسيرًا لدى حماس، فإنَّ هذا ليس مهمًّا للغاية؛ لأنَّ هدفهم أهمَّ بكثير من أن تتِم التضحية بهذا الهدف من أجل 150 شخصًا، وهو ما أثار قلق أمريكا وبريطانيا. هذا بينما يُظهِر العالم العربي عزوفًا عن القضية الفلسطينية، وهناك شعور بأنَّهم سئموا من مسألة القضية الفلسطينية بشكل عام، وهذا الأمر يصُبّ في مصلحة إسرائيل بالكامل. لكن الأمر الذي يحظى بأهمِّية كبيرة الآن، هو أنَّ أمريكا تريد عدم توسُّع نطاق هذه الحرب كثيرًا من ناحية، وتريد من ناحية أخرى إنهاء هذه الحرب؛ لأنَّ بايدن على أعتاب انتخابات 2024م، ولا يريد أن تستمِرّ هذه العُقدة السياسية والعسكرية والأمنية في المنطقة الأكثر حساسية في الشرق الأوسط، وأن يتْم طرْح هذا الأمر كنقطة ضعف ضدّه في المنافسات الانتخابية. لذلك، يحاول الأمريكيون إنهاء قضية غزة قبل بدء الانتخابات الأمريكية، لكن لا يبدو مع التصريحات القاسية والحادّة، التي أدلى بها نتنياهو ووزير دفاعه، أنَّ أمريكا وبريطانيا ستتمكَّنان من التأثير على قراراهم النهائي».
صحيفة «تجارت»: أسباب عدم توازن الطاقة في إيران
يرصد عضو كتلة الطاقة في الغرفة التجارية مهرداد عباد، من خلال افتتاحية صحيفة «تجارت»، أسباب عدم توازُن الطاقة في إيران، فيما بعد السنوات الأولى للثروة وما بعد الحرب العراقية.
ورد في الافتتاحية: بدأ عدم توازُن الطاقة في إيران، عندما دُوِّنت سياسة سلَّة الطاقة بشكل خاطئ، بعد الثورة والحرب العراقية. كان من المقرَّر آنذاك توفير أغلب الطاقة في إيران من مصادر الغاز، وبالطبع كُنّا من بين آخر الدول، التي تمكَّنت من الاستفادة من تكنولوجيا الغاز؛ لأنَّنا كُنّا نعتقد بأنَّ الغاز طاقة نظيفة وغير محدودة، لكنَّنا أصبحنا نواجه المشكلات مع مرور الزمان. في ذلك الوقت، كان لدينا كمِّيات كبيرة من الغاز، لكن المشكلة كانت تكمُن في قضية فصل الغاز وتحليته، إذ لم نكُن نملك هذه التكنولوجيا، وكُنّا نشهد عمليًا إحراق كمِّيات كبيرة من الغاز، عن أنَّه كان لدينا حقول كثيرة لم يكُن بمقدورنا استخراج الغاز منها. إلى جانب ذلك، لم تكُن نظرة بعض الحكومات استشرافية ومستقبلية، ولم تسِر تنمية تأمين الطاقة بشكل جيِّد. أمّا قوانين البلد، فقد حدَّدت حجم الطاقة، الذي يجب توفيره من مصادر الطاقة المتجدِّدة، أو من المصادر الأحفورية، لكن لم تُراعَ هذه القوانين إطلاقًا. نحن نتوقَّع من جهة نموًا في اقتصادنا، وتطوُّرًا في صناعاتنا، وزيادة في صادراتنا وناتجنا المحلِّي الإجمالي، وعدد السُكّان، ومن جهة أخرى نتوقَّع تقليص حجم استهلاك الطاقة. لكن من المغالطات أن نتوقَّع خفْض استهلاك الطاقة، خاصّةً من قِبَل الصناعات».
بيان مشترك لإيران والسعودية والصين بشأن غزة ومباحثات بين كني والخريجي
صدر بيان مشترك للجنة الثلاثية المشتركة بين إيران والسعودية والصين، بشأن الأوضاع في غزة، كما تباحث على هامش اجتماع اللجنة، كل من مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني ونائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.
وعُقِد الاجتماع الأول للجنة الثلاثية المشتركة بين إيران والسعودية والصين، أمس الجمعة (15 ديسمبر)، برئاسة نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي وبحضور الخريجي وباقري كني، حيث تمّ استعراض النتائج الإيجابية لاستعادة العلاقات بين إيران والسعودية، وإعادة فتح السفارات، فضلًا عن اللقاءات الثنائية التي تحققت بوساطة الصين.
كما أعرب الجانبان السعودي والإيراني عن التزامهما الكامل بتنفيذ اتفاق بكين، وأعرب الجانب الصيني عن استعداده لمواصلة دوره البنّاء، ودعْم اتّخاذ طهران والرياض المزيد من الخطوات لتعزيز العلاقات.
كما أعربت إيران والسعودية والصين في بيان مشترك، عن قلقهم إزاء استمرار الوضع الحالي في قطاع غزة، وجاء في جزء من البيان: «يساورنا القلق إزاء استمرار الوضع الحالي في غزة، بوصفه تهديدًا للأمن والسلام في المنطقة. ونؤكد الوقف الفوري للعمليات العسكرية في غزة، وتوفير المساعدات المُستدامة للمدنيين، ومعارضة التهجير القسري للفلسطينيين. وإنَّ أيّ ترتيبات تتعلَّق بمستقبل فلسطين يجب أن تجسِّد إرادة الشعب الفلسطيني، ويجب أن تدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وتقرير مصيره».
من جانب آخر، التقى مساعد وزير الخارجية الإيراني كني بنائب وزير الخارجية السعودي الخريجي، على هامش أول اجتماع للجنة المشتركة بين إيران والسعودية والصين في بكين.
واستعرض الطرفان العلاقات الثنائية، ومسار تقدُّم التعاون خلال الأشهر التسعة الماضية، ورحَّبا بمواصلة المشاورات على المستويات العُليا والعملية، وفي الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وشدَّدا على زيادة المعاملات الثنائية.
وأكَّد الجانبان خلال اللقاء على وقْف هجمات إسرائيل على غزة في أقرب وقت ممكن، وضرورة إيصال المساعدات العاجلة للشعب الفلسطيني.
وكالة «نادي المراسلين الشباب» + موقع وزارة الخارجية
متحدث الخارجية يدين العقوبات الأمريكية والبريطانية المفروضة على قائد فيلق القدس
أدان المتحدِّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، أمس الجمعة (15 ديسمبر)، العقوبات المفروضة على 6 أفراد ومؤسَّسات إيرانية، من بينهم قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وكذلك ممثِّلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين في طهران، من قِبَل أمريكا وبريطانيا.
وقال كنعاني: «إنَّ العمل العدائي المذكور، هو خطوة أخرى في استكمال المسار البغيض، وبالطبع المقترن باليأس والتقاعس من جانب الأنظمة الراعية للإرهاب في أمريكا وبريطانيا ضد الشعب والثورة الإيرانية لعدَّة عقود، والتي استمرَّت دائمًا بأشكال مختلفة».
وأردف: «إنَّ غضب الدول، التي خلقت ودعمت تنظيم داعش، من الحرس الثوري، ليس بغريب على الشعب الإيراني وشعوب المنطقة».
وذكر قائلًا: «إنَّ توجيه أمريكا وبريطانيا الاتّهامات ضدّ قوات الحرس الثوري، هو محاولة خرقاء وغير مثمرة لتحويل الرأي العام والتستُّر على مسؤوليتهم الأكيدة عن جرائم الحرب، التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة، حيث قُتِل ما يقرب من 20 ألف مواطنًا فلسطينيًا، بدعم كامل من أمريكا وبريطانيا، خلال شهرين».
وشدَّد كنعاني على حق إيران وإجراءاتها المضادَّة، للرد على النهج غير المقبول لأمريكا وبريطانيا، وأوضح: «إنَّ إيران وقوّاتها المسلَّحة الرسمية والقانونية، بما في ذلك فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ستظلّ دائمًا كابوسًا للأنظمة الغربية الداعمة للإرهاب، ولا شكّ أنَّ مثل هذه الجهود اليائسة والمخالفة للمعايير الدولية، لن تسبِّب أدنى خلل في إرادتهم الراسخة في الدفاع عن الوطن ومواجهة الغطرسة العالمية».
وكالة «ميزان»
انخفاض صادرات النفط الإيرانية بعد هجوم حماس على إسرائيل
تُشير إحصاءات المؤسَّسات الدولية وشركات تتبُّع الناقلات، إلى انخفاض صادرات النفط وتوقُّف نمو إنتاج النفط الخام الإيراني هذا الخريف، خاصَّةً بعد هجوم حركة حماس على إسرائيل.
يُشار إلى أنَّ حماس تُصنَّف على أنها جماعة إرهابية، من قِبَل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتُظهِر أحدث إحصائيات منظَّمة البلدان المصدِّرة للبترول (أوبك)، المنشورة على موقعها الإلكتروني مساء الأربعاء الماضي (13 ديسمبر)، أنَّ إنتاج إيران اليومي من النفط هذا الصيف، بالتزامن مع ذروة صادرات البلاد النفطية، ارتفع بنحو 305.000 برميل مقارنةً بالربيع، لكن هذا الخريف، انخفضت صادرات البلاد من النفط وتوقَّف نمو إنتاج النفط تقريبًا.
وتُشير إحصائيات «أوبك» إلى أنَّ إنتاج إيران من النفط الخام الشهر الماضي، نوفمبر، ارتفع بمقدار 7 آلاف برميل فقط، أي ما يعادل 0.2%، مقارنةً بالشهر السابق.
وفي غضون ذلك، انخفض سعر النفط الإيراني بمقدار 6 دولارات و55 سنتًا، أي ما يعادل أكثر من 7% مقارنةً بالشهر السابق.
وتظهر إحصاءات شركة فورتكسا لتتبُّع ناقلات النفط وشركة معلومات البيانات كبلر، أنَّ صادرات النفط الإيرانية اليومية بلغت ذروتها بنحو 350 ألف برميل هذا الصيف، لكنّها انخفضت مرّةً أخرى في الخريف.
وقال مستشار جو بايدن لأمن الطاقة، آموس هوكشتاين، في مقابلة مع «بلومبرغ» قبل نحو شهر، إنَّ العقوبات الأمريكية ستُقلِّص صادرات النفط الإيرانية مرَّةً أخرى.
موقع «راديو فردا»