أعلن المدّعي العام في طهران، أمس السبت، عن توجيه اتّهامات ضد الأكاديمي والناشط «الإصلاحي» صادق زيبا كلام، واثنين من الناشطين الإعلاميين المنتقدين للحكومة، وقناة إخبارية على تطبيق تلغرام.
وفي شأن أمني آخر، لكنه دولي، ذكر تقرير لوكالة «فارس»، أنَّ رحلات الزيارة الجوِّية إلى سوريا توقفت اعتبارًا من الأسبوع الماضي؛ لأسباب أمنية، وليس لدى منظَّمة الحج والزيارة أيّ قوافل إلى دمشق.
وفي شأن اقتصادي محلي، أكد عضو هيئة ممثِّلي لجنة الطاقة في غرفة إيران التجارية رضا بديدار، أنَّه يُوجَد عجز في توفير الغاز المنزلي، ما بين 200 إلى 250 مليون متر مكعَّب، مطالبًا الناس بتقليل الاستهلاك.
وعلى صعيد الافتتاحيات، طرحت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، تساؤلًا استنكاريًا لمسؤولي النظام الإيراني بصيغة «ماذا فعلوا بإيران»، حيث تعتقد أنَّه لا تُوجَد أيّ مؤسَّسة تتساءل إلى أين سيصِل اقتصاد إيران مع هذا النوع من الإدارة؟
ورصدت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، العدد البارز لدراسة الطُلّاب الإيرانيين بالخارج، وبقاءهم هناك، بالإضافة لهجرة نُخَب المتخصِّصين.
«جهان صنعت»: ماذا فعلوا بإيران؟
تطرح افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، تساؤلًا استنكاريًا لمسؤولي النظام الإيراني بصيغة «ماذا فعلوا بإيران»، حيث تعتقد أنَّه لا تُوجَد أيّ مؤسَّسة تتساءل إلى أين سيصِل اقتصاد إيران مع هذا النوع من الإدارة؟
ورد في الافتتاحية: «إذا قُمنا بتحليل حقيقة الاقتصاد الإيراني، فلن نرى للأسف سوى كارثة. تتجاوز الكوارث والمآسي في كل جزئية من حياة إيران الاقتصادية، الحدود، بينما لا يقبل مديرو إيران وصُناّع القرار بوجود هذا الوضع الصعب، أو يقولون إنَّ هذا الدمار الاقتصادي سببه هو الاستقلالية، ويجب قبوله ثمن النضال ضد أمريكا. لكن هل هذه الحُجّة صحيحة؟ الحقيقة هي أنَّه نظرًا لعدم إجراء أي ّاستطلاع رأي مهني وعلمي في هذا الصدد، من جانب مؤسَّسات استطلاع غير حكومية، أو إذا تمَّ ذلك، لم تُتَح نتائجه الفعلية للرأي العام، فإنَّه لا يمكن إصدار حُكم منطقي بهذا السياق. لذلك لو كُنّا في وضع طبيعي، لكان يجب على واحدة أو أكثر من المنظَّمات المتخصِّصة المعتبَرة إجراء استطلاع رأي مهني حول مدى رضا المواطنين أو عدم رضاهم عن الاقتصاد الإيراني، ثمَّ يجب بعدها طرْح سؤال عمّا إذا كانوا على استعداد للسماح بأن يبقى وضع إدارة الاقتصاد بنفس منوال العقود الماضية.
أشار اقتصاديون خارج السُلطة السياسية للنظام عدَّة مرّات، بأنَّه يجب البدء من الميزانية؛ حتى يبتعد الاقتصاد الإيراني عن المسار المنحرِف، الذي يتّجِه فيه بسرعة نحو تفاقُم المؤشِّرات، لكن لا أحد يقبل ذلك. ميزانية إيران، مثل ميزانية أيّ دولةٍ أخرى، هي الوثيقة المالية الأكثر سياسية، وتتوقَّع كل مجموعة وفئة وشخصية سياسية المزيد من الفوائد من هذه المؤسَّسة المؤثِّرة للغاية، بينما يتِم في غضون ذلك نسيان المصالح الوطنية والصالح العام. تمَّت صياغة عجز الميزانية الإيرانية من وجهة نظر سياسية طوال العقود الأخيرة، ووصلت التداعيات الكارثية لهذا السلوك، الآن، إلى درجة أنَّ قوة الاقتصاد الإيراني وقُدرته على التحمُّل وصلت إلى النقطة الأكثر انعدامًا للأمان.
تسبَّبت هذه الظاهرة الضارَّة في إنفاق مئات المليارات من دولارات صادرات النفط الخام، خلال نصف القرن الماضي، في أماكن تُدِرُّ قليلًا من العائدات، أو تمَّ بعبارة أخرى إهدار هذه الأموال. يشهد الاقتصاد الإيراني -الذي كان ذات يوم في مسار النمو المرتفع والتضخم المعقول- منذ نصف قرن نموًا سيِّئًا وتضخمًا مرتفعًا، بينما نشاهد اقتصادات الدول، التي كانت ضعيفة في السابق وقد تجاوزت إيران بسرعة البرق. لقد تخطَّتنا بنغلاديش وفيتنام في هذه العقود، كما تجاوزتنا كوريا الجنوبية وتركيا في نصف القرن الماضي.
للأسف، لا تُوجَد أيّ مؤسَّسة تعتبر نفسها مسؤولةً عن طرْح سؤال، وتحليل سبب عدم وصول وثيقة العشرين سنة المنتهية 2025م إلى أيّ نتيجة، ولماذا تمَّت صياغتها من الأساس، إن لم يكُن من المقرَّر تنفيذها؟ كما لا تُوجَد أيّ مؤسَّسة تتساءل إلى أين سيصِل اقتصاد إيران مع هذا النوع من الإدارة؟ ماذا فعلنا بإيران؟».
«آرمان ملي»: هجرة النُّخَب العلمية من البلاد
يرصد الناشط الاجتماعي نبي الله عشقي ثاني، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، العدد البارز لدراسة الطُلّاب الإيرانيين بالخارج، وبقاءهم هناك، بالإضافة لهجرة نُخَب المتخصِّصين.
تذكر الافتتاحية: «تشير بعض الإحصائيات، إلى أنَّ حوالي 60 ألف طالب إيراني يدرسون في جامعات الدول الأخرى. وعلى هذا النحو، تحتلّ إيران المرتبة العشرين بين دول العالم، وهو معدل مرتفع للغاية.
تدُلّ هذه الحقيقة على أنَّ طُلّابنا هُم أشخاص يسعون وراء الكمال، ويحاولون جاهدين لزيادة علومهم ومعرفتهم، والوصول إلى مستويات علمية وثقافية عالية تخدم الإنسانية. لهذا السبب، نحن نتقدَّم على الكثير من دول العالم، وهذه نقطة إيجابية. إنَّ دول كندا وأمريكا وتركيا وألمانيا وإيطاليا، هي في المستوى الأول لقبول الطُلّاب الإيرانيين. لكن من بين هؤلاء، نجِد أنَّ الطُلّاب المتميِّزين، ومن يحتلُّون الصفوف العليا في امتحانات القبول الجامعية، في الصفوف الأولى للهجرة الطُلّابية. الكثير من هؤلاء الطُلّاب يهاجرون للدراسة، بعد تلقِّي دعوات من جامعات أخرى. ومن الناحية العملية يمكن ملاحظة أنَّ الكثير من هؤلاء الطُلّاب يبقون في تلك الدول، ويكوِّنون أُسرةً بعد تخرُّجهم، ويقبلون بالهجرة الدائمة؛ بسبب الرفاهية وعوامل الجذب الموجودة في تلك الدول، فضلًا عن تلقِّيهم عروض العمل المناسبة، ونتيجة التنوُّع الثقافي الموجود هناك واستقطابهم من قِبَل تلك الدول.
من ناحية أخرى، وبالإضافة إلى هجرة الطُلّاب، فإنَّنا نواجه أيضًا هجرة النُّخَب العلمية من الأطبّاء البارزين، والمهندسين، وغيرهم من المتخصِّصين. ورغم النفقات الضخمة، التي أُنفِقت على تدريب وتعليم هؤلاء المتخصِّصين، والخبرات التي اكتسبوها، فإنَّها تُوضَع بخدمة دول أخرى بالمجّان، ويُعتبَر استمرار مثل هذه الهجرات خسارة للوطن، ويجب التفكير في حلٍّ لها.
لقد قال رئيس اللجنة الصحية بالبرلمان، إنَّه خلال عامين، هاجرَ حوالي عشرة آلاف شخص من المجتمع الطبِّي في إيران، من بينهم أكثر من ثلاثة آلاف طبيب، بينما نعاني من نقْص حاد في بعض الأطباء المتخصِّصين في المحافظات الفقيرة، مثل سيستان وبلوشستان. إنَّ المشكلة لا تقتصر على هجرة الأطبّاء والنُّخبة فحسب، إذ يُقال إنَّ نحو 1.5 مليون شخص ينتظرون في صفوف الهجرة. ومن العوامل، التي أثَّرت على رغبتهم في الهجرة؛ عدم توفُّر فُرَص عمل مناسبة للخرِّيجين، وعدم كفاية دخْل العاملين لسدّ حاجتهم ودفع تكاليف المعيشة، وكذلك التضخم الحالي، الذي قلَّل من أمل الشباب بالمستقبل.
الأمر الجدير بالاهتمام هو أنَّه لا يمكن منْع هجرة الشباب، عبر تشكيل اللجان وإلقاء الخطابات، بل إنَّنا بحاجة إلى خطَّة وبرنامج وإجراء إصلاحات في السياسات والأساليب، والاستفادة من آراء الخبراء والمفكِّرين في البلاد. على أمل ألّا يتأخَّر هذا الأمر كثيرًا، وألّا تضيع الفُرَص».
مدعي طهران يوجه اتهامات لزيبا كلام وصحافيين وقناة على «تلغرام»
أعلن المدّعي العام في طهران، أمس السبت (28 أكتوبر)، عن توجيه اتّهامات ضد الأكاديمي والناشط «الإصلاحي» صادق زيبا كلام، واثنين من الناشطين الإعلاميين المنتقدين للحكومة، وقناة إخبارية على تطبيق تلغرام.
والتُهمة الموجَّهة إلى زيبا كلام والناشطين ميلاد علوي وسارا معصومي وقناة «روز آروز» على تطبيق تلغرام، هي «نشْر محتوى كاذب، وغير موثَّق، وغير صحيح».
وحتى لحظة كتابة الخبر، لم يتِم تقديم أيّ توضيح حول القضايا التي رفعها القضاء ضد أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران زيبا كلام، والصحافي في شبكة «شرق» ميلاد علوي، والصحافية السابقة في صحيفة «اعتماد» سارا معصومي.
موقع «صوت أمريكا»
توقُّف الرحلات الجوية من طهران إلى دمشق لأسباب أمنية
ذكر تقرير لوكالة «فارس»، أنَّ رحلات الزيارة الجوِّية إلى سوريا توقفت اعتبارًا من الأسبوع الماضي؛ لأسباب أمنية، وليس لدى منظَّمة الحج والزيارة أيّ قوافل إلى دمشق.
وتوقَّفت الرحلات الجوِّية إلى دمشق كلِّيًا، بعد استمرار المعارك في غزة، وبعض العمليات الإسرائيلية المتفرِّقة على سوريا. وفي هذا السياق، قال ممثَّل شركة طيران «أجنحة الشام» في إيران إبراهيمي: «لقد تمَّ إلغاء رحلات هذا الأسبوع إلى سوريا؛ بسبب عدم توفُّر الأمن».
يُذكر أنَّ «أجنحة الشام» لديها ثلاث رحلات أسبوعيًا إلى سوريا، وكانت هذه الشركة تنقل الزوّار الإيرانيين إلى اللاذقية عِوَضًا من دمشق، أمّا الآن فلا تُوجَد أيّ رحلة جوِّية من إيران إلى سوريا بعد توقُّف هذه الشركة، وأضاف إبراهيمي: «يمكن أن يتِم السماح للرحلات الجوِّية إلى سوريا اعتبارًا من الأسبوع المقبل، وستكون إلى اللاذقية أيضًا، وليس لدمشق».
ولدى إحدى الشركات الإيرانية رحلة كل يوم سبت إلى دمشق، لكنَّها غيَّرت وجهتها إلى اللاذقية، إلّا أنَّها ألغت مؤخَّرًا الرحلات إلى دمشق حتى إشعار آخر.
وكالة «فارس»
عضو بغرفة إيران: لدينا عجز في الغاز بين 200 إلى 250 مليون متر مكعب
أكد عضو هيئة ممثِّلي لجنة الطاقة في غرفة إيران التجارية رضا بديدار، أنَّه يُوجَد عجز في توفير الغاز المنزلي ما بين 200 إلى 250 مليون متر مكعَّب مطالبًا الناس بتقليل الاستهلاك.
وأوضح بديدار أنَّ «قابلية إنتاج حقول الغاز في إيران تبلغ حوالي مليار متر مكعَّب في اليوم، هذا إذا ما أردنا الأخذ بالاعتبار إمكانيات البلد وقُدراته، لكن معدل الإنتاج لا يتجاوز الـ800 مليون متر مكعَّب في اليوم؛ نظرًا للمشاكل الفنِّية والتنفيذية، وتوفير الحاجة من المعدَّات، وكل ما له علاقة بالسحب من حقوق النفط».
وأردف: «من جانب، لدينا اتفاقيتان طويلتا الأمد مع تركيا والعراق، ونحن مُلزَمون بتنفيذ تعهُّداتنا، ولم نقطع صنابير الغاز عن هذه الدول في الشتاء، وبمقدورنا أن نقلِّل من معدل نقل الغاز في ذروة الاستهلاك بإيران».
وأوضح: «لدينا عدم توازُن يقدَّر بين 200 إلى 250 مليون متر مكعَّب، استنادًا لآخر الإحصائيات المؤكدة للشركة الوطنية للغاز، ونصدِّر الآن إلى تركيا حوالي 50 إلى 55 مليون متر مكعَّب يوميًا، ونصدِّر إلى العراق من 25 إلى 35. وسيتِم هذا العام إضافةُ حوالي 7 ملايين متر مكعب إلى الإنتاج، بعد تشغيل المرحلة 11 من حقل بارس الجنوبي، ويمكن بذلك أن نتجاوز ذروة الشتاء، لكن من الضروري إعادة التخطيط».
واعتبر بديدار أنَّ عدم حرق الغاز وهدره في حقول النفط، أحد السُبل الأخرى للحدّ من الاستهلاك غير المثالي، مضيفًا: «إذا منعنا الحرق، سنكون قد وفَّرنا من 45 إلى 50 مليون متر مكعَّب في اليوم، ويمكن تحويله إلى الاستهلاك الصناعي والبتروكيماوي. النقطة الأخرى هي تخزين الغاز، لدينا مخزن شوريجه وسراجه، ويجب أن نزيد من عددها، حتى يمكننا أن نوفِّر الزيادة في استهلاك الغاز منها في الشتاء».
أما فيما يخُصّ الاستيراد، قال: «لا ينبغي أن نعتمد على الاستيراد أو المقايضة في إطار الترشيد، علمًا أنَّ الغاز المستورد من تركمانستان يكفي إلى حدٍّ ما المحافظات الشمالية، لذلك يجب أن نُعِدّ نموذجًا للسيطرة على الاستهلاك ضمن الحدود الموجودة».
موقع «ديده بان إيران»