أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه أمس الثلاثاء، وزيرَ الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية خليفة شاهين المرر، أنَّ «العلاقات الإيرانية-الإماراتية تتطوَّر في القطاعين العام والخاص».
وفي شأن سياسي دولي، أعلن مسؤول الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني، محمد جمشيدي، أنَّ «سياسة الجوار»، التي تنتهجها حكومة بلاده، «تجلب كلًا من الصداقة والثروة».
وفي شأن اقتصادي، عبَّر عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني مصطفى نخعي، أمس الثلاثاء، عن قلقِه من «الضعف الاقتصادي» للطبقة الوسطى في إيران حاليًا.
وعلى صعيد الافتتاحيات، تناولت افتتاحية صحيفة «اعتماد»، ما وصفته بالتآكل السريع للطبقة الوسطى في إيران، بسبب تنامي التضخم، وترى أنَّها من المخاطر الحقيقية، التي تهدِّد بقاء النظام. فيما ترى افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أنَّ من حق فئات المجتمع الإيراني إبراز مطالبها، إلَّا أنَّها لا تجد الرد الإيجابي؛ بسبب ضعف الإدارة وانعدام التخطيط.
«اعتماد»: التآكل السريع للطبقة الوسطى
تتناول افتتاحية صحيفة «اعتماد»، عبر كاتبتها الصحافية محدثة كاظمي، ما تصفه بالتآكل السريع للطبقة الوسطى في إيران، بسبب تنامي التضخم، وترى أنَّها من المخاطر الحقيقية، التي تهدِّد بقاء النظام.
تذكر الافتتاحية: «قَسَّمت الدراساتُ طبقاتِ المجتمع الإيراني، على أساس المؤشِّرات الاقتصادية من قبيل متوسط دخل الفرد الشهري، إلى ثلاث طبقات؛ الطبقة العليا، والطبقة الوسطى، والطبقة الدنيا. وعلى أساس معطيات قاعدة بيانات الرفاهية للإيرانيين، ففي مارس من عام 2022م كانت 93% من الأُسر الإيرانية تحصل على الدعم؛ 35% منهم فقراء، و57% من الطبقة الوسطى، و8% من الطبقة الثرية. وصحيح أنَّ أعداد الفقراء مقارنةً بالطبقة الوسطى والثرية جديرة بالتأمُّل، وتشير إلى الفجوة الطبقية في إيران، وهي بحاجة إلى دراسة منفصلة، لكننا هُنا نتحدَّث عن تهاوي وتآكل الطبقة الوسطى.
إنَّ الطبقة الوسطى هي طبقة اجتماعية، وتشتمل على أفراد كثيرين يعملون في مختلف المهن، وتضُم النسبة الأكبر من العاملين في البلد، وحياتها أشبه بالطبقة الأعلى. وبحسب الإحصائيات المذكورة، فإنَّ إيران كانت تتمتَّع حتى السنوات الأخيرة بتعادل نسبي جيِّد؛ لأنَّ الطبقة الوسطى كانت تشكِّل النسبة الأكبر من السُكّان. لكن في الوقت الحالي، وبالنظر على الضغوطات الاقتصادية، وتضخمٍ معدَّلهُ 70%، فإنَّ الطبقة الوسطى تتّجِه نحو الفقر بسرعة وانحدار كبيرين!
إنَّ زوال الطبقة الوسطى، التي تشكِّل أغلبية السُكّان، بمثابة جرس إنذار كبير لأيّ بلد. وللأسف، فإنَّ مجتمعنا يواجه حقيقة هذه المعضلة. إنَّ الطبقة الوسطى، هي التي ترسم في الحقيقة توازن القوة الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع، لكن عندما تزول هذه الطبقة، يظهر فراغ يسبب صدمات اجتماعية وثقافية، ويؤدِّي إلى ظهور مشكلات كثيرة. وإنَّ ظهور الوظائف الكاذبة، وانخفاض مستوى العام للصحة، وانخفاض الدافع للدراسة، وزيادة مستويات الجريمة، وانخفاض الثقة بالنظام، وانعدام دعمهم له بصفتهم أكبر ثروة داخلية للبلد، من جملة التبِعات المُضِرَّة لانهيار الطبقة الوسطى. وإنَّ المعضلات الاجتماعية دائمًا ما تزداد؛ نتيجة المشكلات الاقتصادية، ويجب الاعتراف بالحقيقة المُرَّة، وهي أنَّ المعضلات الاجتماعية اليوم في إيران، باتت أشدّ وضوحًا؛ نتيجة زوال الطبقة الوسطى!
إنَّ مواجهة الفقر، ورفع مستوى الرفاه الاقتصادي والاجتماعي للناس، كان من أهمّ أهداف الحكومة، التي جاءت بعد انتصار الثورة. لكن اليوم، وبعد النظر في المعامل الجيني ومعدل التضخم، نُدرِك أنَّ هذه الأهداف أصبحت باهتةً بالتدريج، ولم تُفضِ إلى نتائج جيِّدة! ومن حيث أنَّ بقاء السلطة والنظام في أيّ بلد رهنٌ بمستوى الرضا العام للناس عن النظام، فإنَّ تعميق الفقر وسقوط الطبقة الوسطى، التي تضُم أغلبية السُكّان، من المخاطر الحقيقية، التي تهدِّد بقاء النظام في إيران».
«آرمان أمروز»: الجهل وضعف الإدارة
يرى الناشط السياسي حسين سجادي، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أنَّ من حق فئات المجتمع الإيراني إبراز مطالبها، إلَّا أنَّها لا تجد الرد الإيجابي؛ بسبب ضعف الإدارة وانعدام التخطيط.
ورد في الافتتاحية: «إذا كانت مطالب مختلف فئات المجتمع حقيقية ومُحِقَّة، إذن لا يجب ولا يمكن منعها، وإن كانت هناك محاولات للحيلولة دون إبراز هذه المطالبات، فيجب العلم أنَّها ستظهر بأشكال مختلفة؛ لأنَّ هذا الأمر مرتبطٌ بحياة الناس. إنَّ التعامل السلبي مع مطالب الناس لا يحِلّ المشكلة، بل سيُعقِّد من حلّها. إنَّ أولئك الذين لا يستطيعون الرد بشكل إيجابي على مطالب الناس؛ بسبب انعدام التخطيط أو ضعف الإدارة، للأسف يحاولون بجهلهم وتعاملهم غير الصحيح التغطيةَ على القضية الأساسية.
يمكن للحوار أن يحِلّ كثيرًا من المشكلات واختلاف الرأي وسوء التفاهم، لكن يمكن لهذا الأمر أن يكون ذا تأثير، عندما على الأقلّ يأخذ الطرفان بعين اعتبارهم مساحةً للمرونة، ضمن التأكيد على المبادئ التي يؤمنون بها. لكن إن جعلوا معتقداتهم هي الأشمل، فهذا سيقضي على أيّ فرصة للقيام بحوار مفيد.
للأسف، التيّار الحاكم اليوم وضع نفسه في موقف لا يُبدي معه أيّ مرونة، فهو يرى أنَّ كل ما يقوله صحيح، وأنَّ كل ما يقوله التيّار المقابل خاطئ. إنَّ مثل هذا الأسلوب في التفكير، لا شكَّ سيُوصِل الأمور إلى طريق مسدود. إنَّ الحلول التي طُرِحت، تقوم على وجهات الرأي «الإصلاحية»، أو «غير الأصولية»، بشكل أساسي، وهي لا تنسجم والقالب الفكري للتيّار الحاكم. ومن هُنا، لم تجد الحكومة ولا المؤسسات الأخرى دافعًا لتنفيذها. من جهة أخرى، فإنَّ رفقاء رئيسي ومن يشابهونه التفكير، الذين يجب عليهم تنفيذ الاقتراحات، لا يرضخون لهذه الحلول؛ بسبب تعاملهم أُحادي البُعد مع القضايا.
المعارضة في الخارج تستغِلّ الفراغ الناجم عن انعدام أو ضعف الأحزاب والمؤسسات المدنية، وتقدِّم نفسها على أنَّها تتابع مطالب الناس، وبعض الناس الذين يشعرون أنَّه ليس لديهم في الداخل متحدِّث ناشط ومؤثِّر باسمهم، يسعون وراء المعارضة من أجل العثور على هذا المتحدِّث. من البديهي أنَّه لو كانت الأحزاب والمؤسسات المدنية نشِطة وفعّالة بشكلٍ صحيح، ولا يتِم إضعافها بشتى الوسائل، لما كان لأيّ أحد دافع للتوجُّه نحو المعارضة».
عبد اللهيان: العلاقات الإيرانية-الإماراتية تتطور في القطاعين العام والخاص
أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، خلال لقائه أمس الثلاثاء (30 مايو)، وزير الدولة بوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية خليفة شاهين المرر، أنَّ «العلاقات الإيرانية-الإماراتية تتطوَّر في القطاعين العام والخاص».
وأشار عبد اللهيان إلى سياسة الحكومة الإيرانية في تطوير العلاقات مع دول الجوار، واعتبر دولة الإمارات شريكًا تجاريًا موثوقًا به، وقال: «إنَّ العلاقات بين البلدين ستتطوَّر على مستوى الحكومة والقطاع الخاص»، وذكر أنَّ تعزيز التعاون المشترك يصُبّ في صالح البلدين والمنطقة.
من جانبه، أكد المرر خلال في هذا اللقاء، عزمَ الإمارات تعزيزَ العلاقات مع إيران.
وكالة «إيرنا»
مسؤول بمكتب الرئيس الإيراني: سياسة الجوار تجلب كلًا من الصداقة والثروة
أعلن مسؤول الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني، محمد جمشيدي، أنَّ «سياسة الجوار»، التي تنتهجها حكومة بلاده، «تجلب كلًا من الصداقة والثروة».
وغرَّد جمشيدي على حسابه بموقع «تويتر»، أمس الثلاثاء (30 مايو)، في إشارة إلى الاتفاقيات الموقَّعة أمس بين إيران وتركمانستان: «خلال اجتماع رئيسي مع بردي محمدوف من تركمانستان، تمّ الانتهاء من اتفاقيات هامّة للغاية، خاصّةً بشأن الطاقة والنقل».
وتابع: «نهج المواجهة، الذي اتّبعتهُ الحكومة السابقة، لم يحكُم على إيران بمبلغ 1.6 مليار دولار فحسب، بل أغلق أيضًا طريق آسيا الوسطى أمام البلاد. لكن سياسة الجوار تجلب كلًا من الصداقة والثروة».
وكالة «إيسنا»
برلماني: ضعف الطبقة الوسطى الاقتصادي بالمجتمع الإيراني مقلق
عبَّر عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني مصطفى نخعي، أمس الثلاثاء (30 مايو)، عن قلقِه من «الضعف الاقتصادي» للطبقة الوسطى في إيران حاليًا.
وقال البرلماني: «الضعف الاقتصادي للطبقة الوسطى في المجتمع، والنمو المتزايد للطبقة الفقيرة، أصبح أمرًا مقلقًا؛ لذا يجب على الحكومة والمسؤولين التفكير بهذه المسألة، بأسرع وقت ممكن».
وأشار نخعي إلى «الزيادة الكبيرة» في أسعار السِلَع الأساسية والسيارات وتكاليف النقل والإسكان وغيرها، من بداية العام الجاري، في مقابل زيادة رواتب الموظَّفين بنسبة 20% فقط، وقال: «كان من المتوقَّع أن تولِّي الحكومة مزيدًا من الاهتمام، وجدِّيةً أكبر بكبح التضخم، بالنظر إلى تسمية العام الجديد بعام السيطرة على التضخم، لكنّنا شهِدنا في الفترة القصيرة، التي مرَّت منذ العام الجديد، ارتفاعًا كبيرًا في أسعار عدد كبير من السِلَع رسميًا، وبتنسيق من الحكومة نفسها؛ لهذا انخفضت القوة الشرائية للشعب، وهذا أمرٌ مقلقٌ للغاية».
وأوضح: «ستكون لهذه القضية بالتأكيد عواقب ثقافية واجتماعية، على المدى المتوسِّط والبعيد؛ لأنَّ الطبقة الوسطى في المجتمع -وهي طبقة ريادة الأعمال التي تخلق قيمةً مضافةً في البلاد- سرعان ما ستسقط نحو الطبقة المستضعفة في المجتمع، وهذا أمرٌ مقلقٌ بالنسبة لإيران».
وتابع: «من المتوقَّع أن تقوم الحكومة بإعداد لائحة لزيادة رواتب كافّة فئات المجتمع، في أسرع وقت ممكن، وعرضها على البرلمان وتمُدّ مظلّة دعمها؛ لتشمل محدودي الدخل في المجتمع».
موقع «بازار»