قدّم مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأمريكية نصيحة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، بعدم التفكير في دعم ما يسمى “التيَّار المعتدل” في إيران، على أمل أن يتسلّموا زمام الأمور في هذه الدولة، محتذيًا بهذا التفكير حذو مَن سبقوه من رؤساء الولايات المتحدة.
وحسب موقع “بوليتيكو”، تَحدَّث هذا المسؤول السابق، ويُدعى راي تقيه، وهو أمريكي إيراني الأصل يعمل حاليًّا محللًا كبيرًا في مجلس العلاقات الخارجية، عن أمور مختلفة في رسالته، من قبيل عدم مجاملة الإيرانيين، وتجنُّب التهديدات الفارغة والقيام بتهديدات حقيقية، ونصح تقيه ترامب بقوله: “بين المسؤولين الإيرانيين اختلافات، لكنهم جميعًا متفقون على السيطرة على المنطقة، ولو افترضنا وجود خلافات داخلية، فهذا ليس مبرِّرًا لمسامحة النظام الإيراني على جرائمه”.
ونبّه تقيه ترامب إلى عدم وجود لمن يُدعَون بالمعتدلين اليوم في إيران، فقد محتهم الحكومة الدينية عن الساحة بعد ثورة 2009 في إيران، وقد وصل المرشد علي خامنئي والرئيس حسن روحاني اليوم إلى اتفاق يتشاركان فيه الأهداف التي تتلخص في الهيمنة على المنطقة وترسيخ الاستبداد الديني الإقليمي، مشيرًا إلى أنّ أساليبهم في الوصول إلى هذه الأهداف تبدو مختلفة أحيانًا.
وذكّر تقيه ترامب بأخطاء الرؤساء الذين سبقوه قائلًا: “لم تُقدِم حكومة كارتر على أي خطوة تجاه الإيرانيين الذين كانوا يحتجزون البعثة الدبلوماسية الأمريكية رهائن في طهران، خوفًا من إضعاف التيَّار المعتدل هناك، وبررت حكومة ريغان مقايضة الرهائن بالسلاح بأن هذا الأمر سيمكّن المعتدلين من الوصول إلى السلطة بعد موت الخميني”.
وأوضح تقيه أن ما فعله أوباما هو تدعيم قواعد روحاني من خلال اتفاق مشوَّه، لكن النظام الإيراني ردّ على هذا الاتفاق بتدمير سوريا والعراق والإخلال بأمن الخليج العربي، مبيِّنًا أن اللغة الوحيدة التي تفهمها طهران هي لغة التهديد، وأضاف: “حكومة جورج بوش مثال جيد على ذلك، ففي عام 2003 وبعد اهتزاز عرش النظام في طهران نتيجة النجاحات العسكرية الأمريكية في العراق وأفغانستان، علّقت إيران على الفور برنامجها النووي، لكن في عام 2005 عندما تَخَلَّت أمريكا عن موقفها الحازم، وسَعَت لإشراك إيران في العمل على استقرار الأمور في العراق وحلّ قضية الملفّ النووي، كان ردّ النظام الإيراني هو التسريع في إتمام البرنامج النووي وتمزيق الجنود الأمريكيين من خلال ميليشياتها في العراق”.
ونصح تقيه ترامب في نهاية رسالته بأن ينتهج سياسة واقعية تجاه إيران، على أن تكون هذه السياسة هي تحجيم إيران بدلًا من دعم من يُسَمَّون بالمعتدلين، وأنه يتوجَّب فرض عقوبات جديدة تشلّ حركة إيران وتجبرها على التراجع.