مسؤول يؤكِّد عدم دفع الرواتب المتأخرة للكوادر الطبية في «الطوارئ».. وانتحار 6 طلاب في رامهرمز بالأحواز ومحاولات لمنع انتشار الخبر
أكَّد رئيسُ منظَّمة الطوارئ بإيران بير حسين كوليوند، على هامش لقاءٍ مع لجنتي الصحَّة والتعليم في البرلمان، «عدمَ دفع الرواتب المتأخِّرة للكوادر الطبِّية في المنظَّمة حتّى الآن».
وفي شأنٍ داخليٍ آخر، علِمَ موقع «بي بي سي فارسي» أنّ هناك محاولاتٍ لمنع انتشار خبرِ انتحار 6 طُلّابٍ في مقاطعة رامهرمز بالأحواز، فيما أكَّد بعض المسؤولين المحِّليين في الأحواز هذه الأنباء، وأعلنوا عن تشكيل مجموعةٍ للتّحقيق في أسباب الظاهرة. وذكر تقريرٌ لمركز أبحاث البرلمان عن التضخُّم في إيران، أنّ استهلاك اللحوم الحمراء خلال العام 1398 ه.ش (21 مارس 2019 إلى 20 مارس 2020)، انخفضَ بين الطبقة المتوسِّطة في المجتمع بأكثر من 30%. وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، أنّ الوضعَ بالنسبة إلى إيران معقَّدٌ تمامًا بشأن الاتفاق النووي، على عكس الاعتقاد السائد بعد فوز جو بايدن في الانتخابات الأمريكية، فيما تناولت افتتاحية صحيفة «تجارت»، ارتباطَ الاقتصاد بالسياسة، من خلال محاولاتِ التيّارات السياسية افتعالَ التوتّرات التي تهدِّد الاستقرار.
«آفتاب يزد»: وضعٌ معقَّدٌ للغاية
يرى خبير الشؤون الدولية علي بيغدلي، من خلال افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، أنّ الوضع بالنسبة لإيران معقَّدٌ تمامًا بشأن الاتفاق النووي، على عكس الاعتقاد السائد بعد فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية.
تذكر الافتتاحية: «بعد فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تمّ إجراء تقييمات وتحليلات مختلفة حول عواقب وتأثيرات هذه النتيجة على إيران. بسبب سياسة الضغط الأقصى التي تنتهجُها إدارة ترامب ومعارضة بايدن العامَّة له، يتصوَّر البعض أنَّ وجود الرئيس الأمريكي الجديد في البيت الأبيض يعني إجراء تغييرات واسعة النطاق تجاه طهران؛ ومع ذلك، يبدو أنَّ هذا التقييم له وجهة نظر قاصرة ومُختزَلة.
النقطة الأولى التي يجب مراعاتها هي أنَّ الاتفاق النووي الذي عُقِد مع أوباما لم يعُد مقبولًا في أمريكا. مع وجود بايدن، سيقترب الأوروبيون حتّى بسياساتهم من واشنطن، وسيدعون إلى إعادة الحوار وبشكل أكثر تفصيلًا.
لذا فإن التصوُّر الموجود الذي يعبِّر عنه البعض بأنَّ أمريكا يجب أن تدفع تعويضًا عن الأضرار، أو إعلان الرئيس الإيراني أنَّه لا يجب أن نفوِّت هذه الفرصة وأنَّنا مستعدُّون للاستفادة من الوضع الحالي، يُظهِر أنَّنا نحلِّل الموقف بأبسط طريقة ممكنة. هذا بينما نحن في وضع معقَّد للغاية، اتّصلت فيه جميع القطاعات السياسية. موضوع الخلاف ليس فقط القضية النووية أو كيفية رفع العقوبات، بل مجموعة متنوِّعة من الخلافات المطروحة على الطاولة، التي يسعى الجانب الأمريكي -سواء أكان ترامب أو بايدن- إلى التوصُّل إلى اتفاق وحلّ بشأنها. سيكون أحد التحدِّيات في المستقبل مناقشةُ سياسة إيران في الشرق الأوسط، والتي كانت موجودة أيضًا خلال فترة إدارة ترامب، وسيطرح بايدن في هذا الصدد طلبات للتوصُّل إلى اتفاق، بما يتماشى تقريبًا مع الإدارة السابقة. لذلك، ليس صحيحًا أن يأمل البعض في أنَّ بايدن سيتّخذ -مع وجوده في البيت الأبيض- إجراءات أُحادية لتخفيف الضغط على إيران، لكنّه لن يطلب امتيازات جديدة. من القضايا التي تقع في هذا الإطار، تحرير أموال إيران المُجمَّدة. إذا لم تتّفق إيران وأمريكا على إطار عام للمحادثات المستقبلية، سواء في سياق الاتفاق النووي أو بشكل منفصل، لن يكون تحرير عائدات إيران من العُملة الأجنبية في دول مثل كوريا الجنوبية والعراق ممكنًا. لذلك، ستكون المعادلات في وضع معقَّد للغاية يتطلَّب إجراءً خاصًّا، وفي توقيت مناسب من جانب طهران. بعبارة أُخرى، فإنَّ الإستراتيجيات التي كانت إيران قد انتهجتها لتحقيق أهدافها يجب مواءمتها مع الظروف الجديدة؛ حتّى يكون هناك أمل في ضرورة قيام هذه الحكومة بتخفيف الضغوط».
«تجارت»: الاقتصاد أسير السياسة
تتناول افتتاحية صحيفة «تجارت»، عبر كاتبها النائب عن دائرة شيراز في البرلمان جعفر قادري، ارتباطَ الاقتصاد بالسياسة، من خلال محاولات التيّارات السياسية افتعالَ التوتّرات التي تهدِّد الاستقرار.
ورد في الافتتاحية: «رغم مواجهة الشعب للعديد من المشكلات، بما في ذلك المشكلات المعيشية، إلّا أنَّنا نشهد بعض السلوكيات التي يرجع جذورها إلى تسييس الأمور، وعدم معالجة آلام الشعب ومعاناته.
في ظلّ هذه الظروف، تؤكِّد وجهات نظر بعض التيّارات السياسية أنَّهم يسعون وراء جعل المجتمع ثنائي القطب، حيث تتكسَّب بعض التيَّارات السياسية من إثارة التوتُّرات والحساسية وتقسيم المجتمع إلى قطبين؛ لأنَّه لا أحد يبالي بوجهات نظرهم في أجواء الاستقرار والهدوء.
حينما تتمكَّن هذه التيّارات السياسية من كسب وجهات نظر الشعب، يخلقون أجواءً ثنائية القطب في المجتمع، ومن خلال ذلك تحقِّق أهدافها السياسية. في حين عفا الزمن عن مثل هذه السياسات، ولم تعُد تحظى بأهمِّية كبرى. لقد باتت هذه السلوكيات أمرًا عاديًا بالنسبة للشعب، ولم يعُد أحدٌ يبالي بها.
لقد أدرك الشعب أنَّه قد تضرَّر من الثقة في مثل هذه التيّارات، وأنَّ هذه الأساليب التي تلجأ إليها بعض التيّارات السياسية، هي أساليب بالية.
يبحث الناس عن مسؤولين يقضون وقتهم في خدمة الشعب، ولا يقبلون مثل هذه الأمور.
يحاول البعض ربط المشكلات القائمة بالقضايا السياسية، وكذلك عدم التواصُل مع أمريكا.
حينما يتجرَّأ الغرب ويطمع في أمورنا الداخلية، يُبدي البعض داخل البلاد مواقف سلبية، ويربط حلّ هذه الأمور بالغرب. لكن عليهم أن يعرفوا أنَّ حلّ المشكلات يتطلَّب الاعتماد على الإمكانات المحلِّية».
مسؤول يؤكِّد عدم دفع الرواتب المتأخِّرة للكوادر الطبِّية في «الطوارئ»
أكَّد رئيس منظَّمة الطوارئ في إيران بير حسين كوليوند، على هامش لقاء مع لجنتي الصحَّة والتعليم في البرلمان، «عدم دفع الرواتب المتأخِّرة للكوادر الطبِّية في المنظَّمة حتّى الآن».
وقال كوليوند: «عرضتُ في اللقاء تقريرًا عن إجراءات المنظَّمة، والمشاكل والنواقص، خاصّةً في الكوادر البشرية والطلب لتوسيع منظَّمة الطوارئ في البلد، ثمَّ عرض نوّاب البرلمان وجهات نظرهم بهذا الشأن، وأخيرًا تقرَّر إجراء المتابعات اللازمة لتوسيع المنظَّمة، خاصّةً في مجال الطواقم البشرية لتوسيع الخدمات المُقدَّمة إلى الناس».
وبيَّن المسؤول الإيراني: «أحد أهمَّ التحدِّيات الأساسية التي تواجهُها منظَّمة الطوارئ، الرواتب المتأخِّرة للكوادر الطبِّية للطوارئ، والتي لم يتمّ دفعها إلى الآن، حتّى أنّه لم يتمّ تخصيص ميزانية لهم، لكن أملنا أن يتمّ تحقيق هذا بهمَّة نوّاب البرلمان».
وكالة «نادي المراسلين الشباب»
انتحار 6 طُلّاب في رامهرمز بالأحواز ومحاولات لمنع انتشار الخبر
علم موقع «بي بي سي فارسي» أنّ هناك محاولات لمنع انتشار خبر انتحار 6 طُلّاب في مقاطعة رامهرمز بالأحواز، فيما أكَّد بعض المسؤولين المحِّليين في الأحواز هذه الأنباء، وأعلنوا عن تشكيل مجموعة للتحقيق في أسباب الظاهرة.
وذكر «بي بي سي فارسي» أنَّ وسائل إعلام محلِّية إيرانية ومسؤولين تحدَّثوا أو أبلغوا عن قضية الانتحار، قد تعرَّضوا لضغوط.
وفي آخر حالة انتحار كانت هي السادسة، تمّ تأكيد وفاة طالبة تبلغ من العمر 15 عامًا في رامهرمز بسبب الانتحار، وذُكِر سابقًا أنَّ هذه الفتاة المراهقة انتحرت مساء الجمعة الماضي (13 نوفمبر)؛ وكانت وسائل إعلام محلِّية ومراسلون قد أفادوا بوقوع خمس محاولات انتحار أُخرى بين طلاب رامهرمز، الشهر الماضي.
وقالت مصادر مطلّعة في المقاطعة لـ «بي بي سي فارسي»، إنّه بعد تقارير عن انتحار العديد من الطلاب ومقابلة مع رئيس دائرة التربية والتعليم في رامهرمز، تمَّت محاولة إقالة رئيس دائرة التعليم؛ وعدَّ رئيس دائرة التعليم في رامهرمز رحيم رستمي، «الخلافات الأُسرية والتعصُّبات العمياء والتناقُضات الفكرية والعاطفية والفشل في تلبية الاحتياجات والمتطلّبات الحياتية، من عوامل انتشار الانتحار بين المراهقين»، وقال أيضًا إن سبب انتحار إحدى التلميذات هو «معارضة الأسرة لتوفير الهاتف المحمول واستحالة مواصلة تعليمها».
ووفقًا لرستمي، من بين 27000 طالب في رامهرمز هناك 4000 طالب على الأقلّ لا يملكون هواتف محمولة للمشاركة في الدروس عبر الإنترنت.
وبالتَّزامن مع تفشِّي «كورونا»، عُدّ عدمُ امتلاك العديد من المدارس للهواتف المحمولة للتعليم عبر الإنترنت أحدَ أسباب الانتحار بين الطلاب، وتمّ إغلاق المدارس في إيران فعليًا، وتتمّ متابعة التعليم عبر الإنترنت من خلال قناة أطلقتها وزارة التربية والتعليم.
وقبل شهرين، تصدَّر عناوين الصُحف انتحارُ التلميذ محمد موسوي زاده (11 عامًا) من بندر ديّر بمحافظة بوشهر؛ وأفادت وسائل الإعلام في ذلك الوقت، أنّ عدم امتلاك هاتف محمول كان أحد أسباب انتحاره.
موقع «بي بي سي فارسي»
اختفاء اللحوم من مائدة الطبقة المتوسِّطة في إيران
ذكر تقرير لمركز أبحاث البرلمان عن التضخُّم في إيران، أنّ استهلاك اللحوم الحمراء خلال العام 1398 ه.ش (21 مارس 2019 إلى 20 مارس 2020)، انخفض بين الطبقة المتوسِّطة في المجتمع بأكثر من 30%، مقارنةً بالعام 1395 ه.ش (21 مارس 2016 إلى 20 مارس 2017).
ووفقًا لتقرير نُشر أمس الأوّل (الاثنين 16 نوفمبر)، يأتي الانخفاض الشديد لاستهلاك اللحوم الحمراء، في وقت تشهد فيه أسعار لحوم الدجاج أيضًا زيادةً بأكثر من 100%. ووفقًا لمعطيات التقرير، انخفض استهلاك اللحوم الحمراء لدى الفئة الثالثة التي يمكن تسميتها بأقلّ طبقات الطبقة المتوسطة دخلًا، بنسبة 36%، كما انخفض استهلاك الأرز بنسبة 18%.
يُذكَر أنَّ هذه المعطيات، تأتي بدون احتساب التضخُّم في العام 1399ه.ش الحالي؛ وبالنظر إلى زيادة معدَّل التضخُّم «من نقطة إلى نقطة»، الذي أعُلن عنه في شهر مهرماه (أكتوبر الماضي)، فمن الممكن توقُّع انخفاض استهلاك المواد المذكورة في تقرير مركز دراسات البرلمان أكثر من الأرقام المذكورة بين العوائل الإيرانية.
وقال رئيس لجنة تحديد الأُجور في المجلس الأعلى للجان، فرامرز توفيقي، الذي يقود اللجنة التي تقوم باحتساب السلَّة المعيشية لدى الأُسر الإيرانية باستقلالية: إنَّ «كُلّ عامل وأجير باليومية نلتقيه خلال هذه الأيّام، يخبرنا بعدم استطاعته توفير اللحوم الحمراء ولحوم الدجاج لأُسرته». كما أعلن رئيس اتحاد لحوم الغنم في سبتمبر الماضي، عن انخفاض بيع اللحوم في البلاد بنسبةٍ تتراوح بين 30 إلى 35%، مقارنةً بالعام الماضي، وقال: إنَّ معظم محلّات بيع اللحوم غيَّرت وظائفها.
كذلك كشف معهد أبحاث التغذية وصناعة الأغذية في مطلع سبتمبر الماضي، عن تخفيض مُعظم الأُسر الإيرانية بشدَّة استهلاكَ اللحوم الحمراء ولحوم الدجاج والبيض والألبان، أو لم تعُد تتناولها.
ووفقًا لمركز استطلاعات الرأي للطلاب الإيرانيين «إيسبا»، أعلن أكثر من 8% من العوائل الإيرانية التي استُطلِع رأيها، عن عدم استهلاكهم للحوم الحمراء خلال العام 1398ه.ش.
موقع «راديو فردا»