وجَّه 120 طبيبًا رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ردّ موجِّهًا بالمتابعة، وذلك في أعقاب المشكلات التي ظهرت في توفير الأنسولين وشريط فحص سكّر الدم، وفي إطار حماية حقوق مرضى السكري.
وفي شأن صحِّي آخر، أعلن روحاني عن تشديد الإجراءات المتعلقة بكورونا في طهران، كما أكَّد محافظ كرمانشاه فرض 19 قيدًا جديدًا بمحافظته لمواجهة المرض، فيما أشارت وزارة الصحَّة إلى وفاة 172 حالة، في إحصائية أمس السبت.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استنكرت افتتاحية صحيفة «همدلي» حثّ الرئيس روحاني الناس على لعن أمريكا بدلًا من تحمُّله مسؤولية الإخفاقات، كما تساءلت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح» عن توقُّعات الخبراء بشأن خصائص الموجة الثالثة لـ«كورونا» في إيران.
«همدلي»: يا سيِّد روحاني.. حتّى أنت؟!
يستنكر الصحفي عادل جهان آراي، من خلال افتتاحية صحيفة «همدلي»، حثّ الرئيس حسن روحاني الناس على لعن أمريكا بدلًا من تحمُّله مسؤولية الإخفاقات.
وردَ في الافتتاحية: «عادةً، عندما يتحدَّث مسؤول أو مدير في مؤسَّسةٍ ما، فإنّ موظفيه يقدِّمون تفسيرات وتوضيحات بعد انتهاء خطابه، وهذا أمر بديهيّ. الآن، إذا كان هذا المسؤول الذي يتحدَّث في موقع رئيس الجمهورية فليس لحديثه تفسيراته وتوضيحاته الخاصّة فقط، بل رُبّما لعب أيضًا دورًا رئيسيًّا في بعض المجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، لهذا السبب فإنّ عديدًا من وسائل الإعلام ورُبّما أماكن أو دوائر صُنع القرار في مجالات مختلفة من البلد، وحتّى البلدان الأُخرى، تتأثَّر أيضًا بهذا الحديث. كلام حسن روحاني، الذي ينتشر في المجتمع كرئيس للحكومة الثانية عشرة، لا يخلق للأسف منذ فترة تأثيرًا كبيرًا وفعَّالًا في المجتمع، بل في بعض الأحيان -خصوصًا في الأشهر الأخيرة- أصبح مدعاة للدعابة وسخرية الناس في الفضاء المجازي واجتماعات الأصدقاء، وبالطبع يسبِّب في بعض الأحيان قلقًا للأوساط السياسية أو مجتمع المفكِّرين في إيران.
تشكِّل تصريحات روحاني يوم أمس نقطة تحوُّل في جميع خطاباته السياسية، عبر عقود في تاريخ إيران. حتّى لو كان من قال هذه الكلمات شخصًا عاديًّا، فرُبّما كان سينتقده أيّ شخص يسمعه، لكن عندما يقول روحاني شيئًا كهذا فلن يعود الأمر مقتصرًا على الانتقاد، بل يجب الأسف على المجتمع والأجواء السياسية وممارسة السياسة في إيران، لأنّ رئيس حكومتها يقدِّم مثل هذا التفسير متدنِّي المستوى وغير المتوقَّع، ويحُثّ الناس على لعن أمريكا بدلًا من أن يسألوه هو ويحمِّلوه المسؤولية هو وحكومته. ب
الطبع، كان روحاني قد قال أشياء غير متوقَّعة ومفاجئة في وقت سابق، مِن قَبيل عدم معرفته بارتفاع أسعار البنزين، أو إقرار عودة الحياة إلى طبيعتها بعد أسبوع فقط من الإعلان الرسمي عن تفشِّي كورونا في إيران. ألا يعرف روحاني حقًّا إلى أين يتّجه المجتمع؟ إنّه لا يعرف حقًّا أنّ العُملة الوطنية للبلاد قد دُمِّرت، وأنّ كثيرين من أفراد الشعب ليس لديهم أيّ أمل في مستقبلهم.
ألا يجب أن نأسف حقًّا لأنّ رئيس الحكومة الذي حصل على 24 مليون صوت في صناديق الاقتراع يوصي الناس بلعن أمريكا بدلًا من أن يتحمَّل مسؤولية مشكلات المجتمع اليوم، ويعترف بأنّ معظم مشكلات الناس ناجمة عن سوء الإدارة في البلاد؟ يا سيِّد روحاني، من المتوقَّع منك أن تقدِّم أسبابًا صحيحة للشعب. وعلى الرغم من أنّ الشعب يعرف جيِّدًا ما أهمّ مشكلاته، فإنّه ليس هو من يتعيَّن عليه حلّ مشكلات إيران، وإنّما أنت يا سيِّد روحاني وأصدقاؤك وجميع المسؤولين في البلد مَن يجب عليكم أن تحُلُّوا مشكلات إيران. أنت تُحِيل الناس إلى أسباب أُخرى بدلًا من أن تعتذر للشعب بسبب زيادة الأسعار الجامحة، والانخفاض الرهيب في قيمة العُملة الوطنية، وخسارة الشعب دخله اليومي. لا شكّ أنّك لو كُنت قد اعتذرت للناس لما أنقص ذلك من شأنك، بل قد يرفع هذا من شأنك. يا سيِّد روحاني، لم يكُن ذلك متوقعًا منك. حتّى أنت؟!».
«ستاره صبح»: ما خصائص موجة «كورونا» الثالثة في إيران؟
تتساءل افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، عبر كاتبها عالِم الاجتماع والمتخصِّص بعلم الأوبئة محمد رضا محبوب فر، عن توقُّعات الخبراء بشأن خصائص الموجة الثالثة لـ«كورونا» في إيران.
تقول الافتتاحية: «على الرغم من تحذيرات وتوقُّعات خبراء ومختصِّين مستقلِّين حول احتمال تشكُّل الموجتين الثانية والثالثة من فيروس كورونا، فللأسف تسبَّب أداء الحكومة المتمثِّل في التوصيات واقتراح التزام البروتوكولات والتعليمات الصحِّية، وعدم وضع ضمانات تنفيذية لتطبيق هذه البروتوكولات، في أن تعاني إيران من الموجة الثالثة لفيروس كورونا. إذا أردنا أن نحدِّد سِمات الموجة الثالثة، فيمكن القول إنه على الرغم من أنّه جرى في عديد من البلدان، وخصوصًا دول الشرق الأوسط، التحكُّم في المرض والسيطرة عليه، أو أنّ الدول لا تزال في الموجة الثانية من المرض بالتزامُن مع موسم البرد في نصف الكرة الشمالي، لكن للأسف إيران من الدول القليلة التي شهدت الموجة الثالثة من كورونا، بل إنّ عدد الإصابات والوَفَيَات بها أعلى من المتوسِّط العالمي. وتشير بعض الإحصاءات إلى أنّ عدد المرضى والوَفَيَات في الطاقم الطبِّي والمجموعات الحسّاسة في إيران يبلغ ضِعف المتوسِّط العالمي. كما في الماضي، لا أرى أنّ الشعب هو المذنب والمسؤول عن خلق موجة كورونا الثالثة، بل الحكومة هي التي تقاعست في اعتماد سياسات وضمانات لتنفيذ البروتوكولات الصحِّية، والآن تعاني إيران من وضع صعب من المنظور الصحِّي والعلاجي، بحيث جعل الطاقم الطبِّي الدؤوب والكادح مُتعَبًا ومُنهَكًا.
نُقطة أُخرى جديرة بالملاحظة، هي أنّه في الأيّام الأخيرة، وبسبب الزيادة الهائلة في سعر العُملة الأجنبية ووصول سعر الدولار إلى حدود 29 ألف تومان، زادت تكلفة المواد التي يحتاج إليها الناس للوقاية أو للعلاج من فيروس كورونا. وبالنظر إلى ارتفاع خطّ الفقر في إيران، فقد صار من العسير على نسبة كبيرة من الشعب من المحرومين والمهمَّشين، الذين يعيشون في المُدُن الصغيرة، والذين تقلَّصت وظائفهم ودخولهم أو أُلغِيت في أيام فيروس كورونا، أن يحصلوا على المواد الصحِّية (بما في ذلك المنظِّفات والمطهِّرات والكحول والأقنعة والقفازات، وما إلى ذلك)، أو تقلَّصت الموادّ الغذائية والوجبات التي تحتوي على الفيتامينات الضرورية في سلَّة معيشة الأُسَر. هذا الموضوع جرس إنذار، وبناءً على ذلك من المُرجَّح أن يحقِّق مرض كورونا زيادة كبيرة في الأيّام والأسابيع المقبلة.
من ناحية أخرى، بالنظر إلى تحوُّر فيروس كورونا في الأشهُر الأخيرة، فقد أصبح شديد العدوى، وأصبح خطره على الفئات الحسَّاسة أعلى من ذي قبل، وهذا أمر مثير للقلق. للأسف، بعد عدَّة أسابيع بينما كان عدد المرضى يتناقص، فقد ارتفع مرَّة أخرى، ووصل عدد المرضى إلى رقم قياسيّ جديد في إيران خلال الأيام الأخيرة. في ظلّ هذه الظروف، أُرجِّحُ أن يزداد عدد المصابين بفيروس كورونا في الأيّام والأسابيع المقبلة، ونتيجة لذلك سيصبح خطر الإصابة بكورونا في المجتمع أكبر. لذلك، يجب تحديد الأفراد والمنظَّمات والمؤسَّسات المسؤولة المقصِّرة، وتقديمها للناس.
على أيّ حال، كان عديد من الخُبراء والمختصِّين قد حذَّروا الحكومة في الأشهر الأخيرة، وطالبوا المسؤولين بمنع وإلغاء أيّ تجمُّعات، لكن الحكومة لم تهتمّ بهذه التحذيرات، ونُظِّمَت تجمُّعات مختلفة، بما في ذلك امتحانات الثانوية العامّة، وإقامة المراسم المذهبية، والسماح بالرحلات غير الضرورية، والعودة إلى المدارس، وكانت هذه مشكلة في مسار السيطرة على المرض. من ناحية أُخرى، هذه الأيّام بناءً على الأخبار والتقارير الواردة، يتردَّد أنّ المستشفيات الحكومية والجمعيات الخيرية وحتّى بعض المستشفيات الخاصّة في طهران والمدن الكبرى ممتلئة، ويُرسَل مرضى حالتهم خطرة إلى منازلهم. لذلك، من الضروري إيجاد حلّ لمثل هذا الوضع، وإعادة القيود الخاصّة في أسرع وقت ممكن، حتّى لا يزداد عدد المصابين والوَفَيَات أكثر من هذا».
120 طبيبًا يوجِّهون رسالة إلى روحاني.. والرئيس يوجِّه بالمتابعة
وجَّه 120 طبيبًا رسالة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ردّ موجِّهًا بالمتابعة، وذلك في أعقاب المشكلات التي ظهرت في توفير الأنسولين وشريط فحص سُكّر الدم، وفي إطار حماية حقوق مرضى السكّري.
وجاء في رسالة الأطبّاء: «تعرفون أنّه يوجد في إيران أكثر من خمسة ملايين مصاب بالسكّري، ويحتاج نحو 400 ألف مريض منهم إلى إبر الأنسولين يوميًّا وفحص سُكّر الدم بأشرطة فحص السكّري والوقاية من هبوط السكّري المتكرِّر والمُميت. إنّ عدم توفُّر شريط الفحص والأنسولين يعرِّض المرضى في وقت قصير إلى هبوط سُكّر الدم، وانخفاض مستوى الوعي وخطر الموت وأعراض مثل بتر العضو، أو السكتة القلبية والدماغية وأمراض الكُلى، ونؤكِّد أنّ هؤلاء إذا أُصيبوا بكورونا فسيزداد خطر تعرُّضهم للموت، لذلك يجب الاهتمام بهم بشكل خاصّ، في ظروف كورونا».
وأضافت: «إنّ الأطبّاء الموقِّعين على هذه الرسالة يلمسون يوميًّا قلق الآباء والأمهات الذين ليس بإمكانهم توفير الأنسولين وشريط الفحص لأطفالهم المصابين، أو كبار السنّ الذين يجوبون الصيدليات في ظروف كورونا للحصول على الأدوية، وفي هذه الحال لا نملك ردًّا على هؤلاء المرضى».
وذكرت الرسالة: «نؤمن بشكل كامل بوجود المشكلات الاقتصادية وصعوبات توفير النقد الأجنبي، بسبب العقوبات وتبعات ذلك على نظام الصحة في البلد، ونطالب جنابكم أن تُصدِروا أوامركم شخصيًّا وفورًا للمسؤولين ذوي العلاقة في وزارة الصحَّة والبنك المركزي لتوفير النقد والتوزيع الكافي للمادّتين. وممّا لا شكّ فيه أنّ استمرار الوضع المتأزِّم الراهن يمكن أن يهدِّد حياة وسلامة عدد كبير من المواطنين المصابين بالسكّري، ولا يمكن تلافي نتائج ذلك، إضافة إلى تعريض مُنجزات مشروع تطوير السلامة للخطر، وهو الذي يُعَدّ من مفاخر حكومتكم». وبعد يومين من وصول الرسالة، وجَّه روحاني في رسالة فورية وزير الصحَّة لاتخاذ إجراء فوريّ في هذا الصدد.
وكالة «مهر»
مستجدّات «كورونا»: قرارات في طهران و19 قيدًا في كرمنشاه و172 حالة وفاة
أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عن تشديد قرارات الإجراءات المتعلقة بكورونا في طهران، كما أكَّد محافظ كرمانشاه فرض 19 قيدًا جديدًا بمحافظته لمواجهة المرض، فيما أشارت وزارة الصحَّة إلى وفاة 172 حالة، في إحصائية أمس السبت.
وقال روحاني في اجتماع الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا: «نحن نضطر إلى إبلاغ الناس أنّنا سنشدِّد اعتبارًا من اليوم القرارات والرقابة لمواجهة كورونا، وهذه القرارات خاصّة بطهران، ومن الممكن أن تُنفَّذ في سائر المحافظات». وأضاف: «يجب ألّا نتساهل مع من لا يضع الكمامة، كما يجب تقديم الخدمات فقط لمن يرتدي الكمامة، وسيُحاسَب مُقدِّم الخدمة الذي لا يلتزم القرارات».
وقال الرئيس الإيراني: «ستُنفَّذ قرارات كورونا بعد مناقشتها في اجتماع الهيئة الوطنية لمكافحة كورونا، ومن الممكن تنفيذ هذه القرارات في مُدُن أخرى». من جانبه، أكَّد محافظ كرمانشاه هوشنغ بازوند فرض قيود جديدة في محافظته، قائلًا: «فُرِضَ 19 قيدًا جديدًا في المحافظة، منها: تعطيل الأماكن الرياضية وحركة الباصات وسيّارات الأُجرة وكذلك المدارس».
وبخصوص إحصائية «كورونا»، أمس السبت (29 سبتمبر)، قالت متحدِّثة وزارة الصحَّة سيما سادات لاري، إنّه «تُوفِّي 172 مريضًا، وحُدِّد 3204 مرضى، منهم 1274 نُقِلُوا إلى المستشفى، و4041 مريضًا في حالة حرجة».
وذكرت سادات لاري المحافظات التي في الحالة الحمراء، وهي: «طهران، أصفهان، قُم، أذربيجان الشرقية، خراسان الجنوبية، سمنان، قزوين، لرستان، أردبيل، الأحواز، كرمانشاه، جيلان، بوشهر، زنجان، إيلام، خراسان رضوي، مازندران، البرز، أذربيجان الغربية، المركزي، كرمان، خراسان الشمالية، همدان»، والمحافظات التي في وضع الحذر، وهي: «كهغيلويه وبوير أحمد، تشهار محل وبختياري، هرمزجان، فارس، جُلستان».
وكالة «تسنيم» + وكالة «إيسنا»