احتشد مجموعة من المعلمين صباح اليوم أمام البرلمان الإيراني احتجاجًا على أوضاعهم الوظيفية، مطالبين بالتحرُّك السريع والفعّال من قِبل السلطات المسؤولة لمعالجة مشكلاتهم بشكل جذريّ، في حين انتقد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي مطالبة بعض الناشطين بضرورة التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، واصفًا إياها بـ«الانتهاك الصريح لكرامة البلاد». وعن التفاعلات الخبريّة الأخرى التي وردت في الصحف والوكالات الإيرانية لهذا اليوم، فقد توقعت نائبة الرئيس الإيراني للشؤون القانونية أن يبذل الاتحاد الأوروبي خطوات أكثر جديَّة لتأمين مصالحه الاقتصادية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتِّفاق النووي، في حين ذكر وزير النفط بيجن زنغنه أن إيران وجدت حلولًا للتغلب على العقوبات الأمريكية النفطية إلا أنه لن يعلن عنها في الوقت الحاليّ كي لا تتتبع أمريكا هذه الخطط وتحبطها، حسب تعبيره.
وفي ما يتعلق بافتتاحيات الصحف الإيرانية لهذا اليوم وأبرز ما تناولته من موضوعات فقد ناقشت صحيفة «اعتماد» تنفيذ المشروعات العمرانية الكبرى في العاصمة طهران عشوائيًّا ودون مراعاة موقع المبنى وأهميته وجدواه وميزانيته التي أُخذت من أموال الشعب، أما «آرمان أمروز» فحاولت استنطاق خطط الإدارة الأمريكية لفرض العقوبات على إيران، إضافةً إلى السيناريوهات والخطوات المتوقع أن تتبعها إدارة ترامب خلال الفترة القادمة، متوصلةً إلى نتيجةٍ مفادها أن «الارتهان والتعويل على أوروبا ضعيف، ومن الأفضل التعويل على الصين أكثر من الحليف الروسي».
«اعتماد»: الأولوية للجودة
تناقش صحيفة «اعتماد» عبر افتتاحيتها اليوم «تنفيذ المشروعات العمرانية الكبرى في العاصمة طهران» عشوائيًّا ودون مراعاة موقع المبنى وأهميته وجدواه وميزانيته.
تقول الافتتاحيَّة: «في المراسم التي أقيمت أمس بمناسبة افتتاح 5 من المشروعات العمرانية بالعاصمة طهران، تحدث عمدة العاصمة عن ضرورة مراعاة كل الأبعاد قبل البدء في أي مشروع جديد، مؤكِّدًا أهمِّيَّة بحث المشروعات من جوانبها المختلفة، مثل دراسة الجدوى والموارد المالية الكافية». ومن وجهة نظر الافتتاحيَّة فإن حديث عمدة طهران منطقي وذو مغزى، لأن إقامة المشروعات العمرانية الكبيرة تقتضي دراستها أولًا، وبعد الانتهاء من هذه المرحلة تأتي مرحلة التنفيذ، وتضيف: «أثبتت الدراسات أن تنفيذ المشروعات الكبيرة قد يتسبب في أزمات للمواطنين وللمدن على حدّ سواء». المثال الأبرز على هذه المشروعات، حسب الافتتاحيَّة، هو مجمع «كوروش» الذي يتسبب يوميًّا في إغلاق بعض الطرق الرئيسية في طهران معظم ساعات النهار. لهذا قررت الإدارة الجديدة التي تسلمت مهامّ إدارة محافظة طهران وقف كل المشروعات التي تمت الموافقة عليها دون دراسات معمقة. وتذكر الافتتاحيَّة في ختامها أن «الحكومة مضطرة إلى استكمال المشروعات التنموية التي بلغت نسبة تنفيذها 70-80%، رغم عدم تطابقها مع المواصفات، إضافةً إلى أنها لم تُدرَس من أبعادها كافة، وسبب اضطرار المسؤولين إلى مواصلة العمل فيها هو المبالغ الكبيرة التي صُرفت فيها والتي دُفعت من أموال الشعب.
«آرمان أمروز»: ربما في وقتٍ آخَر
تحاول صحيفة «آرمان أمروز» من خلال افتتاحيتها اليوم استنطاق وتحليل خطط الإدارة الأمريكيَّة لفرض العقوبات على إيران، إضافةً إلى السيناريوهات والخطوات المتوقع أن تتبعها إدارة ترامب خلال الفترة القادمة.
تقول الافتتاحيَّة: «يبدو أن إيران ستشهدها أيامًا عصيبة، فالرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب وفريقه المتشدد قد أدخلوا إيران والعالَم في أزمات جديدة بعد رفضهم الاتِّفاق النووي، ويبدو واضحًا أنهم يخططون لفرض مزيد من العقوبات الجائرة على إيران» حسب تعبيرها. وتدَّعي الافتتاحيَّة أن العقوبات التي تعتزم الولايات المتَّحدة فرضها على إيران أدَّت إلى اعتراض المجتمع الدولي لأنها غير قانونية، وتردف: «إن المشروع الأمريكيّ ضدّ إيران يقوم على ثلاث مراحل كالتالي: المرحلة الأولى هي مرحلة فرض العقوبات، أما المرحلة الثانية فستخصَّص لفرض مشروع “النِّفْط مقابل الغذاء” لإضعاف إيران، أما المرحلة الثالثة فهي إرغام إيران على الاستسلام، وفي حال عدم خضوعها فسوف تلجأ الولايات المتَّحدة إلى الخيار العسكري، وهي نفس المراحل التي استُخدمت ضدّ العراق وأدَّت إلى سقوط نظام صدام حسين».
وتكمل الافتتاحيَّة: «ولضمان تنفيذ العقوبات الأمريكيَّة ضدّ إيران يتوقع ترامب أن تنضمّ إليه الدول والشركات الصناعية الكبرى في العالَم، وفي حال عدم انضمامها طوعًا قد يلجأ إلى إرغامها على الانضمام عبر ممارسة مزيد من الضغوط عليها، كما يتوقع ترامب أن ينجح في التوصل إلى “إجماع إجباري” خلال العامين القادمين لفرض عقوبات على إيران».
وترى الافتتاحيَّة أن الأوروبيّين قد يدعمون إيران ما دامت ملتزمة بالاتِّفاق النووي، لكن قدراتهم المالية والاقتصادية محدودة ولن يستطيعوا الوفاء بالتزاماتهم، وقد يتمكنون من دعم بعض الشركات الصغيرة والمتوسطة، وفي ما يتعلق بعلاقة إيران مع الصين وروسيا، تعتقد الافتتاحيَّة أن الصين أقرب لإيران ويمكن الاعتماد عليها أكثر لأنها تستطيع أن تلتفّ على العقوبات وتتعاون مع إيران. وتضيف مختتمةً: «إن التفاوت الرئيسي بين البلدين يتمثل في التنوُّع الصناعي بالصين، وفي قدرتها الاقتصادية العالية، ومِن ثَمَّ فإنها قادرة على دعم إيران في فترة العقوبات».
نائبة روحاني: خطوات أوروبية جادَّة أمام الانسحاب الأمريكيّ
توقعت نائبة الرئيس الإيرانيّ للشؤون القانونية لعيا جنيدي، أن يبذل الاتِّحاد الأوروبيّ خطوات أكثر جديَّة لتأمين مصالحه الاقتصادية بعد الانسحاب الأمريكيّ من الاتِّفاق النووي. جاء ذلك خلال لقائها وزير الخارجية الهولندي ستيف بلوك، مشيرةً إلى أن «المفاوضات النووية في السابق كانت مبنية على أهدافٍ سلميَّة»، وأضافت: «كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الاتِّفاق النووي حتى الآن أكَّدَت أن إيران نفذت تعهداتها»، واعتبرت المبعوثة الخاصَّة للرئيس الإيرانيّ أن «دعم الدول الأوروبيَّة السياسي للاتِّفاق النووي بعد انسحاب أمريكا أمر جيد، لكنه ليس كافيًا».
ويحاول الاتِّحاد الأوروبيّ الالتفاف على العقوبات الأمريكيَّة بعد انسحاب ترامب في الثامن من مايو، إذ بدأت المفوضيَّة الأوروبيَّة بالإجراءات الرسميَّة لتفعيل ما يسمى بـ«قانون التعطيل» في السادس من هذا الشهر للتصدي للتأثيرات الخارجية للعقوبات الأمريكيَّة على الشركات الأوروبيَّة الراغبة في الاستثمار والعمل في إيران بعد انسحاب واشنطن، إلا أن مستشار المرشد للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي شكَّك أكثر من مرة في نجاح تلك المساعي قائلًا: «إنها ليست سوى تحرُّكات ماراثونية».
(وكالة «صدا وسيما»)
خاتمي: التفاوض المباشر مع أمريكا انتهاك لكرامة البـلاد
انتقد الرئيس الإيرانيّ السابق محمد خاتمي مساء أمس خلال لقائه مديري وأمناء جمعية «الفكر والقلم»، الرسائل التي أرسلها أكثر من مئة ناشط سياسي للتفاوض المباشر مع الولايات المتَّحدة، وقال: «في ظل الظروف الراهنة التي يهدِّد فيها قادة أمريكا الجمهورية الإيرانيَّة بكل عداء، فإن اقتراح التخلِّي عن العادات الدبلوماسية والتوجه إلى التفاوض المباشر وغير المشروط مع أمريكا، يُعتبر انتهاكًا لكرامة البلاد».
يُذكر أن الموقّعين على هذه الرسالة طالبوا إيران بالإعلان بشجاعة عن استعدادها للتفاوض غير المشروط مع أمريكا للمُضِيّ في سبيل حلّ المشكلات والنزاعات وانعدام الأمن في المنطقة، مشيرين إلى الترحيب العالَمي بلقاء رئيسي أمريكا وكوريا الشمالية، وهو ما جعل قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري يهاجم الناشطين بقوله: «إذا لم نعتبر هذا الإجراء خيانة، فينبغي القول إنه تمهيد للتسوية مع الأعداء».
(موقع «إيران إنترناشيونال»)
زنغنه: توصلنا إلى حلول للتغلب على العقوبات الأمريكيَّة النِّفْطية
ذكر وزير النِّفْط الإيرانيّ بيجن زنغنه أن إيران وجدت عديدًا من الحلول للتغلُّب على العقوبات الأمريكيَّة النِّفْطية، وأضاف على هامش قمة أوبك التي انعقدت في مقر المنظَّمة في فيينا، أنه لن يخوض في تفاصيل هذه الحلول، لأنه لا يريد أن تتتبع أمريكا هذه الخطط الإيرانيَّة وتحبطها. وأكَّد وزير النِّفْط الإيرانيّ أن طهران ستحاول بكل جهدها «الحيلولة دون خفض مستوى إنتاجها من النِّفْط والصادرات النِّفْطية». وعن معدَّل الشراء الحالي للنِّفْط الإيرانيّ قال زنغنه: «أغلب عملاء إيران يواصلون شرائهم للنِّفْط، إلا أن البعض أوقف عمليات الشراء، كشركة «توتال» الفرنسية، وشركة «رويال داتش شل» الهولندية البريطانية، هي الشركات التي وقفت شراء النِّفْط الإيرانيّ». ووَفْقًا للعقوبات الأمريكيَّة، فإنه ينبغي لعملاء إيران خفض وارداتهم النِّفْطية من إيران مرة كل ستة أشهر بشكل ملحوظ (كما كان في الفترة السابقة للاتِّفاق النووي، أي بنسبة 20%)، تفاديًا للعقوبات الأمريكيَّة.
(موقع «راديو فردا»)
أحكام مغلظة ضدّ 11 طالبًا
أعربت شهيندخت مولاوردي، المساعدة الخاصَّة لرئيس الجمهورية في شؤون حقوق المواطنة، عن أملها في التواصل إلى أحكامٍ قضائيَّة تراعي الأوضاع والظروف الحالية بشأن الطلاب المعتقَلين في أعقاب ديسمبر الماضي. وعن الأحكام التي صدرت بحقهم قالت مولاوردي: «هؤلاء الطلاب يواجهون الآن أحكامًا مغلَّظة، وللأسف لم تُتَّخَذ خطوات فعليَّة لتخفيف تلك الأحكام إلا بعد صدورها».
وحسب التقارير، يواجه قرابة 11 طالبًا الحكم لمدة 8 سنوات، وأغلبهم من كلية العلوم الاجتماعية بجامعة طهران. وقبل عِدَّة أشهُر تَجمَّع عدد من طلاب جامعة أمير كبير في ساحة الجامعة احتجاجًا على اعتقال الطلاب في احتجاجات ديسمبر 2017م، واحتجّ الطلاب على الأحكام التعسفيَّة والاعتقالات بحقّ زملائهم خلال الاحتجاجات، إضافة إلى رسالة بعث بها مجلس اتِّحاد الطلاب بجامعة طهران إلى وزير العلوم، مستنكرين ما أسموه بــــ «التصرفات القمعيَّة».
(صحيفة «آرمان أمروز»)
جمع من المعلمين يحتشد أمام البرلمان
احتشد مجموعة من المعلمين صباح اليوم أمام البرلمان الإيرانيّ، احتجاجًا على أوضاعهم الوظيفية، ومطالبين السلطات بالتحرُّك الفعّال والجاد والتصديق على ما يسمى بـــ «خطة الطوارئ من الدرجة الأولى» لتحديد واجبات وحقوق المعلمين في ما يتعلق بإيجاد أرقام وظيفية لهم. يأتي ذلك بعد أن خرج مئات المعلمين في التاسع من مايو إلى الشوارع بمناسبة «يوم المعلم الإيرانيّ» احتجاجًا على سوء أحوالهم المعيشية وتَدنِّي المستوى التعليمي في البلاد، لتعتقل الجهات الأمنية بعضهم وتعتدي على البعض بالضرب.
(موقع «أفكار نيوز»)