أعلنت صفحة «1500 صورة» على موقع «تويتر»، التي تنشُر أخبارَ الاحتجاجات في إيران، مقتلَ متظاهر برصاص قوات الأمن في جونقان بمحافظة تشهار محال وبختياري، إلى جانب نشر أنباء عن مقتل فتاة في شهركرد بنفس المحافظة.
وفي نفس شأن الاحتجاجات، شهدَ اليوم الحادي عشر من الاحتجاجات الشعبية في إيران، أمس الثلاثاء، ترديدَ متظاهرين في كلبايكان بمحافظة أصفهان شعارات تمجِّد الشاه وتطالب برحيل رجال الدين، في أعقاب خروجهم للشوارع بمراسم دفن المتظاهر بيش علي حاجي وند.
كما ألمحَ المخرج الإيراني، وأحد محكِّمي مهرجان كان السينمائي لهذا العام، أصغر فرهادي أمس الثلاثاء، إلى أنه «لا شيء يُسعد كثيرًا من الإيرانيين الآن»، مشيرًا إلى الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرًا بإيران، ومعلنًا أنَّ صبرَ الشعب الإيراني قد نفذ.
وعلى صعيد الافتتاحيات، استعرضت افتتاحية صحيفة «ابتكار»، نماذجَ ومشاهدات ميدانية لإشكالية «سراب التنمية» في إيران، وفق توصيفها ورؤيتها للأوضاع الراهنة.
بينما تناولت افتتاحية صحيفة «أخبار صنعت»، استمرارَ إشكالية تهريب السلع الأساسية، وأنها ليست الحجَّة لرفع الأسعار.
«ابتكار»: سراب التنمية
يستعرض الخبير الاقتصادي بيمان مولوي، من خلال افتتاحية صحيفة «ابتكار»، نماذج ومشاهدات ميدانية لإشكالية «سراب التنمية» في إيران، وفق توصيفه ورؤيته للأوضاع الراهنة.
تذكر الافتتاحية: «عندما تسافر بالسيارة على الطريق الواصل بين طهران وتبريز، وتصل إلى مدينة زنجان وتختار الطريق السريع المتجه إلى تبريز، تلحظ تدريجيًا انخفاض معايير جودة الطريق عما كان الحال عليه في الطريق الواصل بين طهران وزنجان. تتخيل في البداية أن جزءًا قصيرًا من الطريق، قد يكون على هذا النحو. أيُعقل أن يكون في طريق ترانزيت على هذه الدرجة من الأهمية كل هذه المشاكل: مطبات صناعية متتالية، حفر عميقة أحيانًا؛ حيث شهدنا انفجار إطارات سيارات مرتين على الأقل، تعرُّجات في الطريق تشبه تلك الموجودة في برامج الكرتون، طلعات ونزلات حادة، وعدم وجود إنارة كافية، إنْ قطعت هذا الطريق ليلاً!
في الطريق وحين كنت أقود سيارتي، كنت أفكر بالمشاريع العملاقة التي أتحدث عنها في مقالاتي، وآمل أن يتمكن وطننا العزيز من تصميم وتشييد مشاريع ضخمة على المستوى العالمي، لكن حين رأيت الأوضاع السيئة لطرق الترانزيت، قلت لنفسي إنْ كان هذا هو حال طريق ترانزيت، فيمكن أن نخمِّن أوضاع الطرق الفرعية، وما إلى ذلك في البلاد.
معاييرنا للجودة في طريقها للتراجع، يُلحَظُ هذا التراجع في الجودة على جميع الصعد، بدءًا من الطرق، وحتى جودة بناء المدن، وصولًا إلى صناعة السيارات ومشاريع البناء، وما إلى ذلك. ومن أسباب تراجع معايير الجودة لدينا، الانقطاع الحاصل في العلاقات مع العالم. ربما لا يبدو الأمر على هذه الصورة للوهلة الأولى، إلَّا أنَّ تواجد الشركات العالمية الضخمة في مجالات النفط والغاز والبتروكيماويات، وتعبيد الطرق، وبناء السدود، وتشييد المدن، ومشاريع الإعمار بشكل عام، وصناعة السيارات والمنتجات الصناعية، كل ذلك يسهم في رفع مستوى معايير صناعاتنا على المستوى العالمي.
إنَّ مجيء الخبراء إلى البلاد وتعليمهم الطرق الجديدة، وكذلك تواجد الخبراء الإيرانيين في الدول صاحبة الكعب العالي في الهندسة، ساعدَ إيران دائمًا في مواكبة العلوم العصرية. كان هذا الأمر موجودًا في حِقَبٍ من تاريخ إيران، وأدى إلى نموٍ في الناتج المحلي الإجمالي.
لم تعُد حقيقة أننا نشهد تراجعًا في مختلف معايير الجودة في البلاد في الكثير من المجالات، تخفى على أحد، والسؤال الرئيسي هو: لماذا أصبحنا لا نكترث بذلك إلى هذه الدرجة؟ ألم يِحن الوقت للتحرُّك في مسار التنمية بدلًا من التركيز على النمو العددي والمتسرع؟ تلك التنمية المستدامة والبعيدة عن التهويل. إنَّ الجودة هي الحلقة المفقودة، التي تحتاجها بشدة المشاريع العمرانية والاقتصاد الإيراني بأكمله، لكن هذه الجودة غير ممكنة، ما لم تكن هناك علاقات دولية مستدامة وهادفة، وما لم يكن هناك تعلُّم من العالم. وفي هذا السياق، أعتقد أنه ينبغي أن يحظى الحفاظ على مكتسباتنا، إلى جانب المشاريع المستقبلية المرتكزة على التنمية المستدامة بالأولوية. لكن السؤال الذي يخطر بالبال: بأيِّ أموال سيتم ذلك؟ هل يمكن ذلك في ظل وجود العقوبات؟ الجواب المؤكد لا. نحن نُستنزَف، نُستنزَف كل يوم. نعيش في سراب التنمية؛ وهذا ما تُثبته المؤشرات الاقتصادية الكبرى».
«أخبار صنعت»: تهريب السلع ليس حجَّةً مقبولة لرفع الأسعار
تتناول افتتاحية صحيفة «أخبار صنعت»، عبر كاتبها الخبير الاقتصادي ومحلل الشؤون الاقتصادية قدرت الله إمام وردي، استمرارَ إشكالية تهريب السلع الأساسية، وأنها ليست الحجَّة لرفع الأسعار.
ورد في الافتتاحية: «إنَّ إلغاء العملة الصعبة التفضيلية، الذي يُعَدّ ضرورةً لا يمكن إنكارها في الاقتصاد الإيراني، سيكون مقبولًا فقط حين لا تربط الحكومة حُجج رفع أسعار السلع الأساسية بمواضيع كتهريب المواد الغذائية، التي لا شأن للناس بها من الأساس. التهريب في الحقيقة من المواضيع التي تُعِّرض اقتصادَ البلاد لتحديات، لكن النقطة المهمة هنا هي أنه لا يمكن من خلال طرح موضوع تهريب السلع الأساسية وعدم تبديد موارد البلاد بالعملة الأجنبية، تقديم حُجج مقنعة لإلغاء العملة الصعبة التفضيلية فجأةً. من ناحية أخرى، فإن ما يحظى بالأهمية في هذا الشأن، هو من هم الأشخاص أو المجموعات التي تقوم بالتهريب في البلاد.
لذلك، فإن كانت الحكومة تعتزم مواجهة التهريب والحيلولة دون تهريب السلع لدول الجوار، أو كانت تنوي التصدي لتهريب السلع التي تُصنَع في البلاد إلى دول أخرى، فإنه ينبغي في المرحلة الأولى تحديد من هم الذين يقومون بالتهريب. من المؤكد أنه ليس بمقدور الحكومة أن تتهم الناس العاديين أو سكان المناطق الحدودية أو العتالين بأنهم هم سبب التهريب؛ لأنَّ الناس العاديين ليس بوسعهم تهريب السلع بكميات كبيرة للغاية. إنَّ أوضاع تهريب السلع في إيران وصلت إلى درجة باتت فيها الأرقام تكشف عن هذه الحقيقة المرعبة، وهي أنَّ ما يقرب من 30% من اقتصاد البلاد يتم بشكل خفي عبر التهريب. وهو رقم كبير للغاية، من شأنه أن يؤثر في اقتصاد البلاد، من مختلف الجوانب.
النقطة المهمة هنا، هي أن هذا الرقم الكبير لا يُدار من قِبل المواطنين، فالتهريب موضوع ممنهج ومنظم. إن كان رجال الدولة يزعمون المكافحة الحاسمة والمتزايدة لجذور الفساد، هذا الفساد الذي يتجلَّى في جزء منه من خلال التهريب، فإن عليهم التوجُّه نحو أصحاب السلطة والثروة؛ لأن هؤلاء الأشخاص هم من يمتلك القدرة الضرورية لتنظيم التهريب للبلاد، أو تهريب السلع خارج البلاد. لا شك أنَّ رجال الدولة يقرُّون بأن الناس العاديين لا يستطيعون من خلال الحقائب والعتالة، القيامَ بتهريب بحجم 30% من اقتصاد إيران الضخم. لذلك، فإن هناك أشخاصًا آخرين هم من يقومون بالتهريب، ويجنون أرباحًا هائلة من خلال ذلك، إلَّا أنَّ المسؤولين الذين يريدون حلَّ موضوع تهريب السلع والعملة الصعبة، التي تُصرَف على تهريب السلع الإيرانية الرخيصة إلى ما وراء الحدود، يعرِّضون الناسَ لتضخمٍ جامح».
مقتل متظاهر في جونقان وفتاة في شهركرد بمحافظة تشهار محال وبختياري
أعلنت صفحة «1500 صورة» على موقع «تويتر»، التي تنشر أخبار الاحتجاجات في إيران، مقتل متظاهر برصاص قوات الأمن في جونقان بمحافظة تشهار محال وبختياري، إلى جانب نشر أنباء عن مقتل فتاة في شهركرد بنفس المحافظة.
وأعلن حساب «1500 صورة» من خلال نشر صورة، أن المتظاهر القتيل هو جمشيد مختاري، وذكر أنه قُتِل بأربع رصاصات. وبحسب التقرير، تصاعدت بعد مقتل مختاري الاشتباكات في جونقان، وسُمِع دوي إطلاق نار متواصل.
كما نشر الحساب رسائل أفاد فيها أهالي جونقان بانتشار قوات الأمن على نطاق واسع، مع وجود خلل شديد في الإنترنت.
من جانب آخر، تم نشر أنباء أمس، عن مقتل فتاة خلال احتجاجات الليلة الماضية في مدينة شهركرد، وغرَّد الناشط الإعلامي والسجين السياسي السابق إبراهيم بخشي على صفحته في «تويتر» عن مقتل الفتاة، وذكر أنه تم إطلاق النار عليها في شارع إقبال لاهوري بشهركرد، وتوفيت في مستشفى كاشاني.
موقع «إيران وير»
متظاهرون يردِّدون شعارات تمجِّد الشاه وتطالب برحيل رجال الدين في كلبايكان
شهد اليوم الحادي عشر من الاحتجاجات الشعبية في إيران، أمس الثلاثاء (17 مايو)، ترديدَ متظاهرين في كلبايكان بمحافظة أصفهان شعارات تمجِّد الشاه وتطالب برحيل رجال الدين، في أعقاب خروجهم للشوارع بمراسم دفن المتظاهر بيش علي حاجي وند، قبل اشتباكهم مع عناصر الأمن.
وردَّد المتظاهرون، بحسب مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، شعارات مثل «لتسعد روحك يا رضا شاه» و«ينبغي أن يرحل رجال الدين» و«الموت للديكتاتور» و«أيها الإيراني الغيور، الدعم الدعم».
وتشير تقارير غير رسمية إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل خلال الاحتجاجات، هم: بيش علي حاجي وند في دزفول، وأميد سلطاني في أنديمشك، وحميد قاسم بور في فارسان، وسعادت هادي بور في هفشجان، وبهروز إسلامي في بابا حيدر إحدى ضواحي فارسان، ولا يستطيع موقع «صداي أمريكا» تأكيدَ الخبر بشكلٍ مستقل.
وذكرَ الناشط المدني سعيد أفكاري؛ شقيق المصارع نويد أفكاري الذي تم إعدامه سابقًا، في تغريدة، ما «يحدث أمرٌ يتجاوز القمع، والنظام الإيراني يحارب أهالي تشهارمحال وبختياري»، في إشارة إلى ما حدث في جونقان وشهركرد.
بالتزامن مع ذلك، واصل سائقو شركة حافلات طهران إضرابهم عن العمل لليوم الثاني على التوالي. كما أغلق مسؤولو محافظة طهران المراكز التعليمية والإدارية، أمس، وأعلنوا أن السبب هو «تلوُّث الهواء»، بينما ربط بعض المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي القرار باحتمال انتشار الاحتجاجات الشعبية في العاصمة.
وأظهرت مقاطع فيديو منشورة في وسائل التواصل الاجتماعي، وجودًا مكثفًا لضباط القوات الخاصة في مناطق طهران، بما فيها المنطقة المحيطة بالإذاعة والتلفزيون.
موقع «صداي أمريكا»
مخرج إيراني بتحكيم مهرجان كان: لا شيء يسعد الإيرانيين الآن
ألمحَ المخرج الإيراني، وأحد محكِّمي مهرجان كان السينمائي لهذا العام، أصغر فرهادي أمس الثلاثاء (17 مايو)، إلى أنه «لا شيء يسعد كثيرًا من الإيرانيين الآن»، مشيرًا إلى الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرًا في إيران، ومعلنًا أنَّ صبرَ الشعب الإيراني قد نفذ.
وقال فرهادي: «يسعدني أن أكون عضوًا بتحكيم مهرجان كان السينمائي، لكن هذه السعادة ليست عميقة، فكثيرٌ من الإيرانيين لا يمكنهم أن يكونوا سعداء على الإطلاق، بالنظر إلى ما يحدث في بلادي هذه الأيام».
وتابع: «لا بد أنكم سمعتم عن الضغوط الاقتصادية والسياسية، التي يمر بها الشعب الإيراني، واليأس والأُفق المبهم الذي ينتظر هذا الشعب. لقد نفذ صبر هذا الشعب صاحب الماضي المجيد والثقافة والتاريخ الثريين، الذي يملك كل هذه النخبة، في الداخل وفي الخارج، وكل هذه الثروة من الموارد الطبيعية. لا أستطيع أن أقول صراحةً إنني سعيد؛ لأنه لا شيء يُسعِد كثيرًا من الإيرانيين الآن».
يُشار إلى أنَّ المغني الإيراني معروف شهرام ناظري، كان قد تحدَّث خلال زيارة لإقليم كردستان العراق عن الاحتجاجات، قائلًا: «الناس الذين فقدوا حقوقهم جائعون، وهم في مأزق من كلِّ الجهات، والاحتجاج حقٌّ طبيعيٌ لهم».
موقع «إيران إنترناشيونال-فارسي»