أدانت عدَّة منظمات سياسية إيرانية بالخارج حادثةَ الاعتداء على الروائي البريطاني ذي الأصول الهندية سلمان رشدي، ووصَفت الهجوم عليه بأنه «نتيجة الهمجية، وإرهاب حكام الجمهورية الإسلامية».
وفي شأن حقوقي محلي، أعلنت عائلة عالم الاجتماع الإيراني سعيد مدني، أمس الأحد، عن تمديد أمر حبسِه المؤقت للمرة الرابعة، وأنه لم تُتَح له الفرصة للدفاع عن نفسه خلال هذه الفترة.
وفي شأن أمني، أكَّد مدير منطقة باخرز عباس حسن نجاد، أنه تم اعتقال 7 شبان في قضية كسر زجاج 16 سيارة تابعة لسيَّاح خلال «يوم تاسوعاء»، في متنزَّه قرية أرزنة التابعة لمنطقة باخرز، رغم إغلاق المتنزَّه.
وعلى صعيد الافتتاحيات، قرأت افتتاحية صحيفة «مستقل»، تهليلَ صحيفة «كيهان» وبعض المسؤولين لطعن سلمان رشدي، دون أيّ اعتبار للتكتيك النفسي للنظام الاستخباراتي الأمريكي. وتساءلت افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، هل هناك تعاسة أكبر من عدم قدرة حكومات إيران تحويلَ ثرواتها إلى دخل قومي؟
«مستقل»: الإجراء العسكري ضد إيران
يقرأ الصحافي أميد فراغت، من خلال افتتاحية صحيفة «مستقل»، تهليل صحيفة «كيهان» وبعض المسؤولين لطعن سلمان رشدي، دون أيّ اعتبار للتكتيك النفسي للنظام الاستخباراتي الأمريكي.
تذكر الافتتاحية: «من أجل تبرير الهدف والغرض من الإجراء العسكري والهجوم على بلدٍ ما، يقوم النظام الأمني والاستخباراتي لأمريكا بدايةً بتهيئة الرأي العام ذهنيًا ونفسيًا؛ ومن هنا، فإن التهديد باختطاف مسيح علي نجاد، ومحاولة اغتيال جون بولتون، وطعن سلمان رشدي، في مثل هذه الأجواء التي ربما تكون التهديدات النووية جزءًا منها، لها معنى ومفهوم يبعث على التأمُّل. بناءً على هذا، فإن سعادة وسرور بعض المسؤولين الإيرانيين، وكذلك فرح وحماس صحيفة «كيهان»، دون أخذ التكتيك النفسي للنظام الأمني والاستخباراتي الأمريكي بعين الاعتبار، يدفع إلى القلق، وهو علامة على انعدام التحليل والتفسير المناسب في مثل هذه الحركات.
وعلى هذا، وفيما يخُص الأحداث الأخيرة المتلاحقة، فإنه لا يجب اتّخاذ المواقف وإبداء ردود الأفعال من منطلق الحماس والمشاعر الجياشة، واعتبار ذلك على أنه علامة على القوة. على مسؤولي البلد أن يدرسوا مثل هذه الحركات من جانب أمريكا، وأن يعتبروها علامةً على المخاطر المحتملة، لا أن يهلِّلوا فرحين بها. تنمُّ الضجة والصخب الذي أثارته «كيهان» عن أنهم لا يملكون تحليلًا وتفسيرًا صحيحًا للسيناريو المخطط ضدَّ إيران، وهم للأسف يعتبرون مثل هذه الحركات، في مثل هذه الأجواء، علامةً على القوة والاقتدار.
ومن هنا فهُم [الأمريكيون] يرون أن مثل هذه الضجة تصُب في مصلحتهم؛ حتى يتمكَّنوا في مثل هذه الأجواء من الاستفادة من الفرصة ضدَّ البلد. أن يتعرَّض سلمان رشدي الذي يقبع منذ 33 سنة تحت حراسة أمنية، للطعن على يد شاب مجهول الهوية من مواليد أمريكا يبلغ من العمر 24 عامًا، فهذه علامة على مخطط مشؤوم. الشعب الإيراني دفع الثمن بما فيه الكفاية، وليس لديه القدرة لدفع المزيد.
للأسف البعض في الداخل يتفاءلون بمثل هذه الأحداث، ويرون أنها ستكون سببًا محتملًا في إفشال الاتفاق النووي. الخلاصة هي أن كلَّ شيء يبعث على الريبة، ومقدمة لمخاطر محتملة. في مثل هذه الأجواء، فإن الشعب الإيراني فقط هو من سيلحَق به الضرر!».
«جهان صنعت»: هل هناك تعاسة أكبر؟
تتساءل افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، هل هناك تعاسة أكبر من عدم قدرة حكومات إيران تحويلَ ثرواتها إلى دخل قومي؟
وردَ في الافتتاحية: «عمِلت دول العالم منذ مرحلة ما بعد القرون الوسطى حتى اليوم، خاصةً بعد الثورة الصناعية وتوسُّع الأسواق، على كسب الدخل من مسارين رئيسيين، ولا تزال هذه العملية جاريةً حتى اليوم. بالطبع، تمكَّنت الدول الذكية من ربط هذين المسارين، مع تحقيق أكبر قدر من الإنتاجية. بالنسبة لبعض الدول، كان استغلال الموارد والثروات الطبيعية مع أكبر قدر من المردود، بمثابة أحد المسارين المذكورين. أما المسار الآخر، فهو الاستفادة من الذكاء البشري لتحقيق الدخل. على سبيل المثال، تمكَّنت دول مثل اليابان وبريطانيا في فترات مختلفة من تحقيق الدخل من ثروة القوى البشرية مع أكبر قدر من الإنتاجية؛ من خلال استغلال ذكاء وعزم مواطنيها. هذان البلدان يحتلّان اليوم المرتبة الثالثة والخامسة، على سُلَّم كبرى اقتصادات العالم.
هناك دول مثل السعودية وقطر أيضًا تمكَّنتا من الاستفادة من ثروات النفط والغاز، وحقَّقتا مكانًا جيدًا في الاقتصاد. دولة مثل أمريكا أيضًا تمكَّنت من الجلوس على عرش الاقتصاد العالمي لعدَّة عقود، من خلال التنسيق بين الثروة الطبيعية والقوى البشرية المتمرِّسة. لكن دولةً مثل الاتحاد السوفيتي السابق، وروسيا اليوم، ورغم أنها كانت تسيطر أيديولوجيًا على دول كثيرة في العالم، إلَّا أنها تخلَّفت اقتصاديًا؛ بسبب الإخفاق في استغلال الموارد البشرية، وانعدام الحرية في الفكر والرأي والاقتصاد.
نظرة من منطلق الشفقة إلى إيران العزيزة، تثبتُ أن إيران لسوء الحظ لم تتمكَّن من استغلال ثرواتها. هل هناك تعاسة أكبر من ألَّا يتمكَّن صاحب ثاني أو أول احتياطات من الغاز الطبيعي في العالم، من تحقيق معدلات إيجابية في ميزان تجارته الخارجية؟ هل هناك تعاسة أكبر من أن تهبِط حصة إيران من صادرات نفط أوبك إلى نسبة ضئيلة للغاية بعد أن كانت 14%؟ هل هناك تعاسة أكبر من ألَّا تتمكَّن إيران من استغلال مناجم النحاس والفحم الحجري وغيرها من المعادن الموجودة فيها؟ هل هناك تعاسة أكبر من أن نرى ضياعَ القوى البشرية المتمرِّسة الذكية لإيران؟
يبدو أن تعاسةَ إيران العزيزة تكمُن في أنها لا تستطيع تحويلَ ثرواتها إلى دخل، وإن لم نتمكَّن خلالَ المرحلة المقبلة من تحقيق موارد الدخل هذه، فربما سيكون الأوان قد فات، وسنكون حينها قد فقدنا هذه الثروات. ليس القصد من هذا المقال البحث عن أسباب تخلُّف إيران عن الاستفادة من ثرواتها الطبيعية، لكن للتذكير بأن العقوبات الاقتصادية لا تعني فقط ألَّا نتمكَّن من تصدير ثرواتنا الطبيعية إلى الأسواق العالمية، بل التعاسة الكبرى هي أن تكون الطُرق مغلقةً أمامَ دخول رؤوس الأموال إلى هذه القطاعات».
منظمات سياسية إيرانية بالخارج تدين الاعتداء على سلمان رشدي
أدانت عدَّة منظمات سياسية إيرانية بالخارج حادثةَ الاعتداء على الروائي البريطاني ذي الأصول الهندية سلمان رشدي، ووصفت الهجوم عليه بأنه «نتيجة الهمجية، وإرهاب حكام الجمهورية الإسلامية».
وقالت منظمات الجبهة الوطنية الإيرانية في الخارج في بيان، أمس الأحد (14 أغسطس): إن محاولة اغتيال رشدي «كانت بالتأكيد النتيجة المتأخرة للفتوى الشهيرة للخميني، مؤسّس الجمهورية الإسلامية، بأن ذلك الكاتب مرتد، ودمه مهدور». وأكَّد البيان أن الخميني «أمر بإعدام آلاف السجناء في إيران عام 1988م، وجرائمُ أتباعه مستمرة ليس فقط ضد الشعب الإيراني، بل أيضًا ضد مواطني الدول الأخرى».
كما أصدرت منظمة تضامن الجمهوريين في إيران بيانًا، أمس، أدانت فيه الهجوم بالسلاح الأبيض على رشدي، وكتبت: «أفكار الخميني المدمرة لا تزال تحصد الضحايا، وتُحدِث الفوضى في العالم»، وأشار البيان إلى موقف وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري والمقربة من المرشد علي خامنئي، واعتبر «دعم بعض الدوائر المؤثرة في هيكل السلطة في إيران مؤشرًا على الدعم الضمني للجمهورية الإسلامية لهذا الاغتيال».
وردًا على محاولة اغتيال سلمان رشدي، اعتبرت رابطة الكُتّاب الإيرانيين هذا الهجوم «أحد الأمثلة الواضحة على الاعتداء على حرية التعبير». وأشارت الرابطة إلى الأحداث التي وقعت بعد نشر رواية «آيات شيطانية» عام 1988م، ومنها فتوى الخميني وتحديد مكافأة لقتل هذا الكاتب، وقالت: «بعد هذا الإجراء الذي اتَّخذه زعيم الجمهورية الإسلامية في ذلك الوقت، غاب الحق في حرية الفكر والتعبير والنشر، وكذلك الحق في أيّ نقاش ورأي حرّ حول محتوى الكتاب».
موقع «راديو فردا»
تمديد أمر اعتقال عالم اجتماع إيراني للمرة الرابعة
أعلنت عائلة عالم الاجتماع الإيراني سعيد مدني، أمس الأحد (14 أغسطس)، عن تمديد أمر حبسه المؤقت للمرة الرابعة، وأنه لم تُتَح له الفرصة للدفاع عن نفسه خلال هذه الفترة.
وذكر موقع «امتداد»، نقلًا عن عائلة مدني، أنه تم نقله بعد 60 يومًا من الاستجواب المكثَّف إلى العنبر رقم 4 في سجن إيفين قبل شهر، إلَّا أنه لم تُعقَد خلال هذا الشهر سوى جلسة تحقيق واحدة، ولم يتَّخذوا بعد قرارًا بشأن وضعه.
وكان مدني قد اعتُقِل في 16 مايو الماضي، بتهمتي «إقامة علاقات خارجية مشبوهة» و«القيام بأعمال مناهضة للأمن». كما سبق أن اعتُقِل وأُدين عدَّة مرات، في أعوام 1994 و2000 و2001 و2011م بتُهمٍ سياسية.
وتقول عائلة عالم الاجتماع إنه كان ينتظر كلَّ هذه الأشهر الثلاثة؛ للحصول على آخر فرصة للدفاع عن نفسه في الاتهامات المثارة ضده، قبل إحالة قضيته إلى المحكمة.
وتوجَّهت عائلة مدني إلى الفرع الثاني من مكتب تحقيقات المدعي العام عدَّة مرات، خلال الـ 90 يومًا الماضية، وطلبت في كلّ مرة توضيح حالته، والإفراج عنه بكفالة حتى وقت انعقاد المحكمة، إلَّا أنهم لم يتلقَّوا حتى الآن إجابةً واضحة حول اتخاذ قرار بشأنه.
وفي وقت سابق، وقَّع عشرات من الأخصائيين الاجتماعيين وعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيا والاقتصاديين والمتخصصين في علوم الاتصال بيانًا، طالبوا فيه بالإفراج عن سعيد مدني. وجاء في البيان المذكور أن «مدني أظهر بأعماله البحثية في مجال الإدمان والعنف والدعارة والأضرار الاجتماعية الأخرى، إلى أيّ حدٍّ تؤثِّر السياسات الاقتصادية والاجتماعية في خلق مثل هذه المشاكل، وهو يَعتبِرُ أن مجموعةً من السياسات الموجَّهة نحو العدالة والديمقراطية والساعية إلى الشراكة، هي الحلُّ للمشاكل التي دفعت المجتمعَ الإيراني إلى حافة الانهيار الاجتماعي».
موقع «راديو فردا»
اعتقال 7 شبان في قضية كسر زجاج 16 سيارة لسياح في باخرز
أكَّد مدير منطقة باخرز عباس حسن نجاد، أنه تم اعتقال 7 شبان في قضية كسر زجاج 16 سيارة تابعة لسياح خلال «يوم تاسوعاء»، في متنزَّه قرية أرزنة التابعة لمنطقة باخرز، رغم إغلاق المتنزَّه.
وأوضح حسن نجاد، أنه في أعقاب انتشار فيديو في الفضاء الافتراضي عن كسر زجاج تلك السيارات، تابعت الشرطة والسلطة القضائية الموضوع، وتم اعتقال المتهمين في هذه القضية.
وقال مدير باخرز: «كانت بعض العوائل تتَّجه بهذه السيارات إلى قرية أرزنة للتنزُّه في يوم تاسوعاء، وتسبَّب ذلك في جرح مشاعر الشباب في القرية»، وأضاف: «على أثر ذلك، أقدم سبعة من الشباب على كسر زجاج 16 سيارة، وتم إبلاغ الشرطة بذلك، وجرى اعتقال جميع المتهمين بالحادث».
واختتم حسن نجاد: «تصرفات كلا الجانبين غير مستحبة، وتتعارض مع الأعراف والتقاليد، وغير قانونية كذلك».
وكالة «إيسنا»