عيّن آية الله خامنئي في مارس/آذار 2012 تركيبة مجمع تشخيص مصلحة النِّظام لمدّة خمسة أعوام وأعاد تعيين هاشمي رفسنجاني رئيسًا لهذه المؤسسة.
الصورة: عيّن آية الله خامنئي في مارس/آذار 2012 تركيبة مجمع تشخيص مصلحة النِّظام لمدّة خمسة أعوام وأعاد تعيين هاشمي رفسنجاني رئيسًا لهذه المؤسسة، وسيكون تعيين من يخلف رفسنجاني في هذا المنصب أول حدث سياسي جدير بالملاحظة في الجمهورية الإسلامية في غياب هاشمي رفسنجاني.
» رئيس آخَر يتولى رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النِّظام
يمكن القول إن الرئيس حسن روحاني هو المرشَّح الرئيسي لهذا المنصب، وترأس رئيسان للجمهورية مجمع تشخيص مصلحة النِّظام حتى الآن: علي خامنئي (فبراير/شباط 1988 – يونيو/حزيران 1989)، وعلي أكبر هاشمي رفسنجاني. وشغل كل من خامنئي ورفسنجاني رئاسة المجمع في فترة رئاسته، غير أن رئاسة رفسنجاني للمجمع استمرّت بعد انتهاء الفترة الرئاسية الثانية حتى لحظة رحيله.
ومن هذه الزاوية يمكن القول إن تولِّي رئيس الجمهورية رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النِّظام ليس أمرًا مفاجئًا ولا جديدًا، كما أن تعيين قبل مرشد الجمهورية الإسلامية لروحاني لشغل هذا المنصب سيحمل رسالة هامَّة وذات مغزًى لاستمرارية تَبَنِّي رئيس مجمع تشخيص مصلحة النِّظام وأحد كبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية النظرة البراغماتية والمصلحية والواقعية. ومن شأن مثل هذا التعيين أن يشكِّل خبرًا سارًّا لشريحة هامَّة من المجتمع، ويثلج صدورهم بعد أن فقدوا رفسنجاني.
إضافة إلى كل ذلك فإن تعيين روحاني في هذا المنصب سيحوّله إلى أحد اللاعبين السياسيين الأساسيين في إيران بشكل كبير.
يُعتبر محمود هاشمي شاهرودي، الرئيس السابق للسُّلْطة القضائية وعضو مجلس خبراء القيادة، وعلى أكبر ناطق نوري، الرئيس الأسبق لمجلس الشورى الإيراني ورئيس هيئة التفتيش في مكتب المرشد، وعلي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الأسبق ومستشار رأس النِّظام في الشؤون الدولية، المرشَّحِين المحتمَلين ليكونوا على رأس مجمع تشخيص مصلحة النِّظام.
» ثلاثة مرشَّحين من أصحاب الخبرة.. لكنهم على هامش الأقوياء
ويُعتبر محمود هاشمي شاهرودي الرئيس السابق للسُّلْطة القضائية وعضو مجلس خبراء القيادة، وعلي أكبر ناطق نوري الرئيس الأسبق لمجلس الشورى الإيراني ورئيس هيئة التفتيش في مكتب المرشد، وعلي أكبر ولايتي، وزير الخارجية الأسبق ومستشار رأس النِّظام في الشؤون الدولية، المرشَّحِين المحتملين ليكونوا على رأس مجمع تشخيص مصلحة النِّظام. وقد هُمّش المرشَّحون الثلاثة خلال السنوات الأخيرة.
ويحمل تعيين كل من المرشَّحين الثلاثة رسائل وتداعيات خاصة، ففي حالة هاشمي شاهرودي سيؤدِّي تعيينه إلى زيادة تخمينات وتوقُّعات إمكانية خلافته للمرشد الحالي بعد وفاة الأخير.
وقد يحمل تعيين ناطق نوري لشغل رئاسة مجلس تشخيص مصلحة النِّظام رسالة تُفِيد بتنامي دوره السياسي ورفع مكانة شخصية محنَّكة ومناصرة للنِّظام، ولقد مال ناطق نوري خلال السنوات الأخيرة إلى الإصلاحيين.
أما تعيين ولايتي فسيحمل في طياته رسالة هامَّة وذات مغزًى من حيث تَوَلِّيه رئاسة المجلس، لأنه ليس رجل دين، وأيضًا بسبب توجُّهاته البراغماتية، وهو زميل قديم لرفسنجاني.
سيحمل تعيين يزدي أيضًا رسائل ذات مغزًى لكونه من معارضي رفسنجاني البارزين
» ما حظوظ رجال الدين المتشدِّدين الأربعة؟
يُعتبر محمد يزدي وأحمد جنتي وصادق لاريجاني وإبراهيم رئيسي أربعة مرشَّحِين لتولِّي رئاسة مجمع تشخيص النِّظام، وكل هؤلاء رجال دين ينتمون إلى التيَّار المتشدِّد.
وجنتي، البالغ من العمر 90 عامًا، صاحب فرص أقلّ للفوز بهذا المنصب، لكونه يشغل حاليًّا رئاسة مجلس صيانة الدستور ورئاسة مجلس خبراء القيادة.
ولكن الوضع مختلف مع محمد يزدي أمين تجمع مدرِّسي الحوزة الدينية في قم، وهو يبلغ من العمر 85 عامًا. لم يستطع يزدي الدخول إلى مجلس الخبراء خلال الانتخابات الأخيرة، وقد يكون يزدي في الظاهر أحد المرشَّحين الرئيسيين لتولِّي رئاسة المجمع، غير أن احتمال فوزه بهذا المنصب بعيد، نظرًا إلى وضعه الصحِّي وعضويته في مجلس صيانه الدستور، وأن مجمع تشخيص مصلحة النِّظام يبتّ غالبًا في الخلافات التي قد تنجم بين مجلس صيانة الدستور ومجلس الشورى، ولذلك سيكون تعيين محمد يزدي في هذا المنصب أمرًا مفاجئًا، فهذا الأمر ينسحب على هاشمي شاهرودي أيضًا، وسيحمل تعيين يزدي -وهو من أبرز معارضي هاشمي رفسنجاني- بهذا المنصب رسالة ذات مغزًى.
والوضع أيضًا مختلف بالنسبة إلى المرشَّحَين الآخرَين: صادق لاريجاني (رئيس السُّلْطة القضائية)، وإبراهيم رئيسي (المدعي الرئيسي بمحكمة رجال الدين والمشرف على مؤسسة أستان قدس الرضوي التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا)، ويُعتبر لاريجاني ورئيسي -على غرار هاشمي شاهرودي- من المرشَّحين لخلافة مرشد الجمهورية الإسلامية، ومن هذه الزاوية فإن تعيين رأس النِّظام لهما بمنصب رئاسة مجمع تشخيص مصلحة النِّظام له دلالات سياسية خاصَّة.
وسيكون تعيين أي من هؤلاء المرشَّحين الأربعة (جنتي ويزدي ولاريجاني ورئيسي) المعروفين بمعارضتهم للتنمية السياسية وأدواتها، وهم من الوجوه البارزة في معسكر الأصوليين، أمرًا جديرًا بالتأمل.
آية الله خامنئي وأكبر هاشمي رفسنجاني
» المرشَّحون الأقلّ حظًّا ينتظرون في الطابور
لا تقتصر قائمة المرشَّحين المحتمَلين لرئاسة مجمع تشخيص مصلحة النِّظام على المرشَّحين المذكورين، بل يوجد مرشَّحون آخَرون لا يملكون حظوظًا كبيرة، ولكنهم قد يكونون مرشَّحين جديرين بالذِّكْر.
المرشَّحون الأقلّ حظًّا هم محسن رضائي، أمين مجمع تشخيص مصلحة النِّظام، وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان، وسعيد جليلي، ممثِّل المرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي، وغلام علي حداد عادل رئيس مجمع اللغة والأدب الفارسي.
وسيكون تعيين آية الله خامنئي أيًّا من المرشَّحين المحتمَلين لرئاسة مجمع تشخيص مصلحة النِّظام بعد مرور 27 عامًا على رئاسة رفسنجاني لهذه المؤسَّسة بمثابة أحد “المعطيات” الخاصَّة والمهمَّة التي ستكون جديرة بالاهتمام والنقاش حولها، وذلك لتحليل الحقبة الجديدة التي دخلت فيها الجمهورية الإسلامية في غياب هاشمي رفسنجاني.
وبغضّ النظر عن التحليلات الصادرة بشأن حجم تأثير مجمع تشخيص مصلحة النِّظام ومكانته الحقيقية، فإن الحقبة الجديدة أيضًا ستكون في إطار السُّلْطة السياسية القائمة على ولاية الفقيه.
مادة مترجمة عن موقع بي بي سي فارسي
الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولا تعكس بالضرورة رأي المركز