استنكرت نقابتان إيرانيتان كبيرتان، هُما اتحاد عُمَّال حافلات طهران ونقابة عُمَّال هفت تبه لقصب السُكَّر، في بيان أمس الثلاثاء، سجن عدد من المعلِّمين، واحتجَّتا على «تهديدهم وترهيبهم والقبض عليهم»، كما أدان مجلس الجمعيات الثقافية الإيرانية اعتقال متحدِّث جمعية جيلان الثقافية المعلِّم عزيز قاسم زاده. وفي شأن حقوقي دولي، أكَّد شاهد جديد في الجلسة الـ 20 لمحاكمة حميد نوري بالسويد، أمس الثلاثاء، أنَّ وجه المتّهم مشابه جدًّا لصورة ذلك الشخص في ذهنه، ويقصد «حميد عباسي» المشارك في إعدام عدَّة آلاف من السُجناء السياسيين الإيرانيين عام 1988م. وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، أنَّ تحسين علاقات إيران مع السعودية يتخطَّى سُلطات حكومة إبراهيم رئيسي، إلى مركز سُلطة «النظام». كما تناولت افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، مصير شعب إيران المعلَّق على قرارات وسلوكيات وزير الخارجية الجديد أمير عبد اللهيان وحكومته، بخصوص المفاوضات النووية.
«جهان صنعت»: تحسين العلاقات مع السعودية قرار يتخطَّى سُلطة الحكومة
يرى الخبير في الشؤون الإقليمية حُجَّة الله جودكي، من خلال افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، أنَّ تحسين علاقات إيران مع السعودية يتخطَّى سُلطات حكومة رئيسي، إلى مركز سُلطة «النظام».
تذكر الافتتاحية: «يبدو أنَّ الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والسعودية جرت في بغداد، وهذا أمرٌ مهمٌ للغاية. في الواقع، الحوار بين إيران والعالم العربي بشكل عام، والحوار بين إيران والسعودية بشكل خاص مفيدٌ لنا، وسيتسبَّب في نوع من إعادة ترتيب الداخل الإيراني. وسيؤدِّي هذا إلى زيادة التعاون الإقليمي، ويقلِّل من المشاكل؛ لأنَّ مصالحنا ستتضرَّر في سوريا عندما ننخرط بصراع مع السعودية. لن تضرّ السعودية بمصالحنا بشكل مباشر، بل بشكل غير مباشر، وسيكون لها دورٌ على سبيل المثال في اليمن أو بيروت، أو حتّى في المفاوضات النووية. إذا جرت هذه المفاوضات وأسفرت عن نتائج، ستنخفض التوتُّرات على المستوى الإقليمي، خاصَّةً الآن بينما اشتعل بجانبنا لهيب مركز التوتُّر المتمثِّل في أفغانستان، وقد كان للسعودية دورٌ مؤثِّرٌ هناك، منذ سنوات عديدة. يأخذ البعض في الحسبان إرادة الحكومة الإيرانية في تقييم ودراسة إمكانية فاعلية هذه المفاوضات، لكن القضية تتجاوز سُلطات الحكومة بمراحل، حيث تتّخِذ القرارات اللازمة في مركز السُلطة، ولا خيار أمام حكومة إبراهيم رئيسي سوى اتّباع الخط الحالي، بل لأنَّ هذه الحكومة أكثر قُربًا من مركز السُلطة، سوف تلتزم باتّباع خطّها أكثر.
تمَّ اتّخاذ قرار تحسين العلاقات مع السعودية منذ فترة طويلة؛ لأنَّ العقوبات الشديدة ضدّ إيران جعلتنا نُدرك أنَّه لا يمكن فعل شيء بالطريقة السابقة، وأنَّ علينا تعديل سلوكنا. وتُعَدّ المفاوضات مع السعودية نفسها أحد جوانب تعديل السلوك. المسألة الأُخرى، هي أنَّ البعض يتصوَّر أنَّ بعض الهوامش، مثل موضوع الصورة التذكارية في اجتماع بغداد، سيؤثِّر على هذه المفاوضات. هذا التصوُّر ليس خاطئًا، وسيكون لهذه القضايا تأثير سلبي، لكن لأن َّكِلا البلدين بحاجة إلى إصلاح العلاقات، سيتِم التغاضي عن هذه القضايا.
النُقطة الأُخرى هي؛ هل ستستغرق قضية إيران والسعودية وقتًا كثيرًا، وستكون معقَّدة مثل مفاوضات الاتفاق النووي أم لا؟ يجب القول في الإجابة عن هذا السؤال إنَّ جميع القضايا معقَّدة. هناك أسباب مختلفة أيضًا. على سبيل المثال، أن تُعارض بعض الجماعات داخل البلد تحسين العلاقات، أو أن يرغب «الأُصوليون» في تعديل مواقفهم، التي كانوا قد اتّخذوها في السابق في هذا الصدد، والآن إذا كانوا يعتزمون تعديل سلوكهم، فسينشأ تناقُض بين مواقفهم السابقة وسلوكهم الجديد، وسيتعيَّن عليهم قبول عواقب ذلك. بطبيعة الحال لا يمكنهم أن يلعنوا السعودية، وأن تكون لهم علاقات طيِّبة معها في نفس الوقت. مثل هذا الوضع قائم أيضًا، فيما يتعلَّق بقضية الاتفاق النووي، وهم يعلمون أنَّهم إذا لم ينضمَّوا إلى FATF، فسوف تعاني جميع معاملاتهم المصرفية من مشاكل، لذلك توصَّلوا إلى استنتاج مفاده أنَّه ينبغي حلّ مشكلة الاتفاق النووي. وهناك مثال آخر، وهو أنَّ رئيسي وصل إلى السُلطة ولا تزال عملية زيادة الأسعار مستمِرَّة؛ لأنَّ هذه المشكلة لم تكُن بيد حسن روحاني، ولا هي بيد رئيسي كذلك. يجب إصلاح البُنى التحتية، وطالما لم نحسِّن علاقاتنا مع دول الجوار، بما في ذلك السعودية وغيرها من الدول الأُخرى، فلن يمكننا أن نكون في أمان من تبِعات هذا الأمر. نحن بحاجة إلى إعادة نظر جذرية».
«آفتاب يزد»: في انتظار قرار الحكومة
تتناول افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبتها المتخصِّصة في العلاقات الدولية بهناز دائي زاده، مصير شعب إيران المعلَّق على قرارات وسلوكيات وزير الخارجية الجديد أمير عبد اللهيان وحكومته، بخصوص المفاوضات النووية.
ورد في الافتتاحية: «الآن، وبينما أصبح مصيرُ شعب دولة تبلُغ مساحتها 1648195 كيلومترًا في أيدي هذه الحكومة، والآن وبعيدًا عن كافَّة القرارات والسلوكيات السياسية لوزير الخارجية، وأن ما يجري التغريد به هو وضعه قدمًا على أُخرى، فما العمل الآن؟
في هذه الأيّام، تُعتبَر محادثات فيينا هي أهمّ الأخبار التي تتابعها الوكالات والفضاء الافتراضي؛ حيث تُصِرّ الدول الأعضاء بالاتفاق النووي على استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن، وفي هذا الصدد، توضِّح كُلّ دولة وجهة نظرها وفق مصالحها.
في وقت سابق، أوضح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أنَّ الجمهورية الإيرانية تعتزم العودة إلى المحادثات، وشدَّد على ضرورة أن تكون المحادثات جادَّة، وضامنة لحقوق إيران ومصالحها. وأكَّد دون ذكر اسم دولة بعينها على أنَّ البعض يفضِّل دومًا القول خلال لقائنا بهم «إنَّكم تقولون عمَّا قريب»، فماذا تقصدون بذلك؛ هل بضعة أيّام، أم بضعة أسابيع، أم بضعة أشهر؟ لكن عمَّا قريب تعني أنَّنا سنفعل ذلك بمجرَّد استكمال تحقيقاتنا.
وفي إشارة إلى تأجيل إطلاق القناة المالية الأوروبية لإيران، قال وزير الخارجية الإيراني: لا شكَّ أنَّ «عمَّا قريب» التي نقصدها مختلفة تمامًا عن «عمَّا قريب» التي يقصدها الأوروبيون؛ لأننا سنجلس على طاولة المفاوضات في أسرع وقت ممكن؛ لتأمين حقوق ومصالح الشعب الإيراني.
الآن، وبعد أن رأينا وجهة نظر وزير الخارجية الإيراني، من الأفضل أن نُلقي نظرةً على وجهة نظر الدول الأعضاء في فيينا. وفي هذا الصدد، وخلال لقاء أمير عبد اللهيان بوزير الخارجية الألماني هايكو ماس، كان قد أكَّد على ضرورة ضمان هذه المرَّة المزايا الاقتصادية الإيرانية، التي لم تتحقَّق حتَّى الآن، وأن تبذُل ألمانيا كُلّ جهودها للحفاظ على الاتفاق النووي وإحيائه. وعبر ترحيب ماس بالاتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرِّية وزيارة المدير العام للوكالة رفائيل غروسي إلى طهران، كان قد أكَّد على ضرورة سعي جميع الأطراف لإنجاح محادثات فيينا. كما قال مبعوث الاتحاد الأوروبي: إنَّ إحياء الاتفاق النووي لا يهُم إيران فقط، بل يهُم مجموعة 4+1 والعالم أجمع، وأنَّ فشل الاتفاق النووي ليس بالأمر الجيِّد لأيّ طرف، ولا حتَّى لأمريكا.
وفي إحدى لقاءات أمير عبد اللهيان، التقى بوزيرة الخارجية البريطانية الجديدة إليزابيث تراس، وخلُصت مفاوضات هذا اللقاء إلى أنَّ بريطانيا كان لها دورها في عدم مبالاة أمريكا ونكثها للعهود، وأنَّ إيران تدعو هذا البلد لمحاولة تحسين الأوضاع.
ولا شكَّ أنَّه في ظِل عدم مبالاة الدول الغربية بإيران، فقد لعِبت الصين دورها على أكمل وجه في المفاوضات لصالح إيران، وهذه المرَّة طالبت أمريكا بالالتزام بعهودها.
وفي الختام، يجدر القول إنَّه نظرًا لمحتوى المفاوضات ومزاعم أمير عبد اللهيان بأنَّنا لا ننتظر نتائج المفاوضات، وأنَّنا نبحث العودة إلى المفاوضات، فإنَّ المستقبل المشرق الذي كانت الحكومة الثالثة عشر قد توقَّعته للشعب، بات معلَّقًا؛ وبينما نعاني حاليًا من أصعب الأوضاع المعيشية الممكنة، فإنَّنا لا نملك سوى التزام الصمت أمام وزير هذه الحكومة دون إصدار أيّ أحكام. علينا رؤية ماذا سيحدُث لاحقًا».
نقابتان للعُمَّال والجمعيات الثقافية تدين سجن المعلِّمين المطالبين بمعيشة كريمة
استنكرت نقابتان إيرانيتان كبيرتان، هُما اتحاد عُمَّال حافلات طهران ونقابة عُمَّال هفت تبه لقصب السُكَّر، في بيان أمس الثلاثاء (28 سبتمبر)، سجن عددٍ من المعلِّمين، واحتجَّتا على «تهديدهم وترهيبهم والقبض عليهم»، كما أدان مجلس الجمعيات الثقافية الإيرانية اعتقال متحدِّث جمعية جيلان الثقافية المعلِّم عزيز قاسم زاده.
وطالبت نقابتا العُمَّال بـ «إلغاء جميع الأحكام القاسية التي صدرت في حقّ نُشطاء نقابة المعلِّمين»، كما طالبتا بالإفراج غير المشروط عن جميع المعلِّمين المعتقلين وغيرهم من السُجناء، الذين تمَّ سجنهم من أجل مطالبتهم بمعيشة أفضل وحياة كريمة.
وورد في بيان النقابتين عقب اعتقال قاسم زاده و15 معلِّمًا آخر، أنَّه «نظرًا للارتفاع الهائل في معدَّلات التضخُّم والغلاء خلال العامين الماضيين، فإنَّ الظروف المعيشية للمعلِّمين شأنهم شأن العُمَّال وأصحاب الأُجور وغيرهم من شرائح المجتمع، باتت مؤسفةً للغاية».
من جانبه، ذكر المجلس التنسيقي للجمعيات الثقافية، أنَّ اعتقال قاسم زاده جاء بعد يوم واحد من تجمهُر احتجاجي للمعلِّمين في أكثر من 40 مدينةً إيرانية، مؤكِّدًا أنَّ اعتقاله تمَّ دون أيّ تصريح قانوني، وأنَّه لا أحد يعرف مكان احتجازه حتّى الآن.
ودعا المجلس إلى مساءلة الحكومة الإيرانية بشأن المطالب القانونية والفئوية للمعلِّمين، فضلًا عن إطلاق سراح قاسم زاده وكافَّة المعلمين المعتقلين.
موقع «بيك إيران» + موقع «راديو فردا»
شاهد جديد في محاكمة نوري بالسويد: وجه المتّهم مشابه لصورة «عباسي 88»
أكَّد شاهدٌ جديد في الجلسة الـ 20 لمحاكمة حميد نوري بالسويد، أمس الثلاثاء (28 سبتمبر)، أنَّ وجه المتّهم مشابهٌ جدًّا لصورة ذلك الشخص في ذهنه، ويقصد «حميد عباسي» المشارك في إعدام عدَّة آلاف من السُجناء السياسيين الإيرانيين عام 1988م. وقال الشاهد أحمد إبراهيمي، إنَّه لم يكُن يعلم أنَّ «حميد نوري هو نفسه حميد عباسي قبل اعتقاله في السويد».
وقال إبراهيمي الذي اُعتقِل في نهاية عام 1981 وتمَّ سجنه لمدَّة 10 سنوات بتُهمة مناصرة منظَّمة «مجاهدي خلق»: «أنا لم أفعل شيئًا ولم يصدُر أيّ شيء عنِّي، لكن الخميني كان يعتبر نفسه ممثِّلًا لله على الأرض، وكان يتّهم معارضيه بالمحاربة، وكان حُكم المحارب هو الإعدام»، مشيرًا إلى أنَّ محاكمته استغرقت عدَّة دقائق.
وأردف الشاهد الذي يقيم حاليًا في إنجلترا: «قبل أربعة أشهر من إعدامات 1988، تمّ نقلي من سجن إيفين إلى سجن جوهردشت، ورأيت حميد عباسي (نوري)»، وذكر أنَّ ناصر (محمد مقيسه)، وعباسي (نوري) ولشكري هم المسؤولين الثلاثة الرئيسيين في جوهردشت.
وعن لجنة الموت، قال إبراهيمي: «وضعوني في ممرّ صغير أمام غرفة لجنة الموت لأقوم بالكتابة. وكتبت أنَّني أبدي استيائي من المنافقين (منظَّمة مجاهدي خلق). فرفع حميد عباسي رأسي وقال لي نحنُ المنافقين الخبثاء الذين تقصدهم؟ مَن المنافقين؟ لهذا عليك أن توضِّح مع من أنت».
وأشار محامي نوري إلى أقوال إبراهيمي في سويسرا، ثم سأله كم شخص نجا ممَّن ذهب معك إلى لجنة الموت؟ فأجابه أنَّه تمَّ إعدام الأغلبية، وقال المحامي: إنَّ الشاهد قال في سويسرا إنَّ «4 أشخاص فقط ظلُّوا على قيد الحياة»، وردّ إبراهيم أنَّه قبل المحاكمة كان يعتقد أنَّ 4 نجوا، لكن عقب انعقاد المحاكمة أدرك أنَّ الأمر لم يكُن كذلك.
وعن ملابس نوري، قال الشاهد إنَّه «لا يتذكر أنَّه رآه في زي الحرس (الثوري)، وأنَّه يعتقد أنَّه كان يرتدي معطفًا ورُبَّما كان يرتدي تحته قميصًا له ياقة مغلقة، ورُبَّما ارتدى ناصريان ملابس رجال الدين».
كما أوضح أنَّه عقب إطلاق سراحه من السجن، اُضطّر إلى الهرب من إيران؛ لأنه كان هناك تهديدًا لحياته.
موقع «راديو فردا»