نُقِل وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني رستم قاسمي، إلى أحد مستشفيات العاصمة طهران، بعد أيام من القبض على أكبر مستشاريه، حيث زاره أمس الإثنين، رئيس مجلس الإعلام الحكومي بهادري جهرمي.
وفي شأن حقوقي، أكَّد شقيق سبيده رشنو، المواطنة المحتجَّة على التذكير بالحجاب الإجباري، أنه تم تحويل أمر الاعتقال المؤقَّت إلى إطلاق سراحها بكفالة، من خلال عقد الجلسة الأولى للتحقيق في تُهمِ شقيقته، أمس الإثنين.
وفي شأن دولي، طالبت السفارة الإيرانية بالعراق في بيان، أمس الإثنين، المواطنينَ الإيرانيين بالامتناع عن السفر إلى مدن بغداد والكاظمين وسامراء، حتى إشعارٍ آخر.
وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، ما أسمتهُ «تقليد إدانة السابقين»، في مسار الحكومات الإيرانية بعد الثورة؛ من رفسنجاني إلى خاتمي إلى أحمدي نجاد إلى روحاني إلى رئيسي حاليًا. وترى افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، أنه لا يمكن تحقيق تنمية في الداخل الإيراني، دون وجود علاقات جيدة مع جميع دول العالم.
«آرمان ملي»: تقليد «إدانة السابقين»
يرصد الأكاديمي صادق زيبا كلام، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، ما أسماه «تقليد إدانة السابقين»، في مسار الحكومات الإيرانية بعد الثورة؛ من رفسنجاني إلى خاتمي إلى أحمدي نجاد إلى روحاني إلى رئيسي حاليًا.
ورد في الافتتاحية: «في إيران ما بعد الثورة، بات هناك تقليد بأن تقوم كلّ حكومة بإدانة من سبقوها، بأنهم سبب كافَّة الاضطرابات وأوجه القصور والوضع المضطرب الراهن. بعد الثورة، كان هناك توجُّه يقول إنهم لم يهتموا بالبلاد. بعد اندلاع الحرب، طغت الحرب على القضايا الأخرى، لكن بعد انتهاء الحرب عادت الأمور إلى ما كانت عليه، وبغضّ النظر عن أوجه القصور، كانت هناك ضرورة لتعويض ما دمَّرته الحرب. لكن عقب تولِّي حكومة محمد خاتمي، توجَّهت أصابع الاتهام نحو هاشمي رفسنجاني وبرامجه، وأن سياساته لم تكن صحيحة، وأدَّت إلى وجود الطبقة الارستقراطية والفجوة الطبقية، وما إلى ذلك. استمر هذا التقليد حتى حكومة أحمدي نجاد، وتم اتهام حكومة الإصلاحات بأنها لم تهتم بالطبقات الدنيا والقضايا الاقتصادية، وأنها ركَّزت كلَّ اهتمامها على التنمية السياسية، والحوار بين الحضارات، وما إلى ذلك من أمور مماثلة؛ وبناءً عليه إذا لم يكن الوضع الاقتصادي للبلاد جيدًا جدًا، فذلك يرجع إلى قصور حكومة هاشمي رفسنجاني وحكومة خاتمي.
ثم وصلنا إلى حكومة روحاني، حيث استمرَّ هذا التقليد أيضًا في حكومته، وتم إلقاء كل المشكلات والقضايا على عاتق حكومة أحمدي نجاد. الآن تتكرَّر نفس القصة مرةً أخرى، إذ يُحيل إبراهيم رئيسي كافَّة المشكلات والقضايا القائمة إلى عدم كفاءة حكومة روحاني. لكن ما لا يتم الحديث عنه أبدًا، هو أداء الحكومة المسؤولة. بعبارة أخرى، لا يتحدَّث رئيسي أبدًا عمّا فعله في هذا العام، أو كيف كانت سياساته الاقتصادية؟ وما هي نقاط القوة والضعف عنده؟ كذلك في الأعوام الثمانية التي كان فيها روحاني رئيسًا، لم يتحدَّث مطلقًا عن المشكلات والقضايا والصعوبات التي نواجهها، وكيف كانت سياساتنا.
أتمنى أن يتوقَّف هذا التقليد في وقتٍ ما، وأن يهتمَّ المسؤولون بالحقيقة، بدلًا من اتهام السابقين. ليت رئيسي يتحدَّث عمّا قام به بالفعل، بدلًا من اتهام السابقين، والقول إن الاضطرابات وارتفاع الأسعار والتضخم الراهن بسبب سياسات حكومة روحاني. بالإضافة إلى ذلك، يبقى السؤال عن مسؤوليات المؤسسات الحاكمة، مثل البرلمان. ألم تكن المؤسسات الأخرى في النظام مسؤولةً في عهد هاشمي رفسنجاني، وخاتمي، وروحاني؟ إذا كانت سياسات روحاني خاطئة تمامًا، فماذا فعلَ البرلمان، وما هي الانتقادات التي وجَّهها لتلك الحكومة؟ وما هي سياسات السيد روحاني تحديدًا التي كانت خاطئةً ويجب تصحيحها الآن؟ إن إحالةَ المشكلات إلى السابقين، لن تحلَّ الأمر».
«آرمان أمروز»: التنمية في الداخل مرهونة بالتواصل مع العالم أجمع
ترى افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، عبر كاتبها الخبير في الشؤون الأوروبية مرتضى مكي، أنه لا يمكن تحقيق تنمية في الداخل الإيراني، دون وجود علاقات جيدة مع جميع دول العالم.
تقول الافتتاحية: «قلَّل الرئيس الإيراني بطريقةٍ ما في مؤتمر صحافي مع وسائل الإعلام، أمس، من أهمية العلاقات مع دول العالم، في حين أن الحكومة شعرت جيدًا بأهمية العلاقات مع دول العالم في العام الماضي، وهي تعلم أن التنمية الاقتصادية وتعزيز رفاهية الناس مستحيلة دون وجود علاقات جيدة مع جميع دول العالم، يمكن للحكومات النجاح عندما تمتلك سياسةً خارجية بأقلّ العيوب.
في مثل هذه الأوضاع، يبدو أن إظهار عدم الاهتمام بالعلاقات الخارجية له جانبٌ دعائي في الغالب، وليس لأن أهميته غير ملموسة. لم يتم خلال العقود الأربعة الماضية الاهتمام بسياسة إيران الخارجية بشكلٍ جدّي على الإطلاق، ولعلَّ أهم التحديات في السنوات الأخيرة متجذرة في هذا الأمر. كانت هناك دائمًا تناقضات خطيرة في هذا الصدد، حدثت أمثلة متكررة عليها بشكلٍ واضح خلال الأشهر الأخيرة. فقد شهِدنا على سبيل المثال أن فريق التفاوض الحكومي الذي كان أيضًا ممثلًا للحكومة، كان منخرطًا في مفاوضات فيينا لرفع العقوبات، بينما قامت بعض المؤسسات داخل إيران من ناحية بإجراءات تتعارض مع هذه المفاوضات. يجب في الأساس مراعاة أنه لا يمكن تحقيق النجاح، دون وجود سياسة خارجية داخل إيران، ومن الواضح أنه لا يمكن إخفاء هذا المبدأ.
تتداخل السياسة الخارجية دائمًا مع السياسة الداخلية، ولو لم تتَّسق السياسة الخارجية للبلاد مع سياسات التنمية المحلية، فلن يتحقَّق أيٌّ من أهداف الحكومة. تُعَدّ العقوبات نموذجًا جيدًا في هذا المجال، فقد تسبَّبت في أن تتخلَّف إيران في كثير من برامجها، وهي تضع رفاهية الشعب عمليًا في أسوأ وضع ممكن، كما لم تتمكَّن الحكومة أيضًا بأيّ خطة من تخفيف حدَّة العقوبات في هذا المسار، وتتقلَّص موائد الشعب كلَّ يوم، بناءً على الأحداث التي جرت في مجال السياسة الخارجية. حقيقة سعي الحكومة اليوم إلى إحياء الاتفاق النووي، ناجمٌ عن توصُّلها إلى استنتاج مفاده أنه من المستحيل عمليًا القيام بأي أمر داخل البلاد، دون إلغاء العقوبات والتواصل مع العالم أجمع.
توصَّل جميع المسؤولين باختلاف توجهاتهم إلى استنتاجٍ مفاده، أنهم لا يستطيعون تحقيق الأهداف المحددة في مؤسساتهم دون إحياء الاتفاق النووي. يجب أن تقدِّم النُّخب في البلاد المساعدة؛ كي نتجاوزَ هذا المنعطف، ويجب خلق وعي بطريقة يتم خلالها وضع سياسة خارجية متماسكة على جدول أعمال الحكومة، ويتم تجنُّب السلوكيات المتناقضة من جانب رجال الحكومة من خلال الوحدة الداخلية. يجب أن يكون المدفع هو حلنا الأخير لمجابهة التهديدات. لم تخلِق المواجهات الصعبة مسارًا لتنمية البلاد على الإطلاق، وقد شهِدنا دائمًا أن الدول التي كانت بعيدةً عن التوترات، هي التي اتخذت خطوةً نحو التقدم.
اليوم يجب تشكيل العلاقات في إيران على هذا الأساس، ويجب توفير أُسس التنمية في جميع المجالات من خلال احترام السياسة الخارجية. تسعى جميع الدول اليوم إلى مصالحها الخاصة، وعندما يناقشون الأرباح والخسائر، فإنهم بالتأكيد سيبتعِدون عن إيران، إذا رأوا أن التعاون معها يضرُّ بهم. يجب أن نتعلم الدرس ونسعى إلى تعزيز مصالحنا الوطنية. يجب أن نسعى إلى الحدِّ من التوترات على المستويين الإقليمي والدولي، ولا يجب أن نقصر علاقاتنا على دول الجوار أو الصين وروسيا. لا يمكن أن تكون هذه السياسة سياسة جيدة طويلة الأجل، ويجب إجراء تغييرات بها».
نقل وزير الطرق الإيراني إلى المستشفى بعد أيام من القبض على مستشاره
نُقِل وزير الطرق والتنمية العمرانية الإيراني رستم قاسمي، إلى أحد مستشفيات العاصمة طهران، بعد أيام من القبض على أكبر مستشاريه، حيث زاره أمس الإثنين (29 أغسطس)، رئيس مجلس الإعلام الحكومي بهادري جهرمي.
واطّلع جهرمي على مستجدات حالته الصحية وعملية العلاج، ونَقَل إلى قاسمي تحيات الرئيس وأعضاء الحكومة، وتمنَّى له موفور الصحة والعافية.
يُشار إلى أن وزير الطرق خضع لعملية جراحية للقرص القطني.
يُذكَر أن تقارير نُشرت أمس الأول (الأحد 28 أغسطس)، ذكرت أنه تم القبض على المستشار الأعلى والمفتِّش الخاص لوزير الطُرق قاسمي، محمد قاسم مكارم، في مبنى الوزارة، منذ الأربعاء الماضي، كما سرَت شائعات تُفيد بأن الوزير لم يحضر للعمل بعد واقعة القبض على مكارم.
وكالة «إيسنا»
تحويل أمر الاعتقال المؤقت لرشنو إلى إفراج بكفالة في جلسة الاستماع الأولى
أكَّد شقيق سبيده رشنو، المواطنة المحتجَّة على التذكير بالحجاب الإجباري، أنه تم تحويل أمر الاعتقال المؤقت إلى إطلاق سراحها بكفالة، من خلال عقد الجلسة الأولى للتحقيق في تُهم شقيقته، أمس الإثنين (29 أغسطس).
وغرَّد سامان رشنو على حسابه في موقع «تويتر»، قائلًا: «الجلسة الأولى للتحقيق في اتهامات شقيقتي، عقدت بشكل علني، وصدرت أوامر بإلغاء الاعتقال المؤقت وإطلاق سراحها بكفالة»، ولم يقدِّم سامان أيَّ تفاصيل أخرى حول الإفراج عن شقيقته بكفالة، حتى لحظة كتابة هذا الخبر، ولم تنشر وسائل الإعلام المحلية أيَّ تقرير عن الجلسة.
وكان سامان رشنو قد أعلن الإثنين الماضي (23 أغسطس)، عبر تدشين حساب على «تويتر»، أن محامي شقيقته، نعيم رضا نظامي، اطَّلع على القضية، والتقى بها في 22 أغسطس.
كما ذكرت صحيفة «شرق» بتاريخ 25 أغسطس، في حوار مع محامي رشنو، أنه قد ركَّز على إلغاء قرار الاعتقال المؤقت وتحديد كفالة للإفراج عنها.
يُشار إلى أن مجموعةً من المواطنين والناشطين ونشطاء حقوق المرأة في إيران وقَّعت بيانًا، أمس الأول، أعلنوا فيه دعمَهم لرشنو.
موقع «راديو فردا»
سفارة إيران بالعراق تطالب مواطنيها بالامتناع عن السفر إلى بغداد والكاظمين وسامراء
طالبت السفارة الإيرانية في العراق في بيان، أمس الإثنين (29 أغسطس)، المواطنينَ الإيرانيين بالامتناع عن السفر إلى مدن بغداد والكاظمين وسامراء، حتى إشعارٍ آخر.
وأعلنت السفارة الإيرانية في بغداد في بيانها: «نحُثّ جميع الزوّار والمواطنين الإيرانيين المتواجدين في مدن العتبات المقدَّسة وكربلاء والنجف الأشرف، بالنظر إلى حظر التجوّل الذي فرضته الحكومة العراقية، والامتناع عن السفر إلى مدن بغداد والكاظمين وسامراء، حتى إشعارٍ آخر».
وكالة «إيسنا»