أثار تقرير «آفتاب يزد» المنشور أمس تحت عنوان «وداعًا لـ آرش» والذي يتعلَّق بهجرة هذا الطفل النابغة ذو الـ 7 أعوام إلى هولندا، ردود الفعل عديدة ولكنّ الأمر الذي يحظى باهتمامٍ بالغ هو أنّ ردود الفعل تلك بدلًا مِن أن يُبديها المسؤولون مِن أجل منع آرش مِن الهجرة، أبدتها عائلاتٌ تحظى بأطفالٍ أذكياء ونوابغ، سعيًا وراء أنْ ترسل أطفالها إلى مدارس أوروبية حتى لا يضيع استعداد هؤلاء الأطفال في النظام التعليمي الإيراني الفاشل!
وجاء في التقرير أنّ والدة الطفل اتصلت بمراسل الصحيفة وطلبت إرشادها لكي تستطيع إلحاق ابنها النابغة على حد قولها، ويبلغ مِن العمر سبع سنوات، لكنه استطاع اجتياز السنة الدراسية الخامسة في المرحلة الابتدائية؛ إلى إحدى المدارس الموثوق بها في أوروبا. وأوضح لها مراسل «آفتاب يزد» أيضًا أنّ الصحيفة ليست لها أيّ علاقة بمراحل قبول آرش في مدرسة هولندية ووالدا آرش هما مّن راسلا مدارس هذه الدولة مِن أجل قبول ابنهم.
وفي المقابل، اتصلت والدة أخرى بالمراسل وطلبت إجراء حوارٍ حول ابنها الذي على حد قولها لديه تعلُّقٌ لا يوصف بالحيوانات ويرسم رسوماتٍ جميلة! قالت الأم: إنّ ابنها يهتم كثيرًا بالمجال البحثي لكن حتى الآن لم توافق أيّ جامعةٍ أو حتى مدرسة على تقديم تسهيلاتٍ له، وقد بذلت جهودًا عديدةً مِن أجل هذا الأمر، وأرادت هذه الوالدة أنْ تنشر موضوع ابنها على الساحة الإخبارية حتى تفتح الطريق أمام ابنها النابغة للخروج مِن إيران.
وفي ذات الصدد، بعثت والدةٌ أخرى برسالة للمراسل وقالت: «بشأن تقريركم حول آرش آمرزش كنت أودّ أنْ أعلم هل لديكم معلومات عن شروط التواصل مع المدارس في خارج الدولة؟ ما الوثائق التي ينبغي تقديمها وإرسالها وإلى أيّ بريد؟ رجاءً أخبروني إذا كانت هناك طريقةٌ أو مكان أستطيع مِن خلاله تقديم ترجمة شهادته، وأرسله إلى دولةٍ أخرى، إنّ استعداد ابني يذهب هدرًا».
بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك رسائلَ واتصالاتٍ عديدة مِن هذا القبيل، والمثير للاهتمام أنّ الكثير مِن هذه الرسائل كانت قد أُرسلت إلى عائلة آرش مِن طرف العائلات التي كانت تبذل قصارى جهدها مِن أجل إخراج أبنائها النوابغ إلى خارج نظام التعليم الإيراني، لكنَّ الملحوظة التي تحظى بأهميةٍ بالغة هي أنّ المسؤولين لم يبدوا أيّ رد فعلٍ تجاه هذا الأمر. فلم يتصلوا بمكتب الصحيفة، ولم يتواصلوا مع عائلة آرش حتى يمنعوا هجرة هذا النابغة ذو الـ 7 أعوام! وكأنما يعلمون أنّ النظام التعليمي في بلادنا ليس مكانًا لتربية النُخب.