استمرّت الهجمات الكيماوية على مدارس الفتيات الإيرانيات، أمس السبت، واستهدفت 12 مدرسة على الأقل بهذا العمل، الذي صنَّفته بعض المواقع الإخبارية الإيرانية بـ«الإرهابي».
وفي شأن أمني آخر، أعلن قائد قوى الأمن الداخلي في إيران العميد رادان، أنَّه «سيتِم اعتبارًا من الأسبوع المقبل، تحذير الفتيات السافرات بدايةً، ثم تقديمهن إلى المحكمة».
وفي شأن اقتصادي، أكدت صحيفة «دنياي اقتصاد» في تقرير لها، أنَّ الأسعار المُعلَنة للمساكن والإيجارات في طهران، ارتفعت بنسبة لا تقل عن 40%، مقارنةً بما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر.
وعلى صعيد الافتتاحيات، تساءلت افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عن فئة «المستائين» من تجديد العلاقة بين السعودية وإيران، إذ ترى أنّهم نفس من كان يعارض الاتفاق النووي. واستنتجت افتتاحية صحيفة «اقتصاد بويا»، أنَّ من بين إفرازات التضخُّم وارتفاع سعر الدولار، إفلاس المنتجين؛ بسبب ضعف القوة الشرائية.
«مردم سالاري»: من هم المستاؤون من العلاقة بين طهران والرياض؟
يتساءل الأكاديمي محمد جواد بهلوان، من خلال افتتاحية صحيفة «مردم سالاري»، عن فئة «المستائين» من تجديد العلاقة بين السعودية وإيران، إذ يرى أنّهم نفس التوجُّه الفكري ونفس الجماعة، التي كانت تعارض الاتفاق النووي.
ورد في الافتتاحية: «التطوُّرات المتعلِّقة بالسياسة الخارجية، بطبيعة الحال، تتمتَّع بحساسية خاصة. هذا المجال في حين أنَّه حساس، فإنَّه يتمتَّع بخاصية أخرى، وهي التعقيد. وعلى هذا، فعندما تكون هناك نية لتقديم تحليل أو إبداء رأي في هذا المجال؛ فالأمر يتطلَّب أن نكون واقعيين، وأن نتحرّى الدقّة الشديدة.
كانت هذه مقدِّمة قصيرة؛ كي أصِل لموضوع التطوُّرات الجديدة في العلاقة بين إيران والسعودية، إذ يبدو أنَّ هناك توجُّهات فكرية وجماعات سياسية ليست سعيدة بهذا الحدث، أو على الأقل لا ترغب بأن تكون نهاية هذا النزاع بين طهران والرياض على يد حكومة إبراهيم رئيسي. رُبما يستدعي هذا الادّعاء أن تتّجِه الأنظار نحو التيّار «الإصلاحي»، لكنني أعتقد أنَّ نفس التوجُّه الفكري ونفس الجماعة التي كانت تعارض الاتفاق النووي، ولم تترك من جهدها جهدًا كي تحول دون وصوله إلى نتيجة، يبدو أنَّها اليوم تعارض أيّ تطوُّر إيجابي على صعيد السياسة الخارجية في هذه الحكومة.
تبادر في ذهني هذا الأمر، عندما تمعّنت في طبيعة التغطية الإخبارية للأخبار الدبلوماسية خلال الأيام الأخيرة؛ عندما أُعلِن فجأةً أنَّ إيران والسعودية اتفقتا على حل المشكلات بينهما فوق أراضي الصين، وأنَّ هناك بيانًا مشتركًا صدر بهذا الخصوص، وكان المحور الرئيسي في هذه الأخبار، هو أنَّ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني هو المفاوض عن الجانب الإيراني، وانعكس هذا الحدث المهم بطبيعة الحال في وسائل الإعلام، وعلى رأسها التلفزيون بشكل إيجابي، ورُحِّبَ به.
قبل أيام أيضًا، التقى وزراء خارجية إيران والسعودية في بكين، حتى يمهِّدوا لإعادة فتح السفارات، وكي يُضفُوا أيضًا طابعًا رسميًا على الاتفاق بشكل أكبر. لكن شاهدنا متحيِّرين كيف أنَّ وسائل الإعلام الحكومية، ومن بينها الإذاعة والتلفزيون، مرَّت مرور الكرام بهذا الخبر، وهذا لا يعني أنَّها لم تُغطِّ هذا الحدث، بل حجم التغطية الخبرية للخبر، الذي محوره عبد اللهيان، لم يكُن بحجم الخبر السابق، الذي كان محوره شمخاني، وكان هذا الأمر يدعو للتأمُّل.
النقطة الأخرى بهذا الخصوص، هي أنَّه بالتزامن مع انتشار خبر اللقاء بين وزيري خارجية إيران والسعودية في الصين، كانت الإذاعة والتلفزيون تعرض أخبارًا ضد السعودية! هذا في حين يُقال بأنَّ أحد بنود الاتفاق بين طهران والرياض، أكّد على مراعاة بعض القضايا الإعلامية.
كما ذكرت سابقًا، مجال السياسة الخارجية له تعقيداته الخاصة، ولا يمكن النظر إلى القضايا نظرة بسيطة. لكن على أيّ حال، هناك اعتقاد بأنَّه يبدو أنَّ بعض الجماعات لا ترحِّب بأيّ تطوُّر إيجابي على صعيد السياسة الخارجية، أو أنَّها لا تريد للحكومة أن تكون هي محور مثل هذه الأحداث. آملُ ألّا يكون رأيي صحيحًا».
«اقتصاد بويا»: التضخم وإفلاس المنتجين
تستنتج افتتاحية صحيفة «اقتصاد بويا»، عبر كاتبتها رئيسة التحرير مونا ربيعيان، أنَّ من بين إفرازات التضخُّم وارتفاع سعر الدولار، غير تأثيرات زيادة الفقر لمحدودي الدخل، هي إفلاس المنتجين؛ بسبب ضعف القوة الشرائية.
تقول الافتتاحية: «وصل سعر صرف الدولار خلال أقل من عامين من حكومة إبراهيم رئيسي، من 23400 تومان في أبريل 2021م، إلى أكثر من 50 ألف تومان في مارس 2023م، وذلك بزيادة نسبتها 120%. وبعد حذف العملة التفضيلية المدعومة، والذي أدّى إلى تضخمٍ جامح في أسعار المواد الغذائية، بدأت حكومة رئيسي الصدمة الثالثة في سعر العملة الصعبة (بعد صدمات 2018 و2020م). وبهذا، فإنَّ الصدمات في موضوع الأسعار مستمرَّة، والسبب هو أنَّ الناس يتوقَّعون في كل يوم حدوث حالات غلاء جديدة؛ وبالتالي، فإنَّ محدودي الدخل في المجتمع سيسقطون نحو هوّة الفقر في كل يوم.
منذ العام الماضي وحتى الآن، ترتفع أسعار المواد الغذائية، التي يستطيع الناس شراءها. على سبيل المثال، أنواع الساندويش الجاهز، فقد كان سعر هذه المادة حتى العام الماضي بين 15 و20 ألف تومان، لكن يجب شراؤها اليوم بسعر يتراوح بين 30 حتى 45 ألف تومان. وبهذا فإنَّ القدرة الشرائية للناس لن تنخفض فحسب، بل إنَّ منتجي المواد الغذائية أيضًا سيتعرَّضون للإفلاس؛ لأن قدرة الناس الشرائية على ارتباط وثيق بالواد الغذائية. من جهة أخرى، فإنَّ حالات الغلاء هذه ستؤدِّي إلى ألّا يتمكَّن الناس من توفير السلع الاستهلاكية، كاللباس وغيره، وهذا كله سيؤدِّي إلى أن يُفلِس المنتجون على التوالي؛ وبالتالي، فإنَّ صدمات العملة الصعبة ستؤدِّي إلى أن يُصبِح ارتفاع التضخم أمرًا يوميًا، وبطبيعة الحال ستنجم عن ذلك حالات استياء. أمّا المسؤولون، فقد كانوا طوال هذه المدّة يغطُّون في النوم، أو أنَّهم لم يكونوا يشترون من الأساس؛ حتى يشعروا بالتضخم».
هجوم كيماوي على 12 مدرسة على الأقل للبنات في مدن إيرانية
استمرّت الهجمات الكيماوية على مدارس الفتيات الإيرانيات، أمس السبت (08 أبريل)، واستهدفت 12 مدرسة على الأقل بهذا العمل، الذي صنَّفته بعض المواقع الإخبارية الإيرانية بـ«الإرهابي».
وبحسب التقارير الواردة من إيران، فقد وقع هجوم كيماوي في كلٍّ من أردبيل ونقدة وديواندرة وأرومية وبرديس وهفتكل، وتمّ نقل عددٍ من الطالبات إلى المستشفى.
ووقعت معظم الهجمات الكيماوية في مدينة أردبيل الشمالية، وتعرَّضت مدارس البنات «فردا» و«معراج» و«بهاران» و«الطيار ذاكر» و«فرزانغان» للهجوم في هذه المدينة.
كما تعرَّضت مدارس «شاهد» و«فدك» في نقدة، و«بروين اعتصامي» و«بنت الهدى» في ديواندرة، و«سعدي» في أرومية و«خيام» في برديس، و«هاجر» في هفتكل، للتسمُّم المُتعمَّد من قِبل أشخاص رفض النظام الإيراني حتى الآن تحديد هويتهم.
وبحسب مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، تسبَّبت حالات التسمُّم بمدينة ديواندرة في نقل عدد من التلميذات إلى مستشفى الخميني بهذه المدينة.
موقع «إيران واير»
قائد الأمن الداخلي: تقديم «السافرات» إلى المحكمة بعد تحذيرهن لمرة واحدة
أعلن قائد قوى الأمن الداخلي في إيران العميد رادان، أنَّه «سيتِم اعتبارًا من الأسبوع المقبل، تحذير الفتيات السافرات بدايةً، ثم تقديمهن إلى المحكمة».
وأضاف: «سيتِم أيضًا لمرة واحدة تنبيه الفتيات، ممَّن لا يرتدين الحجاب داخل السيارات، وفي حال التكرار، سيتِم حجز السيارة».
وبيَّن العميد رادان: «سيتِم تحذير جميع المنشآت والمهن، التي لا تلزم الموظفات بارتداء الحجاب، ثمّ يتِم غلقها في حال عدم التنفيذ».
وكالة «مهر»
قفزة بنسبة 40% في أسعار المساكن والإيجارات في ثلاثة أشهر
أكدت صحيفة «دنياي اقتصاد» في تقرير لها، أنَّ الأسعار المُعلَنة للمساكن والإيجارات في طهران، ارتفعت بنسبة لا تقل عن 40%، مقارنةً بما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر.
ووفقًا للتقرير، زاد في الأسابيع القليلة ومع بدء سوق الإسكان بعد عطلة النيروز، عدد الوحدات المبنية حديثًا المعروضة للبيع بشكل طفيف، ولم تعُد معاملات سوق الإسكان في العام الجديد إلى وضعها الطبيعي.
وأكدت الصحيفة أنَّ مستوى الأسعار المُقترَحة في الملفات الموجودة، «أعلى بكثير من النطاق المتوقَّع للمتقدِّمين لشراء المساكن».
في الوقت نفسه، أعلنت صحيفة «جام جم» التابعة للإذاعة والتلفزيون، عن «فشل التسعير الإلزامي» لإيجار المساكن، وكتبت: «في أقل من شهرين ونصف الشهر، ستصل عملية انتقال المستأجرين إلى ذروتها، بينما لم تُسفِر خطط الحكومة والبرلمان للسيطرة على فوضى سوق إيجار المساكن عن أيّ شيء، ويشعر الكثير من المستأجرين بالقلق أكثر من السابق، بشأن الزيادة غير المعقولة في الإيجارات».
وأكدت «جام جم» أنَّ الحكومة لم تتمكَّن من السيطرة على التضخم، وحدثت زيادة كبيرة في أسعار الإيجارات في ظل هذه الأوضاع، وأضافت: «لم يعُد لدى الحكومة رأس مال اجتماعي مناسب، كما فقدت بالإضافة إلى ذلك القُدرة على مراقبة فوضى سوق الإسكان».
كما أكد عضو مجلس إدارة نقابة المستشارين العقاريين بطهران سعيد لطفي، فشل الحكومة في خطة السيطرة على إيجار المساكن، وقال: «تقدِّم الحكومة خططًا غير مهنية، وقد طرحت في السنوات القليلة الماضية موضوع زيادة الإيجار بنسبة 25%، ولم يتّم تنفيذه».
موقع «راديو فردا»