تُوفِّي سجين إيراني شاب من محافظة إيلام؛ نتيجة «ضرب عناصر قوّات الشرطة» في سجن فشافويه بطهران، بحسب ما ذكرته منظَّمة حقوق الإنسان «هينغاو»، أمس السبت، وتأتي وفاته بعد ساعات من إقرار الإدارة العامَّة للسجون، الخميس الماضي، بوفاة السجين شاهين ناصري في طهران، بعد يومين من انتشار خبر وفاته.
وفي شأن دولي، رفض وزير الداخلية السويدي ميكائيل دامبرغ التعليق على خبر اعتقال المواطن السويدي من أصل إيراني بيمان كيا بتُهمة التجسُّس لصالح إيران، دون أن ينفي الخبر، وأرجأ ذلك إلى ما بعد التحقيقات.
وفي شأن اقتصادي دولي، أظهرت إحصاءات الجمارك الصينية أنَّ واردات البلاد من إيران في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021م، بلغت 4.34 مليار دولار، بزيادة 12.2% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، أنَّ على إيران تغيير دبلوماسيتها في التعامل مع الملف النووي، مع سلسلة التغيُّرات الراهنة في أوروبا وأمريكا. وتعتقد افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، أنَّ هناك ضعفًا في حكومة رئيسي، من زاوية عدم استعانتها بالمستشارين الإعلاميين بهدف تقوية خطاب الرئيس مع العامَّة.
«جهان صنعت»: دبلوماسية غير مناسبة
يرى محلِّل الشؤون الدولية علي بيغدلي، من خلال افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، أنَّ على إيران تغيير دبلوماسيتها في التعامل مع الملف النووي، مع سلسلة التغيُّرات الراهنة في أوروبا وأمريكا.
ورد في الافتتاحية: «جرى تبادُل للرسائل بين إيران وأمريكا، وأعلنت إيران أنَّ المفاوضات سيتِم استئنافها قريبًا. لا يُوجَد مسار غير هذا. لا شكَّ أنَّ كِلا الطرفين يرغبان في استئناف المفاوضات، لكن أمير عبد اللهيان قال في آخر تصريحاته: إنَّنا لم ننظِّم ولم نرتِّب قراراتنا.
ما كان يُعتقَد حتَّى الآن هو أنَّ إيران تشتري الوقت؛ حتَّى تتمكَّن من الضغط على الغرب بأداة التخصيب. يبدو أنَّ وزير الخارجية أراد أن يحقِّق هذه الرغبة، من خلال إيماءاته. هذا أمرٌ طبيعي؛ لأنَّه لا يستطيع اتّخاذ القرار بمفرده، وعليه أن يذهب إلى إيران ويستمع لقرار المسؤولين.
إيران تتحدَّث الآن عن «المستقبل القريب»، ولا يجب أن يتخطَّى هذا المستقبل 10 أو 15 يومًا. إذا كان الأمر بخلاف ذلك، فسترتكب إيران خطأ؛ لأنَّ هناك تغييرات تحدُث في أوروبا وهذا أمرٌ مهمّ لإيران. لقد ذهبت ميركل، وتجري حاليًا انتخابات جديدة. اقتربت الانتخابات الفرنسية، وتوجَّهت بريطانيا أكثر نحو أمريكا. في الواقع، تصدَّع هذا المثلَّث الأوروبي إلى حدٍّ كبير. يعتمد موقف إيران إلى حدٍّ كبير على الاتحاد الأوروبي، وهذا الاتحاد لا يتمتَّع حاليًا بالقُدرة والتناغُم السابقين.
لذلك، يجب على إيران أن تسعى لتهيئة الأجواء للدخول في مفاوضات. في الوقت نفسه، يجب أن تقلِّل من مستوى التوقُّعات. لو كان من المقرَّر أن نتحرَّك بنفس النقاط الأولى، فلن نصِل إلى نتيجة على الإطلاق.
امتناع إيران عن بدء المفاوضات هو إلى حدٍّ ما من أجل الضغط على الغرب، لكن قد يتِم تعزيز موقف الغرب خلال هذه الفترة، بسبب هذا النّهج وهذا التعلُّل من جانب إيران. لذلك، من الأفضل القيام بهذا الأمر في أسرع وقت، بالنظر إلى الظروف التي نشأت في أوروبا، خاصَّةً أنَّ الأمريكيين مهتمُّون أيضًا بمغادرة الشرق الأوسط.
نصيحتي لرجال الحكومة، هي ضرورة عدم إضاعة الوقت؛ لأنَّ الوضع في الغرب بشكلٍ عام ليس منظَّمًا كما كان في السابق.
لا طريق أمام إيران سوى تغيير موقفها، وهي الآن تتلاعب إلى حدٍّ ما بالوقت؛ حتى تُظهِر من خلال إيماءاتها عدم اكتراثها في مواجهة الغرب، لكن من وجهة نظري هذه الدبلوماسية ليست دبلوماسيةً مناسبة، ولن تنجح. أي لن تتراجع أمريكا، ولا الأوروبيون عن مواقفهم، ولن تتمكَّن إيران من الحصول على امتيازات أكثر بهذه الطريقة. ما سيتسبَّب في دخولنا المفاوضات وتوصُّلنا إلى نتيجة، هو أن نقلِّل من مستوى التوقُّعات، بمعنى أنَّنا يجب أن نُزيل شرطنا الأوَّل القائم على رفع جميع العقوبات، وهو ليس أمرًا مقبولًا على الإطلاق. علينا أن ندخُل المفاوضات بلهجة بنَّاءة؛ حتَّى يِتم حلّ المشكلة، خاصَّةً أنَّه لا إمكانية لاستمرار هذا الوضع من الجانب الاقتصادي بالنسبة لإيران. المجال مُهيَّأ للاحتجاجات الاجتماعية، ولولا تفشِّي كورونا لكُنّا قد شهدنا حدوث هذه الاحتجاجات الآن. لا يمكن أن يستمِرّ هذا الوضع على أيّ حال. بالإضافة إلى ذلك، في هذه الفترة التي بدأ فيها رئيسي عمله، نشهد ارتفاعًا في معدَّل التضخُّم بين 2 و3.5%، وهذا الوضع لا يسمح باستخدام دبلوماسية الشدّ والجذب».
«آفتاب يزد»: الضعف في حكومة رئيسي
تعتقد افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبها الصحافي منصور مظفري، أنَّ هناك ضعفًا في حكومة رئيسي، من زاوية عدم استعانتها بالمستشارين بهدف تقوية خطاب الرئيس مع العامَّة.
تقول الافتتاحية: «أحد المشكلات الخطيرة التي تعاني منها حكومة إبراهيم رئيسي، افتقارها للمستشارين الإعلاميين ذوي الخبرة، ويمكن مشاهدة هذا الضعف في كافةَّ الأمور المتعِّلقة بهذا المجال.
ربما لا يمكن أن يكون هذا الفريق هو نفسه الموجود في السُلطة القضائية، لكن على رئيس البلاد أن يعرف أنَّ تواجُده في الرئاسة وفي منصب الرئيس له متطلَّباته. وبالطبع لا يمكن النجاح في الحكومة في ظِل إستراتيجية إعلامية خاصَّة. يَظهر رئيس الحكومة أمام الأُمَّة بشكل متكرِّر ومستمِرّ، وردود فعله الإعلامية مؤثِّرة للغاية، لا سيما أنَّ لدى إبراهيم رئيسي تواجُد ميداني استثنائي. وهل من الممكن النجاح عبر إخراج الإعلام من السياسة؟
على سبيل المثال، عليكم بمراجعة نصوص خطابات إبراهيم رئيسي المختلفة. بالطبع ليس معلومًا من الذي يتولَّى كتابة هذه الخطابات، لكَّنها مُبتذَلة وغير جذَّابة ومعيبة. هذا الضعف إلى جانب الثغرات الموجودة في خطاب الرئيس، جعلت نتائج الأمر مقلِقةً للغاية.
في الحكومة السابقة، كانت هناك أوجه قصور إعلامية لا يمكن إنكارها، لكن لا ينبغي تجاهُل أنَّ خطابات الرئيس السابق كانت قويةً وجذّابة. وفي الوقت نفسه، كانت قُدرة حسن روحاني على التعبير سببًا في نقله فحوى الخطابات بشكل جيِّد للغاية. وعلى أيّ حال، لا ينبغي نسيان أنَّ حسن روحاني كان أحد المتحدِّثين الرئيسيين للثورة الإيرانية عام 1979م، ومنابره يؤرَّخ لها. وقد استغلَّ هذه النُقطة القوية لديه في المناظرات والحملات الانتخابية، خلال عامي 2013 و2017م. وفي الوقت نفسه، كان كبار الصحافيين في البلاد هُم من يُعِدُّون له خطاباته؛ من أجل الحصول على نصّ قوي ومحفِّز.
لكن منذ أن وصل إبراهيم رئيسي إلى سدَّة الحُكم، كان فريقه الإعلامي هو أكثر قطاعات الحكومة فشلًا؛ لأنَّه لم يتمكَّن من التعامُل مع أكثر الأمور بداهيةً.
يبدو أنَّه كان يتعيَّن على الفريق المحيط بالرئيس، تعزيز الفريق المذكور في أقرب وقت ممكن. كما ينبغي أن يتمتَّع هؤلاء الأشخاص بأبعاد مختلفة، أي لا يكونوا مجرَّد كُتّاب وصحافيين، بل ينبغي أن يكونوا على دراية بالإعلام المعاصر ووسائل التواصُل الاجتماعي، وأن تتمثَّل المهمَّة الرئيسية لهذا الفريق في إخراج رئيس البلاد من دائرة الخطابات المتكرِّرة والمبتذلة والمملَّة.
قد يكون وجود نصّ جيِّد لكُلّ خُطبة، فضلًا عن التدريب على إلقاء الخُطب وتعلُّم بعض دروس التعبير البسيطة، أمرًا مفيدًا للرئيس.
على مرّ التاريخ، لم يتِم تسجيل أسماء رجال السياسة والحكومة العُظماء بسبب طريقة إدارتهم فحسب، بل لأنَّهم كانوا متحدِّثين بارعين».
«هينغاو»: وفاة سجين شاب في سجن طهران بعد ساعات من خبر وفاة آخر
تُوفِّي سجين إيراني شاب من محافظة إيلام؛ نتيجة «ضرب عناصر قوّات الشرطة» في سجن فشافويه بطهران، بحسب ما ذكرته منظَّمة حقوق الإنسان «هينغاو»، أمس السبت (25 سبتمبر)، وتأتي وفاته بعد ساعات من إقرار الإدارة العامَّة للسجون، الخميس الماضي (23 سبتمبر)، بوفاة السجين شاهين ناصري في طهران، بعد يومين من انتشار خبر وفاته.
وأعلن موقع «هينغاو»، الذي يغطِّي الأخبار الحقوقية بالمناطق الكردية في إيران، عن هوية السجين الشاب، وهو أمير حسين حاتمي (22 عامًا)، من مدينة سيروان في محافظة إيلام. وأشار إلى أنَّ الشاب كان يعمل في أحد أسواق طهران، واعتُقِل قبل أيّام بعد شجار مع شخص آخر، ونُقِل إلى سجن فشافويه.
وقال مصدر مطلع لـ «هينغاو»: إنَّ حاتمي تُوفِّي «نتيجة التعذيب وضربة في الرأس بهراوة». وبحسب الموقع، لم يوافق والد حاتمي، أمس، بعد مرور ثلاثة أيّام من مقتل ابنه في السجن، على تسلُّم جثّته، وقال: إنَّه «لن يفعل؛ حتَّى يتِم الإعلان رسميًا عن سبب الوفاة».
يُشار إلى أنَّ لوفاة سُجناء بسبب التعذيب أو لأسباب لم يتِم الإعلان عنها أبدًا، تاريخٌ طويل في السجون الإيرانية. وقالت منظَّمة العفو الدولية في بيان صحافي، الأربعاء 15 سبتمبر: إنَّ «السُلطات الإيرانية لم ترُدّ بعد على أنَّ 72 شخصًا على الأقل لقوا حتفهم في مراكز الاعتقال التابعة لها، منذ يناير 2010م»
موقع «راديو فردا»
وزير داخلية السويد يرفض التعليق على اعتقال «كيا» بتُهمة التجسُّس لإيران
رفض وزير الداخلية السويدي ميكائيل دامبرغ التعليق على خبر اعتقال المواطن السويدي من أصل إيراني بيمان كيا بتُهمة التجسُّس لصالح إيران، دون أن ينفي الخبر، وأرجأ ذلك إلى ما بعد التحقيقات.
وكانت صحيفة سويدية قد أعلنت أمس السبت (25 سبتمبر)، أنَّ شرطة الأمن السويدية قد ألقت القبض الأسبوع الماضي على شخص بتُهمة التجسُّس، وجاء في مذكرة توقيف المدّعي العام التي نُشِرت على مواقع التواصُل الاجتماعي، أنّ الشخص المعني اسمه «بيمان كيا».
ووفقًا للمعلومات المتاحة على مواقع التواصل الاجتماعي، فإنَّ كيا من مواليد طهران، وتمَّ اعتقاله الاثنين الماضي في مدينة أوبسالا السويدية.
وذكرت صحيفة «أفتون بلاديت»، أمس، دون إشارة إلى التفاصيل، أنَّ كيا «اُعتقِل بشبهة التجسُّس»، وأنَّه عيَّن محاميًا له بعد القبض عليه.
يُشار إلى أنَّ إيران تحتجز طبيبًا وباحثًا يحمل الجنسيتين الإيرانية والسويدية في طهران منذ مايو 2016م، وهو السجين أحمد رضا جلالي، الذي حُكِم عليه بالإعدام بتّهمة التجسُّس، ولم يُسَمح له بالحصول على إجازة لحضور مراسم جنازة والدته.
من ناحية أُخرى، بدأت في أغسطس الماضي بالسويد محاكمة المدّعي العام السابق في السُلطة القضائية الإيرانية حميد نوري، المتّهم بالمشاركة في عمليات الإعدام بإيران عام 1988م، ولا تزال المحاكمة مستمرَّة.
موقع «راديو فردا»
زيادة صادرات إيران إلى الصين خلال 8 أشهر بنسبة 12%
أظهرت إحصاءات الجمارك الصينية أنَّ واردات البلاد من إيران في الأشهر الثمانية الأولى من عام 2021م، بلغت 4.34 مليار دولار، بزيادة 12.2% عن نفس الفترة من العام الماضي. وكانت صادرات إيران إلى الصين في تراجُع مستمرّ على مدار العامين الماضيين، لكنَّها في ارتفاع منذ النصف الثاني من هذا العام.
وذكرت الجمارك الصينية أنَّها لم تتلَّق أيّ شحنات نفط من إيران، خلال الأشهر الثمانية الماضية. في غضون ذلك، تُظهِر إحصاءات شركات تتبُّع ناقلات النفط، أنَّه خلال هذه الفترة تمَّ إرسال حوالي 600 ألف برميل يوميًا من النفط الإيراني إلى الصين.
وفي وقت سابق، ذكرت وكالتا «رويترز» و«بلومبرغ» أنَّ معظم النفط الإيراني تمّ شحنه إلى الصين عبر وُسطاء، تحت أسماء العراق والإمارات وعُمان وإندونيسيا وماليزيا.
في الآونة الأخيرة، أفادت مجلة «بلاتس» المتخصِّصة أنَّ صادرات النفط الإيرانية انخفضت إلى ما دون 450 ألف برميل يوميًا في أغسطس، لكن هذا الرقم لا يزال 1.5 ضعف متوسِّط صادرات النفط الإيرانية في عام 2020م.
والصين هي الزبون الرئيسي الوحيد للنفط الإيراني، وتتلقَّى سوريا أيضًا ما بين 30 إلى 50 ألف برميل من النفط يوميًا من إيران.
وتُظهر إحصاءات الجمارك الصينية أيضًا أنَّ صادرات البلاد إلى إيران في الأشهر الثمانية الأولى من العام بلغت حوالي 5 مليارات دولار، وهو ما يقِلّ بنسبة 16% عن نفس الفترة من العام الماضي.
وعلى الرغم من تراجُع الصادرات الصينية إلى إيران ونمو وارداتها منها، فإنَّ الميزان التجاري بين البلدين لا يزال لصالح الصين.
موقع «راديو فردا»