وفد «رصانة» يزور معهد «الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا» في باكستان

https://rasanah-iiis.org/?p=32790

في زيارةٍ استمرت لثلاثة أيام من 09 إلى 11 أكتوبر، زارَ وفد من المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، «معهدَ الدراسات السياسية NIPS» التابع لـ «الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا (NUST)» في باكستان. وضم الوفد مؤسس ورئيس المعهد الدكتور محمد السلمي، وعضو مجلس إدارة «رصانة» وسفير المملكة العربية السعودية السابق لدى باكستان معالي الدكتور علي عواض العسيري، ومدير مركز البحوث والدراسات في «رصانة» اللواء المتقاعد أحمد علي الميموني. وقد حفلت الزيارة بسلسلة من التفاعلات مع قيادات الجامعة، وخبراء المؤسسات البحثية، وأعضاء الهيئات التدريسية، وطلاب الجامعة.

وفي اجتماع الوفد مع نائب مدير التخطيط والموارد في الجامعة السيد عابد إيجاز كهلون، تبادل كبار المسؤولين في الجامعة ومعهد «رصانة»، الرؤيةَ الاستراتيجية العامة لمؤسساتهم وسلَّطوا الضوء على أهمية التعاون المتبادل المتواصل والهادف فيما بينهم، ولإضفاء الطابع الرسمي على التعاون بين المؤسستين، أبرمت «رصانة» والجامعة اتفاقيةً تُحدد مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك وكذلك أنواع وأشكال وأنماط الأنشطة التعاونية. وقال مؤسس ورئيس المعهد الدكتور محمد السلمي، والمدير العام لـ«معهد الدراسات السياسية NIPS»، إنَّ كلًا من المعهدين ملتزمان بتطوير برنامجٍ ملموسٍ للتعاون. وشارك الوفد خلال زيارته في حلقة نقاشية مكثفة حول تعزيز التعاون الشامل بين باكستان والمملكة العربية السعودية مع طلاب من الكلية الاجتماعية والإنسانية، وخبراء من «معهد الدراسات السياسية NIPS».

وفي معرض حديثه بهذه المناسبة، أعربَ الدكتور علي عواض العسيري، عضو مجلس إدارة «رصانة» والسفير السابق للمملكة العربية السعودية في باكستان، عن شغفه بباكستان وسلَّط الضوء على إمكانات التنمية الهائلة التي تمتلكها هذه الدولة. وذكر الدكتور العسيري، أنَّ المملكة العربية السعودية تشهد تحولًا سريعًا مما عزَّز إمكانيات سُبل التعاون الباكستاني-السعودي الذي سيكون مفيدًا لتقدم باكستان، في حال تم تحديد التوقيت وإعداد النهج من الجانب الباكستاني.

من جهته، استعرض مؤسس ورئيس معهد «رصانة» الدكتور محمد السلمي، أولويات التنمية الاستراتيجية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية؛ وقال: إنَّ «هذه الأولويات تشمل الجهودَ المبذولة لتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين والعالميين، والتعاون الثنائي والمتعدد الأطراف المربح للجانبين، والقيادة المركزية عالية الجودة، ومشاركة المرأة في التنمية، والتصنيع الذكي، والتحضر المستدام، وتطوير البنية التحتية متعددة الوسائط عالية الجودة، والتنمية القائمة على الابتكار، والاتصال الإقليمي، والحوكمة القائمة على البيانات، وترسيخ أُسس التعليم العالي». وأضاف رئيس ومؤسس «رصانة»، أنه: «ثمة اهتمامٌ واسعٌ للتقدم والنمو في المنطقة، والمملكة العربية السعودية على أتم الاستعداد للاستفادة الكاملة من نفوذها وقدراتها لدعم وتكثيف الدوافع الإيجابية للازدهار المحلي والإقليمي». وفي إشارة إلى التطبيع السعودي-الإيراني وإلى الحلقة الأخيرة من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، أكد الدكتور السلمي: أنَّ «المملكة العربية السعودية ملتزمة بالجهود الدبلوماسية الجادة لوضع حدٍ للصراعات في المنطقة وتعزيز حُسن الجوار».

بدوره، شدَّد المدير العام لـ«معهد الدراسات السياسية NIPS» الدكتور أشفق حسن خان، على «الأهمية المتزايدة للاقتصاد الجيولوجي لمواجهة النزاعات المستمرة»، وأعرب عن اعتقاده بأنَّ «المملكة العربية السعودية تستعدُ لتصبح فاعلًا اقتصاديًا رائدًا في المنطقة في الأيام القادمة».

وقال مدير كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في الجامعة الدكتور ظفر محمود: «توجدُ حاجةٌ ملحة لصب التركيز على تعزيز التعاون بين باكستان والمملكة العربية السعودية في مجال التعليم العالي؛ لأن هذا التعاون، سيوفر في نهاية المطاف المعرفة والموارد البشرية لكلٍ من التنمية المحلية الشاملة لكلا البلدين، وكذلك التعاون الثنائي طويل الأجل».

إلى ذلك، أكد مدير مركز الأبحاث في «رصانة» أحمد علي الميموني، على «أن أي طرف مهتم على المستوى المؤسسي أو الخاص أو العام بالعمل مع المملكة العربية السعودية على أي مستوى، يجب أن يفهم بوضوح ويستفيد من الركائز والبرامج والمشاريع المحددة في رؤية المملكة 2030م». وأوضح اللواء الميموني أن «هذا الفهم ضروري في رسم الخرائط الاستراتيجية والتشغيلية ووضع علامات للتعاون مع النظراء السعوديين».

وأكد مدير العمليات والتعاون في خطط التنفيذ الوطنية السيد أمير يعقوب، على «أهمية توطين الصناعات الدفاعية باعتبارها أحد المجالات الرئيسية التي من شأنها تسريع وتعزيز صعود المملكة العربية السعودية كقوة رئيسية في النظام المشترك بين الولايات المعاصر».

وتناولت الحلقة النقاشية أهميةَ التطبيع السعودي-الإيراني، وتمكين المرأة، والحوكمة الإلكترونية، والتعليم الفني والمهني، والتنمية البشرية، والتنمية الاجتماعية، والسياحة، والتعددية الشاملة للتعاون السعودي-الباكستاني. ومن أهم محطات الزيارة كانت جولة لمرافق البحث والتطوير الرئيسية في منظومة المعرفة في الجامعة، واجتماع القهوة للوفد مع الضباط السعوديين الذين يخضعون للتدريب في «مركز السلام والاستقرار الدولي CIPS» التابع للجامعة. الجدير بالذكر أن «الجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا NUST » حصلت على المرتبة 355 عالميًا والمرتبة الأولى في باكستان حسب تصنيف QS العالمي للجامعات.

المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
المعهد الدولي للدراسات الإيرانية
إدارة التحرير