أكَّد مدير مكتب شؤون الصحارى في منظمة الغابات الإيرانية وحيد جعفريان، أنَّ هناك ١٣.٥ مليون هكتار تتعرَّض لتعرية الرياح، مفيدًا بأنَّ «هذا التصحُّر يُلحِق خسائرَ باقتصاد إيران تبلغ ثلاثة ترليونات»، وأشار أيضًا إلى تأثير سوء إدارة مِلفّ المياه.
وفي شأن أمني متعلّق بأزمة المياه أيضًا، أعلنت منظمة حقوق الإنسان في إيران، عن اعتقال أكثر من 120 شخصًا، مع استمرار الاحتجاجات في محافظة أصفهان، مساء أمسٍ الجمعة، حيث يحتجُّ الأهالي على الفشل في إدارة المياه بالمحافظة.
وعن انتشار «كورونا»، أكَّدت إحصائيات وزارة الصحة الإيرانية، استمرارَ ارتفاع الوفيات بسبب الفيروس بالبلاد، حيث يقترب إجمالي الوفيات من تسجيل 130 ألف ضحية؛ وبلغ الإجمالي ١٢٩.٤٦٢ حالةَ وفاة، حتى أمس الجمعة، بتسجيل 86 وفاةً جديدة.
وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، الآثارَ المقلِقة لهجرة نحو 4 ملايين إيراني للخارج، أغلبهم من النُخب، وما يجب أن تفعلهُ الحكومة إزاء ذلك.
فيما طالبت افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، جهاتَ الاختصاص بتطبيق القانون، بشأن هجوم بعض المتظاهرين في يزد على خط أنابيب نقل المياه والإضرار به.
«آرمان ملي»: الحكومة وهجرة النُخب
يرصد الناشط الاجتماعي نبي الله عشقي ثاني، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، الآثار المقلقة لهجرة نحو 4 ملايين إيراني للخارج، أغلبهم من النُخب، وما يجب أن تفعله الحكومة إزاءها.
تذكر الافتتاحية: «تعلن بعض المصادر أنَّ عدد المهاجرين الإيرانيين إلى الدول الأخرى يبلغ حوالي أربعة ملايين شخص، ويقال إنَّ 300 ألف شخص منهم غادروا إيران خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو عدد كبير للغاية، ويثير القلق. عندما ننظر إلى الهجرة داخل إيران، نرى أنَّ أسباب الهجرة من المناطق الأقل نموًا إلى المناطق الغنية، هي عدم وجود فرص العمل والتعليم والصحة والعلاج ونقص مرافق الرعاية الاجتماعية في المناطق المحرومة، وهم يعُدون هذه الهجرات طبيعية، ولا يلومون أحدًا، بل يلقون اللوم على الحكومات؛ بسبب إهمال التنمية المتوازنة في البلاد، وعدم توفير الإمكانيات اللازمة في المناطق المحرومة. كما أنَّ هذه الهجرات تؤدي إلى تفريغ القرى والمدن الصغيرة من الشباب المتعلّم، وتحوّل المدن الكبيرة إلى مدن ضخمة؛ الأمر الذي يجلب معه تحديات كبرى. تحوّلت الهجرة الداخلية في السنوات الأخيرة إلى هجرة نحو الدول المتقدمة. ما يثير القلق في هذا الأمر، هو أنَّ النُخب وخريجي الجامعات يأتون في مقدمة المهاجرين إلى الدول الأخرى، حيث يقال إنَّ 56% من الحاصلين على ميداليات أولمبية علمية -وعددهم محدود للغاية- و78% من الحاصلين على درجات عالية في امتحانات القبول بالجامعات، والذين يتمُ إنفاق الملايين من التومانات على تعليمهم، قد غادروا البلاد. هؤلاء هم الشباب الذين تحتاجهم إيران بشدة، لكننا قمنا بتنشئة هؤلاء المختصين مجانًا من أجل دول أخرى. قيمة النُخب والمتعلمين كبيرةٌ إلى درجة أنَّ الدول المتقدمة تخطط من أجل استقطابهم، وتقدم لهم عروضًا جذابة للغاية، وهي تتصيدهم في الواقع. بالطبع، عددٌ من هؤلاء المهاجرين الذين غادروا إيران، سافروا إلى الخارج بهدف الدراسة في الجامعات، وجذبتهم الإمكانيات الكبيرة والظروف المعيشية الأفضل، وفرص التطور في الدول الأخرى. قضية هجرة النُخب والمتعلمين مهمة إلى درجة أنه يتعيّن حلّها، بوصفها تحديًا وطنيًا. عندما لا تكون هناك إمكانية لحصول المتعلمين في إيران على فرصة عمل، بحيث يضطر عددٌ كبيرٌ منهم إلى قبول العمل في مهن منخفضة المستوى بشكل كبير وبعيدة عن تخصصهم ومعارفهم، وبدخل محدود، فكيف نتوقَّع عدم هجرتهم؟
عندما تعلن وسائل الإعلام في البلاد أنه يتم تعيين أشخاص يفتقرون إلى الخبرة الكافية والقدرات العلمية اللازمة في مناصب عُليا، عن طريق العلاقات العائلية والقرابة لبعض المسؤولين، وأنَّ مسؤولًا إداريًا قد اختلس أو تلقَّى رشوة، وأنه قد تمَّ وضع مئات الشروط للبدء في أيّ نوع من الأعمال، وأنَّ رواتب الموظفين ونفقات المعيشة لا تتناسب على الإطلاق مع معدل التضخم وارتفاع الأسعار، فإن كلَّ هذا يتسبب في تقليص الأمل بالمستقبل وتحقيق النجاح إلى أدنى مستوى. في مثل هذه الظروف، يكفي عرض وظيفة وعمل عبر العالم الافتراضي لجذب انتباه الخريجين؛ من أجل تنشيط عجلة الدخول في عملية الهجرة من إيران. ومن المستبعد أن يكون من الممكن إيقاف هجرة النُخب والمتعلمين، من خلال فرض قيود ووضع شروط للخروج من إيران، بل حتّى فرض ضرائب على الهجرة، وهو ما تم نشره مؤخرًا في الجريدة الحكومية. يتعين على الحكومة الآن النظر إلى موضوع هجرة النُخب والمتعلمين وتداعياتها بوصفها قضيةً إستراتيجية، والقيام بخطوات أساسية من أجل التنمية المتوازنة والنمو الحقيقي في البلاد، عبر تقديم خطة خمسية، أو عشرية، أو خطط تمتد إلى عشرين عامًا، ورسم الأمل في مستقبل مناسب للشباب، والحيلولة دون استغلال الانتهازيين للسلطة بشكل حاسم. فربما يتم إصلاح ظاهرة الهجرة، بل حتّى عكسها».
«آفتاب يزد»: تمت صياغة القانون لمثل هذه الأيام
تطالب افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبها مدير الصحيفة منصور مظفري، جهات الاختصاص بتطبيق القانون، بشأن هجوم بعض المتظاهرين في يزد على خط أنابيب نقل المياه والإضرار به.
ورد في الافتتاحية: «للأسف، تعرَّض أمس خط أنابيب نقل المياه في يزد للهجوم مجددًا؛ ما تسبَّب بتعرُّض أهالي محافظة يزد لمشاكل في تأمين مياه الشرب، وألحق أيضًا أضرارًا بالخزانة العامة.
خلال الأسابيع القليلة الماضية، سمع المسؤولون أصوات أهالي أصفهان، خاصةً فلّاحي هذه المحافظة، كما سمعوا أصوات أهالي محافظتي يزد وتشهار محال وبختياري. أقرَّ الدستور الاحتجاجات والتجمُّعات السلمية؛ حتى يتمكن الشعب من إيصال صوته بشكل مباشر للمسؤولين، وانتهت التجمُّعات حاليًا إثر الوعود التي قطعها المسؤولون، إلّا أنَّ البعض هاجم خط أنابيب نقل المياه إلى يزد، وهو أمرٌ غير مقبول قانونيًا أو أخلاقيًا. على الرغم من أنَّ الهجمات السابقة أيضًا لم يكن لها أيُّ مبرر قانوني أو أخلاقي؛ لأن أيَّ عمل مخالف للقانون مُدان. على أيّ حال، فإن الهجوم الذي نفَّذه بعضهم أمس كان أشد، وصار توفير مياه الشرب لأهالي يزد أكثر صعوبة.
يمكن القول بكل تأكيد إنَّ المواطنين والفلاحين الكادحين في المنطقة لم يقوموا بهذا الهجوم؛ لأنَّ أصواتهم سُمِعت، وقُدِّمت وعودٌ لهم، وقد أشار قانون العقوبات الإسلامي بشكل صريح إلى هذا الأمر. الآن حان دور المسؤولين في السلطة القضائية؛ للتعامل بشكل حازم مع هؤلاء الأفراد، الذين يُخلون بالنظام والأمن، والذين يُلحقون الضرر بالممتلكات العامة والحكومية. لقد تمت صياغة القانون لمثل هذه الأيام وللتعامل مع مِثل هؤلاء الأفراد».
3 ترليونات تومان خسائر اقتصاد إيران بسبب التصحر وسوء إدارة مِلف المياه
أكد مدير مكتب شؤون الصحارى في منظمة الغابات الإيرانية وحيد جعفريان، أنَّ هناك ١٣.٥ مليون هكتار تتعرّض لتعرية الرياح، مفيدًا بأنَّ «هذا التصحر يُلحق خسائر باقتصاد إيران تبلغ ثلاثة ترليونات، على أساس البيانات المالية لـ 2018م»، وأشار أيضًا إلى تأثير سوء إدارة مِلف المياه.
وقال جعفريان: «إذا مهدّنا الأرضية لتدمير المناطق الطبيعية، من خلال تكثيف الاستفادة منها، فإنه لا يمكننا أحيانًا استعادتها؛ حتى لو أنفقنا عليها تكاليف باهظة»، وذكر أن هناك خلطًا بين مفهوم التصحّر والصحراء؛ «لأن الصحراء نظام بيئي طبيعي خلقَ توازنًا عبر تاريخ الجيولوجيا، لكن التصحّر نتيجةً لسوء إدارة العامل البشري، الذي تسبّب في تخريب الأراضي، وجعلها شبيهةً بالصحراء».
وأشار المسؤول الإيراني بأنَّ إحصائيات تخريب الأراضي والتصحر جديرة بالاهتمام، وأنَّ «تمدد المناطق الصحراوية؛ هو نتيجةً لسوء الإدارة والتخطيط في المستجمعات المائية. وإذا لم يتم استخدام الموارد بشكل صحيح، فستكون النتيجة توسّع الأحواض الملحية والكثبان الرملية، وارتفاع معدل الخسائر».
وأردف: «انخفاض المياه الجوفية في السنوات الأخيرة، كان أحد أهم الأسباب في التصحّر السريع المتزايد في البلاد. ينبغي الاهتمام بحُسن التدبير والإدارة للمياه والتربة عند وضع السياسة الوطنية في البلاد، والتركيز على هذه المشكلة المهمة في إعداد الخطة السابعة وميزانية العام 2022م».
وشدَّد جعفريان على أنَّ «أي استثمار في المناطق الصحراوية، سيكون استثمارًا غير مستدام، ما لم يتم الأخذ بنماذج وأساليب مكافحة التصحّر بعين الاعتبار، وستكون له العديد من المخاطر عمليًا».
وكالة «تسنيم»
اعتقال أكثر من 120 شخصًا مع استمرار احتجاجات أصفهان
أعلنت منظمة حقوق الإنسان في إيران، عن اعتقال أكثر من 120 شخصًا، مع استمرار الاحتجاجات في محافظة أصفهان، مساء أمس الجمعة (26 نوفمبر)، حيث يحتج الأهالي على الفشل في إدارة المياه بالمحافظة. وتشير صور متداولة على شبكات التواصل الاجتماعي إلى رفع المحتجين شعارات، مثل «الموت للديكتاتور».
من جانبه، قال قائد قوى الأمن الداخلي بأصفهان محمد رضا مير حيدري بشأن عدد المقبوض عليهم أمس: «عدد المقبوض عليهم اليوم (أمس) محدود، ولم نحصرهم إلى الآن، لكن سيُعلن عددُهم غدًا (اليوم)»، وتابع: «سيجري التعامل مع مسبّبي التوترات في أصفهان، بعد التعرُّف عليهم».
من جانبها، أكَّدت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية اعتقالَ أكثر من 120 شخصًا، وذكرت أنهم نُقلوا إلى سجن دستغرد، كما قالت: «إنَّ ثلاثةً من المحتجين نُقلوا إلى قسم الثلاجة في السجن، حيث يُحتمَل مقتلهم».
وتُشير تقارير إلى أنَّ القوات الأمنية عمِلت أمس على الحيلولة دون دخول أعداد من المحتجين إلى نطاق نهر زاينده رود الجاف، فيما انجرَّت في الوقت ذاته الاشتباكاتُ بين القوات الأمنية والمحتجين إلى شوارع المحافظة، وتكشف الفيديوهات والصور المتداولة، عن إطلاق القوات الأمنية على المحتجين رصاصات مطاطية والغاز المسيل للدموع، وفيديوهات تشير إلى إصابة عدد من المتظاهرين ونقلهم إلى المراكز العلاجية.
واعترف قائد قوات الأمن الداخلي بأصفهان لقناة «خبر»، بإصابة عدد من الأهالي يوم الجمعة، وقال: إن عددًا من أفراد القوات الأمنية أُصيبوا أيضًا.
من جانب آخر، أيَّدَ موقع «نت بلاكز»، الذي يرصد اختلال وقطع الإنترنت في العالم، انخفاضَ القدرة على الوصول إلى الإنترنت في أجزاء من إيران منذ صباح أمس الأول (الخميس)، إذ من المحتمل أن يكون مرتبطًا بالاحتجاجات على سياسات إدارة المياه.
موقع «راديو فردا»
إحصائية وفيات «كورونا» تقترب من تسجيل 130 ألف ضحية في إيران
أكَّدت إحصائيات مركز العلاقات العامة في وزارة الصحة الإيرانية، استمرارَ ارتفاع الوفيات بسبب فيروس كورونا بالبلاد، حيث يقترب إجمالي الوفيات من تسجيل 130 ألف ضحية؛ وبلغ الإجمالي ١٢٩.٤٦٢ حالةَ وفاة، حتى أمس الجمعة (26 نوفمبر)، بتسجيل 86 وفاةً جديدة.
وذكر تقرير «الصحة»، أنه «تم اكتشاف 4384 حالة إصابة جديدة مؤكَّدة، تخضع منها 720 حالة للعلاج بالمستشفيات؛ ليصل العدد الإجمالي للإصابات إلى 6.102.065 حالة. أما حالات الشفاء، فقد بلغت حتى الآن (أمس) 5.841.870 حالة، ولا تزال 3372 حالة تخضع للعلاج في أقسام العناية المركزة».
كما ذكر التقرير، أنه «لا توجد حاليًا أيُّ مدينة إيرانية في الوضعية الحمراء، لكن هناك 22 مدينةً في الوضعية البرتقالية، و 207 مدن في الوضعية الصفراء و 219 مدينةً في الوضعية الزرقاء».
وكالة «إيسنا»