وصل عددُ قتلى الاحتجاجات التي تنتشرُ في المدن الإيرانية، إلى 35 قتيلًا حتى أمس الجمعة، بحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الرسمية.
وفي نفس سياق الاحتجاجات، ورَدت تقارير عديدة من أشنوية، تُفيد بأنَّ المحتجّين سيطروا على المدينة تقريبًا، وذلك بخروج أجزاءٍ منها عن سيطرة المؤسسات الحكومية المحلية، بينما شهدت مدينة قُم إلقاءَ زجاجاتٍ حارقة على القوّات الخاصة. فيما انتشر مقطع فيديو، أمس الجمعة، لأفراد من مدينة تبريز أزالوا لافتةً كُتِب عليها «زقاق خامنئي»، وجرُّوها على الأرض.
وعلى صعيد الافتتاحيات، ترى افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، أن المنطق «المتشدد» بإظهار المعركة والمواجهة مع الغرب لا طائل منه؛ فالمعركة الحقيقية في صُنع القوة عبر الاقتصاد. وطرحت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، سؤالها الاستنكاري: إلى أين نحن ذاهبون؟ وهو لسانُ حال ملايين الإيرانيين بالداخل والخارج، مع نزعةِ الاحتجاجات، التي كانت تبحثُ عن فتيل لإشعالها.
«جهان صنعت»: لتكن المعركة حيث تكمن قوّتنا
يرى الناشط الإعلامي محمد صادق جنان صفت، من خلال افتتاحية صحيفة «جهان صنعت»، أن المنطق «المتشدد» بإظهار المعركة والمواجهة مع الغرب لا طائل منه؛ فالمعركة الحقيقية في صنع القوة عبر الاقتصاد.
تذكر الافتتاحية: «تُصِرُّ حكومة إبراهيم رئيسي على أنها حقَّقت إنجازات مشرقة، خلال العام الذي انقضى من عمرها. أما وسائل الإعلام «المتشددة» المناهضة للإصلاحات، والتي تذرَّعت بنُصرة رئيسي كغطاء للحيلولة دون أي إصلاحات في نظام الجمهورية الإسلامية، فإنها تُمارس الضغط على المؤسسات ووسائل الإعلام المستقلة عن الحكومة؛ لأنها لا تمدح إنجازات الحكومة ولا تُطري عليها. على العكس من تضخيم الحكومة و«المتشددين» المعادين لأمريكا، فإن أوضاع أعمال المواطنين والشركات وحتى الحكومة خلال عامٍ مضى لم تختلف كثيرًا عن السابق. كما أن تغييرات السياسة الخارجية والتغييرات الاجتماعية سارت وتسير نحو الأسوأ. الاقتصاد الإيراني في الظروف الحالية يعاني من استمرار العقوبات الأمريكية وزيادة احتمالية توسُّعها وتعمُّقها، ومن جهة أخرى يعاني من انخفاض الطلب المتزايد من قِبَل الأُسَر، وكذلك ضغوط الحكومة المكثّفة لتحصيل الضرائب من أي نشاط يقوم به المواطنون، ومن تراكُم وإخفاق السياسات غير الفاعلة النقدية والمصرفية والتجارية وسياسة العملة الصعبة.
علامات بؤس الحكومة تظهر في عجز الموازنة؛ ما فتح الطريق أمام مدّ يدها في جيوب المواطنين، وحذف دعم المواد الغذائية. أما مؤشرات هذه الضغوطات، فتتجلى في تقلُّص وضعف دخلهم وقدرتهم الشرائية. كما أن المؤشرات غير الجيدة لهذه الظروف، التي انعكست على الشركات، تظهر على شكل صعوبة البيع في أكثر الصناعات والخدمات؛ بسبب تراجع القدرة الشرائية والطلب العام. والآن، فالسؤال الذي يُوجِّهُه المواطنون القلِقون والمتضررون من التغييرات للمديرين السياسيين والاقتصاديين لإيران هو: ما هو مخططهم لسحب أعمال الإيرانيين من هذا الوضع المُرعب، وما الذي يريدون فعله؟
نظرًا للإصرار الذي يجري منذ سنوات قريبة على الاستفادة من القدرات الداخلية لإنقاذ الاقتصاد، حيث أدرجته الحكومة السابقة والحالية على جدول أعمالهما بالقول والفعل، ووضعتا هذا المؤشر في مركز صنع السياسات، لكن الحقيقة هي أن الموارد المالية داخل إيران ليست بالحجم الذي يُمكِّنها من أن تكون المحرِّك القوي الذي يسحب سفينةَ الاقتصاد الغارقة في الوحل. تُثبت التجربة أن نقلَ الموارد بالريال من هذه السوق إلى تلك، ومن هذه الصناعة إلى تلك -مثل الوعد الذي قطعهُ وزير النفط- ليس هو الحل. من جهة أخرى، فإن الضغط على قطاع الإنتاج بهدف زيادة البيع في السوق المحلية، التي تسير في منحنى تنازلي في الوقت الحاضر، لا يؤثِّر كثيرًا؛ نظرًا لتراجع القدرة الشرائية للمواطنين. لذلك يجب الاتصال بالموارد الدولية. لكن الاتصال بالاقتصاد العالمي له ضرورات يعلمها المديرون السياسيون لإيران، ويمكن العثور عليها في أي حوار متخصص، ومن هذه الضرورات تغيير مكان المعركة.
على المسؤولين السياسيين لإيران أن يعلموا أن المعركة مع الغرب والعالقون فيها حاليًا لن تصل إلى نتيجة؛ نظرًا للقدرات الاقتصادية لإيران اليوم. الآن روسيا التي تعتبر نفسها القوة العسكرية الثانية في العالم، وتتحدَّث في كل يوم عن أسلحة الدمار الشامل، تريد أن تغيّر المعركة من العسكرية إلى الدبلوماسية، لكنها تورَّطت. ستصل إيران يومًا إلى القمة، عندما تخطو الحكومة والمواطنون نحوَ المصالحة متصلين ببعضهم برباط من الثقة العامة. ما لم يتغيَّر مكان المعركة، فلا يجب توقُّع معجزة في الاقتصاد».
«آرمان ملي»: إلى أين نحن ذاهبون؟
تطرح افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، عبر كاتبها الأكاديمي صادق زيبا كلام، سؤالها الاستنكاري: إلى أين نحن ذاهبون؟ وهو لسانُ حال ملايين الإيرانيين بالداخل والخارج، مع نزعة الاحتجاجات، التي كانت تبحثُ عن فتيل لإشعالها.
ورَد في الافتتاحية: «قلَّما نجِدُ إيرانيًا في هذه الأيام ليس قلِقًا تجاه أوضاع وأحوال البلد. فالجميع -سواءً من أنصار النظام أو منتقديه- قلِقون إزاءَ مستقبل إيران. عندما يلتقي أي شخصين مع بعضهما، سواءً في الخارج أو الداخل، فإن سؤالهما الذي يُطرَح بشكلٍ لا واعٍ هو ما الذي يَحدُث؟! ويجلس ملايين الإيرانيين، سواءً في الخارج أو في الداخل، من بعد المغرب يتساءلون: هل ستحدُث مظاهرات هذه الليلة أيضًا أم لا؟ للأسف لم يختلف التعامل حتى هذه اللحظة مع ما كان يحدُث في السابق؛ نفس التوجُّهات، ونفس الأحاديث السابقة. ليت كان بإمكان بعض الشخصيات مثل ناطق نوري وعلي لاريجاني وباهنر وأحمد توكلي، وغيرهم من الشخصيات الأكثر اعتدالًا، أن يكون لهم تأثيرٌ أكبر في الأزمة الحالية.
لا يوجد أسوأ من ألّا يريد البعض الاعتراف بالقضية الأساسية؛ لا يريدون أن يقبلوا أن بعض النساء والشباب يعارضون برامجهم. لو لم تقع حادثة مقتل مهسا أميني، لكان من الممكن ظهور سببٍ آخر لتتشكَّل هذه الأمواج من الاحتجاجات. إن لم يفكر المسؤولون بحل أساسي وجذري يأخذُ مستقبلَ النظام على المدى البعيد بعين الاعتبار، فسيتجاوز النظام هذه الأزمة كما في الأزمات السابقة؛ ستتراجع حدَّة المظاهرات وحالة الشغب منذ مطلع الأسبوع المقبل، وسيجري إطلاق سراح المعتقلين تدريجيًا، وسنعود إلى أوضاع ما قبل مقتل مهسا أميني، لكن ليت بعض المسؤولين يروْن ويتلقّون الرسالة، التي تقول إن حالةَ الاستياء قد تغلغلت في المجتمع الإيراني، وأننا نتهرَّب من مشاهدة الحقائق بإغلاقنا أعيننا عن حالة الاستياء هذه، وإلقاء اللوم على عاتق الآخرين».
35 قتيلًا بسبب الاحتجاجات حتى الجمعة بحسب «الإذاعة والتلفزيون»
وصل عددُ قتلى الاحتجاجات التي تنتشرُ في المدن الإيرانية، إلى 35 قتيلًا حتى أمس الجمعة (23 سبتمبر)، بحسب هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الرسمية.
وكتبت وكالة «بُرنا» الحكومية: «ورَد في النشرة الإخبارية في الساعة 20:30 للإذاعة والتلفزيون، يوم الجمعة 23 سبتمبر، حول عددِ ضحايا الاحتجاجات الأخيرة في البلاد، بأنَّ عددَ الضحايا وفقًا لإحصائيات غير رسمية، ارتفعَ ووصلَ إلى 35 شخصًا، كما وردَ أنَّ الجهات المسؤولة ستُعلن الإحصائيةَ الرسمية لعددِ ضحايا الاحتجاجات بصورة رسمية».
وبحسب تقرير لموقع «انتخاب»، يأتي الإعلان عن هذا الرقم في الوقت الذي أذاعت النشرة الإخبارية للساعة 20:30 للإذاعة والتلفزيون يوم الخميس (22 سبتمبر)، أنَّ الإحصائية غير الرسمية لعددِ ضحايا التجمُّعات والاحتجاجات الأخيرة في بلادنا وصل إلى 27 شخصًا. وقبل عدَّة ساعات منذ ذلك، أعلنت النشرة الإخبارية للساعة 14:00 للإذاعة والتلفزيون، أنَّ الإحصائية غير الرسمية لضحايا وقائعِ الأيام الأخيرة 17 شخصًا.
موقع «انتخاب»
المحتجون بأشنوية يسيطرون على المدينة.. وزجاجات حارقة على القوات الخاصة في قُم
ورَدت تقارير عديدة من أشنوية، تُفيد بأنَّ المحتجين سيطروا على المدينة تقريبًا، وذلك بخروج أجزاء منها عن سيطرة المؤسسات الحكومية المحلية، ولا يمكن تأكيد هذه التقارير؛ بسبب قيود الإنترنت وعدم وجود مصادر إخبارية مستقلة، بينما شهدت مدينة قُم إلقاءَ زجاجات حارقة.
وأظهرت عدَّة مقاطع فيديو في أشنوية -أُشير إلى أنها تعود لليلة الجمعة- حشدًا كبيرًا من الناس خرجوا في مسيرة بالشوارع الرئيسية، ولم تظهر أيّ علامة على وجود قوات للشرطة، بينما يُسمَع دوي إطلاق نار مستمر، ويُشاهَد في مقطع آخر دخانٌ كثيف فوق المدينة، يُعزى إلى احتراق بنك «سبه»، لكن لم يتِم التحقُّق من هذه الأخبار.
وكتبت منظمة «هينغاو» لحقوق الإنسان على موقع «تويتر»، فجر اليوم السبت، أنَّ أجزاءً كبيرة من أشنوية كانت «قد سقطت بيد المتظاهرين». كما نُشِر قبل يومين مقطعُ فيديو لجنازة مراهقٍ يبلغ من العمر 16 عامًا في المدينة، اسمه أمين معروفي.
ونُشِر أمس الجمعة تقريرٌ عن رجلٍ مسن تم تقديمُه على أنه والد ميلان حقيقي، وهو مراهقٌ آخر قُتِل خلال احتجاجات أشنوية، وفقًا للتقارير، وطلَبَ المسن من الناس مواصلةَ احتجاجاتهِم.
من جهةٍ ثانية، نُشِر مقطعُ فيديو أمس الجمعة، لشبابٍ يلقونَ زجاجاتٍ حارقة على القوَّات الخاصة في قُم.
قناة «بي بي سي-فارسي» + موقع «بيك ايران»
أهالي تبريز يزيلون لافتة «زقاق خامنئي» ويجرُّونها على الأرض
انتشرَ مقطعُ فيديو، أمس الجمعة (23 سبتمبر)، لأفرادٍ من مدينة تبريز أزالوا لافتةً كُتِب عليها «زقاق خامنئي»، وجرُّوها على الأرض.
موقع «بيك ايران»