أعلن رئيس هيئة الإنقاذ والإغاثة التابعة لجمعية الهلال الأحمر الإيراني مهدي ولي بور، (السبت 30 يوليو)، مصرع 56 شخصًا وفقدان 18 آخرين خلال السيول الأخيرة في البلاد.
وفي شأن سياسي، أوضح الناشط السياسي محمد هاشمي، في حوار مع وكالة «إيلنا» (السبت 30 يوليو)، حول ما يقوم به بعض المتشددين والمتطرفين هذه الأيام من تصادم مع المواطنين باسم الثورة والثورية، سوف يتسبَّب في ابتعادهم أكثر عن النظام: «كانت ثورتنا ثورةَ قيم وثورةً إسلامية على خلاف بقية ثورات العالم مثل الثورة الفرنسية والثورة الشيوعية الروسية».
وفي شأن آخر، أكَّد مصدرٌ مطلع، أن السلطات الإيرانية، صادرت «جواز سفر»، حسين شيرازي، نجل المرجع الديني الشيعي صادق الشيرازي في مطار «الإمام الخميني» بطهران، ومنعته من مغادرة البلاد.
وعلى صعيد الافتتاحيات، طالبت افتتاحية صحيفة «مستقل»، النظامَ الإيراني بعدم مجالسة «من اعتبرتهم خاسرين» (في إشارة إلى زيارة الرئيس الروسي بوتين لطهران). فيما، استعرضت افتتاحية صحيفة «بيام ما»، كيفيةَ تعامل الحكومة الإيرانية الحالية دبلوماسيًا في المحافل الدولية.
«مستقل»: لا تجالسوا الخاسرين
يرى المحلل السياسي قائم موسوي، أن على النظام الإيراني تقديم مصالح بلاده القومية، خاصةً في الاتفاق النووي الإيراني، واجتناب لعبة الخاسرين «تلميحًا لزيارة الرئيس بوتين لطهران».
جاءَ في الافتتاحية: «في الظروف التي يسير فيها النظام العالمي نحو نظام ثنائي أو متعدد الأقطاب، فإن أفضل إستراتيجية يمكن للدول غير الأقطاب أن تتَّخذها، كلٌّ حسب مكانتها ووزنها الإستراتيجي، هي السياسة العائمة والمتوازنة. يمكن لهذه الإستراتيجية أن تساعد على الإمساك بزمام المبادرة لاتخاذ أفضل حلّ في حال كانت المصالح الوطنية في الأولوية. التحديات الجارية اليوم على المستوى العالمي، هي منافسة مصيرية بين موافقي الوضع الموجود ومعارضيه؛ أمريكا وحلفاؤها ينوون الحفاظ على النظام العالمي الحالي، والسيطرة على الدول التي تطالب بإعادة النظر في هذا النظام على المستويين الإقليمي والدولي. بعبارة أخرى فهم ينوون الحيلولة دون تغيير معادلة أحادية الأطراف إلى متعددة الأطراف. هذه المعركة تجلّت بوضوح في الاعتداء الروسي على أوكرانيا، والأزمة العالمية للطاقة والغذاء، وأزمة تايوان.
السيناريو المعقّد والاستنزافي للتآكل والانهيار المحتمل للنظام العالمي المستقر وظهور نظام جديد، يمكنه أن يكون بمثابة فرصة وتهديد حقيقيين للقوى في المنطقة. إن لم تُحَلَّل الظروف وتُقيَّم النزاعات بين القوى العالمية بشكل واقعيّ، فمن شأن هذا أن يُلحق خسائر لا يمكن تعويضها بمصالح وحتى بوجودية إيران. إن احتلت أماني الحكّام مكانَ التقييم الصحيح للأحداث، فسيؤدي ذلك إلى سياسات مضرّة، وهي سابقة تسبَّبت في احتلال إيران من قِبل الحلفاء في خضمّ الحرب العالمية الثانية. والآن، وبسبب انتهاجهم سياسات أحادية الجانب تنتهك سياسة عدم التبعية للشرق أو الغرب، وفي نفس الوقت تبدو ساذجة في فهم الظروف الدولية، فإنهم يسوقون البلد نحو الوقوع في شركٍ ينقله إلى أوضاع خطيرة.
من الواضح أن حضور بوتين إلى طهران لم يكن من أجل أن يتقاسم مع إيران غنائم اعتداء روسيا على أوكرانيا، بل في سياق مصالح روسيا بالكامل؛ بوتين خرج من العزلة، وحال دون وصول الاتفاق النووي إلى نتيجة من خلال الوعود الكاذبة، والأهم من هذا كله السعي للحشد وتوزيع نفقات وتكاليف الاعتداء على أوكرانيا على سائر الدول، والسياسة الماكرة بخصوص شراء المسيّرات تأتي في هذا السياق، أي جرّ إيران إلى مستنقع أوكرانيا! إن مصالح إيران القومية تستوجب استغلال احتياجات روسيا من خلال انتهاج السياسة العائمة المناسبة، والوصول إلى اتفاق مع الغرب، واجتناب المشاركة في لعبة الخاسرين ومجالستهم».
«بيام ما»: الدبلوماسية الحائرة
استعرضت الافتتاحية، تعامل الحكومة مع مفهوم «الدبلوماسية الحائرة»، وحاولت الافتتاحية استعراض سلوك الحكومة الدبلوماسي في المحافل الدولية.
تقول الافتتاحية: «منذ وصول الحكومة (حكومة إبراهيم رئيسي) إلى السلطة، كان جميع كبار المسؤولين، خاصةً رئيس الجمهورية، يؤكدون على أهمية الانتباه إلى البيئة، بحيث استخدمَ رئيسي مرَّات كثيرة عبارات من قبيل (التنمية جزء من البيئة). كما أن رئيس منظمة الحفاظ على البيئة أيضًا قد أكّد مرَّات عديدة وفي مناسبات مختلفة أهميةَ الحفاظ على البيئة، وخاصةً استغلال إمكانيات الدبلوماسية البيئية والتعاون الدولي في هذا المجال. لكن في مقابل هذه المواقف يجب أن يكون لدينا تطبيقٌ عمليٌ أيضًا، حتى تكون مقبولةً كسياسية منسجمة وموحّدة داخل وخارج إيران.
أمس الجمعة نُشر خبر يقول إن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوَّتت بموافقة الأكثرية (161 صوتًا موافقًا) على قرار غير مُلزِم اعترفت فيه رسميًا بأن «الحق بالاستفادة من البيئة النظيفة جزءٌ من حقوق الإنسان». والأمر العجيب في هذه الأثناء هو كيف صوّتت إيران! في الحقيقة لقد امتنعت إيران ودول روسيا وسوريا والصين وبلاروسيا وكمبوديا وأثيوبيا وقيرغيزيا عن التصويت. في حين لم تصوّت أيٌّ من الدول الأخرى بالرّفض.
ما الرسالة التي يمكن أن يوصلها سلوك إيران هذا إلى العالم وخاصةً دول المنطقة إزاءَ قرارٍ غير مُلزم؟ كيف ستنظر دول منطقة الشرق الأوسط ودول الجوار إلى تصويت إيران في منظمة الأمم المتحدة وهي التي استضفناها مؤخرًا للتشاور حول العمل المشترك لإدارة بؤر الغبار؟! يعلم المتخصّصون في العلاقات الدولية أن أيَّ فعل وردِّ فعل من قِبل الدول له معنى، وليس الأمر بحيث أن رأي وتصويت الدول في المحافل الدولية والحوارات الثنائية ومتعددة الجوانب تصادفي أو من منطلق التسلية.
يمكن أن نتفهّم مواكبةَ إيران لروسيا والصين في كثير من المواضيع الكبرى (على الرغم من انتقاد شريحة من الخبراء والمراقبين) كسياسةٍ إستراتيجية. لكن هذه المواكبة في مواجهة قرارٍ صوَّتت عليه 161 دولةً بالموافقة تبدو مبالغةً زائدةً عن الحد. من جهة أخرى فإن مثل هذه المواقف ستُثير شكوكَ الدول الصديقة والحليفة لنا في المنطقة بخصوص السياسات البيئية. يبدو أنه من الضروري قيام الحكومة بتدوين إستراتيجياتها الخارجية الأساسية حول الماء والبيئة، كي لا يُستنبط من مثل المواقف السابقة (حيرة دبلوماسية البيئة)».
ارتفاع عدد وفيات السيول إلى 56 شخصًا و18 مفقودًا
أعلن رئيس هيئة الإنقاذ والإغاثة التابعة لجمعية الهلال الأحمر الإيراني مهدي ولي بور، (السبت 30 يوليو)، عن مصرع 56 شخصًا وفقدان 18 آخرين خلال السيول الأخيرة في البلاد، وقال بور: «واجهت 21 محافظةً في البلاد سيولًا منذ يوم 23 يوليو الجاري وحتى الآن، وكانت محافظات لورستان، وتشهار محال وبختياري، وأصفهان، ويزد، وطهران أكثر المحافظات تأثُّرًا بالسيول مساء أمس (الجمعة 29 يوليو)».
وتابع: «للأسف وصل عدد ضحايا الفيضانات بعد الضحايا الذين لقوا حتفهم في محافظة مازندران، إلى 56 شخصًا، فيما بلغ عدد المفقودين إلى الآن 18 شخصًا»، وأضاف: «حتى الآن جرى القيام بالإسكان الاضطراري لأكثر من 3700 شخص، والقيام بعمليات إغاثة لما يقرُب من 2500 آخرين ونقلهم إلى أماكن آمنة».
المصدر: وكالة «إيرنا»
هاشمي: سوء معاملة المواطنين وانتهاك كرامتهم «خطيئة كبرى»
قال الناشط السياسي محمد هاشمي، في حوار مع وكالة «إيلنا» (السبت 30 يوليو)، حول ما يقوم به بعض المتشددين والمتطرفين هذه الأيام من تصادم مع المواطنين باسم الثورة والثورية: «كانت ثورتنا ثورةَ قيم وثورةً إسلامية على خلاف بقية ثورات العالم مثل الثورة الفرنسية والثورة الشيوعية الروسية». وأضاف: «منذ بداية الثورة، تعرَّضنا لمثل هذه المشاكل في المجتمع، وكان البعض يتحرَّكون على خلاف الأفكار الإسلامية باسم الإسلام والدين، فمثلًا كانوا يوجِّهون الاتهامات ويكذبون وينتهكون كرامة الأشخاص، في حين أن من إحدى القضايا التي أكَّد عليها الإسلام هي أن شأنَ كرامة المؤمن أكبر من الكعبة».
وفيما يتعلَّق بالسلوكيات التي نشاهدها اليوم في قضية الحجاب التي أثارت الهوامش، في حين أن المرشد ورئيس السلطة القضائية قد أصدرا توجيهات حول سلوك العناصر المسؤولين، وأوضح: «أنقل عن الخميني قوله إن تجاوز الضوابط في المجتمع الإسلامي جريمة لأن القانون هو المعيار في نظام الجمهورية الإسلامية والتعامل بخلاف ذلك خطيئة».
وتابع: «وبالتالي إذا تجاوزنا الخطوط الحمراء فهذا خطيئة، والتعرُّض للمواطنين حتى لو كان بنية الأمر بالمعروف فهذا خطأ أيضًا. هذا الأمر ليس له علاقة بالفرد. يجب أن تحدد جهة ما مراحل ومسار هذا الأمر. وبالطبع إذا كان تجاوزُ الخطوط الحمراء خطيئة، فسوءُ معاملة المواطنين وانتهاكُ كرامتهم خطيئة أكبر من ذلك وله آثار سلبية على القيم الإسلامية، خاصةً جيل الشباب الذي ليس لديه اطلاعٌ ووعي بدرجة كبيرة. ربما يخطئ بعض الشباب ويربط ذلك بالإسلام في حين أن ذلك يتعارض مع القيم الإسلامية بكل الأحوال، ولا ينبغي أن نسمح بوقوع ذلك الأمر. لقد أكَّد المرشد ورئيس الجمهورية على أن مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب تحقيقها في إطار آليتها وعمليتها على نحو ألَّا تتسبَّب في إثارة اضطرابات بالمجتمع وتشويه صورة الإسلام في نظر المواطنين».
المصدر: وكالة «إيلنا»
منع رجل دين معارض لخامنئي من مغادرة إيران
صادرت الأجهزة الأمنية الإيرانية جوازَ سفر حسين الشيرازي، أحد رجال الدين المنتقدين للجمهورية الإسلامية، ومنعته من مغادرة البلاد. حسين هو الابن الأكبر لآية الله صادق الشيرازي، المرجع الشيعي الذي تعرَّض على مدى العقود الماضية لضغوط من المؤسسات الأمنية الإيرانية.
ووفقًا للتقارير، عندما كان حسين الشيرازي في طريقه إلى الكويت من أجل أنشطته الدعوية مع اقتراب شهر المحرم، مُنع من السفر وصودِر جواز سفره في مطار الخميني بطهران، وكان قد تم اعتقال حسين الشيرازي في وقت سابق في عام 2017م، لمقارنته الولي الفقيه بفرعون. وعقب هذا الاعتقال، هاجمَ أنصار عائلة الشيرازي أماكنَ تابعة لإيران في العراق والسفارة الإيرانية في لندن، وأُطلِق سراح حسين الشيرازي.
من جهتها، أعلنت قناة «الإمام الحسين» الفضائية، الجهاز الإعلامي لأنصار صادق الشيرازي، عن تهديد علي خامنئي لرجل الدين هذا. وذكرت هذه القناة، أن «بيت خامنئي وكبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية، سلَّموا صادقي شيرازي الخميس 28 يوليو 2022م، رسالةَ تهديد من جواد علوي بروجردي». جاء في نص الرسالة المنسوبة إلى علوي بروجردي والموجَّهة إلى حسين شيرازي، والتي نشرها موقع قناة «الإمام الحسين»: «لقد بعثت السلطات برسالة مفادها أنه ليس لدينا مشكلة مع المحاضرة الشهرية ولا مع مرجعية السيد، ولكن بسبب حساسية الموقف تجاه جلسة خطبة ليلة 28 يوليو 2022م، يجب أن تلتزم فقط بمجال الوعظ وتمتنع عن السخرية وتوجيه الإهانات للنظام والمرشد».
يُذكر أن عائلة شيرازي كانت من أنصار الخميني، لكنها اختلفت معه في بداية الثورة واستمرَّ هذا الخلاف طوال هذه السنوات وأصبحَ أكثر حدَّة في عهد خامنئي. وتَعتبرُ وسائلُ الإعلام المقرَّبة من الحكومة الإيرانية حسين شيرازي مروّجًا لـ «التشيع الإنجليزي» وتتَّهمه بإثارة الفرقة بين الشيعة والسنة. فيما، يعتقد مقلّدوه أنه يتعرَّض هو وعائلته لضغوط من جانب الحكومة بسبب مواقفِه المستقلة.
المصدر: موقع «إيران واير»