أكَّد تقرير أمني إسرائيلي أن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانسحاب من سوريا جاء نتيجة محاولاته المستمرة منذ شهر رسم صورة المنتصر للجيش الروسي، وأن الحرب هناك انتهت وحان وقت التوصل إلى حلّ سياسي للأزمة في سوريا، وما زيارته للقاعدة الروسية في حميميم قرب اللاذقية إلا لتأكيد نظرته هذه.
حرب مستمرة.. ومستقبل أكثر تهالكًا للأسد
أشار موقع “تيك ديبكا” الأمني إلى أنه على الرغم من إعلان بوتين المتضمن انسحاب قواته، فإن الحرب في سوريا مستمرة، ولم تلُح في الأفق أي إشارات تدلّ على قرب نهايتها. ونقل الموقع في تقريره عن مصادره الخاصَّة قولها إن الحرب ستزداد ضراوة بمجرَّد خروج القوات الروسية من سوريا، وسيكون نظام بشار الأسد مهدَّدًا بشكل كبير مجدَّدًا، فالجيش السوري منهار ولا يستطيع الحفاظ على المواقع التي استعاد السيطرة عليها مؤخَّرًا من تنظيم داعش، وكذلك تلك التي استرجعها من قوات المعارضة، بل إنه لا يستطيع حتى حماية العاصمة دمشق.
تحذيرات روسية.. وآذان غير صاغية
أكَّد الموقع أيضًا أن بقية القوات العاملة في سوريا مثل ميليشيا حزب الله، والميليشيات الشيعية الأخرى التابعة لإيران، وقوات الحرس الثوري الإيرانيّ، لا تستطيع التحرُّك في عمليات عسكرية موسَّعة كما فعلوا حتى هذه اللحظة دون دعم مكثَّف من المخابرات وسلاح الجوّ الروسي. هذه الحقيقة دفعت الرئيس الروسي بوتين لإطلاق تحذير شديد اللهجة للمنظَّمات الإرهابية المختلفة من مجرَّد التفكير في التحرك والعودة لاستعادة السيطرة على الأراضي التي فقدوها، لكن الشك كبير في أن يجد هذا التحذير الروسي أذنًا صاغية لدى هذه المنظَّمات.
طريق الانتصار لا يزال طويلًا
واعتبر التقرير أن تجاهل بوتين في خطابه أمس الدور الذي لعبته الأطراف الأخرى في هزيمة داعش لم يكُن صدفة، بخاصَّة القوات الأمريكيَّة، والميليشيات الكردية YPG، وحزب الله، والميليشيات الشيعية الأخرى التابعة لإيران، لأن بوتين يرى أن في سوريا قوتين أساسيتين فقط، هما الجيش الروسي وجيش النِّظام السوري. غير أن الواقع يقول غير ذلك تمامًا، فمناطق سوريا الشمالية تحت سيطرة الجيش الأمريكيّ والميليشيات الكردية، أما منطقة إدلب فتقع تحت سيطرة قوات كبيرة من المعارضة التي تنتمي بشكل أساسي إلى هيئة تحرير الشام والقاعدة. كذلك لا تزال أجزاء كبيرة من المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق تحت سيطرة منظَّمات معارضة مختلفة، ونفس الحال ينطبق على المناطق في جنوب سوريا، بخاصَّة تلك المحاذية للحدود مع إسرائيل والأردن، بمعنى آخر وأكثر وضوحًا “طريق الانتصار في الحرب الدائرة في سوريا لا زال طويلًا”.