تناولت صحيفة “اعتماد” في افتتاحيتها اليوم الاحتجاجات الشعبية الحالية التي تجري في إيران على نطاق واسع، وترى أن السرّ يكمن في جهل الأصوليين بحقيقة هذه الاحتجاجات، في حين سلطت صحيفة “آرمان أمروز” عبر افتتاحيتها اليوم الضوء على اقتراب إعلان قرار الرئيس الأمريكيّ بخصوص الاتِّفاق النووي، وإعلانه التزام إيران به أو العكس.
وخبريًّا كان أبرز ما جاء مقتل ثلاثة شباب على الأقل في إقليم دورود، واستمرار المظاهرات ليومها الرابع، ووصف رئيس تحرير صحيفة “كيهان” حسين شريعتمداري الاحتجاجات الحالية بالفتنة، وتحذير رئيس مركز التجارة العالَمي الإيرانيّ من تبعات سياسات الحكومة الخاطئة التي سُتلقِي بالاقتصادي في أزمة تتجاوز الركود، كذلك إغلاق قناة “آمد نيوز” وتعليق الدراسة في أصفهان.
“اعتماد”: مفتاح لغز المظاهرات الأخيرة
تتناول صحيفة “اعتماد” في افتتاحيتها اليوم الاحتجاجات الشعبية الحالية التي تجري في إيران على نطاق واسع، وترى أن السرّ يكمن في جهل الأصوليين بحقيقة هذه الاحتجاجات، وأنهم يعتقدون أن هذه الاحتجاجات بسبب الأوضاع الاقتصادية، في حين أنها في الحقيقة احتجاجات سياسية، وتشير إلى الطريقة المتناقضة التي يتعامل بها التيَّار الأصولي مع هذه المظاهرات.
تقول الافتتاحيَّة: لا يمكن كتمان السعادة التي يشعر بها الأصوليون إزاء هذه المظاهرات، واعتقادهم أن الناس يتظاهرون بسبب الأوضاع المعيشية، وأن الناس سيُقبِلون عليهم، لكنّ مشكلتهم الأساسية هي أنهم يسعون، على خلاف الواقع، لفصل الأوضاع المعيشية عن القضايا السياسية والثقافية والمذهبية، في حين أن من لديه معرفة -ولو قليلة- بإيران، سيعلم أن مشكلتنا تكمن في عدم إمكانية فصل هذه الأمور بعضها عن بعض.
الافتتاحيَّة أشارت إلى سذاجة الأصوليين بقولها: إنهم يظنون أن الناس يملكون الحقّ في الاحتجاج على أوضاعهم المعيشية، لكن ليس لديهم الحقّ في إطلاق شعارات سياسية خلالها، في حين أن الاقتصاد والسياسة في إيران وجهان لعملة واحدة، فالناس يبدؤون بالاحتجاج بذريعة الأوضاع المعيشية، كي لا يقف أحد في وجهها ويمنعها، لكن عندما يأخذهم الحماس فإن هذه الاحتجاجات تنتقل إلى أمور أخرى، حتى لو كانت تحدث في قم ومشهد!
وتتعجب الافتتاحيَّة من تناقض الأصوليين الذين يرون أن مَن يطلقون الشعارات السياسية عملاء، أما باقي الناس فهم عاديون، كما تكذّب ما يدّعيه الأصوليون من أن هذه المظاهرات شعبية عفوية، وتضيف: لو كان الأمر كذلك، لواجه الناس أنفسهم هؤلاء “العملاء”، وكيف لنا أن نعرف أن الشعارات السياسية ليست هي الأساس، وأن الشعارات الاقتصادية ليست مجرّد غطاء؟ وإذا كانت هذه المظاهرات احتجاجًا على أداء حكومة روحاني وتصبّ في صالحكم، فلماذا تسمحون خلالها للناس بإطلاق شعارات راديكالية تُسعِدُ الأجانب؟!
الافتتاحيَّة في ختامها أشارت صراحة إلى أن هذه المظاهرات والاحتجاجات هي في الأساس ضدّ سيطرة بعض المؤسَّسات على اقتصاد وميزانية الدولة، وتكمل باستهزاء: لماذا لا تسيِّر الأحزاب الأصولية مظاهرة مليونية مرخَّصة من وزارة الخارجية، تتجه إلى طهران، وتقوم باعتصام أمام مبنى البرلمان والحكومة؟ ربما سيسمع الناس مطالبهم، وفي هذه الحالة نوصي بوجود مسؤولي المؤسَّسات الخاصَّة، التي أدرجت أسماءها على قائمة الميزانية، في مقدِّمة المتظاهرين، كي يتّضح ما المؤسَّسات التي يطالب الناس بزيادة أو تقليص ميزانيتها.
“آرمان أمروز”: تبعات خروج أمريكا من الاتِّفاق النووي
سلَّطَت صحيفة “آرمان أمروز” في افتتاحيتها اليوم الضوء على اقتراب الأجل المسمى لاتخاذ الرئيس الأمريكيّ قراره بخصوص الاتِّفاق النووي، وإعلانه التزام إيران به أو عكس ذلك، مشيرةً إلى أنه على الرغم من تأكيد وكالة الطاقة الذريَّة التزام إيران بالاتِّفاق، فإنه يُحتمل خروج أمريكا منه، وهذا سيتسبب بالطبع في مشكلات لإيران.
تقول الافتتاحيَّة: أمام الرئيس الأمريكيّ فرصة حتى الثالث عشر من يناير ليؤكّد التزام إيران بالاتِّفاق النووي، لكن بالنظر إلى العلامات الموجودة، فهناك احتمال لخروج أمريكا من الاتِّفاق، إلا إذا جرى تغيير على سياسات أطراف الاتِّفاق، أو توسطت الدول الأوروبيَّة لدى أمريكا.
الافتتاحيَّة ترى أنه إذا خرجت أمريكا من الاتِّفاق فسيكون لذلك تبعات ثقيلة، وتردف: على الرغم من أن البعض في إيران يريدون إلغاء الاتِّفاق، بل ويظهرون السعادة إزاء احتمالية خروج أمريكا منه، فإن هذا خطأ محض، لأن لهذه القضية تبعات، فمن جهة سيجري طرح قضايا جديدة بعد إلغاء الاتِّفاق، ومِن ثَمَّ سيزداد الضغط على إيران.
الافتتاحيَّة في الختام اعتبرت أن وقوف أوروبا إلى جانب إيران في قضية الاتِّفاق النووي لا يعني موافقتها على برنامج إيران الصاروخي، وتضيف: بعض الدول الأوروبيَّة يقف إلى جانب أمريكا بخصوص البرنامج الصاروخي الإيرانيّ، لذا إذا تمكنت إيران من طمأنة أوروبا أكثر، فإن دول الاتِّحاد لن تميل إلى الجانب الأمريكيّ، ولن تواجه الدولة مآزق اقتصادية أكثر كالتي تعيشها اليوم.
مقتل 3 متظاهرين على الأقل في دورود
أطلقت قوات الحرس الثوري والباسيج الأعيرة النارية صوب الشباب في إقليم دورود بمحافظة لرستان، مما أسفر عن مقتل ثلاثة شباب على الأقل وإصابة آخرين. يأتي ذلك بعد أن اشتبك أهالي الإقليم مع ضباط القوات العسكرية في شارع شريعتي، مطالبين القوات العسكرية بتَجنُّب العنف وعدم قمع المظاهرات السلمية، إلا أن القوات استخدمت الأسلحة النارية مما جعل أهالي الإقليم يرددون: “سأقتل مَن قتل أخي”.
(موقع “جوانه ها”)
شريعتمداري: ما يحدث حاليًّا فتنة جديدة
اعتبر رئيس تحرير صحيفة “كيهان” حسين شريعتمداري أن ” الاحتجاجات الحالية مطابقة تمامًا لفتنة 2009″، زاعمًا أن هدف المتظاهرين الرئيسي هو “الإطاحة بالنِّظام”، ووصفهم بأنهم “أداة في يد الأعداء”.
شريعتمداري اعتبر أن ما حدث 2009 وما يحدث الآن ليس سوى “مؤامرة أمريكيَّة-بريطانية-إسرائيلية”، مطالبًا بضرورة “مراقبة مثيري المظاهرات”.
جدير بالذكر أن المظاهرات الإيرانيَّة التي انطلقت من مدينة مشهد لتصل إلى أغلب المدن الإيرانيَّة الكبرى رفعت شعارات اقتصادية بالدرجة الأولى من قبيل “يا رجال الشرطة، اذهبوا وأقبضوا على اللص”، و”أمتنا يقظة وسئمت السرقة”. وبسبب الظروف المالية السيئة التي تحيط بالمجتمع الإيرانيّ يتجاوز عدد العاطلين عن العمل 20 مليونًا، كما يبلغ من هم تحت خط الفقر 40 مليون مواطن، بجانب ذهاب أغلب عائدات النِّفْط والعائدات الماليَّة الأخرى إلى الميليشيات المقاتلة في سوريا واليمن ولبنان.
(وكالة “إيسنا”)
سبزعليبور: وعود روحاني مجرَّد شعارات.. والشعب أرهقه الفقر
حذّر رئيس مركز التجارة العالَمي الإيرانيّ حمد رضا سبزعليبور من أن “سياسات الحكومة الخاطئة، سوف تُدخِل البلاد من الركود المطلق إلى مرحلة أكثر خطورة”، مؤكّدًا أن “الأوضاع الاقتصادية للدولة والشعب سوف تتأزم للغاية خلال الأشهر المقبلة”، وأضاف: “لقد أعطى شعبنا العزيز صوته للسيد روحاني لأسباب خاصَّة، واختاروه مجدَّدًا لرئاسة الجمهورية، إلا أن الشعب أُرهِقَ من المشكلات السياسية والحزبية والمعضلات الاقتصادية خلال الأعوام الماضية”، وتابع: “لكن للأسف خلال الأعوام الأربعة والنصف التي مضت من عمر الحكومتين الأولى والثانية، لم تُحَلّ المشكلات الاقتصادية في الدولة، وليس هذا فحسب، بل على العكس ساءت الأوضاع أكثر فأكثر”.
رئيس مركز التجارة العالَمي الإيرانيّ وصف حكومة روحاني بـ”الحكومة ذات الشعارات التي تهدف فقط إلى كسب أصوات الشعب والباحثين عن مستقبل أكثر تفاؤلًا”، وهو ما أسهم في ظهور موجة من “عدم الثقة الشعبية في الحكومة وأداء رجالها”. وعمَّا فعلته الحكومة الحالية قال سبزعليبور: “إن خلاصة ما فعلته الحكومة يكمن في الآتي: زيادة في الركود الاقتصادي، تنامي البطالة، إفلاس عدد كبير من الشركات، تأجيل أجور العاملين، وأشياء أخرى لا يمكن أن تُحصى”.
(موقع “ألف”)
فرح بهلوي: على الشعب أن يتمسك بالحرية
أعربت فرح بهلوي، آخر ملكات إيران، عن دعمها “للمظاهرات الشعبية في أنحاء إيران كافة”، داعيةً إلى ” التمسك بالحرية وتحقيق وحدة البلاد”. جاء ذلك في خطاب منسوب إليها تداوله بعض الوسائل الإعلامية، امتدحت خلاله “الشعب الإيرانيّ”، متهمةً المسؤولين هناك بـ”الفساد والظلم والاستغلال”.
كذلك جاء في خطابها: “منذ ما يقارب 39 عامًا تلتف حبال الظلم والفساد على رقابكم، وبقيتم منتظرين بصبر، فربما يتغير هؤلاء المسؤولون وتتحسن الأوضاع، فأتمنى أن يتقدم الشعب الإيرانيّ ويحقق التطور والحرية والتقدم للبلاد”.
جدير بالذكر أن المظاهرات الإيرانيَّة قامت في أكثر المدن الإيرانيَّة، وقد بدأت هذه المظاهرات من خراسان ومشهد ثم نيشابور وهمدان وكرمانشاه واصفهان ويزد وأبهر وتطران، واحتج فيها المتظاهرون على أوضاعهم، ونددوا بمسؤولي البلاد من بينهم علي خامنئي وحسن روحاني والمؤسَّسات الدينية كافة، كما رفع بعض المحتجين شعارات تتمنى عودة فترة الملكية.
(موقع “راديو فردا”)
تقارير إخبارية: إغلاق “آمد نيوز” وتعليق الدراسة في أصفهان
دخلت المظاهرات الإيرانيَّة التي انطلقت من مدينة مشهد يومها الرابع، وأشارت تقارير إخبارية إلى أن “موجات الاحتجاجات لم تهدأ، بل تشهد ارتفاعًا حادًّا في مختلف المدن الإيرانيَّة”، وأكَّدَت “مقتل ثلاثة أشخاص في مظاهرات لرستان، دون تعليق من المسؤولين الحكوميين حتى الآن”، وأضافت التقارير أنه “مع ارتفاع حِدَّة الاحتجاجات والدور الكبير لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قُطِعَ شبكات الهاتف المحمول في بعض المناطق، وهو الأمر الذي أحدث خللًا كبيرًا في شبكات الإنترنت”.
من جانب آخر أُغلقت مساء أمس قناة تليغرام “آمد نيوز” التي كان لها دور كبير في نقل دعوات المظاهرات الأخيرة وتقديم التغطية الإعلامية”. التقارير الإخبارية أشارت كذلك إلى أن “الدراسة عُلِّقَت في مدينة أصفهان بناءً على إعلان رئيس مركز إدارة الأزمات في المدينة” الذي زعم أن “السبب وراء ذلك هو التلوُّث الجوي في المدينة”.
(موقع “دويتشه فيله فارسيّ”)
مطهري: على الحكومة الاعتراف باحتجاجات الشعب
قال نائب رئيس البرلمان الإيرانيّ علي مطهري: “على وزارة الداخلية أن تعترف بالاحتجاج الرسميّ، وعدم عرقلة إصدار التصاريح، كما يجب على الناس الالتزام بالاحتجاجات المدنية”. وأضاف: ” للأسف ليس لدينا ثقافة الاحتجاج، لهذا تُحوَّر الشعارات إلى شعارات تتبنى العنف” وفق وصفه. يأتي ذلك بعد أن تَوَعَّد وزير الداخلية الإيرانيّ رحماني فضلي كل المحتجين بدفع الثمن لِمَا يقومون من احتجاجات وصفها بـ”التخريبية وغير القانونية”.
(وكالة “أناتولي”)
خامنئي: نظام رضا بهلوي طاغوتي
هاجم المرشد علي خامنئي نظام رضا بهلوي واصفًا إياه “بالطاغوت”، زاعمًا أن “الوجود الجادّ لرجال الدين والمؤمنين هو ما أسهم في تعزيز النضال والتطوُّر”، مضيفًا: “لولا نضال رجال الدين ضدّ نظام الطاغوت لما قامت الثورة الإيرانيَّة”.
واعتبر المرشد أن “الأحزاب والجماعات السياسية والفكرية لم تتمكّن من الإطاحة بالحكومة الملكية المستبدة، وحضور الشعب الواسع في الساحة وكل تلك التضحية والإخلاص هو ما أسقط هذا النِّظام”.
(وكالة “إيسنا”)
الاضطرابات تصل إلى طهران
أقيمت مساء أمس بالعاصمة طهران تجمعات في عدة ميادين، منها ميدان انقلاب، وطريق ولي عصر، وجامعة طهران، وردَّد المتجمِّعون هتافات تنتقد المسؤولين والأحزاب السياسية. وعن حظر التجول في طهران أفاد بعض قنوات تليغرام بأن “مجلس الأمن القومي الإيرانيّ صدَّق على قرار بحظر التجوال في العاصمة بدءًا من الثامنة مساءً”، رغم نفي محسن همداني، معاون الأمن العسكري لمحافظ طهران.
وعن تفاصيل التجمعات التي حدثت فقد تركزت بين ميدان انقلاب وجامعة طهران من نحو الساعة 12:30، كما حضرت القوات الأمنية للسيطرة على الحشود بالمنطقة. وكانت تجمعات متفرقة على الرصيف المقابل لجامعة طهران رغم الحضور الأمني، كما حضرت تجمعات طلابية داخل جامعة طهران ردَّدَت هتافات ضدّ التيَّارات السياسية ومسؤولي الدولة، وبعد ساعة حاولت القوات الأمنية إغلاق أبواب الجامعة أمام الطلاب الموجودين داخلها، وكان ذلك مصحوبًا ببعض الاشتباكات، وفي النهاية نجحت القوات الأمنية وأغلقت أبواب جامعة طهران أمام حشود الطلاب.
وفي الرابعة عصرًا شوهدت تجمعات في المنطقة بين طريق ولي عصر حتى ميدان انقلاب، وفي الوقت الذي أشعلت فيه الحشود النار في سلال المهملات في شارع الجامعة وقذفت الحجارة، حاولت الشرطة السيطرة على الأوضاع وتفريق الحشود التي تهتف ضدّ أركان النِّظام وتردِّد هتافات أخرى لا تتعلق بالمشكلات الاقتصادية.
جدير بالإشارة أن هذه التجمعات مستمرة في يومها الرابع رغم مطالبة وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي الشعب بعدم المشاركة فيها، بعد أن وصفها بـ”غير القانونية”، مُوصِيًا المواطنين بضرورة أن يتقدموا بـ”طلب من أجل التجمع”.
(وكالة “إيسنا”)