بحِدَّة واضحة تنتقد صحيفة “جهان صنعت” في افتتاحيتها اليوم تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانيَّة، إذ نفى صراحةً تقديم أي مساعدات مالية للموالين إلى النِّظام في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، واصفةً تلك التصريحات بالكاذبة والمناقضة للأدلة القطعيَّة، وعن صحيفة “إيران” وافتتاحيتها اليوم فتطرَّقَت إلى التخبُّط الواضح الذي يعاني منه المسؤولون الإيرانيّون تجاه الاحتجاجات الشعبية في غالبية المدن الإيرانيَّة، وجهلهم الصريح بأسباب هذا الغضب الشعبي.
وخبريًّا كان أبرز ما جاء اليوم مطالبة المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية المتظاهرين بأخذ الحيطة والحذر من أعداء الثورة الإيرانيَّة، وتأكيد حزب “أميد” ضرورة أن ينفِّذ روحاني إصلاحات اقتصادية وهيكلية في النِّظام، وإعلان نائب محافظ كلستان عن اعتقال ما يقرب من 150 شخصًا في المحافظة، ومهاجمة حزب “نداء الإيرانيّين” كلَّ من يحاول إنكار آلام الشعب وما يعيشه من ظروف اقتصادية خانقة.
“جهان صنعت”: يا سيّد نوبخت.. نحن لسنا سُذّجًا!
تنتقد صحيفة “جهان صنعت” في افتتاحيتها اليوم تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، التي أشار فيها إلى أن الحكومة لا تقدّم أي مساعدات مالية للموالين لها في اليمن وسوريا والعراق، إذ ترى الافتتاحية أن هذه التصريحات كاذبة، لأن الأدلّة تُثبت عكس ذلك تمامًا.
تقول الافتتاحية: “من يُصدّق أن سوريا التي كانت تُدار بأموال إيران، حتى عندما كانت في قمة ازدهارها في زمن حافظ الأسد، تقوم اليوم بدفع تكاليف إدارة الدولة، والأهمّ من ذلك تكاليف الحرب، في حين أنها فقدت بنيتها التحتية الضعيفة من الأساس، وفقدت مصدر دخلها الوحيد وهو السياحة؟ وكيف يمكن لدولة فقيرة وفيها حرب كاليمن أن تدفع تكاليف إدارة الحرب وإدارة الدولة على السواء؟ هل يمكن لهذه الدولة أن تشتري الأسلحة الثمينة والثقيلة كالصواريخ من السوق العالمية، وإرسالها إلى جبهات القتال؟ أضف إلى ذلك أن مصادر هذه الدولة مقسّمة بين الأطراف المتنازعة”.
الافتتاحية تؤكد أن إيران هي في الحقيقة الداعم العسكري والمالي الوحيد لصنعاء ودمشق، إذ قالت: “إذا قبلنا بأن إيران هي الداعم الأول لحكومات صنعاء ودمشق، عندها ستكون إيران هي الدولة الوحيدة التي تقدم لهاتين الحكومتين الدعم العسكري والمالي، هذا في حين أن المسؤولين العسكريين في إيران قد أشاروا مرات عدة إلى وجود إيران الكامل في هذه الحروب، وأكدوا على إصرار إيران على استمرار هذا الوجود، وعلى الرغم من هذه الأدلة التي لا يمكن إنكارها، فإن المتحدث باسم الحكومة يطالعنا بقوله إن إيران لا تقدّم أي دعم ماليّ لليمن وسوريا والعراق، وإنها تقدّم فقط الخدمات الاستشارية، وإن الحكومات المحلية هي من يدفع تكاليف هذه الحروب، فهل يظنّ نوبخت أن المواطنين الإيرانيين سُذّج؟ هل يصدق هو نفسه أن هذه الحكومات التي لا تجد الخبز هي من تقوم بدفع هذه التكاليف ولا تحتاج إلى دعم الغير؟”.
الافتتاحية تذكر في ختامها أن المؤشرات الاقتصادية والمعلومات الدولية لا تؤكد مزاعم نوبخت، كما أن الشعب الإيراني جرّب الحرب بنفسه، ولا يمكن أن يصدّق مثل هذه التصريحات. وتتابع: “في الوقت الذي يدعو فيه روحاني الشعب مؤخرًا للنزول إلى الميادين من أجل المطالبة بشفافية أكبر من قِبل الحكومة ومساءلة السلطات، وفي حين يؤكّد المسؤولون العسكريون في إيران حضور إيران الكامل في حروب اليمن وسوريا والعراق، يقوم نوبخت بتنزيل مستوى هذا الحضور الكامل إلى حضور استشاريّ فقط، بل ويزعم أن تلك الحكومات التي لا تملك شيئًا هي من يدفع تكاليف هذه الحروب الباهظة، فهل يرى نوبخت في وجوه الإيرانيين مسحة من الغباء؟”.
“إيران”: طريق التعاضد الوطني
تتطرق صحيفة “إيران” في افتتاحيتها اليوم إلى التشتت في الرأي الذي يعاني منه المسؤولون الإيرانيون، إذ ترى أن هناك تخبطًا واضحًا بينهم في ما يتعلق بالاحتجاجات الشعبية وأسبابها، فكل منهم يدلي بدلوه، داعيةً على ضرورة الاتفاق قبل التعامل معها حول الأسباب الكامنة والمحركة لها.
تقول الافتتاحية: “مع أن الحفاظ على عامل التعاضد الوطني أمر مهمّ دائمًا، إلا أنه الآن أكثر ضروريةً، نظرًا لما تشهده بعض المدن من حالة عدم الاستقرار، كما لا يعني التعاضد الوطني تجاهل الاختلاف في الرأي، إلا أن ما هو متوقع من المسؤولين هو أن يتحدوا في الرأي في أثناء الأزمات، وهذا التعاضد سيتحقق فقط عندما تصل جميع القوى السياسية إلى هذه النقطة”.
الافتتاحية أبدت أسفها في ما يتعلق باختلاف في وجهات النظر بين المسؤولين حول الأحداث الأخيرة، إذ تقول: “يحاول روحاني أن يقول إنه يتفهّم هذه الاحتجاجات، لكنها يجب أن تكون قانونية، ويكرر بعض الأصوليين المعتدلين وكذلك بعض الإصلاحيين هذا الكلام، ويؤكدون على أنه يجب الاستماع إلى مطالب الناس، بينما يعتقد البعض بأن الشعب لم ينزل إلى الشوارع بسبب الأوضاع الاقتصادية، ويعدّونها مخططًا للأجانب وأعداء النظام”.
وتلوّح الافتتاحية إلى أنه لا بدّ أن الخطوة القادمة لأصحاب الرأي الأخير (تعني الأصوليين) هي قمع هذه الاحتجاجات، خصوصًا أنهم أخذوا يتحدثون عن تدخل أمريكا وإسرائيل وداعش فيها. وتضيف: “يظن البعض أن مواجهة الاحتجاجات وتنظيم مظاهرات رسمية تُدين هذه الاحتجاجات واتخاذ إجراءات سَبَقَ واتُّخذت، يكفي في هذا المجال”.
الافتتاحية في ختامها تشير إلى أنه ما لم يُتَّفق حول أسباب هذه الاحتجاجات فلن يكون هناك إجماع حول الطريقة التي يجب التعامل من خلالها معها، وتردف: “الخطوة الأولى من أجل تقوية الوحدة الوطنية لمواجهة هذه القضية هي اجتماع رؤساء السلطات الثلاث والاتفاق حول الأسباب الحقيقية، لا الوهمية، لهذه الاحتجاجات”.
نقوي حسيني: يجب تلبية مطالب الشعب الاقتصادية
دعا المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان حسين نقوي حسيني، المتظاهرين إلى “أخذ الحيطة والحذر من أعداء الثورة الإيرانيَّة في هذه الفترة”، مؤكّدًا أن مطالبهم اتضحت، خصوصًا “الجزء الاقتصادي”، وأضاف حسيني: “لقد بدأت الأحداث الأخيرة من الاعتصامات والاحتجاجات كحقّ للشعب في المجال الاقتصادي والغلاء، ونحن نعترف رسميًّا بهذا النوع من الاحتجاجات إلا أن الأعداء باتوا يستخدمونها لتحقيق رغباتهم عبر وسائلهم الإعلامية” حسب زعمه. يأتي ذلك في ظلّ استمرار المحتجين في النزول إلى الشوارع في أغلب المدن الإيرانيَّة رافعين شعارات تهاجم النِّظام الإيرانيّ وتدخُّلاته في سوريا والعراق واليمن ولبنان على حساب الشعب في الداخل، وهو ما أسفر عن سقوط ضحايا بلغوا حتى الآن قرابة 24 قتيلًا وألف معتقَل حسب بعض الوسائل الإيرانيَّة.
(موقع “أفكار نيوز”)
“أميد” لروحاني: فريقك الاقتصادي يحتاج إلى تعزيز
طالب حزب أميد الرئيس روحاني بالعمل على “تعزيز الفريق الاقتصادي في حكومته وتنفيذ إصلاحات هيكلية”. جاء ذلك في بيان أصدره الحزب مساء أمس تزامنًا مع الأحداث الاحتجاجية التي تشهدها غالبية المدن والشوارع الإيرانيَّة لستة أيام متوالية، وقال البيان: “تعقيبًا على الاحتجاجات والتظاهرات التي جرت خلال الأيام الأخيرة في بعض مدن البلاد، يؤكّد حزب أميد مبادئ الكرامة الإنسانية والحريات السياسية والمدنية للمواطنين والحفاظ على اليقظة والتضامن الوطني”، وتابع البيان: “إن كل هذا ذو أهمِّيَّة بالغة في مثل هذه الظروف الحساسة، ويُعتقد أن الدستور الإيرانيّ تَوقَّع آلية ديمقراطية للحماية المشروعة لمطالب الشعب المدنية. ومن المسلَّم به أن التزام الحكومة ومساءلتها بالحقوق المذكورة آنفًا والوجود المتبادل النشط للأمة في النقد والرقابة، سوف يؤدِّي إلى تعزيز التضامن المذكور”.
(وكالة “تسنيم”)
نائب محافظ كلستان: اعتقال 150 متظاهرًا في المحافظة
أكَّد نائب محافظ كلستان للشؤون السياسية والأمنية والاجتماعية “اعتقال ما يقرب من 150 شخصًا” ممَّن وصفهم بـ”مثيري الشغب”، زاعمًا أن “إيران لا تزال مطمعًا لكثير من دول الاستكبار”. وأضاف: “إن النِّظام الإيرانيّ وعلى رأسه المرشد وحكومته الخادمة والبرلمان والسُّلْطة القضائيَّة، يسعى لحل مشكلات الشعب الاقتصادية والمعيشية”، شاكرًا القوات العسكرية وقوات الباسيج والجيش لتوفير الأمن وحماية الممتلكات العامَّة.
(وكالة “تسنيم”)
“نداء الإيرانيّين”: آلام الشعب لا يمكن إنكارها
أكَّد حزب “نداء الإيرانيّين” عبر بيان أصدره، أن “آلام الشعب الإيرانيّ لا يمكن إنكارها مهما كانت الادِّعاءات والحجج”، مشدِّدًا على ضرورة التخلِّي عن النظرة الأمنية في التعامل مع مشكلات الشعب، لأنها وفق تعبيره “تجعل الأمور أكثر تعقيدًا”، وجاء في البيان: “إن إيران شهدت في الأيام الأخيرة احتجاجات الشعب الغاضب الذي كان يعاني حقًّا من الأوضاع الاقتصادية، وبسبب عدم وجود رؤية لتحسين أوضاع المعيشة اتجه إلى الاحتجاجات والتعبير عن استيائه”، كما أعلن الحزب عن “دفاعه عن حقّ فئات الشعب المختلفة في طرح مطالبهم”.
(وكالة “إيرنا”)
رحيمي: الموقف الأمريكيّ والبريطانيّ شديد السوء
وصف علي رضا رحيمي، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان، موقفَي الرئيس الأمريكيّ ووزير الخارجية البريطاني بخصوص الاحتجاجات الإيرانيَّة الأخيرة، بـ”السيئين للغاية”، وقال: “إن النِّظام الإيرانيّ وفق المادة 27 من الدستور يحترم حرية المجتمع في التعبير عن حقوقه”، مطالبًا وزارة الخارجية الإيرانيَّة بإصدار بيان تُدِين فيه مثل هذه المواقف، بجانب استدعاء سفيرَين البلدين.
يأتي ذلك بعد أن نصح وزير الخارجية البريطاني مساء أمس النِّظام الحاكم في إيران بالامتناع عن استخدام العنف واحترام الشعب ومطالبه، إضافة إلى تأكيد الرئيس الأمريكيّ ضرورة تغيير النِّظام الحاكم هناك، واصفًا إياه بـ”القمعي والمنتهك لحقوق الإنسان”.
(وكالة “إيسنا”)
جزائري: يجب الردّ على المسؤولين المقصرين بشأن الإنترنت
شدّد العميد مسعود جزائري، كبير المتحدثين باسم القوات المسلَّحة الإيرانيَّة، على أهمِّيَّة معاقبة المقصِّرين في مواجهة ما يبُّثه بعض الأشخاص في الفضاء الإلكتروني، لأنهم “مجرَّد أداة يستخدمها العدوّ” حسب قوله، وأضاف: “في الوقت الحالي يجب أن تتخذ الأجهزة المعنية التدابير الفورية والحاسمة لتنفيذ الأمور التي ينبغي أن تحقِّق الأمن في الفضاء الإلكتروني، والتصدي لأي تساهل من الأجهزة كافة”.
(وكالة “تسنيم”)
اعتقال 1000 شخص ومقتل 21
أوضح مسؤولون إيرانيّون أن “أكثر من ألف شخص اعتُقلوا خلال الأيام الخمسة الماضية، في الاحتجاجات التي انتشرت في أكثر من سبعين مدينة، وذلك في محافظات طهران وكرمان والبرز وقزوين وأذربيجان الغربية ومركزي وخراسان الرضوية وأصفهان وجلستان”.
على جانب آخر أفاد بعض الإحصائيات الرسميَّة بأن “عدد القتلى وصل إلى 21 شخصًا ينتمون إلى مدن تويسركان ودرود وإيذه وشاهين شهر وقهدريجان”.
(موقع “راديو فردا”)
الحرس الثوري: لم ننزل إلى ميادين الاحتجاجات
نفى المتحدث الرسميّ باسم الحرس الثوري رمضان شريف، ونائب قائد مقرّ ثأر الله بطهران العميد إسماعيل كوثري، “وجود أي فرد من أفراد الحرس الثوري في الميادين الاحتجاجية للتصدِّي للمتظاهرين”. جديرٌ بالإشارة أن هذه التصريحات تأتي مناقضة لِمَا أعلنه بعض قادة الحرس الثوري في محافظتَي البرز وكرمان، إذ أكَّدوا “اعتقال عديد من المحتجين بواسطة عناصر الحرس الثوري”.
(موقع “راديو فردا”)