د. علي بكر
باحث متخصص في العلاقات الدولية
تشكّل حالة إقليم كردستان العراق في المرحلة الراهنة واحدة من أعقد الأزمات السياسية التي تمر بها المنطقة، لما لها من انعكاسات على الوحدات الجغرافية المحيطة بالإقليم. ورغم أن الاستفتاء الذي جرى في الإقليم في 25 سبتمبر2017 قد مثّل قفزة متطوّرة من الأداء السياسي لحكومة الإقليم بعد تجرِبة طويلة من الحكم الذاتي، فإن التبعات التي أدّت إليها عملية الاستفتاء كانت وخيمة جدًّا على جغرافيا الإقليم الكردي نفسه، وعلى الطموح الكردي في المستقبل، إذ بدا مع التطوّرات التي صاحبت الاستفتاء وأعقبت إجراءه الصعوبات والتحديات التي تقف أمام هذا الطموح، لا سيّما من جانب أهم القوى الإقليمية المجاورة للإقليم، وهما تركيا وإيران، وذلك بالنظر إلى عديد من الاعتبارات التي تجعل من انفصال الإقليم تهديدًا رئيسيًّا لمصالح هاتين الدولتين اللتين لم تتورّعا عن استخدام كل أوراقهما لإحباط اتجاه الإقليم نحو إعلان الاستقلال.
