أصدر المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة» تقرير الحالة الإيرانية لشهر يونيو 2019، مقدِّمًا إلى القارئ عمومًا والباحث خصوصًا وصفًا دقيقًا خلال الفترة الزمنية محل الرصد والتحليل، بهدف تشخيص الحالة الإيرانية وقياس أوضاعها وتفاعلاتها المختلفة.
وأشار التقرير إلى تمسُّك إيران بشرط عدم التفاوض إلا بعد إلغاء العقوبات الأمريكية المفروضة عليها، كما تناول الحرب البحرية التي تشهدها المنطقة والمتمثلة في احتجاز وتفجير الناقلات المحمَّلَة بالنفط، ما دفع إيران إلى مواصلة التحرك في إطار سياساتها التصعيدية باستهداف طائرة أمريكية مُسيَّرَة فوق المياه الدولية، وفقًا لتصريحات الإدارة الأمريكية، وإعلان تخفيض التزاماتها النووية.
ويواصل التقرير عرض الأزمة الداخلية التي تشهدها إيران حيال حجاب المرأة من ناحية، وتصاعد الخلافات على المستوى الرئاسي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونائبه الأول إسحاق جهانغيري من ناحية أخرى؛ بسبب إدارة الفريق الاقتصادي وعدم تمتُّع جهانغيري بأية صلاحيات، ما ينبئ بانتهاء تحالف التيارين المعتدل والإصلاحي، ويعطي المرشد علي خامنئي الفرصة لتشكيل تيَّار سياسي جديد ينفذ كامل رؤيته وتوجيهاته السياسية والاقتصادية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، ناقش تقرير «رصانة» تردد أنباء مواصلة الصين استيراد النفط الإيراني رغم إعلان الولايات المتحدة حظر استيراده، وتمديد الإعفاء من العقوبات الأمريكية للعراق والسماح له باستيراد الغاز والكهرباء من إيران، كما تمدد نطاق هذه العقوبات على الشخصيات السياسية، إذ صدرت جملة من العقوبات المالية على المرشد خامنئي ومستشاريه وقادة الحرس الثوري، ليُمنَعوا من الوصول إلى النظام المالي العالمي؛ ردًّا على حادثة استهداف الطائرة المُسيَّرَة الأمريكية.
ويعرض التقرير في شقِّه المتعلق بالشأن العربي استخدام إيران نفوذها في كلٍّ من العراق واليمن لتدعيم موقفها في مواجهة الولايات المتحدة، وإيصال رسائل سياسية إلى الدول المستهدفة مصالحها بالعراق بأن لدى طهران أوراقًا يمكن تحريكها وإلحاق الضرر بمصالح الخصوم فيها.
أما على المستوى الدولي كان توجُّه إيران نحو تخفيض التزاماتها النووية وتجاوز الحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي من كمية اليورانيوم منخفض التخصيب والماء الثقيل المسموح لها الاحتفاظ به على أراضيها- التصعيد الأبرز، في حين تراجعت أمريكا عن توجيه ضربة عسكرية محدودة ضد إيران ردًّا على إسقاط طائرتها المُسيَّرَة، كما حملت التوترات البالغة التي شهدتها منطقة الخليج العربي خلال شهر يونيو 2019م قدرًا من المخاطر لدول إقليمية غير مشمولة في الصراع على نحو مباشر.
لقراءة وتحميل التقرير أضغط هنا