أعلنت قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله» اليمنية، أمس الثلاثاء (24 ديسمبر)، عن توقيع أوّل اتفاقية تعاون عسكري رسمي مع إيران. وفي شأن داخلي، أكَّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أنّ موضوع لوائح FATF يجري دراسته في المجمع، وقال: «لا أستطيع قول شيء حوله»، وردّ عليه الناشط الإعلامي الأصولي محمد مهاجرة في تغريدة: «اترك بعض الخبز على سفرة المواطن». كما أوضح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية حشمت الله فلاحت بيشه، أنّه «إذا لم تقبل إيران شروط FATF، فلن تتمكَّن بنوكُ حكومات الدول الصديقة لنا، والمتعاونة معنا من العمل مع إيران».وعلى صعيد الافتتاحيات، اهتمَّت افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، بتناول علاقة «تأمين لقمة الخبز» بالاحتجاجات الأخيرة. كما رصدت افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، الأصوليين عند تغيير قشرتهم في الانتخابات المقبلة، بصيغة «مشاركة الشباب» أو «الأصولية الجديدة».
«آرمان ملي»: علاقة الخبز بالاحتجاجات الأخيرة
اهتمّ رئيس الجمعية العلمية للمساعدة الاجتماعية في إيران مصطفى إقليميا، من خلال افتتاحية صحيفة «آرمان ملي»، بتناول علاقة «تأمين لقمة الخبز» بالاحتجاجات الأخيرة.
تقول الافتتاحية: «لم تظهر الأزمة الاقتصادية الأخيرة خلال فترة قصيرة، فقد تجمَّعت هذه المشكلات منذ سنوات، وتحوَّلت الآن إلى أزمة اقتصادية. في السابق، كان بإمكان الناس إدارة حياتهم على نحوٍ ما، لكن المشكلة بدأت عندما ارتفعت الأجور بنسبة 10%، بينما ارتفع معدَّل التضخُّم بنسبة 20%، وهذا أدّى إلى اتّساع الفارق بين الدخل والمصاريف، وبالتالي تضييق الخناق على الناس. في كلّ عام يصبح الناس أفقر بنسبة 30% من العام الذي سبقه، وأحياناً لا يعادل مجمل دخل مجموعة من الأفراد تسديد أجرة المسكن فقط، وارتفاع أسعار البنزين جعل من الصعب تحمُّل مثل هذه الأوضاع ثانيةً.
من يشكِّل «نقل المسافرين» مصدر دخلٍ لهم، أصبحوا يعيشون اليوم في ضيقٍ شديد، كما أنّ التردُّد أصبح صعباً جداً على الناس، ومن كانوا يستأجرون في السابق بيوتاً في منطقة ميدان الثورة، لجأوا اليوم إلى المناطق النائية في العاصمة، وغرقوا بين أمواج النزاعات العائلية. كان يجب رفع سعر البنزين بشكل سنوي، وبما يتناسب مع زيادة رواتب الموظفين، وكون هذا الأمر لم يحدث فهذا خطأ الحكومة، وقد أدَّى إلى ارتفاع أسعار باقي السلع عدَّة أضعاف.
في الماضي، كانت القروض حلًّا لمشكلات الناس، لكن على سبيل المثال في مجال الإسكان كان التضخُّم كبيراً جداً، وتسبَّبت السياسات الخاطئة في ألّا يكفي قرض الإسكان لدفع مبلغ رهن المنزل فقط. هذه الضغوط هي ما أدَّت إلى أنّ يُبدي المجتمع ردّ فعله، وفي هذه المرّة كان منشأ الاحتجاجات المناطق الفقيرة. لو قامت الحكومة برفع سعر البنزين في كلّ عام بنسبة 20%، لأصبح سعره أكبر من السعر الحالي، ولما حدثت الأحداث المؤسفة. هذه القضايا أوجدت الظنون لدى البعض حول احتمالية وجود تعمُّدٍ لإثارة الفوضى في الدولة؛ لأنّ الجميع يعلم أنّ هذه الحزم المعيشية لا يمكنها أن تغطِّي النقص الناجم عن رفع أسعار البنزين، ولا تحلّ أيّ مشكلة، وعندما تُضاف مشكلة البطالة، ونشاهد أنّ 15% من الخرِّيجين فقط يحصلون على وظائف، حينها يجب أن نعلم أنّ أموراً جيدة لن تحدث في المستقبل.
للأسف في ظلّ العقوبات، أصبحت الدائرة تضيق أكثر على فرص العمل، والحكومة لم تتمكَّن من إيجاد فرص عمل بشكل جيد، فأصبحنا نرى أنّ المتفوِّقين من خرِّيجي الجامعات أصبحوا باعة متجوِّلين في المترو، ونرى كم هو حجم الضغوط التي يواجهونها بسبب البطالة. هذه الضغوط هي من تسبَّبت بالأحداث الأخيرة، ونحن أصبحنا نشاهد اليوم أنّ جزءًا من الناس يعجزُ عملياً عن تأمين لقمة الخبز اليومية. يجب على الحكومة أوّلاً أن تتحمَّل مسؤولية هذه الأوضاع، وأن تتحرَّك نحو توظيف الكفاءات. المقصِّر الأصلي هم المسؤولون، ويجب مؤاخذتهم بسبب عدم تحمُّل المسؤولية. الناس لا ذنب لهم، وهم يتبعون المسؤولين، صحيح أنّ هناك من استغلُّوا المظاهرات، لكن المسبِّب الرئيسي لها هم المسؤولون».
«آفتاب يزد»: تغيير القشرة على طريقة الأصوليين
ترصد افتتاحية صحيفة «آفتاب يزد»، عبر كاتبها النائب البرلماني السابق علي نظري، محاولات الأصوليين لتغيير قشرتهم في الانتخابات المقبلة، بصيغة «مشاركة الشباب» أو «الأصولية الجديدة».
وردَ في الافتتاحية: «تساءل الكثيرون حول عدم مشاركة بعض الشخصيات الأصولية في الانتخابات النيابية المقبلة. هذا الموضوع بطبيعة الحال كان يمكن توقُّعه، منذ طرح مواضيع مختلفة من قبيل «البرلمان الجديد» و«مشاركة الشباب في قائمة الأصوليين» و«الأصولية الجديدة» وما إلى ذلك، خاصّةً أنّنا كُنّا نشاهد مهاجمة بعض الأصوليين للشخصيات الأصولية التقليدية فقط بمجرَّد تناقُل الأخبار حول مشاركتها في الانتخابات.
يبدو أنّ حذف شخصيات التيّار الأصولي صاحبة الخبرة هي أوامر تنظيمية، لأنّهم حصلوا على توجيهات بأن يكون البرلمان المقبل برلمان شبابي. ومن الطبيعي في هذه الظروف، ألّا يكون هناك مجال للشخصيات الأكبر سنًّا. من جهة كان من المقرَّر للتيّار الأصولي أن يغيِّر قشرته، من أجل استقطاب أكبر عدد من المُخاطَبين، وأن يكون خطابه قائماً على حركة جديدة، حتّى أنّكم شاهدتم خلال الأشهر الأخيرة كيف أعلن قاليباف عن أنّ الشخصيات القديمة لا يجب عليها أن تنزل إلى الميدان، وأنّ نزول أشخاص مثل حدّاد عادل سيحوّلٌ دون عملية تغيير القشرة في التيار الأصولي، وسيسلب الشباب الفرصة لإدارة الميدان.
بالتأكيد يبدو أنّ ممارسة الشباب الأصولي الضغط على الأصوليين التقليديين؛ كي لا يترشَّحوا للانتخابات كان مؤثِّراً. ومن هنا يبدو أنّ تيار الشباب الأصولي، هو من سينتصر في الانتخابات المقبلة، وسوف يسعون للحصول على الهيئة الرئاسية للبرلمان.
بالطبع بعض الشخصيات الإصلاحية استنبطت أنّ عدم ترشُّح بعض الشخصيات الأصولية يعني أنّ الأصوليين يعتبرون أنفسهم الخاسرين في الانتخابات، لكن مثل هذا التحليل لا يمكن قبوله، وأنا أعتقد أنّ انتخابات هذه الدورة عدا عن عدم مشاركة الشخصيات الإصلاحية، ستشهد منافسة داخل الحزب الواحد، في ظلّ تواجدٍ مكثَّفٍ لأحد التيّارين بشخصياته المؤثِّرة».
إيران توقِّع أوّل اتفاقية عسكرية مع «أنصار الله» اليمنية
أعلنت قناة «المسيرة» التابعة لحركة «أنصار الله» الحوثية في اليمن، أمس الثلاثاء (24 ديسمبر)، عن توقيع أوّل اتفاقية تعاون عسكري رسمي مع إيران.
وبحسب التقرير، فقد تمّ توقيع الاتفاقية في طهران، خلال لقاء ما تعتبره إيران سفيرًا لليمن لديها (سفير الحركة في طهران) إبراهيم محمد الديلمي، مع وزير الدفاع الإيراني اللواء أمير حاتمي. وذكر موقع «ميدل إيست مونيتور» أنّ هذه هي المرّة الأولى، التي يقرّ فيها الحوثيون اليمنيون رسميًّا بالتعاون العسكري مع إيران.
واعترفت إيران غير مرة بوجودها وتَدخُّلها في عدد من الدول العربية كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه «لولا دعم إيران للعراق وسوريا، لشهدنا اليوم مصيرًا آخر لبغداد ودمشق»، حسب قوله. كما أقرّ خطيب جمعة طهران محمد حسن أبو ترابي في إحدى خطب صلاة الجمعة، بوجود وتدخُّل بلاده في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، وقال إن «التعبئة في إيران والعراق وسوريا وفلسطين ولبنان تحت قيادة المرشد الإيرانيّ تَصدَّت بقوة للغطرسة العالَمية»، حسب وصفه. كذلك، أكَّد إمام جمعة نوشهر حجة الإسلام محمود مشايخ في خطب صلاة الجمعة أن حزب الله اللبناني والحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن يقاتلون بتأثير الحشد الإيرانيّ، كما نقلت صحيفة «اعتماد» الإيرانيَّة عن القيادي في الحرس الثوري ناصر شعباني قوله إن «الحوثيين تَلقَّوا منا أمرًا مباشرًا باستهداف ناقلة النِّفْط السعوديَّة في 25 يوليو»، مشيدًا بـ «حزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن ودورهم الهامّ الذي يخدم إيران ودورها في المنطقة». كذلك اعترف قائد الحرس الثوري الإيرانيّ آنذاك محمد على جعفري، بتقديم دعم مباشر لجماعة أنصار الله المسلَّحة في اليمن، وقال في مؤتمر صحافي إن «مساعدة إيران لليمن تحمل طابعًا استشاريًّا ومعنويًّا بشكل أساسي، وستستمر في المستقبل».
المصدر: صحيفة «كيهان»
فلاحت بيشه: لن تتعاون بنوك الدول الأخرى معنا إذا رفضنا FATF
أوضح عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية حشمت الله فلاحت بيشه، أنّه «إذا لم تقبل إيران شروط FATF، فلن تتمكَّن ثانية بنوك حكومات الدول الصديقة لنا والمتعاونة معنا من العمل مع إيران»، ذاكرًا أنّه تمّ تسييس موضوع FATF داخليُّا.
وقال فلاحت بيشه خلال توضيحه لضرورة إقرار اللوائح: «يتعيَّن علينا إخراج موضوعFATF من القالب الجامد الذي وضعناها فيه، وهي معروفة بالمعاملات البنكية، حيث تتصل شبكة واسعة من الأمور المالية والبنكية ببعضهم بعضًا، وتعمل الدول فيها»، وأضاف: «على الرغم من أنّها آلية لمواجهة غسل الأموال في العالم، لكن الدول تستفيد من هذا الموضوع أيضًا. بعض الدول تستفيد منها لأجل مواجهة الفساد وغسل الأموال الذي يهدِّد اقتصادها، والبعض الآخر مثل أمريكا يستغلّها أيضًا للضغط على الدول الأخرى، أيّ الدول الخاضعة للعقوبات مثل إيران. لذلك فموضوع FATF سُيِّس أكثر مما هو موجود في العالم، نظرًا لتزامنه مع العقوبات». وأشار عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية، إلى أنّ «وفودًا من الحكومة والبرلمان سمعت خلال مفاوضاتها مع الدول المختلفة حديثًا عن أنّ عدم انضمام إيران إلى FATF سيؤدِّي إلى قطع العلاقات مع الدول الصديقة والمتعاونة». وأضاف موضِّحًا: «كانت لديّ عدّة لقاءات مع مسؤولي دول روسيا وتركيا والعراق، وطالبوا بانضمام إيران إلى FATF. ويرجع السبب في ذلك إلى وجود عددٍ محدودٍ من البنوك يعمل مع إيران، وسبب تعاملهم هذا هو أمر كبار مسؤولي حكومتهم، وتبحث تلك البنوك عن ذريعة كي لا تعمل مع إيران، وسيعطي قطع التعامل مع FATF ذريعةً لهؤلاء للقيام بما يرغبون به».
وأوضح فلاحت بيشه أنّ للشفافية الكلمة الأولى في العالم اليوم. وأضاف: «على الرغم من مساعي بعض اللاعبين مثل أمريكا أن يستخدموا مواجهة غسل الأموال كجزءٍ من سلطتهم، إلّا أنّ هناك في العالم سياسة دولية لمواجهة دائرة المال القذر. وبكامل الأسف تعتبر إيران واحدة من الدول التي طرح فيها موضوع المال القذر طوال السنوات السابقة، أكثر من الجميع. وتعتبر الاختلاسات الواسعة وفرار المفسدين اقتصاديًا وإخراج أموال الدولة نماذج لهذا الموضوع».
المصدر: وكالة «إيسنا»
رضائي: لا أستطيع قول شيء عن FATF.. ومهاجري يردّ عليه: اترك بعض الخبز للمواطن
أكَّد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، أنّ موضوع لوائح FATF يجري دراسته في المجمع، وقال: «لا أستطيع قول شيء حوله»، وردَّ عليه الناشط الإعلامي الأصولي محمد مهاجرة في تغريدة: «اترك بعض الخبز على سفرة المواطن».
وأوضح رضائي قائلًا: «سوف أتحدث حول لوائح FATF بعد إجراء التحقيقات اللازمة في المستقبل. لا يزال الموضوع تحت الدراسة في المجمع»، وأجاب على سؤال عن موعد انتهاء دراسة اللوائح قائلًا: «لا يزال الأمر غير محدَّد، ولا يمكن إعلان توقيت الانتهاء بصورة دقيقة؛ بعد الدراسة سوف أتحدَّث حول هذا الموضوع».
من جانبه، كتب مهاجري على حسابه في «تويتر» ردّاً على رضائي تحت هاشتاق بعنوان «محسن رضائي والـ FATFـ»، قائلًا: «قال محسن رضائي الغاضب من طلب الخبراء الانضمامَ إلى الـ FATF لماذا لا تسمحون بتشكيل مجلس بمشاركة القوى الثورية؟ سيادة اللواء! المجمع ملكك؛ البرلمان أيضًا ملكك، أساسًا منصب رئاسة الجمهورية ملكك بدون انتخابات! بدلًا من أن تهرول على عقوبات أكثر، اترك بعض الخبز على سفرة المواطن».
المصادر:
وكالة «فارس»
موقع «مستقل أونلاين»