أكَّد نائب وزير الصحَّة إيرج حريرتشي، مساء أمسٍ الأحد، في اجتماع هيئة مكافحة كورونا بأصفهان، أنّ هذه المحافظة «أظهرت معدَّل انتشارٍ مرتفع»، مقارنةً ببقية المحافظات الإيرانية.
وفي شأنٍ آخر، أعلن البرلماني علي مطهري، أمسٍ الأحد، أنّه «لا يهمُّ من يتولَّى رئاسة البرلمان الإيراني؛ لأنّ البرلمان ليس هو من يقرِّر بشأن القضايا المهمَّة».
وعلى صعيد الافتتاحيَّات، أشارت صحيفة «آرمان ملي» إلى انتقاد سلوك الصين مِن قِبَل متحدّث وزارة الصِّحة الإيرانيّ؛ ما جعل بعض الأصوليّين يَعُدون انتقاد الصين بمثابة الدعم لأمريكا! وكأنَّ العالم مقسّمٌ، من وجهة نظرهم، إلى قُطبين، حقٌّ بقيادة الصين وباطلٌ بقيادة أمريكا؛ الفكرة التي ترفُضها الصين نفسها في علاقاتها الدوليَّة مع أمريكا. فيما ترى افتتاحيَّة «ستاره صبح» أنَّ سبب «فيروس العقوبات» كما يُسميه روحاني، هو السياسة الخارجيَّة التي مهَّدت لتصعيد العقوبات، وَمِن ذلك مهاجمة السّفارات الأمريكيَّة والبريطانيَّة والسعوديَّة، فضلًا عن الشعارات الحادة ضدَّ بعض الدول الأخرى.
«آرمان ملي»: الأصوليّون والصّين ومعنى الاستقلال!
أشار الناشط السياسيّ أحمد زيدآبادي إلى بعضِ الدوائر الأصولية التي انبرت للدفاع عن أداء الحكومة الصينيَّة وَوَصفت هذه الفئة من الأصوليين انتقاد متحدّث وزارة الصحة للصين بأنه «مُكلِف»!
جاء في الافتتاحيَّة: «يُشير ردّ فعل وسائل الإعلام والناشطين الأصوليين وحتى بعض المؤسَّسات الرسمية حول انتقاد متحدث وزارة الصِّحة لإعلام الحكومة الصّينية لخصائص فيروس كورونا، إلى حصول حدثٍ مهمٍّ في السياسة الخارجيَّة الإيرانيَّة في السنوات الأخيرة، وأعتقد أنه يحتاج إلى تحذيرٍ جادّ. فمنذ الثورة الإيرانيَّة وحتى الآن، لم يُخفِ الأشخاص والتيارات السياسيَّة داخل إيران عادةً اهتمامهم بأحد نماذج الحكم في العالم أو نموذج الإدارة الاقتصاديَّة! كثيرون يُحبِّذون الديموقراطية الليبرالية والاقتصاد القائم على السوق، ويميل الكثيرون إلى الديموقراطية الاشتراكيَّة ومزيجٍ من آليَّة السوق مع تدخل الحكومة في الاقتصاد، ويدعم الكثيرون الأنظمة السياسيَّة ونظام الحزب الواحد المركزيّ مع اقتصادٍ مركزيٍّ، وكثيرون يُعتبرون من مناصري النماذج الاشتراكيَّة.
مع ذلك، في كل هذه السنوات، باستثناء حزب توده في فتراتٍ معينة، لم تظهر أيٌّ من التيارات السياسيَّة نفسها ملتزمةً ومخلصةً لحكومةٍ أجنبيَّة كي لا تتحمل أيّ انتقادٍ مُوجّه لتلك الحكومة بسبب سلوكٍ واضح بَدر منها، وتشُن هجومًا إعلاميًّا على منتقدي تلك الحكومة. للأسف، حدث مثل هذا الشيء الآن! فقد انبرت بعضُ الدوائر الأصولية؛ ربما بسبب الجهل، للدفاع عن أداء الحكومة الصينية لدرجة بدا معها أنَّ مفهوم النفوذ الصيني في بلدنا أمرٌ طبيعيٌّ وجليٌّ، وأنّ مبادئ السياسة الخارجية لإيران تُنتهك وتتزعزع بانتقاد أداء الصين! ووصفت هذه الفئة من الأصوليين انتقاد متحدث وزارة الصحة للصين بأنه «مُكلِف؛ وتعاملوا معه بحدّة».
لا يُدرك هؤلاء الأشخاص والمؤسَّسات بأنه إذا كان من المفترض أنْ تكون التكلفة قائمة على تجنّب انتقاد السياسة الخارجيَّة لدولةٍ أجنبيَّة، فلماذا هم أنفسهم دخلوا في نزاعٍ مع أغلب القوى العالميَّة المؤثِّرة وفرضوا تكاليفَ غير مسبوقةٍ على البلد؟ مِن وجهة نظرهم، هل انتقاد سلوك الصين فقط مكلِف والنزاع مع القوى العالميَّة والإقليميَّة الأخرى غير مكلِف؟ عدَّ البعض من هذه الدوائر الانتقاد للصين بمثابة الدعم لأمريكا! وكأنَّ العالم مقسّمٌ، من وجهة نظرهم، إلى قُطبين، حقٌّ بقيادة الصين وباطلٌ بقيادة أمريكا، وكلُ مَن ليس في جبهة الصين المُحقّة فهو في جبهة أمريكا الباطلة لا محالة!
حتى الصينيون أنفسهم يرفضون مثل هذه الفكرة في العلاقات الدوليَّة! ودائمًا ما تؤكّد الحكومة الصينية على التعاون مع الولايات المتحدة في مختلف المجالات الدوليَّة، وأقامت أوثق العلاقات مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليمينيّ. في بعض الحالات، كانت هذه العلاقة وثيقةٌ جدًا لدرجة أنَّ الولايات المتحدة احتجت على إسرائيل وطلبت من نتنياهو قطع يد الصينيين عن منشآت ميناء حيفا! مع أخذ ذلك بعين الاعتبار، ووَفقًا لزعم الأصوليين، إذا أراد أيُّ شخصٍ انتقاد العلاقة الوثيقة بين الحكومة الصينيَّة وإسرائيل، فهل يدعم الولايات المتحدة في هذه الحالة؟
في غضون ذلك، ذهب أحدُ النشطاء الأصوليّين في الدفاع عن الصين إلى حدّ وصْفِ مسلمي الإيغور المضطهدين بالدواعش! يبدو الأمر في رأيه أنه إذا عارض مسلمٌ سياسة التوحيد الثقافيّ في الصين فهو في عداد الدواعش؛ لأنه أدار ظهره لمظهر الشرعيَّة الدوليَّة، أيْ الحزب الشيوعي الصيني الأوحد! على أيّ حال، مع هذا النهج الذي اتخذه بعض الأصوليّين، أصبحت الصين على ما يبدو أحد الخطوط الحمراء، وَمِن الآن فصاعدًا، يجب أنْ ندفع ثمن انتقاد الصين في المحاكم والسجون! عندئذٍ ماذا سيتبقى من الاستقلال السياسيّ المزعوم؟ بالطبع، أنا لا أرفض وجود علاقةٍ طبيعيَّةٍ ومعقولةٍ ومتوازنةٍ مع الصين، على غرار العلاقة التي تربط معظم دول العالم بها، ولكن ألا يعني تحويل الصين إلى إحدى المحرّمات التي لا يمكن انتقادها على المستوى الرسميّ أو غير الرسميّ التبعيَّةَ لها؟ في رأيي، لمْ يفُت الأوان على الشخصيَّات الكبيرة وعقلاء الأصوليّين لاتّخاذ موقفٍ حيال هذه القضية، حتى لا تتفشَّى بينهم تهمة تبعيَّتهم للصين ونفوذها بينهم بشكلٍ رسميّ!».
«ستاره صبح»: سيّدي الرّئيس، أخبِر النّاس بكواليس الفيروس الثّاني؛ العقوبات
يطرح أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران صادق زيبا كلام عِدّة تساؤلاتٍ للرئيس روحاني إثر تصريحه بالأمس القائل: إنَّ إيران تُعاني من فيروسين، أحدهما كورونا والآخر العقوبات، وفيروس العقوبات أكثر خطورةً من فيروس كورونا؛ محاولًا خلال الافتتاحيَّة شرح مقولة الرئيس.
جاء في الافتتاحيَّة: «وَفقًا لرأي كاتب هذا المقال، فإنَّ تحرير 1.6 مليار دولارٍ من الأموال الإيرانيَّة المجمدة في لوكسمبورغ، والذي تَحقَّق من خلال الجهود القانونيَّة، لا يعني أنَّ السياسة الخارجيَّة الإيرانيَّة تُجاه الغرب وأمريكا قد تغيرت، بل من المحتمل -بسبب تفشِّي فيروس كورونا في العالم وفي إيران- أنَّ الدول الأوروبيَّة وأمريكا اتفقوا في إجراءٍ إنسانيٍّ على تحرير الأموال الإيرانيَّة المجمدة، وهي خطوةٌ إيجابيّةٌ ونوعٌ من الضوء الأخضر لإيران. يمكن بهذا المبلغ شراء المستلزمات الطبيَّة والأدوية والمواد الغذائيَّة. كما نشهدُ في هذا الصدد أيضًا حقيقةً أخرى؛ منحت أمريكا تصريحًا لكوريا الجنوبية بتصدير المنتجات الطبيَّة والصيدلانيَّة والغذائيَّة من أموال النِّفط الإيرانيَّة المجمدة، ويعتبر هذا هو الإجراء الثّاني لمساعدة إيران في مكافحة الفيروس.
أعتقدُ أنَّ هذه الإجراءات تُظهر أنَّ هاتين الانفراجتيْن في الواقع لهما علاقةٌ بقضية كورونا، وليس القول إنَّ هناك تغييرًا حدث في السياسة الإيرانيَّة أو إنَّ الدبلوماسيّين الإيرانيّين نجحوا في القيام بشيءٍ ما، وبعبارةٍ أخرى، تمّت هذه المساعدات بسبب تفشِّي مرض كورونا. قال رئيس الجمهورية أمس: إنَّ إيران تُعاني من فيروسين، أحدهما كورونا والآخر العقوبات، وفيروس العقوبات أكثر خطورةً من فيروس كورونا. في هذا السياق، يجب على روحاني أنْ يشرح لـ 18 مليون ناخبٍ اختاروه في 14 يونيو 2013م، بالإضافة إلى 24 مليون ناخبٍ صوّتوا له في 19 مايو 2017م، لماذا يُعَد فيروس العقوبات أكثر خطورةً من فيروس كورونا، ويجب أنْ يقول لماذا مِن بين أكثر من 197 دولةً في العالم تخضع إيران لضغوط العقوبات التي يتعيَّن على الإيرانيين دفع ثمنها؟
ينبغي لرئيس الجمهورية أن يطرح بصدقٍ للشعب الأسباب والعوامل التي وضعت إيران تحت ضغط العقوبات، ويقول لماذا لم تتمكَّن سياستنا الخارجية من وقف العقوبات؟ السؤال هو لماذا لا تتعرض أكثر من 190 دولةً أخرى لضغوط العقوبات مثل إيران؟ هذه الأمور تُثير علامات استفهام، ويجب إعادة الحديث عنها في سياق ظروف كورونا، لربما تُفتح نافذة لتخفيف العقوبات.
باعتقادي فإنَّ الشعارات والإجراءات العنيفة مثل مهاجمة السفارة الأمريكيَّة، ومهاجمة السفارة البريطانيَّة، ومهاجمة السفارة السعوديَّة، فضلًا عن الشعارات الحادة ضدّ بعض البلدان قد مهّدت الأجواء لتصعيد العقوبات؛ تسبّبت هذه القضايا وغيرها في وضع إيران تحت ضغط العقوبات، لدرجة أنَّ الرئيس يقول إنَّ خطر العقوبات أكبر من خطر كورونا. هذه الأحداث وبعض الإجراءات الأخرى وضعت البلاد تحت الضغط مع مرور الوقت، وأدّت الأزمة التي سبّبها كورونا والعقوبات إلى تفاقم الوضع في البلاد، وفي ظلّ هذه الأوضاع يتوقع النّاس مِن رئيسهم المنتخَب أنْ يُوضّح كواليس أسباب استمرار العقوبات ضدّ إيران وتصعيدها كما هي، ودون التفكير في مصلحة أحد».
نائب وزير الصحَّة: إصابات «كورونا» في أصفهان مرتفعةٌ مقارنةً ببقية المحافظات
أكَّد نائب وزير الصحَّة إيرج حريرتشي، مساء أمسٍ الأحد (12 أبريل)، في اجتماع هيئة مكافحة كورونا بأصفهان، أنّ هذه المحافظة «أظهرت معدَّل انتشارٍ مرتفع»، مقارنة ببقية المحافظات الإيرانية.
وقال حريرتشي: «بالنظر إلى الإجراءات الجيِّدة التي اتّخذتها هيئة مكافحة كورونا، وصل انتشار المرض إلى مستوى مستقر. شهدنا في بعض المحافظات انخفاضًا في انتشار الفيروس، لكن معدَّل الإصابة بالفيروس واستقبال المرضى في مستشفيات أصفهان, لا يزال أعلى ممّا هو عليه في المحافظات الأخرى». كما أشار إلى قرار إيران باستئناف الأعمال منخفضة المخاطر، مؤكدًا: «وفقًا لذلك، كُنّا قلقين بشأن زيادة الإصابة بالفيروس في أصفهان، ونظرنا في اتّخاذ إستراتيجياتٍ مضادّة في هذا الصدد».
وأردف نائب وزير الصحَّة: «لذلك درست هيئة مكافحة كورونا بشكلٍ خاصّ خطَّة الابتعاد الاجتماعي الذكي، وتحديد وفصل المرضى، وتحديد الأشخاص الذين كانوا مخالطين للمرضى، وهذه الخطَّة على جدول الأعمال في هذه المحافظة»، وتابع: «بالنظر إلى وجود مخاوف في أصفهان بشأن زيادة عدد المصابين بكوفيد 19، لذا ستتم في هيئة مكافحة كورونا بالمحافظة دراسة الإستراتيجيات الرئيسية الثلاث لمواجهة كورونا، وهي التباعد الاجتماعي الذكي، وتحديد وعزل المرضى، وتحديد الأشخاص الذين خالطوا المرضى».
وكالة «مهر»
مطهري: لا يهمُّ من يرأس البرلمان لأنّه لا يقرِّر في القضايا المهمَّة
أعلن البرلماني علي مطهري، أمسٍ الأحد (12 أبريل)، أنّه «لا يهمُّ من يتولَّى رئاسة البرلمان الإيراني؛ لأنّ البرلمان ليس هو من يقرِّر بشأن القضايا المهمَّة».
وقال مطهري: «القرارات المهمّة بيد مجلس صيانة الدستور أو مجمع تشخيص مصلحة النظام. وهذا يعني أنّه إذا كان النظام يعارض أمرًا ما، وقام البرلمان الإيراني بالمصادقة عليه، فإنّ مجلس صيانة الدستور سيرفضه، أو سيقوم مجمع تشخيص مصلحة النظام وفق البِدعة التي ابتدعها بإيقاف القرار، بوصفه يتعارض مع السياسات العامّة للنظام، وعلى هذا النحو، لن يتحوَّل القرار إلى قانون؛ ومن هذا المنطلق، لا يهمُّ من يتولَّى رئاسة السلطة التشريعية؛ لأنّ البرلمان لا يمتلك صلاحية اتّخاذ القرارات في القضايا المهمّة».
موقع «عصر إيران»